مصر قبل وبعد الثورة
صفحة 1 من اصل 1
مصر قبل وبعد الثورة
جميع الأسئلة فى الآونة الأخيرة تتلخص فى العبارة "مصر رايحة على فين؟"،
وأصبح السؤال تقليدياً يتردد على كل الألسنة بدون وعى، ولم يسأل أحدهم أبدا
أين هى مصر؟ فالفرق من الناحية اللغوية يبدو بسيطا وثانويا، بينما من
الناحية الحضارية والتاريخية والسياسية والعلمية والمستقبلية بكل الأسف لم
تعد تتناسب مع خارطة مصر بين الدول المتقدمة أو شبه المتقدمة.
ولربما اعتبر قارئى الكريم أنى أجنبى أكتب مقالا نقديا فى واحدة من دول
العالم الثالث، مقارنة بحضارته وتقدم بلاده كنوع من سؤ الأدب والسخرية أو
النقد لمجرد النقد، لكن بكل الأسف أنا مصرى يصور واقعا وحقيقة يلزمنا
الوقوف أمامها طويلا، ومن يغفلها أو يحاول إغفالنا عنها تحت تأثير شعارات
وأغانى فى حب الوطن والفخر به ما زاد للنعام إلا واحدة يدفن رأسه فى
الرمال، ظنا منه أنه يخفى الحقيقة.
لقد كانت مصر قلعة العلم والحضارة عندما لم تكن هناك الكثير من الدول
المتقدمة الآن على خريطة العالم، وكم كنت مفعما بالفخر والسعادة عندما
أعلنت اليابان، كواحدة من بين دول العالم المتقدم فى سنة 1980، عن فشلها فى
بناء أحد الأهرامات الشبيهة بالأهرامات المصرية، ورغم مرور أكثر من ثلاثين
عاماً فإن هذا الخبر ما زال واحدا من عشرات عالق بذهنى لمدى شعورى بالفخر،
لم أصور لكم كم كانت تغمرنى السعادة عندما كنت أشاهد صورا فرعونية فى
شوارع رئيسية فى العديد من عواصم البلدان التى زرتها.
بقدر هذا الحب والفخر لحضارة الأجداد وعراقة هذا البلد والانتماء إلى ثراها
بقدر الحزن والأسى على ما آل إليه حال هذا البلد على أيدى حفنة ممن تولوا
أمورنا وأقسموا بالحفاظ على مصالحنا ومصالح البلد، فخانوا الأمانة ونسجوا
من مواقعهم قلاعا وحصونا حتى وإن تعارض ذلك مع ما أؤتمنوا عليه وعاهدوا
الله أن يراعوه ويحافظوا عليه، ومع كل هذه الهموم لتدهور الأوضاع راحت
أنظارنا تطلعا نحو مستقبل أفضل مع شباب الثورة والنهضة المصرية، عندما هبوا
من مناجم الحرية ليحولوا مسار الشمس عن طغاة صنعوا من أشلاء الضعفاء
منابرهم فزاد غناهم كلما افتقر الشعب وزادت أصواتهم ارتفاعا وتحكماً كلما
أفلحوا فى إخماد أصوتنا وتفريقنا، ولا أدرى هل هو قدر أن نحيا ونموت على
أرضنا بدون أن تشرق علينا يوما واحد شمس الحرية، بين خنوعنا للحكام قبل
الثورة وترنحنا بعد الثورة.
لقد خضعنا قبل الثورة لحكام طغاة تعاقبوا علينا واحدا تلو الآخر.. لخصنا
كل هذه الأجيال فى جيل مبارك وبعض أعوانه وهذا هو الخطأ الفادح، فلا بد من
إعادة فتح ملفات سابقة وإعادة تسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة، ولنعلم أن
مبارك ومن معه ما هو إلا واحدا من هؤلاء وما هو إلا مجرد ترس من مجموعة
تروس لنظام فاسد يرعى مصلحة الحاكم على حساب الطبقة المحكومة، ومهما تلون
هذا النظام ظاهريا بألوان الديمقراطية لكن عمقه ما هو إلا ديكتاتورية بحتة،
وإن فساد الحاكم ما هو إلا جزء من فساد مؤسسات الدولة وقطاعاتها المختلفة.
لقد ترنحنا بعد الثورة: إن كنا خضعنا قبل الثورة فإننا ترنحنا بعدها، وإن
كنت ألتمس العذر كل العذر للعديد من النقاط لهذا الترنح لعدم وجود مطالب
واضحة للثورة، ويرجع ذلك لأنها ولدت من رحم المعاناة، وهذا ما يؤكد ما
يحاول أن ينسبه البعض لأنفسهم أن ليس وراء هذه للثورة أى فضل لأى تيار دينى
أو سياسى، ولذلك ومن خلال مقالى هذا فإنى أخاطب كل الضمائر الصالحة وكل من
يهتم بنهضة البلد بعبارة ستكون محل نقد من أنصاف المتعلمين وأشباه
المثقفــين: "إن كان ما نحن عليه الآن هو نتاج ثورة 25 يناير فبكل تأكيد أن
شبابنا الذى قدم حياته من أجل التغيير كان هدفه التغيير إلى الأفضل
والنهوض بالبلد وفقرائها، وإن كنا لخصنا حقبة من الزمن من مناخ سياسى فاسد
فى عصر مبارك فما نحن عليه الآن هو أسوأ من كل ما سبق، والثورة التى أسست
على دماء الشهداء كانت المناخ المواتى لنهوض العديد من اللصوص الذين حاولوا
أن يسرقوا منا الأمل ومعه المستقبل الذى أفنينا ماضينا وحاضرنا من أجل
غرسه حتى ينعم بحصاده أبناؤنا لينعموا بما سُلبنا إياه".
ولا أقلل شأناً من مجهود مضنى من شباب 25 يناير بل إنى وكما وصفته من قبل
هو يوم فى تاريخ مصر وسيظل فى ذاكرتنا إلى زمن طويل، ولكن ما يطلق عليه يوم
الثورة لا بد أن تعاد وضع أهداف واضحة والعمل على تحقيقها لإعادة لمصر
مكانتها بين الأمم وبناء مؤسساتها الداخلية وتفعيل دور العدالة الاجتماعية،
فينعم على خير مصر كل المصريين.
وأصبح السؤال تقليدياً يتردد على كل الألسنة بدون وعى، ولم يسأل أحدهم أبدا
أين هى مصر؟ فالفرق من الناحية اللغوية يبدو بسيطا وثانويا، بينما من
الناحية الحضارية والتاريخية والسياسية والعلمية والمستقبلية بكل الأسف لم
تعد تتناسب مع خارطة مصر بين الدول المتقدمة أو شبه المتقدمة.
ولربما اعتبر قارئى الكريم أنى أجنبى أكتب مقالا نقديا فى واحدة من دول
العالم الثالث، مقارنة بحضارته وتقدم بلاده كنوع من سؤ الأدب والسخرية أو
النقد لمجرد النقد، لكن بكل الأسف أنا مصرى يصور واقعا وحقيقة يلزمنا
الوقوف أمامها طويلا، ومن يغفلها أو يحاول إغفالنا عنها تحت تأثير شعارات
وأغانى فى حب الوطن والفخر به ما زاد للنعام إلا واحدة يدفن رأسه فى
الرمال، ظنا منه أنه يخفى الحقيقة.
لقد كانت مصر قلعة العلم والحضارة عندما لم تكن هناك الكثير من الدول
المتقدمة الآن على خريطة العالم، وكم كنت مفعما بالفخر والسعادة عندما
أعلنت اليابان، كواحدة من بين دول العالم المتقدم فى سنة 1980، عن فشلها فى
بناء أحد الأهرامات الشبيهة بالأهرامات المصرية، ورغم مرور أكثر من ثلاثين
عاماً فإن هذا الخبر ما زال واحدا من عشرات عالق بذهنى لمدى شعورى بالفخر،
لم أصور لكم كم كانت تغمرنى السعادة عندما كنت أشاهد صورا فرعونية فى
شوارع رئيسية فى العديد من عواصم البلدان التى زرتها.
بقدر هذا الحب والفخر لحضارة الأجداد وعراقة هذا البلد والانتماء إلى ثراها
بقدر الحزن والأسى على ما آل إليه حال هذا البلد على أيدى حفنة ممن تولوا
أمورنا وأقسموا بالحفاظ على مصالحنا ومصالح البلد، فخانوا الأمانة ونسجوا
من مواقعهم قلاعا وحصونا حتى وإن تعارض ذلك مع ما أؤتمنوا عليه وعاهدوا
الله أن يراعوه ويحافظوا عليه، ومع كل هذه الهموم لتدهور الأوضاع راحت
أنظارنا تطلعا نحو مستقبل أفضل مع شباب الثورة والنهضة المصرية، عندما هبوا
من مناجم الحرية ليحولوا مسار الشمس عن طغاة صنعوا من أشلاء الضعفاء
منابرهم فزاد غناهم كلما افتقر الشعب وزادت أصواتهم ارتفاعا وتحكماً كلما
أفلحوا فى إخماد أصوتنا وتفريقنا، ولا أدرى هل هو قدر أن نحيا ونموت على
أرضنا بدون أن تشرق علينا يوما واحد شمس الحرية، بين خنوعنا للحكام قبل
الثورة وترنحنا بعد الثورة.
لقد خضعنا قبل الثورة لحكام طغاة تعاقبوا علينا واحدا تلو الآخر.. لخصنا
كل هذه الأجيال فى جيل مبارك وبعض أعوانه وهذا هو الخطأ الفادح، فلا بد من
إعادة فتح ملفات سابقة وإعادة تسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة، ولنعلم أن
مبارك ومن معه ما هو إلا واحدا من هؤلاء وما هو إلا مجرد ترس من مجموعة
تروس لنظام فاسد يرعى مصلحة الحاكم على حساب الطبقة المحكومة، ومهما تلون
هذا النظام ظاهريا بألوان الديمقراطية لكن عمقه ما هو إلا ديكتاتورية بحتة،
وإن فساد الحاكم ما هو إلا جزء من فساد مؤسسات الدولة وقطاعاتها المختلفة.
لقد ترنحنا بعد الثورة: إن كنا خضعنا قبل الثورة فإننا ترنحنا بعدها، وإن
كنت ألتمس العذر كل العذر للعديد من النقاط لهذا الترنح لعدم وجود مطالب
واضحة للثورة، ويرجع ذلك لأنها ولدت من رحم المعاناة، وهذا ما يؤكد ما
يحاول أن ينسبه البعض لأنفسهم أن ليس وراء هذه للثورة أى فضل لأى تيار دينى
أو سياسى، ولذلك ومن خلال مقالى هذا فإنى أخاطب كل الضمائر الصالحة وكل من
يهتم بنهضة البلد بعبارة ستكون محل نقد من أنصاف المتعلمين وأشباه
المثقفــين: "إن كان ما نحن عليه الآن هو نتاج ثورة 25 يناير فبكل تأكيد أن
شبابنا الذى قدم حياته من أجل التغيير كان هدفه التغيير إلى الأفضل
والنهوض بالبلد وفقرائها، وإن كنا لخصنا حقبة من الزمن من مناخ سياسى فاسد
فى عصر مبارك فما نحن عليه الآن هو أسوأ من كل ما سبق، والثورة التى أسست
على دماء الشهداء كانت المناخ المواتى لنهوض العديد من اللصوص الذين حاولوا
أن يسرقوا منا الأمل ومعه المستقبل الذى أفنينا ماضينا وحاضرنا من أجل
غرسه حتى ينعم بحصاده أبناؤنا لينعموا بما سُلبنا إياه".
ولا أقلل شأناً من مجهود مضنى من شباب 25 يناير بل إنى وكما وصفته من قبل
هو يوم فى تاريخ مصر وسيظل فى ذاكرتنا إلى زمن طويل، ولكن ما يطلق عليه يوم
الثورة لا بد أن تعاد وضع أهداف واضحة والعمل على تحقيقها لإعادة لمصر
مكانتها بين الأمم وبناء مؤسساتها الداخلية وتفعيل دور العدالة الاجتماعية،
فينعم على خير مصر كل المصريين.
حجازي
مواضيع مماثلة
» ضع شخص فى بالك وبعد الاجابه عن الاسئله اعرف مشاعره تجاهك
» تصرفات بنات الفيس بوك اثناء الحب وبعد ما تتصدم بتكون كالأتى >>
» نيولوك الثورة
» أين نحن من هذا؟
» الثورة تايه
» تصرفات بنات الفيس بوك اثناء الحب وبعد ما تتصدم بتكون كالأتى >>
» نيولوك الثورة
» أين نحن من هذا؟
» الثورة تايه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى