الفتور الروحاني ( اسبابه وعلاجه )
2 مشترك
مـنـتـديـات الـقـصـيـر الـبـحـر الأحـمــر :: المنتـــــــــــدى الديـــنــى :: الروحــانيــات و الطــب النبــــوى
صفحة 1 من اصل 1
الفتور الروحاني ( اسبابه وعلاجه )
الفتور الروحاني ( اسبابه وعلاجه )
إن الإنسان العادي يمر بحالات من الفتور في كافة أطوار حياته
وما يهمنا أن نتكلم عنه هو الفتور الروحاني وكيف يحدث وما هي أبعاده على الفرد وكيف يتم علاجه
بشكل عام الروحانيات الصحيحة تعتمد على العبادة إما بالأقوال أو الأفعال
وذلك لعمل صفاء روحي ومنه ينطلق الإنسان إلى العوالم المحجوبة عنه بسبب كثافة الطبع
فمتى ما تمكن الإنسان من كسر هذه الكثافة
فتلقائياً يتم الإحلال لعنصر الشفافية الروحانية ويصبح الشخص مهيئاً لكل ما يطرأ عليه من أنواع الكشوف
سواءً بالجوارح كالنظر أو بالقلب كتلقي الإشارات والإلهامات المختلفة أو بالروح باختراق عالم الملكوت والتجول فيه
ومن المعوقات التي لا بد لكل روحاني أن يمر عليها ما يُسمى بالفتور الروحاني
وهذا الفتور إما أن يكون مؤقتاً أو يكون دائماً
فالمؤقت
إما أن يكون نوع من الإنتقال من مرحلة لمرحلة أو مقام إلى مقام
أو يكون جذبة من جذبات الجسد إلى عالم الملك
أو يكون بفعل مؤثر خارجي كدخول الشخص في هم كبير يؤدي إلى دخول العقل إلى عالم الأفكار
وبالتالي التأثير على الأفكار الروحانية وتغير العبادات بالتقليل منها أو بقطعها نهائياً
أو يكون بتأثير وسوسة شيطانية تؤدي إلى اضطرار الشخص إلى الميل قليلاً إلى عالم الشهوات الأرضية
فيذهب أثر العبادة الروحانية وتحل محله الطبائع الشهوانية والغرائز الطبعية
فإذا استطاع الإنسان تخطى هذه المرحلة
ولا يكون تخطيها إلا بكثرة الإستغفار والنظر إلى ما قدمه من عمل وكيف سيصبح مصيره الضياع
ومقدار الجهد الذي تعب فيه حتى وصل إلى هذه المرحلة
فهنا يكون الإنسان قد تدارك نفسه وصحح مسارها فيعود إلى سابق عهده
وهذا الأمر ليس مجال البحث ولا ضمن نطاق الموضوع إلا بالتعريف به والإشارة إليه
وأما النوع الخطير الذي تهمنا مناقشته والبحث فيه هو الفتور الروحاني الدائم
والذي ينقلب إلى داء يصعب علاجه بل قد يؤدي إلى دخول الشخص في عالم الموبقات والآثام على مصارعها
ويصبح من أصحاب الأهواء والرغبات الدنية
وينطبق عليه ما انطبق على بلعام بن باعوراء الذي آتاه الله عز وجل اسمه الأعظم فاستخدمه فيما لا يحل ولا ينبغي
وهذه تُسمى الإنتكاسة الروحانية
وبالرغم من معرفة الشخص المصاب بهذه الإنتكاسة بعواقب الأمور ونهايتها
ولكنه يتكون لديه حجاب كثيف من الغفلة تحجب قلبه وروحه عن التوجه إلى عمل الطاعات
بل إنه قد يُجبر نفسه على العتو والتجبر ويبدأ بالتحدي الإلهي الذي يجره إلى النار وبئس المصير
هذه المقدمة عن الفتور الروحاني هامة للخوض في الأسباب التي تؤدي إليه
كما ذكرنا عن أسباب الفتور الروحاني المؤقت فتتقاطع مع أسباب الفتور الروحاني الدائم إيجاباً
ولكن هناك أيضاً سبب جد خطير هو الذي يوصل إلى الفتور الروحاني الدائم
إنه تحميل النفس ما لا تطيقه من أنواع العبادات
قال الله عز وجل ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها )
وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم
(إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ولا تبغضوا إلى أنفسكم عبادة الله، فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقي)
قال الغزالي
أراد بذلك أن لا يكلف نفسه في أعماله الدينية ما يخالف العادة، بل يكون بتلطف وتدريج
فلا ينتقل دفعة واحدة إلى الطريق الأقصى في التبدل، فإن الطبع نفور
ولا يمكن نقله عن أخلاقه الرديئة إلا شيئا فشيئا حتى تنفصم الأخلاق المذمومة الراسخة فيه
ومن لم يراع التدريج وتوغل دفعة واحدة، ترقى إلى حالة تشق عليه فتنعكس أموره فيصير ما كان محبوبا عنده ممقوتا
وما كان مكروها عنده مشربا هنيئا لا ينفر عنه.
والمنبتُّ هو الذي انقطع به السير في السفر وعطلت راحلته ولم يقض وطره
فلا هو قطع الأرض التي أراد، ولا هو أبقى ظهره، أي دابته التي يركبها لينتفع بها فيما بعد.
وهكذا من تكلف من العبادة ما لا يطيق، ربما يملُّ ويسأم، فينقطع عما كان يعمله
فمتى دخل الإنسان في الفتور الروحاني فليعرف مباشرة أنه قد دخل إلى مرحلة الخطر بتحميل نفسه ما لا تطيق من العبادة
والتصحيح هو بالتخفيف من العبادة
قال الله عز وجل ( فاتقوا الله ما استطعتم )
قال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم
( أحب الأعمال إلى الله عز وجل أدومها وإن قل )
كما يكون بالتنقل بالنفس إلى أنواع مختلفة من العبادة حتى لا تمل وتنفر
وهذا أصل عظيم للقفز بالنفس من هذا الأمر الخطير
والسبب الهام الآخر من أسباب الفتور الدائم
هو أخذ أمر العبادة على محمل الإجبار والقهر ولا يأخذها الشخص على محمل الشعور باللذة والأنس
فمتى ما شعر الإنسان أنه يفعل هذه العبادة مكرهاً لتأدية الفرض فهنا يكون الأمر أقرب إلى الترك لهذه العبادة
عوضاً عن أن يكون من المُكثرين لها
ويكون العلاج أن يستشعر الشخص عند القيام بهذه العبادة باللذة ويضع أنه يقوم بها تحبباً لله عز وجل
ويضع أمر الله وتنفيذه فوق كل أمر فما نحن إلا عبيده نقوم بعبادته بالرضا والسرور
لا نبتغي إلا وجهه الكريم ومرضاته
وبالنسبة للقواطع من الهموم والغموم فلنأخذها على ما بشرنا به الرسول الكريم من أن البلاء يكفر السيئات ويرفع الدرجات
بل يجب أن نرضى عن الله عز وجل فيما ابتلانا به منها فحكمته لنا وتسييره لأمرنا خير من تسيير أمورنا بأنفسنا
وكم من بلاء عظيم يُخفي تحته منحة عظيمة
وأما وساوس الشيطان فهو أهون على الله عز وجل من أن يستطيع أن يُضل من يحاول أن يكون لله طائعاً ومنه متقرباً
قال الله عز وجل ( إن كيد الشيطان كان ضعيفاً )
ومن ضمن الأسباب التي تؤدي إلى الفتور هو عدم إكمال الفوائد والمجربات إلى نهايتها
ويبدأ السالك بالقفز من فائدة إلى أُخرى بدون الوصول للنتيجة وهنا يفقد المصداقية في هذا العلم
فيتركه جملة وتفصيلاً إن لم يبدأ بمهاجمة أصحاب هذا العلم
لذلك إخوتي الأحبة السائرين على درب الروحانيات
بالتقرب إلى الله عز وجل بعبادته وآداء ما أمر به من عمل لطاعة أو بعد عن معصية
الحذر كل الحذر من هذا المنزلق الخطير والذي أودى بالكثير في بداياتهم ولم تُعرف ما هي نهايتهم وكيف صارت
وتذكروا دائما الحديث ( إن الله لا يمل حتى تملوا )
ومن التفسيرات الجميلة لهذا الحديث الشريف
إن الله لا يقطع عنكم الثواب حتى تقطعوا العمل
فلا تكونوا أول من يُظهر الملل بقطع العمل والدخول إلى الفتور الروحاني حتى لا تقعوا في الزلل
إن الإنسان العادي يمر بحالات من الفتور في كافة أطوار حياته
وما يهمنا أن نتكلم عنه هو الفتور الروحاني وكيف يحدث وما هي أبعاده على الفرد وكيف يتم علاجه
بشكل عام الروحانيات الصحيحة تعتمد على العبادة إما بالأقوال أو الأفعال
وذلك لعمل صفاء روحي ومنه ينطلق الإنسان إلى العوالم المحجوبة عنه بسبب كثافة الطبع
فمتى ما تمكن الإنسان من كسر هذه الكثافة
فتلقائياً يتم الإحلال لعنصر الشفافية الروحانية ويصبح الشخص مهيئاً لكل ما يطرأ عليه من أنواع الكشوف
سواءً بالجوارح كالنظر أو بالقلب كتلقي الإشارات والإلهامات المختلفة أو بالروح باختراق عالم الملكوت والتجول فيه
ومن المعوقات التي لا بد لكل روحاني أن يمر عليها ما يُسمى بالفتور الروحاني
وهذا الفتور إما أن يكون مؤقتاً أو يكون دائماً
فالمؤقت
إما أن يكون نوع من الإنتقال من مرحلة لمرحلة أو مقام إلى مقام
أو يكون جذبة من جذبات الجسد إلى عالم الملك
أو يكون بفعل مؤثر خارجي كدخول الشخص في هم كبير يؤدي إلى دخول العقل إلى عالم الأفكار
وبالتالي التأثير على الأفكار الروحانية وتغير العبادات بالتقليل منها أو بقطعها نهائياً
أو يكون بتأثير وسوسة شيطانية تؤدي إلى اضطرار الشخص إلى الميل قليلاً إلى عالم الشهوات الأرضية
فيذهب أثر العبادة الروحانية وتحل محله الطبائع الشهوانية والغرائز الطبعية
فإذا استطاع الإنسان تخطى هذه المرحلة
ولا يكون تخطيها إلا بكثرة الإستغفار والنظر إلى ما قدمه من عمل وكيف سيصبح مصيره الضياع
ومقدار الجهد الذي تعب فيه حتى وصل إلى هذه المرحلة
فهنا يكون الإنسان قد تدارك نفسه وصحح مسارها فيعود إلى سابق عهده
وهذا الأمر ليس مجال البحث ولا ضمن نطاق الموضوع إلا بالتعريف به والإشارة إليه
وأما النوع الخطير الذي تهمنا مناقشته والبحث فيه هو الفتور الروحاني الدائم
والذي ينقلب إلى داء يصعب علاجه بل قد يؤدي إلى دخول الشخص في عالم الموبقات والآثام على مصارعها
ويصبح من أصحاب الأهواء والرغبات الدنية
وينطبق عليه ما انطبق على بلعام بن باعوراء الذي آتاه الله عز وجل اسمه الأعظم فاستخدمه فيما لا يحل ولا ينبغي
وهذه تُسمى الإنتكاسة الروحانية
وبالرغم من معرفة الشخص المصاب بهذه الإنتكاسة بعواقب الأمور ونهايتها
ولكنه يتكون لديه حجاب كثيف من الغفلة تحجب قلبه وروحه عن التوجه إلى عمل الطاعات
بل إنه قد يُجبر نفسه على العتو والتجبر ويبدأ بالتحدي الإلهي الذي يجره إلى النار وبئس المصير
هذه المقدمة عن الفتور الروحاني هامة للخوض في الأسباب التي تؤدي إليه
كما ذكرنا عن أسباب الفتور الروحاني المؤقت فتتقاطع مع أسباب الفتور الروحاني الدائم إيجاباً
ولكن هناك أيضاً سبب جد خطير هو الذي يوصل إلى الفتور الروحاني الدائم
إنه تحميل النفس ما لا تطيقه من أنواع العبادات
قال الله عز وجل ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها )
وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم
(إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ولا تبغضوا إلى أنفسكم عبادة الله، فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقي)
قال الغزالي
أراد بذلك أن لا يكلف نفسه في أعماله الدينية ما يخالف العادة، بل يكون بتلطف وتدريج
فلا ينتقل دفعة واحدة إلى الطريق الأقصى في التبدل، فإن الطبع نفور
ولا يمكن نقله عن أخلاقه الرديئة إلا شيئا فشيئا حتى تنفصم الأخلاق المذمومة الراسخة فيه
ومن لم يراع التدريج وتوغل دفعة واحدة، ترقى إلى حالة تشق عليه فتنعكس أموره فيصير ما كان محبوبا عنده ممقوتا
وما كان مكروها عنده مشربا هنيئا لا ينفر عنه.
