الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
4 مشترك
مـنـتـديـات الـقـصـيـر الـبـحـر الأحـمــر :: المنتـــــــــــدى الديـــنــى :: المنتــدى الاســلامى العـــام
صفحة 1 من اصل 2
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
بسم الله والصلاة والسلام على خير خلق الله
قال الملك الحق: ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) ؟؟
ذكر الله تعالى كثيرا في القرأن الكريم أهمية الأمثال وضربها للناس للفهم والتوضيح
وسنبدأ بإذن الله بشرح هذه الأمثال .. الظاهر منها في الألفاظ وكذلك الأمثال الكامنة في مضمون بعض الأيات لأن المثل يقرب المعنى المقصود إلى الأذهان
: وسينقسم شرح الأيات إلى
1- الأيات الكريمة
2- المثل : شرح مُبَسَّط للأية وتوضيح فكرة المثل
3- شرح مُطَّول للأيات : لمن يحب الاستفاضة فيها
((( اللي مكسل يقرا كل شرح الأيات يكتفي بقراءة ما تحت عنوان (المثل) فهو الملخص لمعنى المثل المضروب في الأية ))))
والأمثال القرآنية كثيرة جدا وتصف أحوال المنافقين واليهود والمؤمنين والناس عامة والجنة والنار وغيرها
سأعرضها يوميا أو أسبوعيا حتى ننتهي منها إن شاء الرحمن .. لعلنا نعمل بكلام الرحمن : ( أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب اقفالها؟؟ )
( وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )
( لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )
( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ )
قال بعض السلف كنت إذا قرأت مثلا من القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي لأن الله تعالى يقول « وما يعقلها إلا العالمون »
واللـــــــــــه المستعــــــــــــان
_*_*_*_*_*_*_*_
عـلـى بــركـــة اللـــــه نـبــدأ
============================
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ضرب الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة في المنافقين بحسب حالهم مثلين: مثلا ناريا ومثلا مائيا ، لما في الماء والنار من الإضاءة والإشراق والحياة فإن النار مادة النور والماء مادة الحياة
* * * * * * * * * * * *
(1)
المثل الناري
========
سورة البقرة
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)
* * * * * * * * * * * *
معاني الكلمات
=========
استوقد نارًا أو أوقد نارًا: كما يقال: استجاب بمعنى أجاب
استوقد: أشعل
صُمٌّ: لا يسمعون الحق ، ولا يسمعون خيرا
بُكْمٌ: خرسٌ عن النّطق بالحق ، ولا يتكلمون بما ينفعهم
عُمْيٌ: لا يرون طريق الحق ، وفي ضلالة وعماية البصيرة
لا يرجعون: لا يتوبون ويرجعون إلى الحق
* * * * * * * * * * * *
المثل
===
صور الله سبحانه وتعالى حال المنافقين الذين آمنوا -ظاهرًا لا باطنًا- برسالة محمد صلى الله عليه وسلم , ثم كفروا , فصاروا يتخبطون في ظلمات ضلالهم وهم لا يشعرون , ولا أمل لهم في الخروج منها ؛ بحالَ جماعة من الناس في ليلة مظلمة , وأوقد أحدهم نارًا عظيمة للدفء والإضاءة , فلما سطعت النار وأنارت ما حوله , انطفأت فجأة وأعتمت , فصار أصحابها في ظلمات لا يرون شيئًا , ولا يهتدون إلى طريق ولا مخرج
فهم صُمٌّ عن سماع الحق سماع تدبر , بُكْم عن النطق به , عُمْي عن إبصار نور الهداية ; لذلك لا يستطيعون الرجوع إلى الإيمان الذي تركوه , واستعاضوا عنه بالضلال
وفي هذا المثل دلالة على أنهم آمنوا ثم كفروا- وفي قول أخر لم يؤمنوا وادعوا الإيمان لغرض أخر وهو الدخول بين المؤمنين وتشتيتهم
نفترض أنّ أحداً ضلّ في البيداء وسط ظلام دامس وأراد أن يقطع طريقه دون أن يتخبّط فيه ، ولا يمكن أن يهتدي إلاّ بإشعال النار ليمشي على ضوئها ونورها ويتجنب المزالق الخطيرة ، وما أن أوقد النار حتى باغتته ريح عاصفة أطفأت ما أوقده ، فعاد إلى حيرته الأولى
فحال المنافقين كحال هذا الرجل حيث إنّهم آمنوا بادىَ الاَمر واستناروا بنور الاِيمان ومشوا في ضوئه ، لكنّهم استبدلوا الاِيمان بالكفر فعمَّهم ظلام الكفر لا يهتدون سبيلاً
هذا على القول بأنّ المنافقين كانوا مؤمنين ثمّ عدلوا إلى الكفر
وأمّا على القول بعدم إيمانهم منذ البداية ، فالنار التي استوقدوها ترجع إلى نور الفطرة الذي كان يهديهم إلى طريق الحق ، ولكنّهم أخمدوا نورها بكفرهم بآيات الله تبارك و تعالى
: والحاصل
أنّ حال هؤلاء المنافقين لمّا أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر كحال من ضلَّ في طريقه وسط الظلام في مكان حافل بالاَخطار فأوقد ناراً لإنارة طريقه فإذا بريح عاصفة أطفأت النار وتركته في ظلمات لا يهتدي إلى سبيل
* * * * * * * * * * * *
قال ابن القيم:
=========
تأمل قوله تعالى ( ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمْ ) ولم يقل: "ذهب الله بنارهم" مع أنه مقتضى السياق ليطابق أول الآية ( ٱسْتَوْقَدَ نَارًا )
فإِِن النار فيها إِشراقٌ وإِحراق ، فذهب الله بما فيها من الإِشراق وهو "النور" وأبقى ما فيها من الإِحراق وهو "النارية"ا
** أى أخذ من النار خاصية نورها ليبقوا فى الظلمات وترك خاصية الإحراق ليحترقوا بغيظهم **
وتأمل كيف قال (بِنُورِهِمْ) ولم يقل "بضوئهم" لأن الضوء زيادةٌ في النور ، فلو قيل "ذهب الله بضوئهم" لأوهم الذهاب بالزيادة فقط دون الأصل
وتأمل كيف قال ( ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمْ ) فوحَّد النور ، ثم قال ( وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ ) فجمعها .. فإِن الحقَّ واحد هو صراط الله المستقيم ، الذي لا صراط يوصل سواه ، بخلاف طُرُق الباطل فإِنها متعددة ومتشعبة ، ولهذا أفرد سبحانه " الحقَّ " وجمع " الباطل " في آيات عديدة
مثل قوله تعالي : ( وَيُخْرِجُهُمْ مِّنِ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ ) / البقرة : 257
وقوله : ( وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَاتِ وَٱلنُّورَ ) / الأنعام : 1
وقوله : ( وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ) / الأنعام : 153
فجمع سُبل الباطل ووحَّد سبيل الحق
(2)
المثل المائي
========
سورة البقرة
أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ۚ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19)
يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ۖ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)
* * * * * * * * * * * *
معاني الكلمات
=========
الصيّب: المطر المنهمر ، وكلّ نازل من علوّ إلى أسفل
وهو عطف على قوله ( كَمَثَلِ الّذي استوقَدَ نارًا ) ، ولما كان المثل الثاني أيضاً مثلاً للمنافقين ، فمقتضى القاعدة أن يقول "وكصيّب" مكان ( أو كصيّب) ولكن ربّما يستعمل "أو" بمعنى "و" قال الشاعر: نال الخلافة أو كانت له قدراً كما أتى ربّه موسى على قدر
ويحتمل أن يكون "أو" للتخيير ، بأن مَثل المنافقين بموقد النار ، أو بمن وقع في المطر
والرعد: هو الصوت الذي يُسمَع في السحاب أحياناً عند تجمعه
والبرق: هو الضوء الذي يلمع في السحاب غالباً ، وربما لمع في الاَُفق حيث لا سحاب ، وأسباب هذه الظواهر اتحاد شحنات السحاب الموجبة بالسالبة كما تقرر ذلك في علم الطبيعيات.
الصواعق: جمع الصاعقة وهي نار عظيمة تنزل أحياناً أثناء المطر والبرق ، وسببها تفريغ الشحنات التي في السحاب بجاذب يجذبها إلى الاَرض.
حذر الموت: يحذرون الموت ويخافون ليأتيهم بضرب الصواعق لهم- ولا يجدي لهم حذرهم فالله محيط بهم.
محيط: الإحاطة بالشيء أي الإحداق به من جميع الجهات.
يخطف: الخطف أي السلب والأخذ بسرعة ، ومنه نهي عن الخطفة بمعنى النهبة.
وإِذا أَظلَم: بمعنى إذا اختفى ضوء البرق.
قاموا: وقفوا وثبتوا في أماكنهم متحيِّرين
* * * * * * * * * * * *
المثل
====
شبه الله حالُ فريق آخر من المنافقين يظهر لهم الحق تارة , ويشكون فيه تارة أخرى ؛ بحالَ جماعة يمشون في العراء , فينصب عليهم مطر شديد , تصاحبه ظلمات بعضها فوق بعض , مع قصف الرعد , ولمعان البرق , والصواعق المحرقة , التي تجعلهم من شدة الهول يضعون أصابعهم في آذانهم ; خوفًا من الهلاك
والله تعالى محيط بالكافرين يراهم ويعلم بحالهم ، لا يفوتونه ولا يعجزونه
_ _ _ _ _ _
_ _ _ _ _ _
الــمــــوضـــوع مــتـــجــــدد بإذن اللــــــــه
تــابــعــــــونـــا
واللــــه الـمـــــوفــــــق
المدير العام
رد: الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
نـتـــابــع
الأمــثـــــــال فــى الــقـــرآن الــكـــريــــم
(2)
مــثــــل الــبــعــــــوضـــــة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سورة البقرة
إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ، فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ، وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ: مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ؟ ، ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا ؛ وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا .. وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)ا
الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ ؛ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ؛ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ .. أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)
* * * * * * * * * * * *
المثل
===
إن الله تعالى لا يستحيي من الحق أن يذكر شيئًا ما , قلَّ أو كثر , صغر أو كبر ، ولو كان تمثيلا بأصغر شيء , كالبعوضة والذباب ونحو ذلك , مما ضربه الله مثلا لِعَجْز كل ما يُعْبَد من دون الله
فكلٌ هو خلق الله الذي أبدع في جميع خلقه .. وله الحق بضرب مثل بأي من مخلوقاته لأن كل منها صغير او كبير هو معجزة في حد ذاتها لمن يتفكر ويتدبر ويعقل
فأما المؤمنون فيعلمون حكمة الله في التمثيل بالصغير والكبير من خلقه.
وأما الكفار فَيَسْخرون ويقولون: ما مراد الله مِن ضَرْب المثل بهذه الحشرات الحقيرة؟
ويجيبهم الله بأن المراد هو الاختبار , وتمييز المؤمن من الكافر ; لذلك يصرف الله بهذا المثل ناسًا كثيرين عن الحق لسخريتهم منه , ويوفق به غيرهم إلى مزيد من الإيمان والهداية
والله تعالى لا يظلم أحدًا ; لأنه لا يَصْرِف عن الحق إلا الخارجين عن طاعته
* * * * * * * * * * * *
: قوله تعالى ( إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما )
الحياء تغيّر وانكسار يعتري الاِنسان من تخوّف مايعاب به ويُذمّ ، يقال: فلان يستحي أن يفعل كذا ، أي أنّ نفسه تنقبض عن فعله
فعلى هذا فالحياء من مقولة الإنفعال ، فكيف يمكن نسبته إلى الله سبحانه مع أنّه لا يجوز عليه التغيّر والخوف والذم؟
الجواب: إنّ إسناد الحياء كإسناد الغضب والرضا إلى الله سبحانه ، فإنها جميعًا تسند إلى الله سبحانه متجردة عن آثار المادة ، ويوَخذ بنتائجها ، وقد اشتهر قولهم: "خذوا الغايات واتركوا المبادىَ" ، فالحياء يصدُّ الإنسان عن إبراز ما يضمره من الكلام ، والله سبحانه ينفى النتيجة ، أي لا يمنعه شيء عن إبراز ما هو حق ، قال سبحانه:
( فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُوَْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللهُ لا يَسْتَحْيِ مِنَ الحَقّ )
* * * * * * * * * * * *
: وقوله تعالى ( فما فوقها ) فيه قولان
الأول: أحدهما فما دونها في الصغر والحقارة ، كما إذا وصف لك رجل باللؤم والشح ، فيقول السامع: نعم وهو فوق ذلك
فإذا كان الغرض التأثير فالبلاغة تقضي بأن تضرب الأمثال لما يراد تحقيره بحقيرها ولما يراد التنفير بما اعتادت النفوس النفور منها ، فالمهم هو كون المثل مفيداً لما يريد المتكلم تحقيقه ، من غير فرق بين حقير الاَشياء وكبيرها ، وهو سبحانه يشير إلى ذلك المعنى بقوله: ( إِنَّ الله لا يَسْتَحْيي أن يضربَ مثلاً ما بَعوضة) (بل) فوقها في الصغر كالجراثيم التي لا ترى إلاّ بالمجهر ، كما تقول: فلان لا يبالي أن يبخل بنصف درهم فما فوقه أي مما فوقه في القلة
والثاني فما فوقها لما هو أكبر منها لأنه ليس شيء أحقر ولا أصغر من البعوضة
أي أن تفسر الآية بأنّه سبحانه لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها في الكبر ، ولكن الاَوّل هو الأوفق لمقصود المتكلم
كما يقال عند لوم المتجرى بأنّك تقترف جريمة لاَجل دينار بل فوقه ، أي نصف دينار ، والمراد من الفوقية هو الفوقية في الحقارة
* * * * * * * * * * * *
سبب نزول الأية
==========
الأوّل: أنّ الله تعالى لما ضرب المثلين الناري والمائي قبل هذه الآية للمنافقين ، أعني قوله: ( مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ) ، وقوله: ( أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْق ) قال المنافقون: الله أعلى وأجل من أن يضرب هذه الأمثال ، فأنزل الله تعالى هذه الآية
الثاني: لما ذكر الله آلهة المشركين فقال: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ) [الحج:73]
وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت العنكبوت: ( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) [العنكبوت:41]
وضرب للمشركين هذه الأمثال ، ضحكت اليهود وقالوا: ما يشبه هذا كلام الله ، فأنزل الله هذه الآية
(سأذكر هذه الأمثلة لاحقا بإذن الله)
ولا يخفى ضعف الوجه الأول ، فإن المنافقين لم ينكروا ضرب المثل ، وإنما أنكروا المثلين اللّذين مثّل بهما سبحانه حال المنافقين ، وعند ذلك لا يكون التمثيل بالبعوضة جواباً لردّ استنكارهم ، لاَنّهم أنكروا المثلين اللّذين وردا في حقهما ، فلا يكون عدم استحيائه سبحانه من التمثيل بالبعوضة ردّاً على اعتراضهم
وأما الثاني فقد ورد ضرب المثل بالذباب والعنكبوت في مكة المكرمة ، لأن الأول ورد في سورة الحج وهي سورة مكية ، والآخر ورد في سورة العنكبوت وهي أيضاً كذلك
وهذه الآية نزلت في المدينة ، فكيف تكون الآية النازلة في مهجر النبي صلى الله عليه وسلم جواباً على اعتراض المشركين في موطنه ؟
* * * * * * * * * * * *
البعوضة
=====
البعوضة مخلوق حقير ، يشبه خرطومه خرطوم الفيل ، أجوف وله قوة ماصة تسحب الدم ، وقد منح الله سبحانه هذه الحشرة قوة هضم ودفع كما منحها أُذنًا وأجنحة تتناسب تمامًا مع وضع معيشتها ، وتتمتع بحساسية فائقة ، فهي تفر بمهارة عجيبة حين شعورها بالخطر ، وهي مع صغرها وضعفها يعجز عن دفعها كبار الحيوانات
وقد اكتشف علماء الحيوان مؤخًرا أن البعوضة قادرة على تشخيص فريستها من مسافة تقرب عن 65 كيلومترًا
للقراءة عن البعوضة - تلك المخلوق الصغير المُعجِز في خلقه - تلك الحشرة الصغيرة .. التى يظن البعض أنه لا إعجاز فيها !!
أضغط على العنوان التالى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
عدل سابقا من قبل المدير العام في الجمعة 29 أكتوبر 2010, 1:49 am عدل 1 مرات
المدير العام
رد: الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
م
ش هقول عليك اكثرمن انتا روح المنتدا
سلمت يمينك جعلها لك الله فى ميزان حسناتك
سلمت يمينك جعلها لك الله فى ميزان حسناتك
شريف محمد
رد: الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
أشــكــــرك يـا أبو يــارا على المجاملة الرقيقة
وشكرا لمرورك الكريم
والــمـــوضــوع متجدد ان شاء الله
وشكرا لمرورك الكريم
والــمـــوضــوع متجدد ان شاء الله
المدير العام
رد: الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
ايه الحلاوة دي هايل ياعمر موضوع جميل ومع اني ازهرية ودرست معظم الدين الا اني ماكنتش عارفة المعاني دي مع اني حافظة القران كله بس انت لفت نظري ليها
بجد شكرا ياعمر
بجد شكرا ياعمر
سمكة القصير
رد: الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
شكرا مرورك يا سمسمة
وبارك الله فيكى
وما هو الا اجتهاد و بحث فى المواقع الأخرى لجلب أكبر معلومات عن ديننا الإسلامى الحنيف
وبارك الله فيكى
وما هو الا اجتهاد و بحث فى المواقع الأخرى لجلب أكبر معلومات عن ديننا الإسلامى الحنيف
المدير العام
رد: الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
(3)
مــثــل قــســوة قــلـــوب بنى اســرائـيــل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سورة البقرة
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ
فَهِيَ كَالْحِجارَةِ
أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً
وَإِنَّ مِنَ الحِجارَة لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الاََنْهارُ
وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ
وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ
وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعْمَلُون (74)
* * * * * * * * * * * *
معاني الكلمات
=========
يتفجّر: بتفتّح بسعة و كثرة
يشّقق: يتصدّع بطول أو بعرض
* * * * * * * * * * * *
المثل
===
جاءت الآية بعد قصة البقرة التي ذبحها بنو إسرائيل ، وقد كانوا يجادلون موسى عليه السلام بغية التملّص من ذبحها ، ولكن قاموا بذبحها و ما كادوا يفعلون
* * *
* * *
رأى بنو إسرائيل معجزات شتى بأعينهم مع نبيهم موسى عليه السلام ، من انشقاق البحر لهم وعبورهم ، ثم نزول المن والسلوى ليهم وهم في الصحراء ، وانشقاق الصخرة ليخرج منها الماء في أرض صحراء جافة جرداء ، ورفع الجبل فوق رؤوسهم .. وأخيرا رؤية احياء الموتى بضربه بجزء من بقرة مذبوحة ليخبر عن القاتل ثم يرتد ميتا ... وغيرها من الأيات والمعجزات .. رأوها رؤية عين ، رؤية حق ، وليس بالسمع أو التناقل
ومع رؤية هذه المعجزات الكبرى التي كان من المفروض أن تزيد في إيمانهم وانصياعهم لنبيهم موسى عليه السلام ، لكن ـ و للأسف ـ قالوا نعم سمعنا .. وعصينا !! وقست قلوبهم بنحو يحكي سبحانه شدة تلك القساوة ، ويشبها بالأحجار – وإن كانت الأحجار تتشقق ويخرج منها الماء وتخشع من خشية ربها .. ومع ذلك فقلوب بني إسرائيل قاسية وأشد من الحجارة في قسوتها لا تلين ولا تخشى الله ولا تعتبر بالمعجزات التي رأوها
والحجارة التي يقيس قلوبهم إليها , فإذا قلوبهم منها أجدب وأقسى.. هي حجارة لهم بها سابق عهد ، فقد رأوا الحجر تتفجر منه اثنتا عشرة عينا , ورأوا الجبل يندك حين تجلى عليه الله وخر موسى صعقا ! ولكن قلوبهم لا تلين ولا تندى , ولا تنبض بخشية ولا تقوى.. قلوب قاسية جاسية مجدبة كافرة.. ومن ثم جاء هذا التهديد: ( وما الله بغافل عما تعملون )
* * * * * * * * * * * *
تفسير الأيات
========
: نبدأ بنهاية قصة البقرة لتوضيح صلتها بالمثل
كان ذبح البقرة لأجل تحديد هوية القاتل الذي قام بقتل عمه واتهم بقتله شخصاً آخر من بني إسرائيل ، فصاروا يتدارأون ويدفعون عن أنفسهم هذه التهمة ، فرجعوا في أمرهم إلى موسى عليه السلام ، وشاء الله أن يظهر حقيقة الأمر بنحو معجز ، فقال لهم موسى عليه السلام: (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة) ، فلما ذبحوها ـبعد تعنت ومجادلات طويلةـ أمر سبحانه أن يضربوا المقتول بجزء من البقرة حتى يحيى المقتول ويعين هوية القاتل
قال سبحانه: (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يحيي اللهُ المَوتى وَيُريكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون)
ومع رؤية هذه المعجزة الكبرى التي كان من المفروض أن تزيد في إيمانهم وانصياعهم لنبيهم موسى عليه السلام ، لكن ـوللأسف- قست قلوبهم بنحو يحكي سبحانه شدة تلك القساوة و يقول: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كالحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَة)
وبما أن الحجر هو المعروف بالصلابة والقساوة شبه سبحانه قلوبهم بالحجارة وقال: إنَّ قُلوبهُمْ ( كالحِجارَة أَوْ أَشَدّ قَسوَة ) أي: بل هي أشد قسوة
ثم إنه سبحانه وصف قلوبهم بأنها أشد قسوة من الحجارة ، وعلل ذلك بأمور ثلاثة
الأول: (وَإنّ مِنَ الحِجارة لَما يَتَفَجَّرُ مِنْه الاََنْهار)
الثاني: (وَإنَّ مِنْها لما يَشَّقّق فيَخرج مِنْهُ الماء)
الثالث: (وَإنّ مِنْها لما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ الله)
أما الأول: أي تفجر الأنهار من الحجارة ، كالعيون الجارية من الجبال الصخرية
وأما الثاني: كالعيون الحادثة عند الزلازل المستتبعة للانشقاق والإنفجار المستعقب لجريان الأنهار
وأما الثالث: كهبوط الحجارة من الجبال العالية إلى الأودية المنخفضة من خشية الله
ولا مانع من أن يكون للهبوط علة طبيعية كالصواعق التي تهبط بها الصخور وعلة معنوية التي كشف عنها الوحي ، وهي الهبوط من خشية الله
وعلى ضوء ذلك فالحجارة على الرغم من صلابتها تتأثر طبقًا للعوامل السالفة الذكر ، وأمّا قلوب بني إسرائيل فهي صلبة لا تنفعل أمام وحيه سبحانه وبيان رسوله ، فلا تفزع نفوسهم ولا تخشع لأمره ونهيه
ولهذا نهى الله المؤمنين عن مثل حالهم فقال : (( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ))
* * * * * * * * * * * *
(( وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ .. لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ))
__________________________________________________________
والـســلام عليكم و رحـمــة اللــه و بـركــاتــه
نـلـتـقـى عــلــى خــيـــر بإذن اللــــه
المدير العام
رد: الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
شكرا سمسمة و شكرا عطر الياسمين على المرور الكريم
هدانا الله و إياكم
هدانا الله و إياكم
المدير العام
رد: الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
(4)
مـثــل الـذيــن كـفــروا كـمـثــل الـذى يـنـعــق بـمـا لا يـســمــــع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سورة البقرة
: يَا أَيُّهَا النَّاسُ
كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا
وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ
إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168)
إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ
وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ: اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ
قَالُوا: بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا
أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ؟؟ (170)
وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً
صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171)
* * * * * * * * * * * *
معاني الكلمات
=========
خطوات الشيطان: طُرُقُه وآثارُه وأعماله ووسوسته
يأمركم بالسّوء: بالمعاصي و الذنوب
الفحشاء: ما عظُم قُبْحُه من الذّنوب
ألفينا: وجدنا واعتدنا على فعله
ينْعِق: يُصوّت و يصيح
بُكمٌ: خرسٌ عن النّطق بالحقّ
* * * * * * * * * * * *
المثل
====
وصف سبحانه وتعالى الذين كفروا وداعيهم إلى الهدى والإيمان كصفة الراعي الذي يصيح بالبهائم ويزجرها , وهي لا تفهم معاني كلامه , وإنما تسمع النداء ودَوِيَّ الصوت فقط
هؤلاء الكفار صُمٌّ سدُّوا أسماعهم عن الحق , بُكْم أخرسوا ألسنتهم عن النطق به , عُمْي لا ترى أعينهم براهينه الباهرة , فهم لا يعملون عقولهم فيما ينفعهم
فشبههم الله سبحانه وتعالى في الأية الأخيرة بالأنعام والدواب التي تنفذ ما اعتادت عليه من الأمور سواء خاطئة أو صحيحة بدون عقلها أو فهمها وتحليلها
* * * * * * * * * * * *
تفسير الأيات
========
« وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا » أي فيما هم فيه من الغي والضلال والجهل
« كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً » كالدواب السارحة التي لا تفقه ما يقال لها بل إذا نعق بها راعيها أي دعاها إلى ما يرشدها لا تفقه ما يقول ولاتفهمه بل إنما تسمع صوته فقط
« صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ » أي صم عن سماع الحق بكم لا يتفوهون به عمي عن رؤية طريقه ومسلكه
« فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ » أي لا يعقلون شيئا ولا يفهمونه ولا يحاولون فهمه
كما قال تعالى : ( وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ )
* * * * * * * * * * * *
من كتاب التمثيل في القرآن الكريم
====================
( الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ )
يبين أن الآلهة الذين يُعبدون من دون الله لا يسمعون ولا يجيبون , لأنهم لا يعون ولا يتبينون , وأن دعاء عبادهم لهم عبث لا طائل وراءه ؛ فيختار صورة تبين هذا المعنى , وتجسم هذه الحالة , وتلمس الحس والنفس بأقوى مما تلمسهما العبارات العادية , عن المعاني الذهنية
هكذا ينعق الكفار بما لا يسمع , وينادون ما لا يفهم , فلا يصل إليه من أصواتهم إلا دعاء مبهم , ونداء لا يفهم . فهؤلاء الآلهة لا يميزون بين الأصوات ولا يفهمون مراميها . وهذا مثل , ولكنه صورة شاخصة . صورة جماعة يدعون آلهة تصل إليهاأصواتهم مبهمة , فلا تفهم مما وراءها شيئاوفيها تتجلى غفلة الداعين وعبث دعوتهم , بجانب غفلة المدعوين واستحالة إجابتهم !
مثل قوله تعالى: ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ )
فإن "الدواب" تطلق عادة على الحيوان -وإن كانت تشمل الإنسان فيما تشمل لأنه يدب على الأرض- ولكن شمولها هذا للإنسان , ليس هو الذي يتبادر إلى الذهن , لأن للعادة حكمها في الاستعمال ، فاختيار كلمة " الدواب" هنا , ثم تجسيم الحالة التي تمنعهم من الانتفاع بالهدى بوصفهم "الصم البكم" كلاهما يكمل صورة الغفلة والحيوانية , التي يريد أن يرسمها لهؤلاء الذين لا يؤمنون لأنهم "لا يعقلون"
ومن هذا النحو : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ) فقد رسم لهم بهذا التشبيه صورة دقيقة : إنهم يأكلون ويتمتعون غافلين عن الجزاء الذي ينتظرهم , كما تأكل الأنعام وتمرح , غافلة عن شفرة القصاب , أو غافلة عما سوى الطعام والشراب
* * * * * * * * * * * *
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ: اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ
قَالُوا: بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا
أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ؟؟
******************
أتركــكــم فـى رعــايــة اللــه و حـفـظــه
إلـى أن نـلـتــقــى لكـم مـنـى أطـيـب الأمـنـيـــات
المدير العام
رد: الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
شكرا على المجهود الهايل في جمع هذه المعلومات بجد مفيدة
تسلم ياعمر
تسلم ياعمر
سمكة القصير
رد: الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
شكــــــــــــــرا مــرورك يـا سمسمة
وأســـأل اللـــه الــهـــدايــــــــة و الــمــنــفــعـــة للــجــمـــيـــــــع
وأســـأل اللـــه الــهـــدايــــــــة و الــمــنــفــعـــة للــجــمـــيـــــــع
المدير العام
رد: الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
(5)
مثل من يدعو دعوة الباطل كالباسط كفيه للماء ولا يصل فاه
=================================
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سورة الرعد
وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ
وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ
!! وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ
وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13)
لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ
وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ
إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ
وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (14)
وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (15)
قُلْ: مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ؟
قُلِ: اللّهُ
قُلْ: أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً ؟
قُلْ: هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ ؟
أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ ؟
أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ ؟
قُلِ: اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16)
* * * * * * * * * * * *
معاني الكلمات
=========
شديد المِحال: شديد المكايدة أو القوّة أو العقوبة
له دعوة الحقّ: لله الدّعوة الحق (كلمة التوحيد : لا إله إلا الله)
لله يسجد: لأمره تعالى ينقاد ويخضع
ظلالهم: تنقاد لأمره تعالى وتخضع
بالغدوّ: جمع غداة – أول النهار
الآصال: جمع أصيل – آخر النهار
* * * * * * * * * * * *
المثل
===
المثل في الأية رقم 14 .. لكن الأيات قبلها وبعدها تظهره
لله سبحانه وتعالى وحده دعوة التوحيد (لا إله إلا الله) , فلا يُعبد ولا يُدعى إلا هو , والآلهة التي يعبدونها من دون الله لا تجيب دعاء مَن دعاها , وحالهم معها كحال عطشان يرى الماء في بئر بعيدة ويحاول الوصول له ويبسط له ذراعه وكفه ليمسك ببعض الماء ويصلها إلى فمه ليرتوي ; فلا يصل إليه ولا يرتوي أبدا .. ولا يأتيه الماء ولا يلبي طلبه لانه جماد لا يسمع ولا يري ولا يعي شيئا .. فكان دعاءه للماء باطل وكان في ضلال فكذلك هؤلاء المشركون الذين يعبدون مع الله إلها غيره سواء صنم أو مخلوق من مخلوقات الله لا ينتفعون بهم أبدا في الدنيا ولا في الآخرة.
فإن الرعد يسبِّح بحمد الله تسبيحًا يدل على خضوعه لربه , وتنزِّه الملائكة ربها مِن خوفها من الله , ويرسل الله الصواعق المهلكة فيهلك بها مَن يشاء من خلقه , والكفار يجادلون في وحدانية الله وقدرته على البعث , وهو شديد الحول والقوة والبطش بمن عصاه.
فكيف تدعون من لا حول لهم ولا قوة ولا يرى ولا يسمع ولا يستجيب لكم ؟؟
* * * * * * * * * * * *
تفسير الآيات
=======
تقدم الظرف في قوله ( لَهُ دَعْوَةُ الحَقّ ) لأجل إفادة الحصر ، ويؤيده ما بعده من نفي الدعوة عن غيره
لأن الدعوة عبارة عن توجيه نظر المدعو إلى الداعي ، والإجابة عبارة عن إقبال المدعو إليه ، وكلا الأمرين يختصان بالله عزّ اسمه ، وأمّا غيره فلا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً ـ وعند ذاك ـ كيف يمكن أن يجيب دعوة الداعي؟
فالنتيجة أن الدعوة الحقّة التي تستعقبها الإجابة هي لله تبارك وتعالى ، فهو حي لا يموت ، ومريد غير مكره ، قادر على كلّ شيء ، غني عمّن سواه.
قال الطبرسي: هذا مثل ضربه الله لكل من عبد غير الله ودعاه رجاء أن ينفعه ، فإن مثله كمثل رجل بسط كفيه إلى الماء من مكان بعيد ليتناوله ويسكن به غلته ، وذلك الماء لا يبلغ فاه لبعد المسافة بينهما ، فكذلك ما كان يعبده المشركون من الأصنام لا يصل نفعها إليهم ولا يستجيب دعاءهم
ثم إنه سبحانه يقول في ذيل الأية : ( وَما دُعاء الكافرينَ إلاّ في ضَلالٍ ) ، فإنّ الضلال عبارة عن الخروج عن الطريق وسلوك ما لا يوصل إلى المطلوب ، ودعاء غيره خروج عن الطريق الموصل إلى المطلوب ، لأنّ الغاية من الدعاء هو إيجاد التوجّه ثمّ الإجابة ، فالآلهة الكاذبة إما فاقدة للتوجّه ، وإما غير قادرة على الاستجابة ، فأي ضلال أوضح من ذلك؟
_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*
إلــى أن نــلــتـــقــى لـكــم مــنــى أطـيــب الامـنـيــات
المدير العام
رد: الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
(6)
مــثـــل الــحـــق و الــبـــاطــل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سورة الرعد
قُلْ: مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ؟
قُلِ: اللَّهُ
قُلْ: أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا ؟
: قُلْ
هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ؟
أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ ؟
أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ ؟
قُلِ: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16)
أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا
فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا
وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ
ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ
كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ
فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً
وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ
كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17)
* * * * * * * * * * * *
معاني الكلمات
=========
أودية: الوادي: سفح الجبل العظيم ، المنخفض الذي يجتمع فيه ماء المطر ، ولعل منه اشتقاق الدية ، لاَنّه جمع المال العظيم الذي يؤدى عن القتيل
بقدَرها: بمقدارها الذي اقتضته الحكمة ، والقدر: اقتران الشيء بغيره دون زيادة أو نقصان ، فإذا كانا متساويين فهو القدر ، والقدْر والقَدَرْ لغتان مثل الشَّبْر والشَّبَر
زبدًا: هو الغُثاء (الرّغوة) الطّافي فوق الماء
رابيًا: مرتفعا منتفخا
يوقدون: الإيقاد: إلقاء الحطب في النار
المتاع: ما تمتّع به
زبَدٌ: هو الخبث الطافي عند إذابة المعادن وغليانها ومنه زبد القدر وزبد السيل ، والاحتمال: رفع الشيء على الظهر بقوة الحامل
جُفاء: مرميّا به مطروحا أو متفرّقا ، يقال: أجفأت القدر بزبدها ، إذا ألقَتْ زبدها
الحق: في اللغة هو الأمر الثابت ويقابله الباطل ، فالأوّل بمفهومه الواسع يشمل كلّ موجود أو ناموس ثابت لا يطرأ عليه التحول والتبدل حتى أنّ القوانين الرياضية والهندسية وكثير من المفاهيم الطبيعية إذا كانت على درجة كبيرة من الثبات فهي حقّ لا غبار عليها
المكث: البقاء والكون في المكان عبر الزمان
* * * * * * * * * * * *
المثل
====
: الآية تمثل للحق والباطل مثلاً واحدًا نستخرج منه تمثيلات متعددة
الأول: أن السيل المتدفق من أعالي الجبال الجاري في الوديان يحمل معه في سيره زبدًا رابيًا عليه ، فالحق كماء السيل والباطل الزبد الطافح عليه
الثاني: أن المعادن والفلزات المذابة في القدر إذا أوقدت عليها النار ، تذاب ويعلو عليها الخبث ، فالغاية من الإذابة هو فصل المعادن والفلزات النفيسة عن خبثها وزبدها ، وعندئذٍ فالحق كالذهب والفضة والمعادن النفيسة والباطل كخبثها وزبدها الطافح
الثالث: أن ما له دوام و بقاء ومكث وينتفع به الناس كالماء وما يتخذ للحلية أو المتاع يمثّل الحق ، وما ليس كذلك كزبد السيل وخبث القدر الذي يذهب جفاءً يمثّل الباطل
* * * * * * * * * * * *
تفسير الآيات
========
(أَنْزَلَ مِنَ السماء ماءً فَسالَتْ أَودِيَة) الواقعة في محل الأمطار المختلفة في السعة والضيق ، والكبر والصغر ، ( بقدرها) أي كلّ يأخذ بقدره ، ففيضه سبحانه عام لا يحدد وإنّما التحديد في الآخذ ، فكلّ يأخذ بقدره وحده ، فقدر النبات يختلف عن قدر الحيوان ، ويختلف عن الإنسان ، فكلّ ما يفاض عليه الوجود إنّما هو بقدر قابليته ، كما أنّ السيل المنحدر من أعالي الجبال مطلق غير محدد ، ولكن يستوعب كل وادٍ من ماء السيل بقدر قابليته وظرفيته
(فَاحْتَمَل السَّيْلُ زَبدًا رابِيًا) أي طافياً عالياً فوق الماء .. إلى هنا تمت الاِشارة إلى التمثيل الأول
ثم إن الزبد لا ينحصر بالسيل الجارف بل يوجد طافيًا على سطح أنواع الفلزات والمعادن المذابة التي تصاغ منها الحلي للزينة والأمتعة ، كما قال سبحانه: ( ومِمَّا يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله )
إلى هنا تمت الاِشارة إلى التمثيل الثاني ، كما قال: ( كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الحقّ وَالباطل ) أي كذلك يوصف الحقّ والباطل ليأخذ طريقه بين الناس
ثم أشار إلى التمثيل الثالث وهو أنّ من سمات الحق بقاءه وانتفاع الناس به ( فَأمّا الزبد فيذهب جفاءً ) حيث أنّ زبد السيل وزبد ما يوقدون عليه ينطفىَ بعد مدة قصيرة كأن لم يكن شيئاً مذكوراً فيذهب جفاءً باطلاً متلاشيًا
( وَأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الاَرض ) فإنّ الماء الخالص أو المعادن الخالصة التي فيها انتفاع الناس يمكث في الاَرض
ثم إنه سبحانه ختم الآية بقوله: ( كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الاََمْثال ) المراد هو وصف حال المشبه وبيانه
هذا ما يرجع إلى تفسير ظاهر الآية ، لكن الآية من غرر الآيات القرآنية التي تبحث عن طبيعة الحقّ والباطل وتكونهما وكيفية ظهورهما والآثار المترتبة عليهما ، ولا بأس بالاِشارة إلى ما يمكن الاستفادة من الآية:
1- أن الإيمان والكفرمن أظهر مصاديق الحق والباطل ، ففي ظل الإيمان بالله تبارك و تعالى حياة للمجتمع وإحياء للعدل ، والعواطف الاِنسانية ، فالأمة التي لم تنل حظها من الاِيمان يسودها الظلم والأنانية وانفراط الأواصر الإنسانية التي تعصف بالمجتمع الإنسانى إلى الهاوية
2- أن الزبد أشبه بالغطاء الذي يستر وجه الحقّ مدة قصيرة ، فسرعان ما يزول وينطفىء ويظهر وجه الحقيقة أي الماء والفلزات النافعة
فهكذا الباطل ربما يستر وجه الحقيقة من خلال الدعايات المغرضة، ولكنّه لا يمكث طويلاً فيزول كما يزول الزبد
يقول سبحانه: ( وَقُلْ جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا )
وقال تعالى: ( وَيَمْحُ اللهُ الباطِلَ وَيُحِقُّ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ )
3- أن الماء والفلزات منبع البركات والخيرات له ، والزبد خبث لا ينتفع منه ، فهكذا الحق والباطل ، فما هو الحقّ كالإيمان والعدل ينتفع به الناس ، وأمّا الباطل كالكفر والظلم لا ينتفع منه الناس.
4- أن الماء فيض مادي يفيضه الله سبحانه إلى السماء على الوديان والصحارى ، فكل يأخذ بمقدار سعته ، فالوادي الكبير يستوعب ماء كثيراً بخلاف الوادي الصغير فلا يستوعب سوى قليلاً من الماء وهكذا الحال في الأرواح والنفوس فكل نفس تنال حظها من المعارف الاِلهية حسب قابليتها ، فهناك نفس كعرش الرحمن ونفس أُخرى من الضيق بمكان يقول سبحانه: (ولَقَدْ خَلَقكُمْ أطوارًا)
وفي الحديث النبوي : ( الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ) .. فالمعارف الإلهية كالسيل المتدفق والقلوب كالأودية المختلفة
ويمكن أن يكون قوله ( بقدرها ) إشارة إلى نقطة أخرى ، وهي أن الماء المتدفق هو ماء الحياة الذي ينبت به الزرع والأشجار المثمرة في الأراضي الخصبة ، دون الأراضي السبخة التي لا ينبت فيها إلاّ الاَشواك
5- أن الماء يمكث في الأرض وينفذ في أعماقها ويبقى عبر القرون حتى ينتفع به الناس من خلال استخراجه ، فهكذا الحق فهو ثابت لا يزول ، ودائم لا يضمحل ، على طرف النقيض من الباطل ، فللحق دولة وللباطل جولة
6- أن الباطل في وجوده رهن وجود الحقّ ، فلولا الماء لما كان هناك زبد ، فالآراء والعقائد الباطلة تستمد مقوماتها من العقائد الحقّة من خلال إيجاد تحريف في أركانها و تزييفها ، فلو لم يكن للحقّ دولة لما كان للباطل جولة ، وإليه يشير سبحانه: ( فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رابِيًا )
7- أن الباطل ينجلي بأشكال مختلفة ، كما أن الزبد يطفو فوق الماء والمعدن المذاب بأنحاء مختلفة ، فطريق الحق واحد وله وجه واحد ، أما طريق الباطل فله وجوه مختلفة حسب بعده من الحقّ وتضادّه معه
كما قال سبحانه وتعالى: ( وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) فوحد طريق الحق بطريق واحد فى كلمة صراطي مستقيم" .. وعدد طرق الباطل وجمعها فى كلمة "السبل"
8- أن في تشبيه الحق بالماء والباطل بالزبد إشارة لطيفة إلى أن الباطل كالزبد ، فكما أنّه ينعقد في الماء الذي له هيجان واضطراب والذي لا يجري على منوال هادىَ ، فهكذا الباطل إنّما يظهر في الأوضاع المضطربة التي لا يسودها أي نظام أو قانون
9- أن حركة الباطل وإن كانت مؤقتة إنما هي في ظل حركة الحقّ ونفوذه في القلوب ، فالباطل يركب أمواج الحق بغية الوصول إلى أهدافه ، كما أنّ الزبد يركب أمواج الماء ليحتفظ بوجوده
10- أن الباطل بما أنه ليس له حظ في الحقيقة ، فلو خلص من الحقيقة فليس بإمكانه أن يظهر نفسه ، ولو في فترة قصيرة ، ولكنه يتوسم من خلال مزجه بالحقّ حتى يمكن له الظهور في المجتمع ، ولذلك فالزبد يتكون من أجزاء مائية ، فلو خلص منها لبطل ، فهكذا الباطل في الآراء والعقائد
* * * * * * * * * * * *
قُلْ: كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا
يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ
أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*__*_*_*_*_*_*
اللــهــم لك الـحـمـد كـمـا يـنـبـغــى لـجـلال وجـهـك و عـظـيـم سـلـطـانــك
إلــى أن نـلـتـقــى بإذن اللــه لـكـم مـنـى خــالـص دعــائــى بالـهـدايــة
المدير العام
رد: الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
اللــهـــم أمــيــــــــــــــــــــــن
شكـــرا مـــرورك الــكـــريـــم
شكـــرا مـــرورك الــكـــريـــم
المدير العام
رد: الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
(7)
مــثــل الذيـن يـنـفـقـــون فــى ســبــيــل اللــــه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سورة البقرة
مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ
فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ
وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى
لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262)
قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى
وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263)
* * * * * * * * * * * *
المثل
===
مِن أعظم ما ينتفع به المؤمنون الإنفاقُ في سبيل الله
فمثّل الله سبحانه وتعالى المؤمنين الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة زُرِعتْ في أرض طيبة , فإذا بها قد أخرجت ساقًا تشعب منها سبع شعب , لكل واحدة سنبلة , في كل سنبلة مائة حبة ، والله يضاعف الأجر لمن يشاء , بحسب ما يقوم بقلب المنفق من الإيمان والإخلاص التام ، وفضل الله واسع , وهو سبحانه عليم بمن يستحقه , مطلع على نيات عباده
ومن شروط قبول تلك الصدقة سواء في الجهاد أو أنواع الخير ومضاعفتها ألا يتبعون ما أنفقوا من الخيرات مَنًّا على مَن أعطَوه ولا أذى بقول أو فِعْلٍ يشعره بالتفضل عليه , ومن لا يتبع صدقته بمن أو أذى لهم ثوابهم العظيم عند ربهم , ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر الآخرة , ولا هم يحزنون على شيء فاتهم في هذه الدنيا
فالكلام الطيب والعفو عما بدر مِن السائل مِن إلحافٍ في السؤال , خير من صدقة يتبعها من المتصدق أذى وإساءة
والله غني عن صدقات العباد , حليم لا يعاجلهم بالعقوبة
المدير العام
رد: الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
شــكــــرا مــرورك يــا ســمــســمــــة
وشــكـــرا مــرورك عــطـــر الـيــاسـمــيـــن
جعل الله مثواكم و مثوانا الــجــنـــة
وشــكـــرا مــرورك عــطـــر الـيــاسـمــيـــن
جعل الله مثواكم و مثوانا الــجــنـــة
المدير العام
رد: الأمـثــــال فـى الـقــرآن الــكــريـــم
اللـــــــهـــــــــــــــــــم أمــــيــــــــــــــــــــــن
المدير العام
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
مواضيع مماثلة
» الـريــــاضــيــــات فــى الـقــرآن الـكـــريــــــــم
» ♠♠ سرعة الضــوء فــى الـقــرآن الـكــريــم ♠♠
» إحصـائـيــات فــى حــفــظ الـقــرآن الـكــريـــم
» ♠♠ سرعة الضــوء فــى الـقــرآن الـكــريــم ♠♠
» إحصـائـيــات فــى حــفــظ الـقــرآن الـكــريـــم
مـنـتـديـات الـقـصـيـر الـبـحـر الأحـمــر :: المنتـــــــــــدى الديـــنــى :: المنتــدى الاســلامى العـــام
صفحة 1 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى