الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
4 مشترك
مـنـتـديـات الـقـصـيـر الـبـحـر الأحـمــر :: المنتـــــــــــدى الديـــنــى :: المنتــدى الاســلامى العـــام
صفحة 2 من اصل 2
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
بسم الله والصلاة والسلام على خير خلق الله
قال الملك الحق: ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) ؟؟
ذكر الله تعالى كثيرا في القرأن الكريم أهمية الأمثال وضربها للناس للفهم والتوضيح
وسنبدأ بإذن الله بشرح هذه الأمثال .. الظاهر منها في الألفاظ وكذلك الأمثال الكامنة في مضمون بعض الأيات لأن المثل يقرب المعنى المقصود إلى الأذهان
: وسينقسم شرح الأيات إلى
1- الأيات الكريمة
2- المثل : شرح مُبَسَّط للأية وتوضيح فكرة المثل
3- شرح مُطَّول للأيات : لمن يحب الاستفاضة فيها
((( اللي مكسل يقرا كل شرح الأيات يكتفي بقراءة ما تحت عنوان (المثل) فهو الملخص لمعنى المثل المضروب في الأية ))))
والأمثال القرآنية كثيرة جدا وتصف أحوال المنافقين واليهود والمؤمنين والناس عامة والجنة والنار وغيرها
سأعرضها يوميا أو أسبوعيا حتى ننتهي منها إن شاء الرحمن .. لعلنا نعمل بكلام الرحمن : ( أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب اقفالها؟؟ )
( وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )
( لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )
( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ )
قال بعض السلف كنت إذا قرأت مثلا من القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي لأن الله تعالى يقول « وما يعقلها إلا العالمون »
واللـــــــــــه المستعــــــــــــان
_*_*_*_*_*_*_*_
عـلـى بــركـــة اللـــــه نـبــدأ
============================
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ضرب الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة في المنافقين بحسب حالهم مثلين: مثلا ناريا ومثلا مائيا ، لما في الماء والنار من الإضاءة والإشراق والحياة فإن النار مادة النور والماء مادة الحياة
* * * * * * * * * * * *
(1)
المثل الناري
========
سورة البقرة
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)
* * * * * * * * * * * *
معاني الكلمات
=========
استوقد نارًا أو أوقد نارًا: كما يقال: استجاب بمعنى أجاب
استوقد: أشعل
صُمٌّ: لا يسمعون الحق ، ولا يسمعون خيرا
بُكْمٌ: خرسٌ عن النّطق بالحق ، ولا يتكلمون بما ينفعهم
عُمْيٌ: لا يرون طريق الحق ، وفي ضلالة وعماية البصيرة
لا يرجعون: لا يتوبون ويرجعون إلى الحق
* * * * * * * * * * * *
المثل
===
صور الله سبحانه وتعالى حال المنافقين الذين آمنوا -ظاهرًا لا باطنًا- برسالة محمد صلى الله عليه وسلم , ثم كفروا , فصاروا يتخبطون في ظلمات ضلالهم وهم لا يشعرون , ولا أمل لهم في الخروج منها ؛ بحالَ جماعة من الناس في ليلة مظلمة , وأوقد أحدهم نارًا عظيمة للدفء والإضاءة , فلما سطعت النار وأنارت ما حوله , انطفأت فجأة وأعتمت , فصار أصحابها في ظلمات لا يرون شيئًا , ولا يهتدون إلى طريق ولا مخرج
فهم صُمٌّ عن سماع الحق سماع تدبر , بُكْم عن النطق به , عُمْي عن إبصار نور الهداية ; لذلك لا يستطيعون الرجوع إلى الإيمان الذي تركوه , واستعاضوا عنه بالضلال
وفي هذا المثل دلالة على أنهم آمنوا ثم كفروا- وفي قول أخر لم يؤمنوا وادعوا الإيمان لغرض أخر وهو الدخول بين المؤمنين وتشتيتهم