والمنبتُّ هو الذي انقطع به السير في السفر وعطلت راحلته ولم يقض وطره
فلا هو قطع الأرض التي أراد، ولا هو أبقى ظهره، أي دابته التي يركبها لينتفع بها فيما بعد.
وهكذا من تكلف من العبادة ما لا يطيق، ربما يملُّ ويسأم، فينقطع عما كان يعمله
فمتى دخل الإنسان في الفتور الروحاني فليعرف مباشرة أنه قد دخل إلى مرحلة الخطر بتحميل نفسه ما لا تطيق من العبادة
والتصحيح هو بالتخفيف من العبادة
قال الله عز وجل ( فاتقوا الله ما استطعتم )
قال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم
( أحب الأعمال إلى الله عز وجل أدومها وإن قل )
كما يكون بالتنقل بالنفس إلى أنواع مختلفة من العبادة حتى لا تمل وتنفر
وهذا أصل عظيم للقفز بالنفس من هذا الأمر الخطير
والسبب الهام الآخر من أسباب الفتور الدائم
هو أخذ أمر العبادة على محمل الإجبار والقهر ولا يأخذها الشخص على محمل الشعور باللذة والأنس
فمتى ما شعر الإنسان أنه يفعل هذه العبادة مكرهاً لتأدية الفرض فهنا يكون الأمر أقرب إلى الترك لهذه العبادة
عوضاً عن أن يكون من المُكثرين لها
ويكون العلاج أن يستشعر الشخص عند القيام بهذه العبادة باللذة ويضع أنه يقوم بها تحبباً لله عز وجل
ويضع أمر الله وتنفيذه فوق كل أمر فما نحن إلا عبيده نقوم بعبادته بالرضا والسرور
لا نبتغي إلا وجهه الكريم ومرضاته
وبالنسبة للقواطع من الهموم والغموم فلنأخذها على ما بشرنا به الرسول الكريم من أن البلاء يكفر السيئات ويرفع الدرجات
بل يجب أن نرضى عن الله عز وجل فيما ابتلانا به منها فحكمته لنا وتسييره لأمرنا خير من تسيير أمورنا بأنفسنا
وكم من بلاء عظيم يُخفي تحته منحة عظيمة
وأما وساوس الشيطان فهو أهون على الله عز وجل من أن يستطيع أن يُضل من يحاول أن يكون لله طائعاً ومنه متقرباً
قال الله عز وجل ( إن كيد الشيطان كان ضعيفاً )
ومن ضمن الأسباب التي تؤدي إلى الفتور هو عدم إكمال الفوائد والمجربات إلى نهايتها
ويبدأ السالك بالقفز من فائدة إلى أُخرى بدون الوصول للنتيجة وهنا يفقد المصداقية في هذا العلم
فيتركه جملة وتفصيلاً إن لم يبدأ بمهاجمة أصحاب هذا العلم
لذلك إخوتي الأحبة السائرين على درب الروحانيات
بالتقرب إلى الله عز وجل بعبادته وآداء ما أمر به من عمل لطاعة أو بعد عن معصية
الحذر كل الحذر من هذا المنزلق الخطير والذي أودى بالكثير في بداياتهم ولم تُعرف ما هي نهايتهم وكيف صارت
وتذكروا دائما الحديث ( إن الله لا يمل حتى تملوا )
ومن التفسيرات الجميلة لهذا الحديث الشريف
إن الله لا يقطع عنكم الثواب حتى تقطعوا العمل
فلا تكونوا أول من يُظهر الملل بقطع العمل والدخول إلى الفتور الروحاني حتى لا تقعوا في الزلل
محمد الشريف
مـنـتـديـات الـقـصـيـر الـبـحـر الأحـمــر :: المنتـــــــــــدى الديـــنــى :: الروحــانيــات و الطــب النبــــوى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى