قضايا المرأة بين الهاى لايف و (أم سيد)

قضايا المرأة بين الهاي لايف وأم سيد!

* مظاهرات.. اعتصامات.. مشاجرات.. ندوات ولقاءات تليفزيونية في الفضائيات تجاوزات كلمني كالرجال انهم يكذبون يختلقون غير الحقيقة تحويلات للنيابة العامة فتاوي جديدة البعض مع المرأة والبعض ضدها فريق يؤيد تعيين المرأة قاضية والآخر ضدها البعض يريدها في المناصب القيادية والبعض يريدها في البيت والمزايدات تستمر الكوته في البرلمان وتشجب من يعترض عليها.
* المدهش ان المطالب كلها تأتي من جانب النخبة أو من النساء الهاي لايف اللاتي يعشقن حياة ناعمة لايكدرهن نقص الموارد أو الأموال أو خلافات زوجية لا يقدرن علي حلها.. المؤسف انه ولا واحدة منهن تتحدث عما تريده النساء ممن لسن من الهاي لايف.
في البرنامج التليفزيوني المعتدل النغمة قدم معتز الدمرادش في 90 دقيقة تقريرا عما تريده المرأة في الشارع.. المرأة الكادحة التي تبحث عن قوت يومها يوماً بيوم وعلقت عليه الناشطة سحر الجعارة فقالت ان الناشطات السياسات في جانب بينما المرأة المكافحة الكادحة التي تعاني من كل شيء في جانب آخر.
المرأة المكافحة تبحث عن لقمة العيش بأي طريق وهي تريد ان تتعلم وطريق محو الأمية ليس مفروشاً بالورود فامامه عقبات كثيرة قالتها لي الفلاحة الفصيحة التي علمت نفسها بنفسها عين الحياة التي يصل بها الحال لتعلم بنات جنسها ان تجمعهن علي قهوة في البراجيل.
المرأة الكادحة بالنسبة لها قضية النوع أو الجندر هي لا تفهمها ولا تعرف لماذا تعقد من أجلها الندوات واللقاءات في فنادق خمس نجوم أو سبع نجوم ليتناقشوا النخبة والنساء الهاي لايف ويقدم لهم الغداء والعشاء علي حساب المرأة الكادحة التي لا تجد ضمانا لحياتها أوحياة أولادها النخبة في جانب والنساء الهاي لايف بجانب.. والجمعيات الأهلية ندوات ولقاءات وحفلات استقبال للوفود من الأمم المتحدة لكي يصدرن التقارير عن تقدم المرأة المصرية وهي تبحث عن فرصة عمل لابنائها فلا توجد الآن أسرة مصرية ليس لديها شاب عاطل وقد يكون اثنان انتهيا من تعليمهما ومازالا يجلسان في المنزل انتظاراً للفرج ويدور الأب حول نفسه ويزور جميع معارفه وأصدقائه بحثا عن فرصة عمل لهما وبالطبع طوال سنوات يدفع لهما مصروف الجيب الذي كان يحلم بان يعمل أولاده ويساعدوه في مصاريف المعيشة.
لقد أثبت التقرير الأخير لمركز معلومات مجلس الوزراء ان فرص العمل المتاحة خلال مارس الماضي انخفضت بنسبة 66% فقد كانت في الشهر قبل الماضي 30 ألفاً أصبحت 10 آلاف فرصة عمل.
المرأة الكادحة لا تبكي وتعبر علي الهموم وتلجأ "لله" ليجد لها مخرجا من همومها ومازال العرض مستمرا بالنسبة للنخبة والنساء والهاي لايف اللاتي يبحثن الآن عن الانتخابات والكوته والمناصب القيادية والمناصب الحزبية.
التقرير الذي اطلعت عليه مؤخراً والذي أعدته مؤسسة المرأة الجديدة برئاسة نولة درويش وهي أيضاً ناشطة سياسية إلا أنها في هذا التقرير تنحاز لجانب النساء المكافحات والتقرير يحمل عنوان نساء منسيات.
تضمن التقرير مجموعة من النساء ترواحت أعمارهن بين العشرينيات والثمانينيات نسبة كبيرة منهن تزوجن من رجال يكبرونهن بأعوام طويلة وصلت في بعض الأحوال إلي ما يزيد علي ثلاثين سنة ومنهن أيضاً أرامل كثيرات ونساء تزوجن في سن الطفولة في سن اللعب ولكن هذا الحق يهدر تماماً عندما تقدم الفتاة كالقربان علي الذبح ونساء تزوجن أكثر من مرة بعد الترمل والطلاق ولاتعين الهوان وأصبحن يرون أطفالهن الذين من لحمهن ودمهن خلسه وكأنهن يرتكبن جرماً.
البعض يعشن علي الصدقات من أهل الخير وهذه الصدقات ليست حقا مكتسباً ولكن لاتتعدي الصدقات ان يعشن علي حد البقاء.
تقول نولة درويش رئيسية مؤسسة المرأة الجديدة وجدن فيما قابلناهن من اضطرت للبحث في صناديق القمامة لاطعام أطفالها.. أو من تعمل دون أي ضمانات سواء البائعات في المحلات أو البائعات الجائلات أو العاملات في المحلات في المنازل وهو ما ينطبق أيضاً علي ربات البيوت وعلي العاملات الزراعيات وعلي كثير من المنسات.
وهؤلاء النساء المنسيات يعملن ليل نهار سواء داخل المنازل أو خارجها ومساهمتهن وعطاؤهن لا يظهر علي السطح فهو لا ينع** في الاحصائيات الرسمية ولا هو مرئي أو معترف به اجتماعيا إلي جانب الثقافة السائدة التي لا تعير عمل المرأة غيرالرسمي أي اعتبار وتنظر اليه علي انه من البديهيات بل تذهب حتي للتحضير من شأنه هناك غياب مريع في القوانين لتوفير الحماية والأمن لهؤلاء النساء المنسيات بل ان قانون العمل يستثني بصفة خاصة العاملات في الزراعة والعاملات في المنازل ومعظمهن معيلات لأسر وهذا ليس غريباً فالأسر التي تعيلها نساء في مصر تزيد علي ربع نساء مصر حوالي 30% وهي في أغلب الأحوال من أفقر الأسر ومن أكثرها تهميشا.
والنماذج كثيرة أم سيد لديها خمس بنات زوجها سايبها ولم يطلقها من 17 عاماً هي تجري علي تعليم بناتها وزواجهن وكل واحدة علي رأيها "ماشية بدماغها" هي لاتريد الزواج ولكن تريد الستر وتعمل "أرزقية" علي حد قولها في كل بيت شوية شادية تزوجت من بواب وهي في العشرين الجامع يساعدها ماديا وتوقف الدعم لها عندما اكتشفوا أنها ليست من المنطقة.
سماح بائعة في محل موبايلات دبلوم تجارة وليس لديها عقد عمل مع المحل وقالوا لها اللي مش عاجبه ما يشتغلش مفيش عقود وجعلوها تكتب علي نفسها وصولات أمانة بضعف قيمة الموبايل اللي في المحل.
سناء تعمل محصلة في جمعية لبيع الخضروات مرتبها لا يكيفها هي وشقيقاتها ووالدتها المريضة وهي نفسها تعاني من أمراض القلب والسكر والضغط ومع ذلك لا يؤمن لها العمل الأدوية.
نجاة تخدم في البيوت الآن بعد ان مات زوجها وترك لها أربعة أطفال ان**رت في بيت وتركوا لها عشرة جنيهات وطردوها وهي تعمل في بيت آخر عند دكتور عملوا لها عمليتين علي حسابهم وهي تقول كتر خيرهم لولاهم لكنت "اتمرمطت".
زينب تعمل عاملة نظافة في مدرسة حضانة لديها 5 أطفال تأخذ علي كل طفل 20 جنيهاً من جمعية الأيتام وأولادها كلهم في المدارس وأهل الخير يدفعون لها الدروس الخصوصية للأولاد وهي نفسها تقدر التعليم فهي حاصلة علي شهادة الثانوية الأزهرية.
هذه النماذج كالاطياف يمررن أمام عيون الناس الذين يكادون لايرونهن بل يرونهن ولكن لايشعرون بهن أو بوجودهن كبشر حق الأغلبية الصامته من نساء مصر ربات بيوت عاملات زراعيات عاملات في محلات عاملات في المنازل مطلقات أرامل فقيرات يعشن في العشوائيات في المقابر تحت الكباري ولا يتذكرهن المجتمع انهن نساء منسيات.
لا تبحث عنهن النخبة أو النساء الهاي لايف لتحسين أحوالهن أو مد يد المساعدة لهن.. بل يعشن في واد سحيق والنخبة والهاي لايف يبحثن عن الأضواء والشهرة والإعلام.