نفترض أنّ أحداً ضلّ في البيداء وسط ظلام دامس وأراد أن يقطع طريقه دون أن يتخبّط فيه ، ولا يمكن أن يهتدي إلاّ بإشعال النار ليمشي على ضوئها ونورها ويتجنب المزالق الخطيرة ، وما أن أوقد النار حتى باغتته ريح عاصفة أطفأت ما أوقده ، فعاد إلى حيرته الأولى
فحال المنافقين كحال هذا الرجل حيث إنّهم آمنوا بادىَ الاَمر واستناروا بنور الاِيمان ومشوا في ضوئه ، لكنّهم استبدلوا الاِيمان بالكفر فعمَّهم ظلام الكفر لا يهتدون سبيلاً
هذا على القول بأنّ المنافقين كانوا مؤمنين ثمّ عدلوا إلى الكفر
وأمّا على القول بعدم إيمانهم منذ البداية ، فالنار التي استوقدوها ترجع إلى نور الفطرة الذي كان يهديهم إلى طريق الحق ، ولكنّهم أخمدوا نورها بكفرهم بآيات الله تبارك و تعالى
: والحاصل
أنّ حال هؤلاء المنافقين لمّا أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر كحال من ضلَّ في طريقه وسط الظلام في مكان حافل بالاَخطار فأوقد ناراً لإنارة طريقه فإذا بريح عاصفة أطفأت النار وتركته في ظلمات لا يهتدي إلى سبيل
* * * * * * * * * * * *
قال ابن القيم:
=========
تأمل قوله تعالى ( ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمْ ) ولم يقل: "ذهب الله بنارهم" مع أنه مقتضى السياق ليطابق أول الآية ( ٱسْتَوْقَدَ نَارًا )
فإِِن النار فيها إِشراقٌ وإِحراق ، فذهب الله بما فيها من الإِشراق وهو "النور" وأبقى ما فيها من الإِحراق وهو "النارية"ا
** أى أخذ من النار خاصية نورها ليبقوا فى الظلمات وترك خاصية الإحراق ليحترقوا بغيظهم **
وتأمل كيف قال (بِنُورِهِمْ) ولم يقل "بضوئهم" لأن الضوء زيادةٌ في النور ، فلو قيل "ذهب الله بضوئهم" لأوهم الذهاب بالزيادة فقط دون الأصل
وتأمل كيف قال ( ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمْ ) فوحَّد النور ، ثم قال ( وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ ) فجمعها .. فإِن الحقَّ واحد هو صراط الله المستقيم ، الذي لا صراط يوصل سواه ، بخلاف طُرُق الباطل فإِنها متعددة ومتشعبة ، ولهذا أفرد سبحانه " الحقَّ " وجمع " الباطل " في آيات عديدة
مثل قوله تعالي : ( وَيُخْرِجُهُمْ مِّنِ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ ) / البقرة : 257
وقوله : ( وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَاتِ وَٱلنُّورَ ) / الأنعام : 1
وقوله : ( وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ) / الأنعام : 153
فجمع سُبل الباطل ووحَّد سبيل الحق
(2)
المثل المائي
========
سورة البقرة
أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ۚ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19)
يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ۖ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)
* * * * * * * * * * * *
معاني الكلمات
=========
الصيّب: المطر المنهمر ، وكلّ نازل من علوّ إلى أسفل
وهو عطف على قوله ( كَمَثَلِ الّذي استوقَدَ نارًا ) ، ولما كان المثل الثاني أيضاً مثلاً للمنافقين ، فمقتضى القاعدة أن يقول "وكصيّب" مكان ( أو كصيّب) ولكن ربّما يستعمل "أو" بمعنى "و" قال الشاعر: نال الخلافة أو كانت له قدراً كما أتى ربّه موسى على قدر
ويحتمل أن يكون "أو" للتخيير ، بأن مَثل المنافقين بموقد النار ، أو بمن وقع في المطر
والرعد: هو الصوت الذي يُسمَع في السحاب أحياناً عند تجمعه
والبرق: هو الضوء الذي يلمع في السحاب غالباً ، وربما لمع في الاَُفق حيث لا سحاب ، وأسباب هذه الظواهر اتحاد شحنات السحاب الموجبة بالسالبة كما تقرر ذلك في علم الطبيعيات.
الصواعق: جمع الصاعقة وهي نار عظيمة تنزل أحياناً أثناء المطر والبرق ، وسببها تفريغ الشحنات التي في السحاب بجاذب يجذبها إلى الاَرض.
حذر الموت: يحذرون الموت ويخافون ليأتيهم بضرب الصواعق لهم- ولا يجدي لهم حذرهم فالله محيط بهم.
محيط: الإحاطة بالشيء أي الإحداق به من جميع الجهات.
يخطف: الخطف أي السلب والأخذ بسرعة ، ومنه نهي عن الخطفة بمعنى النهبة.
وإِذا أَظلَم: بمعنى إذا اختفى ضوء البرق.
قاموا: وقفوا وثبتوا في أماكنهم متحيِّرين
* * * * * * * * * * * *
المثل
====
شبه الله حالُ فريق آخر من المنافقين يظهر لهم الحق تارة , ويشكون فيه تارة أخرى ؛ بحالَ جماعة يمشون في العراء , فينصب عليهم مطر شديد , تصاحبه ظلمات بعضها فوق بعض , مع قصف الرعد , ولمعان البرق , والصواعق المحرقة , التي تجعلهم من شدة الهول يضعون أصابعهم في آذانهم ; خوفًا من الهلاك
والله تعالى محيط بالكافرين يراهم ويعلم بحالهم ، لا يفوتونه ولا يعجزونه
_ _ _ _ _ _
_ _ _ _ _ _
الــمــــوضـــوع مــتـــجــــدد بإذن اللــــــــه
تــابــعــــــونـــا
واللــــه الـمـــــوفــــــق
الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
بسم الله والصلاة والسلام على خير خلق الله
قال الملك الحق: ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) ؟؟
ذكر الله تعالى كثيرا في القرأن الكريم أهمية الأمثال وضربها للناس للفهم والتوضيح
وسنبدأ بإذن الله بشرح هذه الأمثال .. الظاهر منها في الألفاظ وكذلك الأمثال الكامنة في مضمون بعض الأيات لأن المثل يقرب المعنى المقصود إلى الأذهان
: وسينقسم شرح الأيات إلى
1- الأيات الكريمة
2- المثل : شرح مُبَسَّط للأية وتوضيح فكرة المثل
3- شرح مُطَّول للأيات : لمن يحب الاستفاضة فيها
((( اللي مكسل يقرا كل شرح الأيات يكتفي بقراءة ما تحت عنوان (المثل) فهو الملخص لمعنى المثل المضروب في الأية ))))
والأمثال القرآنية كثيرة جدا وتصف أحوال المنافقين واليهود والمؤمنين والناس عامة والجنة والنار وغيرها
سأعرضها يوميا أو أسبوعيا حتى ننتهي منها إن شاء الرحمن .. لعلنا نعمل بكلام الرحمن : ( أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب اقفالها؟؟ )
( وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )
( لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )
( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ )
قال بعض السلف كنت إذا قرأت مثلا من القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي لأن الله تعالى يقول « وما يعقلها إلا العالمون »
واللـــــــــــه المستعــــــــــــان
_*_*_*_*_*_*_*_
عـلـى بــركـــة اللـــــه نـبــدأ
============================
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ضرب الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة في المنافقين بحسب حالهم مثلين: مثلا ناريا ومثلا مائيا ، لما في الماء والنار من الإضاءة والإشراق والحياة فإن النار مادة النور والماء مادة الحياة
* * * * * * * * * * * *
(1)
المثل الناري
========
سورة البقرة
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)
* * * * * * * * * * * *
معاني الكلمات
=========
استوقد نارًا أو أوقد نارًا: كما يقال: استجاب بمعنى أجاب
استوقد: أشعل
صُمٌّ: لا يسمعون الحق ، ولا يسمعون خيرا
بُكْمٌ: خرسٌ عن النّطق بالحق ، ولا يتكلمون بما ينفعهم
عُمْيٌ: لا يرون طريق الحق ، وفي ضلالة وعماية البصيرة
لا يرجعون: لا يتوبون ويرجعون إلى الحق
* * * * * * * * * * * *
المثل
===
صور الله سبحانه وتعالى حال المنافقين الذين آمنوا -ظاهرًا لا باطنًا- برسالة محمد صلى الله عليه وسلم , ثم كفروا , فصاروا يتخبطون في ظلمات ضلالهم وهم لا يشعرون , ولا أمل لهم في الخروج منها ؛ بحالَ جماعة من الناس في ليلة مظلمة , وأوقد أحدهم نارًا عظيمة للدفء والإضاءة , فلما سطعت النار وأنارت ما حوله , انطفأت فجأة وأعتمت , فصار أصحابها في ظلمات لا يرون شيئًا , ولا يهتدون إلى طريق ولا مخرج
فهم صُمٌّ عن سماع الحق سماع تدبر , بُكْم عن النطق به , عُمْي عن إبصار نور الهداية ; لذلك لا يستطيعون الرجوع إلى الإيمان الذي تركوه , واستعاضوا عنه بالضلال
وفي هذا المثل دلالة على أنهم آمنوا ثم كفروا- وفي قول أخر لم يؤمنوا وادعوا الإيمان لغرض أخر وهو الدخول بين المؤمنين وتشتيتهم
نفترض أنّ أحداً ضلّ في البيداء وسط ظلام دامس وأراد أن يقطع طريقه دون أن يتخبّط فيه ، ولا يمكن أن يهتدي إلاّ بإشعال النار ليمشي على ضوئها ونورها ويتجنب المزالق الخطيرة ، وما أن أوقد النار حتى باغتته ريح عاصفة أطفأت ما أوقده ، فعاد إلى حيرته الأولى
فحال المنافقين كحال هذا الرجل حيث إنّهم آمنوا بادىَ الاَمر واستناروا بنور الاِيمان ومشوا في ضوئه ، لكنّهم استبدلوا الاِيمان بالكفر فعمَّهم ظلام الكفر لا يهتدون سبيلاً
هذا على القول بأنّ المنافقين كانوا مؤمنين ثمّ عدلوا إلى الكفر
وأمّا على القول بعدم إيمانهم منذ البداية ، فالنار التي استوقدوها ترجع إلى نور الفطرة الذي كان يهديهم إلى طريق الحق ، ولكنّهم أخمدوا نورها بكفرهم بآيات الله تبارك و تعالى
: والحاصل
أنّ حال هؤلاء المنافقين لمّا أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر كحال من ضلَّ في طريقه وسط الظلام في مكان حافل بالاَخطار فأوقد ناراً لإنارة طريقه فإذا بريح عاصفة أطفأت النار وتركته في ظلمات لا يهتدي إلى سبيل
* * * * * * * * * * * *
قال ابن القيم:
=========
تأمل قوله تعالى ( ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمْ ) ولم يقل: "ذهب الله بنارهم" مع أنه مقتضى السياق ليطابق أول الآية ( ٱسْتَوْقَدَ نَارًا )
فإِِن النار فيها إِشراقٌ وإِحراق ، فذهب الله بما فيها من الإِشراق وهو "النور" وأبقى ما فيها من الإِحراق وهو "النارية"ا
** أى أخذ من النار خاصية نورها ليبقوا فى الظلمات وترك خاصية الإحراق ليحترقوا بغيظهم **
وتأمل كيف قال (بِنُورِهِمْ) ولم يقل "بضوئهم" لأن الضوء زيادةٌ في النور ، فلو قيل "ذهب الله بضوئهم" لأوهم الذهاب بالزيادة فقط دون الأصل
وتأمل كيف قال ( ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمْ ) فوحَّد النور ، ثم قال ( وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ ) فجمعها .. فإِن الحقَّ واحد هو صراط الله المستقيم ، الذي لا صراط يوصل سواه ، بخلاف طُرُق الباطل فإِنها متعددة ومتشعبة ، ولهذا أفرد سبحانه " الحقَّ " وجمع " الباطل " في آيات عديدة
مثل قوله تعالي : ( وَيُخْرِجُهُمْ مِّنِ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ ) / البقرة : 257
وقوله : ( وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَاتِ وَٱلنُّورَ ) / الأنعام : 1
وقوله : ( وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ) / الأنعام : 153
فجمع سُبل الباطل ووحَّد سبيل الحق
(2)
المثل المائي
========
سورة البقرة
أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ۚ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19)
يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ۖ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)
* * * * * * * * * * * *
معاني الكلمات
=========
الصيّب: المطر المنهمر ، وكلّ نازل من علوّ إلى أسفل
وهو عطف على قوله ( كَمَثَلِ الّذي استوقَدَ نارًا ) ، ولما كان المثل الثاني أيضاً مثلاً للمنافقين ، فمقتضى القاعدة أن يقول "وكصيّب" مكان ( أو كصيّب) ولكن ربّما يستعمل "أو" بمعنى "و" قال الشاعر: نال الخلافة أو كانت له قدراً كما أتى ربّه موسى على قدر
ويحتمل أن يكون "أو" للتخيير ، بأن مَثل المنافقين بموقد النار ، أو بمن وقع في المطر
والرعد: هو الصوت الذي يُسمَع في السحاب أحياناً عند تجمعه
والبرق: هو الضوء الذي يلمع في السحاب غالباً ، وربما لمع في الاَُفق حيث لا سحاب ، وأسباب هذه الظواهر اتحاد شحنات السحاب الموجبة بالسالبة كما تقرر ذلك في علم الطبيعيات.
الصواعق: جمع الصاعقة وهي نار عظيمة تنزل أحياناً أثناء المطر والبرق ، وسببها تفريغ الشحنات التي في السحاب بجاذب يجذبها إلى الاَرض.
حذر الموت: يحذرون الموت ويخافون ليأتيهم بضرب الصواعق لهم- ولا يجدي لهم حذرهم فالله محيط بهم.
محيط: الإحاطة بالشيء أي الإحداق به من جميع الجهات.
يخطف: الخطف أي السلب والأخذ بسرعة ، ومنه نهي عن الخطفة بمعنى النهبة.
وإِذا أَظلَم: بمعنى إذا اختفى ضوء البرق.
قاموا: وقفوا وثبتوا في أماكنهم متحيِّرين
* * * * * * * * * * * *
المثل
====
شبه الله حالُ فريق آخر من المنافقين يظهر لهم الحق تارة , ويشكون فيه تارة أخرى ؛ بحالَ جماعة يمشون في العراء , فينصب عليهم مطر شديد , تصاحبه ظلمات بعضها فوق بعض , مع قصف الرعد , ولمعان البرق , والصواعق المحرقة , التي تجعلهم من شدة الهول يضعون أصابعهم في آذانهم ; خوفًا من الهلاك
والله تعالى محيط بالكافرين يراهم ويعلم بحالهم ، لا يفوتونه ولا يعجزونه
_ _ _ _ _ _
_ _ _ _ _ _
الــمــــوضـــوع مــتـــجــــدد بإذن اللــــــــه
تــابــعــــــونـــا
واللــــه الـمـــــوفــــــق
المدير العام
رد: الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
شــكــــرا مــرورك يــا ســمــســمــــة
وشــكـــرا مــرورك عــطـــر الـيــاسـمــيـــن
جعل الله مثواكم و مثوانا الــجــنـــة
وشــكـــرا مــرورك عــطـــر الـيــاسـمــيـــن
جعل الله مثواكم و مثوانا الــجــنـــة
المدير العام
رد: الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
اللـــــــهـــــــــــــــــــم أمــــيــــــــــــــــــــــن
المدير العام
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
مواضيع مماثلة
» الـريــــاضــيــــات فــى الـقــرآن الـكـــريــــــــم
» ♠♠ سرعة الضــوء فــى الـقــرآن الـكــريــم ♠♠
» إحصـائـيــات فــى حــفــظ الـقــرآن الـكــريـــم
» ♠♠ سرعة الضــوء فــى الـقــرآن الـكــريــم ♠♠
» إحصـائـيــات فــى حــفــظ الـقــرآن الـكــريـــم
مـنـتـديـات الـقـصـيـر الـبـحـر الأحـمــر :: المنتـــــــــــدى الديـــنــى :: المنتــدى الاســلامى العـــام
صفحة 2 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى