من هو الشخص الذي يتعلق به الطفل؟

هل يكفي ان تكون الام اما ليتعلق بها الطفل؟


ان طفلك ميال بطبعه الي التعلق ,اي الي تكوين علاقه قويه حميمه معك, وهو لايستطيع ان ينمو نموا سويا بدون ذلك ولكن الشخص الذي يختاره الطفل لكي يكون معه هذه العلاقه لابد ان تتحقق في ه شروط معينه


فهو الشخص الذي يتخذ موقفا ايجابيا فعالا في حياه الطفل, فلا يقتصر نشاطه علي مجرد الاستجابه لحاجاته وانما ياخذ ايضا المباداه في استثارته اجتماعيا وانفعاليا ومعرفيا وذلك بالبقاء دائما علي الاتصال به يحضنه ويعانقه ويتحدث معه ويلاعبه ويشترك معه في العابه وغير ذلك



ان الام التي تنكر علي اطفالها في هذه الفتره اي رغبه في التلامس الجسدي او التي تجعلهم بعيدا عنها وتعتبر ان احتضانهم تدليل مفسد, او التي تهملهم ولا تحقق لهم الاشباع في الوقت الذي تنشا فيه حاجتهم لذلك,او حتي تلك التي تهتم فقط بتغذيه طفلها وتنظيفه ثم تضعه في فراشه او بين العابه وتجلس معه فقط كمراقب وليس كمشارك .او تجلس معه مهموه مكدوره, كل تلك النماذج هي ابعد ما تكون عما يحتاج اليه الطفل عاطفيا بشكل اولي في هذه المرحله



ولكن ماذا يكون رد فعل الطفل نتيجه لتلك النماذج؟



ان الطفل سوف ينشا في هذه الحاله وهو


* اما شديد التوتر وسريع الغضب


اوخائف


او مستكين سلبي


ثم هو اشد الاطفال هلعا وتمسكا بالكبير عندمايهم بمغادرته


واذن فلا يكفي ان تكون الام موجوده لكي تشبع حاجه الطفل الي التعلق بل لابد ان يكون وجودها ايجابيا بالصوره التي عرضناها لكي ينمو لدي الطفل ذلك الشعور بالتعلق الامن الذي يساعده علي النمو السليم فيما بعد والذي يومنه من عواصف الانفصال في هذه المرحله الحرجه



ولكن يظل السوال يفرض نفسه الان بشكل ملح وهو



هل الوجود المستمر للام لا غني عنه لنمو طفلها نموا سويا ؟



نجيب علي هذا السوال بتلخيص للموقف كله من حيث التعلق والانفصال كالاتي





الام بالطبع هي الاختيار الاول للرعايه



ان الفتره من سته اشهر الي نهايه السنه التانيه من حياه الطفل هي فتره شديده الحساسيه من حيث انفصال الحاضن عنه



ولذلك ففي اقصي حالات الاضطرار.لابد عند غياب الام من حاضن بديل



مالوف وليس غريبا, محب وليس كارها,متقبل وليس رافضا ,مستقر دائماي وليس متغيرا من فتره الي اخري.وبا ختصار : حاضن وليس حارسا.



كلما تعدد الافراد الذين يتعلق بهم الطفل ممن يقومون علي رعايته كان ذلك اسلم بالنسبه لنموه مستقبلا



لا تغيبي عن طفلك عندما يكون مريضا او في مكان غير مالوف او في ظروف غير مواتيه



لا يجوز ان تطول مده الانفصال عن الطفل في هذه المرحله



غياب الحاضن عن الطفل كليه في هذه الفتره تكون له اثار مدمه علي نموه في جميع النواحي, واوضح نموذج لهذه الحاله الاطفال الذين يودعون بالموسسات , ويقصد بالموسسات هنا ملاجي الايتام التقليديه وبعض اقسام مستشفيات الامراض العقليه حيث ينعدم وجود حاضن ثابت مستقر للطفل



وقد وجد ان هولاء الاطفال يقعون فريسه للتخلف في جميع النواحي بما في ذلك التخلف العقلي








اتمني الموضوع يعجبكم