صـحـيــح الــطـــب النــبـــــوى فى ضـوء الكـتـــاب و الـسـنــــــــة و أقـــــــــوال الســـــلــــف
2 مشترك
مـنـتـديـات الـقـصـيـر الـبـحـر الأحـمــر :: المنتـــــــــــدى الديـــنــى :: الروحــانيــات و الطــب النبــــوى
صفحة 1 من اصل 1
صـحـيــح الــطـــب النــبـــــوى فى ضـوء الكـتـــاب و الـسـنــــــــة و أقـــــــــوال الســـــلــــف
**المقدمــة**
إن الحمد لله، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله، فلا مضلَّ له ، ومن يُضلل ، فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
)يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون(.
"آل عمران" الآية (102).
)يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً(. "النساء" الآية (1).
)يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً، يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يُطِع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً(. الأحزاب الآية (70-71)، [وهذه الخطبة تسمى عند العلماء "خطبة الحاجة"، وهي تشرع بين يدي كل خطبة، سواء كانت خطبة جمعة أو عيد أو نكاح أو درس أو محاضرة].
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله تعالى ، وخير الهدى هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة .
إن من السنن الكونية التي خلقها الله سبحانه وتعالى الأمراض ، وهي من الابتلاء الذي قدره الله على عباده ، ويكون فيه النفع للمؤمنين منهم ، فعن صهيب الرومي e قال: قال رسول الله e :"عجباً لأمر المؤمن إن أمر كله خير وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" .
رواه مسلم في كتاب الزهد برقم (2999).
ومن المعلوم أن الإبتلاءات من الأمراض وغيرها ، إما أن تكون رفع درجات ، أو تكفير سيئات ، أو عقوبة والعياذ بالله .
ومن فضل الله تعالى على المؤمنين أن جعل الأمراض التي قدرها عليهم كفارات للذنوب والخطايا ، فعن ابن مسعود t ، أن رسول الله e قال: "ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها " رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5660) ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب برقم (6511).
وكما أن الله سبحانه وتعالى أنزل الداء أنزل معه الدواء ، ويكون رحمةً منه وفضلاً على عباده ، مؤمنهم وكافرهم . فعن ابن مسعود t ، أن رسول الله e قال : "إن الله لم ينـزل داءً إلا وأنزل له دواءً ؛ جهله من جهله ، وعلمه من علمه".
"الصحيحة" (452) ، و"صحيح موارد الظمآن" (1196).
ومن الأدوية النافعة بإذن الله تعالى ، الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة الصحيحة ، فعلى العبد أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى في الخير والشر ، وفي السر والعلن ، وأن يدعوه في كشف الضر عنه، قال الله تعالى: ] أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [. (النمل:62) ، فإنه لا شافي إلا الله ، ولا منجي إلا هو سبحانه وتعالى ، قال تعالى : ]وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ[ . (الشعراء:80) .
وأن في القرآن الكريم والسنة الصحيحة أنواعاً من العلاجات والأدوية النافعة بإذن الله تعالى ، فأحببت أن أجمعها للقارئ الكريم لكي يكون على علم بها ، وأن يستخدمها لينتفع بها بإذن الله تعالى ، وعلينا أن لا نعدل عنها إلى الأدوية الكيمياوية في العصر الحاضر ، وعليه أن يتداوى بالغذاء بدل الدواء ما أمكنه ذلك .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :
وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء لا يعدل إلى الدواء ، ومتى أمكن بالبسيط لا يعدل إلى المركب ، قالوا وكل داء قدر على دفعه بالأغذية والحمية لم يحاول دفعه بالأدوية ، قالوا ولا ينبغي للطبيب أن يولع بسقي الأدوية فإن الدواء إذا لم يجد في البدن داء يحلله أو وجد داء لا يوافقه أو وجد ما يوافقه فزادت كميته عليه أو كيفيته تشبث بالصحة وعبث بها ، وأرباب التجارب من الأطباء طبهم بالمفردات غالبا وهم أحد فرق الطب الثلاث . الطب النبوي (ص6) .
وقال في مكان آخر : فإعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم عن الاستشفاء بالقرآن الذي هو الشفاء النافع . اهـ . الطب النبوي(ص29).
وقال ابن حجر رحمه الله تعالى في تعليقه على حديث المرأة التي تصرع : "وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير ، وأن تأثير ذلك وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية ، ولكن إنما ينجع بأمرين : أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد، والآخر : من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل والله أعلم" . فتح الباري (10/115) .
وقد انتقيت في هذا الكتاب الأحاديث الصحيحة بهذا الخصوص وأسميته "صحيح الطب النبوي" ، وضممت إليها بعض الأحاديث التي فيها ضعف مع بيان ضعفها ، فإنها وإن كانت ضعيفة فإنها لا تخلوا من الفوائد الغذائية أو العلاجية ، كما قرر ذلك السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم ، وبخاصة الذين يعتنون منهم بهذا الشأن .
ولا يفوتني في هذا المقام أن أشكر كل من قدم لي من المساعدة لإخراج هذا الكتاب ، وأعانني عليه ، كما أشكر أهلي الكرماء على ما قدموه لي من المساعدة في الكتابة والصف، ، فجزاهم الله عنا خير الجزاء ، وجعل أعمالهم خالصةً لله تعالى ، ونافعةً لهم يوم القيامة .
وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعل هذا الكتاب سبباً لنفع المسلمين ، وأن يكون سبباً لارتباطهم بالقرآن الكريم والسنة المطهرة التي لا غنى للمسلم عنهما ، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم ، وأن يجعل له القبول في الأرض وأن يجعل أعمالنا وأقوالنا حجة لنا لا حجة علينا ، وأن ينفعنا بها في يوم الدين، إنه ولي ذلك والقادر عليه . آمين .
وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
منهجي في الكتاب .
رتبت الكتاب على الفصول التالية :
1 ـ الفصل الأول : وضعت فيه ثواب المرض لكي يكون المرء على علم بما له عند الله من الثواب بسبب المرض ، أو أي ابتلاء ، وليصبر على ما أصابه ، وأن لا يتسخط ، ولا يجزع لينال الثواب في الآخرة بإذن الله تعالى .
2 ـ الفصل الثاني : تكلمت فيه عن الرقية الشرعية ، لكي يرتبط المسلم بربه سبحانه وتعالى ، وأن يعمل بما جاء في الكتاب والسنة ، وأن يعتقد أن الله هو الشافي ، وهو سبحانه بيده الضر والنفع .
3 ـ وفي الفصل الثالث تكلمت فيه عن التداوي ، وأن الله تعالى كما أنزل الداء أنزل معه الدواء رحمةً منه سبحانه وتعالى ، وبينت فيه حكم التداوي ، هل هو واجب أم سنة ، وهل الأفضل تركه أم فعله .
4 ـ الفصل الرابع: جعلت هذا الفصل خاصاً بالعلاج بالأعشاب الطبية الثابتة في الكتاب والسنة الصحيحة ، وفائدة كل عشبه ذكرت في هذا الكتاب ، وما هي خاصيتها بالعلاج .
5 ـ الفصل الخامس: تكلمت في هذا الفصل على بعض المحرمات والمضرات التي تضر بالمسلم في دنياه وآخرته ، لكي يتجنبها وليحذرها ، ولكي لا يقع فيها .
6ـ الفصل السادس: خصصت هذا الفصل في الصبر على البلاء لأعود كما بينت في الفصل الأول ما هو ثواب المرض ، فأذكِّرَ المسلم في هذا الفصل بالصبر على البلاء ، وأن لا يشكوا ما أصابه لغير الله تعالى ، وأن لا يتسخط ، وأن يدعوا الله جل في علاه أن يكشف عنه هذا البلاء ، وأن يثيبه عليه الجنة .
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل .
وكتب / ماجد البنكاني
أبو أنس العراقي
1/رمضان/1423هـ
6/11/2002
6/11/2002
المدير العام
الفــصــل الأول ثــــواب المـــرض و الســقـــم
الفصل الأول
ثواب المرض والسقم |
ثواب المرض والسقم والبلاء
اعلم أن الله سبحانه وتعالى خلق المرض والسقم ، وهو من الابتلاء الذي يكون فيه تكفيراً للسيئات ومحو الخطايا والذنوب بإذن الله تعالى ، وهذا خاص بالعبد المسلم ، وهو من رحمة الله بعباده المؤمنين .
فعن أبي موسى قال: قال رسول الله "إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً" .
رواه البخاري في كتاب الجهاد برقم (2996).
وعن أبي بكر بن عياش ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله : "إذا اشتكى العبدُ المسلمُ قال الله تعالى للذين يكتبون : اكتبوا له أفضل ما كان يعملُ إذا كان طلقاً حتى أطلقه" . "الصحيحة"رقم(1232) .
وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله : "إذا ابتلى الله عز وجل العبد المسلم ببلاء في جسده قال : الله عز وجل للملك : " اكتب له صالح عمله الذي كان يعمل وإن شفاه غسله وطهره وإن قبضه غفر له ورحمه" . صحيح الجامع برقم (258) .
وعن عبد الله بن عمرو ، عن النبي قال : " ما من أحدٍ من الناس يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه قال : اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وثاقي" .
صحيح الجامع برقم (5761) .
وفي رواية قال رسول الله : "إن العبد إذا كان على طريقةٍ حسنةٍ من العبادة ثم على مرض قيل للملك الموكل به اكتب له مثل عمله إذا كان طليقاً حتى أُطلقه أو أُكفته إلي" . رواه أحمد في المسند(2/203)،والحاكم بنحوه،وقال:صحيح على شرط البخاري ومسلم.
أكفته : أضمه إلي و أقبضه .
وفي الحديث القدسي ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : قال الله تعالى :"إذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى عواده أطلقته من إساري ثم أبدلته لحماً خيراً من لحمه ودماً خيراً من دمه ثم يستأنف العمل" .
رواه الحاكم وقال : "صحيح على شرط البخاري ومسلم" ،المستدرك (1/348-349) وقال الذهبي : على شرطهما وفيه : "ولم يشكني بدل فلم يشكي". "السلسلة الصحيحة" (272) .
عواده : قال الفراء : يقال هؤلاء عَودُ فلان و عُوَّادُه مثل زَوْرِه وزُوَّاره ، وهم الذين يَعُودُونه إِذا اعْتَلَّ. وفـي حديث فاطمة بنت قـيس : فإِنها امرأَة يكثُرُ عُوَّادُها أَي زُوَّارُها. وكل من أَتاك مرة بعد أُخرى ، فهو عائد ، وإِن اشتهر ذلك فـي عيادة الـمريض حتـى صار كأَنه مختصٌّ به . اهـ . لسان العرب (3/ 319) .
عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي قال : " إذا اشتكى المؤمن أخلصه الله من الذنوب كما يخلص الكير من خبث الحديد" . أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (497) ، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" رقم (1257) ، و "صحيح الجامع" رقم (341) .
وعن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله يقول : "وصب المؤمن كفارة لخطاياه". صحيح الجامع (6986).
عن أبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة رضي الله عنهما ، أنهما سمعا رسول الله يقول : "ما يصيب المؤمن من وصب ، ولا نصب ، ولا سقم ، ولا حُزن حتى الهم يهمه ؛ إلا كفّر به من سيئاته" . أخرجه مسلم (8/16) .
الوَصَب : دَوَام الوَجَع وَلُزومه . النهاية في غريب الحديث .(5/189).
والنصب : هو التعب .
عن جبير بن مطعم وأبي هريرة ، عن رسول الله قال : "إن الله ليبتلي عبده بالسقم حتى يكفر ذلك عنه كل ذنب" .
"صحيح الجامع" حديث رقم (1870) .
والسقم : هو المرض .
قال المناوي رحمه الله تعالى : إن اللّه تعالى يبتلي : أي يختبر ويمتحن عبده المؤمن القوي على احتمال ذلك . بالسقم بضم فسكون : أي المرض حتى يكفر عنه كل ذنب ، فيجب على العبد أن يشكر اللّه على البلاء لأنه في الحقيقة نعمة لا نقمة ، لأن عقوبة الدنيا منقطعة وعقوبة الآخر دائمة ، ومن عجلت عقوبته في الدنيا لا يعاقب في العقبى ، قال القرطبي : والمكفر بالمرض الصغائر بشرط الصبر أما الكافر فقد يزاد له بالبلاء في المال والولد وقد يخفف عنه به عقوبة غير الشرك . اهـ . فيض القدير .
وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله بأذني هاتين يقول : "من أصابه هم أو غم أو سقم أو شدة فقال: "الله ربي لا شريك له" ؛ كشف ذلك عنه" . "السلسلة الصحيحة" (6/592) .
وعن أبي أمامة ، عن النبي قال: "ما من عبد يصرع صرعة من مرض إلا بعثه الله منها طاهراً" . صحيح الجامع (5/6519).
وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله "الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها" .
رواه مسلم في كتاب الطهارة برقم (223) .
وعن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله قال : "ومن يتصبر يصبره الله وما أُعطي أحدٌ عطاءً خيراً وأوسع من الصبر" .
رواه البخاري برقم (1400)، ومسلم برقم (1053) .
قال ابن حجر رحمه الله تعالى : وفي الحديث الحض على الاستغناء عن الناس والتعفف عن سؤالهم بالصبر والتوكل على الله وانتظار ما يرزقه الله ، وأن الصبر أفضل ما يعطاه المرء لكون الجزاء عليه غير مقدر ولا محدود ، وقال القرطبي: معنى قوله من يستعف: أي يمتنع عن السؤال .
وقوله يعفه الله : أي انه يجازيه على استعفافه بصيانة وجهه ودفع فاقته .
وقوله ومن يستغن أي بالله عمن سواه .
وقوله يغنه: أي فإنه يعطيه ما يستغني به عن السؤال ويخلق في قلبه الغنى، فإن الغنى غنى النفس .
وقوله ومن يتصبر : أي يعالج نفسه على ترك السؤال ويصبر إلى أن يحصل له الرزق .
وقوله يصبره الله : أي فإنه يقويه ويمكنه من نفسه حتى تنقاد له ويذعن لتحمل الشدة ، فعند ذلك يكون الله معه فيظفره بمطلوبه . ا هـ . فتح الباري (11/304) .
وعن صهيب الرومي قال: قال رسول الله :"عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" .
رواه مسلم في كتاب الزهد برقم (2999).
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله " مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الرياح تفيئه ولا يزال المؤمن يصيبه بلاءٌ ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد" . رواه مسلم في كتاب صفات المنافقين برقم (2809).
تفيئه : بضم الفوقية وفتح الفاء وتشديد التحتية ، أي تحركه وتميله يمينا وشمالا. تحفة الأحوذي (8/ 134) .
تستحصد : أي: لا تتغير حتى تنقلع مرة واحدة كالزرع الذي انتهى يبسه
وعن أبي هريرة t قال : قال رسول الله e:" من يرد الله به خيراً يصب منه". رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5645)
يصب منه : أي يوجه إليه مصيبة ويصيبه ببلاء .
من يرد اللّه به خيراً : أي جميع الخيرات أو خيراً غزيراً .
يصب منه : بكسر الصاد عند الأكثر ، والفاعل اللّه ، وروي بفتحها واستحسنه ابن الجوزي ورجحه الطيبي بأنه أليق بالأدب لآية ]وإذا مرضت فهو يشفين [ ، والضمير في قوله منه على التقديرين للخير قال الزمخشري : أي ينل منه بالمصائب ويبتليه بها ليثيبه عليها ، وقال القاضي : أي يوصل إليه المصائب ليطهره من الذنوب ويرفع درجته ، وهي اسم لكل مكروه ، وذلك لأن الابتلاء بالمصائب طب إلهي يداوي به الإنسان من أمراض الذنوب المهلكة ، ويصح عود الضمير في يصب إلى من وفي منه إلى اللّه وإلى الخير ، والمعنى أن الخير لا يحصل للإنسان إلا بإرادته تعالى وعليه فلا شاهد فيه وإنما تركه لوضوحه لأن الخير الذي هو مراد لمن يحصل له مختار مرضي به إذا كان بإرادة من الغير لا من نفسه فلأن يكون ما يحصل بغير إرادة ورضاً أولى . اهـ . فيض القدير .
قال ابن حجر : وفي هذه الأحاديث بشارة عظيمة لكل مؤمن ، لأن الآدمي لا ينفك غالبا من ألم بسبب مرض أو هم أو نحو ذلك مما ذكر ، وأن الأمراض والأوجاع والآلام بدنية كانت أو قلبية تكفر ذنوب من تقع له . فتح الباري (10/108) .
وعن أبي بكر الصديق أنه قال : يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية )ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به( الآية، وكل شيء عملناه جزينا به فقال: "غفر الله لك يا أبا بكر ألست تمرض ألست تصيبك اللأواء " قال قلت: بلى قال: "هو ما تجزون به" . رواه ابن حبان
ورواه الحاكم وفيه: "قال غفر الله لك يا أبا بكر قاله ثلاثاً، يا أبا بكر ألست تمرض ألست تحزن ألست تنصب ألست تصيبك اللأواء؟" .
رواه الحاكم في المستدرك (3/74) وقال : "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وقال الذهبي في التلخيص : "صحيح".
اللأواء : هي شدة الضيق .
عن عائشة ، عن رسول الله قال : "إن المؤمنين يشدد عليهم لأنه لا تصيب المؤمن نكبة من شوكة فما فوقها و لا وجع إلا رفع الله له بها درجة و حط عنه خطيئة" .
صحيح الجامع حديث رقم (1935) .
وعن أسد بن كرز ، أنه سمع النبي يقول : "المريض تحات خطاياه كما يتحات ورق الشجر" . رواه ابن أبي الدنيا بإسناد حسن، قال الهيثمي في المجمع (2/301): "رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناده حسن". وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع برقم (5928) .
وعن أم العلاء ، وهي عمة حكيم بن حزام ، وكانت من المبايعات رضي الله عنها ، قالت : عادني رسول الله وأنا مريضة ، فقال : "يا أم العلاء أبشري ، فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه ، كما تذهب النار خبث الحديد والفضة" . صحيح الجامع برقم (37) .
وفي رواية : الذهب بدلا من الحديد .
قال في عون المعبود :
عادني : من العيادة .
يذهب الله به : أي بسبب المرض .
خطاياه : أي المسلم .
خبث الذهب والفضة : قال ابن الأثير في النهاية : الخبث بفتحتين ، هو ما تلقيه النار من وسخ الفضة والنحاس وغيرهما إذا أذيبا . انتهى .
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عنهما ،أنه سمع رسول الله يقول : "لا يمرض مؤمن ولا مؤمنة ولا مسلم ولا مسلمة إلا حط الله عنه بها خطيئته" . رواه أحمد والبزار، قال في مجمع الزوائد (2/301) : "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح".
ورواه ابن حبان إلا أنه قال : "إلا حط الله بذلك خطاياه كما تنحط الورقة عن الشجرة".
وعن ابن مسعود ، أن رسول الله قال: "ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها " . رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5660) ، ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب برقم (6511).
وعن كعب بن مالك قال : قال رسول الله : "مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح تصرعها مرة وتعدلها أخرى حتى تهيج" .
وفي رواية : "حتى تأتيه أجله" ومثل الكافر كمثل الأرزة المجذية على أصلها لا يصيبها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة" .
رواه مسلم في كتاب صفات المنافقين برقم (2810) .
الأرزة : شجرة الصنوبر ، وقيل الذكر خاصة .
المجذية : الثابتة المنتصبة .
الإنجعاف : الإنقلاع، قال أبو عبيد: "والمعنى فيما نرى أنه شبه المؤمن بالخامة التي تميلها الريح لأنه مرزأ في نفسه وأهله وماله وولده، وأما الكافر فمثل الأرزة التي لا تميلها الريح، والكافر لا يرزأ شيئا حتى يموت فإن رزئ لا يؤجر عليه، فشبه موته بإنجعاف تلك حتى يلقى الله بذنوبه جمة. أ.هـ .
"غريب الحديث" للقاسم بن سلام (1/117 و 118).
وقال رسول الله : "إن الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء أو قال بماء زمزم" . رواه البخاري في بدء الخلق برقم (3261).
وعن جابر قال : قال رسول الله : "يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرُضت في الدنيا بالمقاريض" . صحيح الجامع رقم (8177) .
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره لقول الله عزوجل:] إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ[ . الزمر الآية (10) .
وهذا عام في جميع أنواع الصبر ، الصبر على أقدار الله المؤلمة فلا يتسخطها ، والصبر عن معاصيه فلا يرتكبها ، والصبر على طاعته حتى يؤديها ، فوعد الله الصابرين أجرهم بغير حساب ، أي بغير حدّ ولا عدّ ولا مقدار ، وما ذاك إلا لفضيلة الصبر ومحله عند الله ، وأنه معين على كل الأمور . اهـ . تيسير الكريم الرحمن "تفسير سورة الزمر" آية (10) .
ودخل رسول الله على أم السائب أو أم المسيب فقال : "مالك يا أم السائب أو يا أم المسيب تزفزفين" قالت : الحمى لا بارك الله فيها فقال : "لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد" . رواه مسلم في كتاب البر والصلة برقم (6515).
فعن أبي موسى قال: قال رسول الله "إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً" .
رواه البخاري في كتاب الجهاد برقم (2996).
وعن أبي بكر بن عياش ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله : "إذا اشتكى العبدُ المسلمُ قال الله تعالى للذين يكتبون : اكتبوا له أفضل ما كان يعملُ إذا كان طلقاً حتى أطلقه" . "الصحيحة"رقم(1232) .
وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله : "إذا ابتلى الله عز وجل العبد المسلم ببلاء في جسده قال : الله عز وجل للملك : " اكتب له صالح عمله الذي كان يعمل وإن شفاه غسله وطهره وإن قبضه غفر له ورحمه" . صحيح الجامع برقم (258) .
وعن عبد الله بن عمرو ، عن النبي قال : " ما من أحدٍ من الناس يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه قال : اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وثاقي" .
صحيح الجامع برقم (5761) .
وفي رواية قال رسول الله : "إن العبد إذا كان على طريقةٍ حسنةٍ من العبادة ثم على مرض قيل للملك الموكل به اكتب له مثل عمله إذا كان طليقاً حتى أُطلقه أو أُكفته إلي" . رواه أحمد في المسند(2/203)،والحاكم بنحوه،وقال:صحيح على شرط البخاري ومسلم.
أكفته : أضمه إلي و أقبضه .
وفي الحديث القدسي ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : قال الله تعالى :"إذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى عواده أطلقته من إساري ثم أبدلته لحماً خيراً من لحمه ودماً خيراً من دمه ثم يستأنف العمل" .
رواه الحاكم وقال : "صحيح على شرط البخاري ومسلم" ،المستدرك (1/348-349) وقال الذهبي : على شرطهما وفيه : "ولم يشكني بدل فلم يشكي". "السلسلة الصحيحة" (272) .
عواده : قال الفراء : يقال هؤلاء عَودُ فلان و عُوَّادُه مثل زَوْرِه وزُوَّاره ، وهم الذين يَعُودُونه إِذا اعْتَلَّ. وفـي حديث فاطمة بنت قـيس : فإِنها امرأَة يكثُرُ عُوَّادُها أَي زُوَّارُها. وكل من أَتاك مرة بعد أُخرى ، فهو عائد ، وإِن اشتهر ذلك فـي عيادة الـمريض حتـى صار كأَنه مختصٌّ به . اهـ . لسان العرب (3/ 319) .
عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي قال : " إذا اشتكى المؤمن أخلصه الله من الذنوب كما يخلص الكير من خبث الحديد" . أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (497) ، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" رقم (1257) ، و "صحيح الجامع" رقم (341) .
وعن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله يقول : "وصب المؤمن كفارة لخطاياه". صحيح الجامع (6986).
عن أبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة رضي الله عنهما ، أنهما سمعا رسول الله يقول : "ما يصيب المؤمن من وصب ، ولا نصب ، ولا سقم ، ولا حُزن حتى الهم يهمه ؛ إلا كفّر به من سيئاته" . أخرجه مسلم (8/16) .
الوَصَب : دَوَام الوَجَع وَلُزومه . النهاية في غريب الحديث .(5/189).
والنصب : هو التعب .
عن جبير بن مطعم وأبي هريرة ، عن رسول الله قال : "إن الله ليبتلي عبده بالسقم حتى يكفر ذلك عنه كل ذنب" .
"صحيح الجامع" حديث رقم (1870) .
والسقم : هو المرض .
قال المناوي رحمه الله تعالى : إن اللّه تعالى يبتلي : أي يختبر ويمتحن عبده المؤمن القوي على احتمال ذلك . بالسقم بضم فسكون : أي المرض حتى يكفر عنه كل ذنب ، فيجب على العبد أن يشكر اللّه على البلاء لأنه في الحقيقة نعمة لا نقمة ، لأن عقوبة الدنيا منقطعة وعقوبة الآخر دائمة ، ومن عجلت عقوبته في الدنيا لا يعاقب في العقبى ، قال القرطبي : والمكفر بالمرض الصغائر بشرط الصبر أما الكافر فقد يزاد له بالبلاء في المال والولد وقد يخفف عنه به عقوبة غير الشرك . اهـ . فيض القدير .
وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله بأذني هاتين يقول : "من أصابه هم أو غم أو سقم أو شدة فقال: "الله ربي لا شريك له" ؛ كشف ذلك عنه" . "السلسلة الصحيحة" (6/592) .
وعن أبي أمامة ، عن النبي قال: "ما من عبد يصرع صرعة من مرض إلا بعثه الله منها طاهراً" . صحيح الجامع (5/6519).
وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله "الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها" .
رواه مسلم في كتاب الطهارة برقم (223) .
وعن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله قال : "ومن يتصبر يصبره الله وما أُعطي أحدٌ عطاءً خيراً وأوسع من الصبر" .
رواه البخاري برقم (1400)، ومسلم برقم (1053) .
قال ابن حجر رحمه الله تعالى : وفي الحديث الحض على الاستغناء عن الناس والتعفف عن سؤالهم بالصبر والتوكل على الله وانتظار ما يرزقه الله ، وأن الصبر أفضل ما يعطاه المرء لكون الجزاء عليه غير مقدر ولا محدود ، وقال القرطبي: معنى قوله من يستعف: أي يمتنع عن السؤال .
وقوله يعفه الله : أي انه يجازيه على استعفافه بصيانة وجهه ودفع فاقته .
وقوله ومن يستغن أي بالله عمن سواه .
وقوله يغنه: أي فإنه يعطيه ما يستغني به عن السؤال ويخلق في قلبه الغنى، فإن الغنى غنى النفس .
وقوله ومن يتصبر : أي يعالج نفسه على ترك السؤال ويصبر إلى أن يحصل له الرزق .
وقوله يصبره الله : أي فإنه يقويه ويمكنه من نفسه حتى تنقاد له ويذعن لتحمل الشدة ، فعند ذلك يكون الله معه فيظفره بمطلوبه . ا هـ . فتح الباري (11/304) .
وعن صهيب الرومي قال: قال رسول الله :"عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" .
رواه مسلم في كتاب الزهد برقم (2999).
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله " مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الرياح تفيئه ولا يزال المؤمن يصيبه بلاءٌ ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد" . رواه مسلم في كتاب صفات المنافقين برقم (2809).
تفيئه : بضم الفوقية وفتح الفاء وتشديد التحتية ، أي تحركه وتميله يمينا وشمالا. تحفة الأحوذي (8/ 134) .
تستحصد : أي: لا تتغير حتى تنقلع مرة واحدة كالزرع الذي انتهى يبسه
وعن أبي هريرة t قال : قال رسول الله e:" من يرد الله به خيراً يصب منه". رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5645)
يصب منه : أي يوجه إليه مصيبة ويصيبه ببلاء .
من يرد اللّه به خيراً : أي جميع الخيرات أو خيراً غزيراً .
يصب منه : بكسر الصاد عند الأكثر ، والفاعل اللّه ، وروي بفتحها واستحسنه ابن الجوزي ورجحه الطيبي بأنه أليق بالأدب لآية ]وإذا مرضت فهو يشفين [ ، والضمير في قوله منه على التقديرين للخير قال الزمخشري : أي ينل منه بالمصائب ويبتليه بها ليثيبه عليها ، وقال القاضي : أي يوصل إليه المصائب ليطهره من الذنوب ويرفع درجته ، وهي اسم لكل مكروه ، وذلك لأن الابتلاء بالمصائب طب إلهي يداوي به الإنسان من أمراض الذنوب المهلكة ، ويصح عود الضمير في يصب إلى من وفي منه إلى اللّه وإلى الخير ، والمعنى أن الخير لا يحصل للإنسان إلا بإرادته تعالى وعليه فلا شاهد فيه وإنما تركه لوضوحه لأن الخير الذي هو مراد لمن يحصل له مختار مرضي به إذا كان بإرادة من الغير لا من نفسه فلأن يكون ما يحصل بغير إرادة ورضاً أولى . اهـ . فيض القدير .
قال ابن حجر : وفي هذه الأحاديث بشارة عظيمة لكل مؤمن ، لأن الآدمي لا ينفك غالبا من ألم بسبب مرض أو هم أو نحو ذلك مما ذكر ، وأن الأمراض والأوجاع والآلام بدنية كانت أو قلبية تكفر ذنوب من تقع له . فتح الباري (10/108) .
وعن أبي بكر الصديق أنه قال : يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية )ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به( الآية، وكل شيء عملناه جزينا به فقال: "غفر الله لك يا أبا بكر ألست تمرض ألست تصيبك اللأواء " قال قلت: بلى قال: "هو ما تجزون به" . رواه ابن حبان
ورواه الحاكم وفيه: "قال غفر الله لك يا أبا بكر قاله ثلاثاً، يا أبا بكر ألست تمرض ألست تحزن ألست تنصب ألست تصيبك اللأواء؟" .
رواه الحاكم في المستدرك (3/74) وقال : "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وقال الذهبي في التلخيص : "صحيح".
اللأواء : هي شدة الضيق .
عن عائشة ، عن رسول الله قال : "إن المؤمنين يشدد عليهم لأنه لا تصيب المؤمن نكبة من شوكة فما فوقها و لا وجع إلا رفع الله له بها درجة و حط عنه خطيئة" .
صحيح الجامع حديث رقم (1935) .
وعن أسد بن كرز ، أنه سمع النبي يقول : "المريض تحات خطاياه كما يتحات ورق الشجر" . رواه ابن أبي الدنيا بإسناد حسن، قال الهيثمي في المجمع (2/301): "رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناده حسن". وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع برقم (5928) .
وعن أم العلاء ، وهي عمة حكيم بن حزام ، وكانت من المبايعات رضي الله عنها ، قالت : عادني رسول الله وأنا مريضة ، فقال : "يا أم العلاء أبشري ، فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه ، كما تذهب النار خبث الحديد والفضة" . صحيح الجامع برقم (37) .
وفي رواية : الذهب بدلا من الحديد .
قال في عون المعبود :
عادني : من العيادة .
يذهب الله به : أي بسبب المرض .
خطاياه : أي المسلم .
خبث الذهب والفضة : قال ابن الأثير في النهاية : الخبث بفتحتين ، هو ما تلقيه النار من وسخ الفضة والنحاس وغيرهما إذا أذيبا . انتهى .
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عنهما ،أنه سمع رسول الله يقول : "لا يمرض مؤمن ولا مؤمنة ولا مسلم ولا مسلمة إلا حط الله عنه بها خطيئته" . رواه أحمد والبزار، قال في مجمع الزوائد (2/301) : "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح".
ورواه ابن حبان إلا أنه قال : "إلا حط الله بذلك خطاياه كما تنحط الورقة عن الشجرة".
وعن ابن مسعود ، أن رسول الله قال: "ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها " . رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5660) ، ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب برقم (6511).
وعن كعب بن مالك قال : قال رسول الله : "مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح تصرعها مرة وتعدلها أخرى حتى تهيج" .
وفي رواية : "حتى تأتيه أجله" ومثل الكافر كمثل الأرزة المجذية على أصلها لا يصيبها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة" .
رواه مسلم في كتاب صفات المنافقين برقم (2810) .
الأرزة : شجرة الصنوبر ، وقيل الذكر خاصة .
المجذية : الثابتة المنتصبة .
الإنجعاف : الإنقلاع، قال أبو عبيد: "والمعنى فيما نرى أنه شبه المؤمن بالخامة التي تميلها الريح لأنه مرزأ في نفسه وأهله وماله وولده، وأما الكافر فمثل الأرزة التي لا تميلها الريح، والكافر لا يرزأ شيئا حتى يموت فإن رزئ لا يؤجر عليه، فشبه موته بإنجعاف تلك حتى يلقى الله بذنوبه جمة. أ.هـ .
"غريب الحديث" للقاسم بن سلام (1/117 و 118).
وقال رسول الله : "إن الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء أو قال بماء زمزم" . رواه البخاري في بدء الخلق برقم (3261).
وعن جابر قال : قال رسول الله : "يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرُضت في الدنيا بالمقاريض" . صحيح الجامع رقم (8177) .
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره لقول الله عزوجل:] إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ[ . الزمر الآية (10) .
وهذا عام في جميع أنواع الصبر ، الصبر على أقدار الله المؤلمة فلا يتسخطها ، والصبر عن معاصيه فلا يرتكبها ، والصبر على طاعته حتى يؤديها ، فوعد الله الصابرين أجرهم بغير حساب ، أي بغير حدّ ولا عدّ ولا مقدار ، وما ذاك إلا لفضيلة الصبر ومحله عند الله ، وأنه معين على كل الأمور . اهـ . تيسير الكريم الرحمن "تفسير سورة الزمر" آية (10) .
ودخل رسول الله على أم السائب أو أم المسيب فقال : "مالك يا أم السائب أو يا أم المسيب تزفزفين" قالت : الحمى لا بارك الله فيها فقال : "لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد" . رواه مسلم في كتاب البر والصلة برقم (6515).
تزفزفين : ترعدين
وعن أنس ، أن رسول الله قال : "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط" . السلسلة الصحيحة برقم (146) ، وصحيح الجامع رقم (2110).
وعن أبي هريرة نه قال : قال رسول الله : "إن الرجل ليكون له عند الله المنـزلة فما يبلغها بعمل ، فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها ".
صحيح الجامع رقم (1625).
إن أعظم الجزاء : أي كثرته مع عظم البلاء ، بكسر المهملة وفتح الظاء فيهما ويجوز ضمها مع سكون الظاء ، فمن بلاؤه أعظم فجزاؤه أعظم ، وإن اللّه تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم أي اختبرهم بالمحن والرزايا وهو أعلم بحالهم ، قال لقمان لابنه يا بني الذهب والفضة يختبران بالنار والمؤمن يختبر بالبلاء فمن رضي قضاء بما ابتلى به فله الرضى من اللّه تعالى وجزيل الثواب ومن سخط أي كره قضاء ربه ولم يرضه فله السخط منه تعالى وأليم العذاب
]ومن يعمل سوءاً يجز به[ ، وقوله ومن رضي فله الرضى شرط وجزاءاً فهم منه أن رضى اللّه تعالى مسبوق برضى العبد ومحال أن يرضى العبد عن اللّه إلا بعد رضى اللّه عنه كما قال : ]رضي اللّه عنهم ورضوا عنه[ ، ومحال أن يحصل رضى اللّه ولا يحصل رضى العبد في الآخرة فعن اللّه الرضى أزلاً وأبداً ، وفيه جنوح إلى كراهة اختيار الصحة على البلاء والعافية على السقم ولا ينافيه ما مر ويجيء من الأمر بسؤال العافية وأنها أفضل الدعاء لأنه إنما كرهه لأجل الجرائم واقتراف العظائم كيلا يلقوا ربهم غير مطهرين من دنس الذنوب ، فالأصلح لمن كثرت خطاياه السكوت والرضى ليخف والتطهير بقدر التمحيص والأجر بقدر الصبر ذكره ابن جرير.
والمقصود الحث على الصبر على البلاء بعد وقوعه لا الترغيب في طلبه للنهي عنه. اهـ.فيض القدير .
وعن عطاء بن أبي رباح قال : قال لي ابن عباس : ألا أريك امرأة من أهل الجنة ، فقلت : بلى قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي ، فقالت : إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي ، قال: "إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك " ، فقالت : أصبر فقالت : إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف ، فدعا لها" .
رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5652) ، ومسلم في كتاب البر والصلة برقم (2576).
أتكشف : من التكشف ، والمراد أنها خشيت ، تظهر عورتها وهي لا تشعر .
قال ابن حجر رحمه الله تعالى : وفي الحديث فضل من يصرع ، وأن الصبر على بلايا الدنيا يورث الجنة ، وأن الأخذ بالشدة أفضل من الأخذ بالرخصة لمن علم من نفسه الطاقة ولم يضعف عن التزام الشدة ، وفيه دليل على جواز ترك التداوي ، وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير ، وأن تأثير ذلك وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية ، ولكن إنما ينجع بأمرين أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد، والآخر من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل والله أعلم . اهـ . فتح الباري (10/115) .
وعن أبي سعيد وأبي هريرة قال : "ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه" . رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5641 و 2642) ، ومسلم في كتاب البر والصلة برقم (2573).
ورواية مسلم : "ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفَّرَ به من سيئاته" .
النصب : التعب .
الوصب : المرض .
وعن أبي هريرة نه قال : قال رسول الله : "إن الرجل ليكون له عند الله المنـزلة فما يبلغها بعمل ، فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها ".
صحيح الجامع رقم (1625).
إن أعظم الجزاء : أي كثرته مع عظم البلاء ، بكسر المهملة وفتح الظاء فيهما ويجوز ضمها مع سكون الظاء ، فمن بلاؤه أعظم فجزاؤه أعظم ، وإن اللّه تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم أي اختبرهم بالمحن والرزايا وهو أعلم بحالهم ، قال لقمان لابنه يا بني الذهب والفضة يختبران بالنار والمؤمن يختبر بالبلاء فمن رضي قضاء بما ابتلى به فله الرضى من اللّه تعالى وجزيل الثواب ومن سخط أي كره قضاء ربه ولم يرضه فله السخط منه تعالى وأليم العذاب
]ومن يعمل سوءاً يجز به[ ، وقوله ومن رضي فله الرضى شرط وجزاءاً فهم منه أن رضى اللّه تعالى مسبوق برضى العبد ومحال أن يرضى العبد عن اللّه إلا بعد رضى اللّه عنه كما قال : ]رضي اللّه عنهم ورضوا عنه[ ، ومحال أن يحصل رضى اللّه ولا يحصل رضى العبد في الآخرة فعن اللّه الرضى أزلاً وأبداً ، وفيه جنوح إلى كراهة اختيار الصحة على البلاء والعافية على السقم ولا ينافيه ما مر ويجيء من الأمر بسؤال العافية وأنها أفضل الدعاء لأنه إنما كرهه لأجل الجرائم واقتراف العظائم كيلا يلقوا ربهم غير مطهرين من دنس الذنوب ، فالأصلح لمن كثرت خطاياه السكوت والرضى ليخف والتطهير بقدر التمحيص والأجر بقدر الصبر ذكره ابن جرير.
والمقصود الحث على الصبر على البلاء بعد وقوعه لا الترغيب في طلبه للنهي عنه. اهـ.فيض القدير .
وعن عطاء بن أبي رباح قال : قال لي ابن عباس : ألا أريك امرأة من أهل الجنة ، فقلت : بلى قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي ، فقالت : إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي ، قال: "إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك " ، فقالت : أصبر فقالت : إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف ، فدعا لها" .
رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5652) ، ومسلم في كتاب البر والصلة برقم (2576).
أتكشف : من التكشف ، والمراد أنها خشيت ، تظهر عورتها وهي لا تشعر .
قال ابن حجر رحمه الله تعالى : وفي الحديث فضل من يصرع ، وأن الصبر على بلايا الدنيا يورث الجنة ، وأن الأخذ بالشدة أفضل من الأخذ بالرخصة لمن علم من نفسه الطاقة ولم يضعف عن التزام الشدة ، وفيه دليل على جواز ترك التداوي ، وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير ، وأن تأثير ذلك وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية ، ولكن إنما ينجع بأمرين أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد، والآخر من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل والله أعلم . اهـ . فتح الباري (10/115) .
وعن أبي سعيد وأبي هريرة قال : "ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه" . رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5641 و 2642) ، ومسلم في كتاب البر والصلة برقم (2573).
ورواية مسلم : "ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفَّرَ به من سيئاته" .
النصب : التعب .
الوصب : المرض .
وكفَّرَ : أي سترها ومحاها .
وعن محمود بن لبيدة ، أن رسول الله قال: "إذا أحبَّ الله قوماً ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع" . صحيح الجامع رقم (282).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله : "ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنه بها حتى الشوكة يشاكها" .
رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5640) ، ومسلم في كتاب البر والصلة (6514) .
وفي رواية لمسلم : "لا تصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا نقص الله بها من خطيئته" .
وفي رواية أخرى له : "إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة" في كتاب البر والصلة برقم (6508).
وفي رواية : دخل شباب من قريش على عائشة رضي الله عنها ، وهي بمنى وهم يضحكون ، فقالت : ما يضحككم قالوا: فلان خرّ على طنب فسطاط وكادت عنقه أو عينه تذهب ، فقالت : لا تضحكوا فإني سمعت رسول الله يقول : " ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب الله له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة" . رواه مسلم في كتاب البر والصلة برقم (6506) .
والطُّنُب : أحدُ أطْناب الخَيمة , فاستعاره للطَّرف والنَّاحِية 0 هـ .
النهاية في غريب الحديث (3/140) .
والفسطاط : هو الخيمة .
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : في هذه الأحاديث بشارة عظيمة للمسلمين، فانه قلما ينفك الواحد منهم ساعة من شئ من هذه الأمور ، وفيه تكفير الخطايا بالأمراض والأسقام ومصايب الدنيا وهمومها وإن قلت مشقتها ، وفيه رفع الدرجات بهذه الأمور وزيادة الحسنات ، وهذا هو الصحيح الذي عليه جماهير العلماء . اهـ . شرح النووي (16/128) .
وعن معاوية قال : سمعت رسول الله يقول : "ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفر الله عنه به من سيئاته" . صحيح الجامع رقم (5600).
وعن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله يقول : "وصب المؤمن كفارة لخطاياه" . صحيح الجامع (6986) .
وعن أبي هريرة قال : لما نزلت )من يعمل سوءً يجزَ به( النساء (123) . بلغت من المسلمين مبلغاً شديداً فقال رسول الله : "قاربوا وسدووا ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها أو الشوكة يشاكها".
رواه مسلم في كتاب البر والصلة برقم (6514).
(قاربوا) : أي اقتصدوا فلا تغلوا ولا تقصروا بل توسطوا.
(سددوا) : أي اقصدوا السداد وهو الصواب.
النَّكْبَة : وهي ما يصيب الإنسان من الحوادث.النهاية في غريب الحديث (5/112) .
وعن ابن مسعود قال : دخلت على النبي فمسسته فقلت: يا رسول الله إنك توعك وعكاً شديداً فقال :"أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم" قلت : ذلك بأن لكم أجرين قال : "نعم ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فيما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها".
رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5648) ، ومسلم في كتاب البر والصلة برقم (2571).
وعن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما، أن رسول الله قال : "إنما مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوعك أو الحمى كحديدة تدخل النار فيذهب خبثها ويبقى طيبها" . السلسلة الصحيحة (1714).
الوعْك : وهو الحُمَّى وقيل ألَمُها وقد وَعَكَه المرضُ وعَكاً وَوُعِك فهو مَوْعوك . النهاية في غريب الحديث (5/206) .
وعن شهر بن حوشب ، عن أبي ريحانة قال : قال رسول الله " الحمى من فيح جهنم وهي نصيب المؤمن من النار". صحيح الجامع رقم (3/3188).
"فيح جهنم " الفيح : سطوع الحر وفورانه . ويقْال لاواو ، وفاحت القدر تفيح وتفوح إذا غلت . وقد أخرجه مخرج التشبيه والتمثيل أي كأنه نار جهنم في حرها. النهاية في غريب الحديث (3/484) .
الحمى كير من جهنم ، أي حقيقة أرسلت منها إلى الدنيا نذيراً للجاحدين وبشيراً للمقربين أنها كفارة لذنوبهم أو حرها شبيه بحر كير جهنم ، فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار ، أي نصيبه من الحتم المقضي في قوله سبحانه]وإن منكم إلا واردها[ .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله : "ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنه بها حتى الشوكة يشاكها" .
رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5640) ، ومسلم في كتاب البر والصلة (6514) .
وفي رواية لمسلم : "لا تصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا نقص الله بها من خطيئته" .
وفي رواية أخرى له : "إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة" في كتاب البر والصلة برقم (6508).
وفي رواية : دخل شباب من قريش على عائشة رضي الله عنها ، وهي بمنى وهم يضحكون ، فقالت : ما يضحككم قالوا: فلان خرّ على طنب فسطاط وكادت عنقه أو عينه تذهب ، فقالت : لا تضحكوا فإني سمعت رسول الله يقول : " ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب الله له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة" . رواه مسلم في كتاب البر والصلة برقم (6506) .
والطُّنُب : أحدُ أطْناب الخَيمة , فاستعاره للطَّرف والنَّاحِية 0 هـ .
النهاية في غريب الحديث (3/140) .
والفسطاط : هو الخيمة .
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : في هذه الأحاديث بشارة عظيمة للمسلمين، فانه قلما ينفك الواحد منهم ساعة من شئ من هذه الأمور ، وفيه تكفير الخطايا بالأمراض والأسقام ومصايب الدنيا وهمومها وإن قلت مشقتها ، وفيه رفع الدرجات بهذه الأمور وزيادة الحسنات ، وهذا هو الصحيح الذي عليه جماهير العلماء . اهـ . شرح النووي (16/128) .
وعن معاوية قال : سمعت رسول الله يقول : "ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفر الله عنه به من سيئاته" . صحيح الجامع رقم (5600).
وعن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله يقول : "وصب المؤمن كفارة لخطاياه" . صحيح الجامع (6986) .
وعن أبي هريرة قال : لما نزلت )من يعمل سوءً يجزَ به( النساء (123) . بلغت من المسلمين مبلغاً شديداً فقال رسول الله : "قاربوا وسدووا ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها أو الشوكة يشاكها".
رواه مسلم في كتاب البر والصلة برقم (6514).
(قاربوا) : أي اقتصدوا فلا تغلوا ولا تقصروا بل توسطوا.
(سددوا) : أي اقصدوا السداد وهو الصواب.
النَّكْبَة : وهي ما يصيب الإنسان من الحوادث.النهاية في غريب الحديث (5/112) .
وعن ابن مسعود قال : دخلت على النبي فمسسته فقلت: يا رسول الله إنك توعك وعكاً شديداً فقال :"أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم" قلت : ذلك بأن لكم أجرين قال : "نعم ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فيما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها".
رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5648) ، ومسلم في كتاب البر والصلة برقم (2571).
وعن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما، أن رسول الله قال : "إنما مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوعك أو الحمى كحديدة تدخل النار فيذهب خبثها ويبقى طيبها" . السلسلة الصحيحة (1714).
الوعْك : وهو الحُمَّى وقيل ألَمُها وقد وَعَكَه المرضُ وعَكاً وَوُعِك فهو مَوْعوك . النهاية في غريب الحديث (5/206) .
وعن شهر بن حوشب ، عن أبي ريحانة قال : قال رسول الله " الحمى من فيح جهنم وهي نصيب المؤمن من النار". صحيح الجامع رقم (3/3188).
"فيح جهنم " الفيح : سطوع الحر وفورانه . ويقْال لاواو ، وفاحت القدر تفيح وتفوح إذا غلت . وقد أخرجه مخرج التشبيه والتمثيل أي كأنه نار جهنم في حرها. النهاية في غريب الحديث (3/484) .
الحمى كير من جهنم ، أي حقيقة أرسلت منها إلى الدنيا نذيراً للجاحدين وبشيراً للمقربين أنها كفارة لذنوبهم أو حرها شبيه بحر كير جهنم ، فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار ، أي نصيبه من الحتم المقضي في قوله سبحانه]وإن منكم إلا واردها[ .
المدير العام
الفــصــل الـثــــــــانى .... الرقـيــــة الشــــرعيــــــة بالكتــــــــــــــاب و السـنــــــــــــــة
الرقية الشرعية بالكتاب والسنة
من الأدوية النافعة بإذن الله تعالى ، الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة الصحيحة ، فعلى العبد أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى في الخير والشر ، وفي السر والعلن ، وأن يدعوه في كشف الضر عنه ، فإنه لا شافي إلا الله ، ولا منجي إلا هو سبحانه وتعالى . قال الله تعالى : ]وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ[ . الشعراء آية (80) .
قال ابن حجر رحمه الله تعالى في تعليقه حديث على المرأة التي تصرع : وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير ، وأن تأثير ذلك وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية ، ولكن إنما ينجع بأمرين : أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد ، والآخر من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل والله أعلم . فتح الباري (10/115) .
ما جاء في المعوذتين وفضلهما
عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله : "أنزلت عليَّ آيات لم ير مثلهن قط المعوذتين" . أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين ، برقم (1889) ، وأحمد في مسنده (3/150 و 153) ، والدارمي في سننه، والترمذي في أبواب فضائل القرآن.
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : وفي المعوذتين الاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلاً فإن الاستعاذة من شر ما خلق تعم لك شر يستعاذ منه سواء كان في الأجسام أو الأرواح.
وقال رحمه الله تعالى : فقد جمعت السورتان الاستعاذة من كل شر ولهما شأن عظيم في الاحتراس والتحصن من الشرور قبل وقوعها ولهذا أوصى النبي عقبة بن عامر بقراءتها عقب كل صلاة ، ذكره الترمذي في جامعه. أخرجه الترمذي في أبواب فضائل القرآن برقم (2912).
وقال في هذا سر عظيم في استدفاع الشرور من الصلاة إلى الصلاة وقال: ما تعوذ المعوذون بمثلهما. أ.هـ . زاد المعاد (4/143) .
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله : "اقرأ يا جابر!" ، فقلت : وما أقرأ بأبي أنت وأمي؟ قال : ]قل أعوذ برب الفلق[ و ]قل أعوذ برب الناس[.
فقرأتهما فقال : "أقرأ بهما ولن تقرأ بمثلهما". رواه النسائي، وابن حبان في "صحيحه"، وقال الألباني: "حسن صحيح" الترغيب (1486).
عن عائشة قالت : كان رسول الله إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه }قل هو الله أحد { والمعوذتين . ثم يمسح بهما وجهه ، وما بلغت يده من جسده .
أخرجه البخاري (11/ 107) في الدعوات ، باب التعوذ والقراءة عند النوم ،ومسلم في السلام برقم (2192) ، باب رقية المريض بالمعوذات .
وكما في "الصحيحين" : "من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه".
أخرجه البخاري (9/50) في فضائل القرآن ، باب فضل سورة البقرة ، ومسلم في المسافرين برقم (808) ، باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة.
كفتاه : قيل معناه : كفتاه من قيام الليل ، وقيل كفتاه من الشيطان ، وقيل من الآفات ، ويحتمل من الجميع .
وعن أبي سعيد الخدري ، عن النبي قال : "من قرأ الكهف كما أنزلت كانت له نوراً يوم القيامة من مقامه إلى مكة ، ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يسلط عليه ، ومن يتوضأ ثم قال : سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة". أخرجه الحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم، وصححه الألباني في "الصحيحة" رقم (582)، و"الترغيب" رقم (218).
ورواه النسائي وقال في آخره : "ختم عليها بخاتم فوضعت تحت العرش فلم تكسر إلى يوم القيامة".
وعن البراء قال: كان رجل يقرأ بسورة الكهف وعنده فرس مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدور وتدنوا وجعل فرسه ينفر منها فلما أصبح أتى النبي فذكر ذلك له فقال" "تلك السكينة تنزلت للقرآن". أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن برقم (5011) ، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (1853).
(شطن): هو الحبل الطويل المضطرب وشطن تثنية شطنين.
وقال النووي رحمه الله تعالى : وفي هذا الحديث جواز رؤية آحاد الملائكة وفيه فضيلة القراءة وأنها سبب نزل الرحمة وحضور الملائكة وفيه فضيلة استماع القرآن .
وعن أبي سعيد الخدري : أن النبي قال : "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين". أخرجه النسائي والحاكم وقال: "صحيح الإسناد"، وأخرجه أبو سعيد الدارمي في مسنده موقوفاً على أبي سعيد إلا أنه قال : "من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة اضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق". و صححه العلامة الألباني في صحيح الجامع برقم (6346) ، والإرواء برقم (619).
نص الشافعي على استحباب قراءة سورة الكهف ليلة الجمعة ويوم الجمعة.
وعن ابي الدرداء : أن النبي قال : "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال". رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (1880) ، وأبو داود في كتاب الملاحم برقم (4323) ، والترمذي في كتاب فضائل القرآن برقم (2886) ، وأحمد في مسنده (6/446و 449) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (ص 527) ، صحيح الجامع برقم (6201) .
قيل سبب ذلك ما في أولها من العجائب والآيات ، فمن يتدبرها لم يفتتن بالدجال وكذا في آخرها قوله تعالى : ]أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً[ .الكهف(102).
وفي رواية لمسلم : "من آخرِ سُورةِ الكَهف" . صحيح مسلم (1/556).
جاء في فيض القدير : لما في قصة أهل الكهف من العجائب ، فمن علمها لم يستغرب أمر الدجال فلا يفتن ، أو لأن من تدبر هذه الآيات وتأمل معناها حذره فأمن منه ، أو هذه خصوصية أودعت في السورة ، ومن ثم ورد في رواية كلها . وعليه يجتمع رواية من أول ومن آخر ، ويكون ذكر العشر استدراجاً لحفظ الكل والتعريف للعهد أو للجنس لأن الدجال من يكثر الكذب والتمويه وفي خبر يكون في آخر الزمان دجالون ، وفيه جواز الدعاء بالعصمة من نوع معين ، والممتنع الدعاء بمطلقها لاختصاصها بالنبي والملك .
فمن تدبرها لم يفتتن بالدجال ، ويجوز أن يكون التخصيص بها لما فيها - أي العشر الآيات الأول - من ذكر التوحيد وخلاص أصحاب الكهف من شر الكفرة . اهـ .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : وفي المعوذتين الاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلاً فإن الاستعاذة من شر ما خلق تعم لك شر يستعاذ منه سواء كان في الأجسام أو الأرواح.
وقال رحمه الله تعالى : فقد جمعت السورتان الاستعاذة من كل شر ولهما شأن عظيم في الاحتراس والتحصن من الشرور قبل وقوعها ولهذا أوصى النبي عقبة بن عامر بقراءتها عقب كل صلاة ، ذكره الترمذي في جامعه. أخرجه الترمذي في أبواب فضائل القرآن برقم (2912).
وقال في هذا سر عظيم في استدفاع الشرور من الصلاة إلى الصلاة وقال: ما تعوذ المعوذون بمثلهما. أ.هـ . زاد المعاد (4/143) .
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله : "اقرأ يا جابر!" ، فقلت : وما أقرأ بأبي أنت وأمي؟ قال : ]قل أعوذ برب الفلق[ و ]قل أعوذ برب الناس[.
فقرأتهما فقال : "أقرأ بهما ولن تقرأ بمثلهما". رواه النسائي، وابن حبان في "صحيحه"، وقال الألباني: "حسن صحيح" الترغيب (1486).
عن عائشة قالت : كان رسول الله إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه }قل هو الله أحد { والمعوذتين . ثم يمسح بهما وجهه ، وما بلغت يده من جسده .
أخرجه البخاري (11/ 107) في الدعوات ، باب التعوذ والقراءة عند النوم ،ومسلم في السلام برقم (2192) ، باب رقية المريض بالمعوذات .
وكما في "الصحيحين" : "من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه".
أخرجه البخاري (9/50) في فضائل القرآن ، باب فضل سورة البقرة ، ومسلم في المسافرين برقم (808) ، باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة.
كفتاه : قيل معناه : كفتاه من قيام الليل ، وقيل كفتاه من الشيطان ، وقيل من الآفات ، ويحتمل من الجميع .
وعن أبي سعيد الخدري ، عن النبي قال : "من قرأ الكهف كما أنزلت كانت له نوراً يوم القيامة من مقامه إلى مكة ، ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يسلط عليه ، ومن يتوضأ ثم قال : سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة". أخرجه الحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم، وصححه الألباني في "الصحيحة" رقم (582)، و"الترغيب" رقم (218).
ورواه النسائي وقال في آخره : "ختم عليها بخاتم فوضعت تحت العرش فلم تكسر إلى يوم القيامة".
وعن البراء قال: كان رجل يقرأ بسورة الكهف وعنده فرس مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدور وتدنوا وجعل فرسه ينفر منها فلما أصبح أتى النبي فذكر ذلك له فقال" "تلك السكينة تنزلت للقرآن". أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن برقم (5011) ، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (1853).
(شطن): هو الحبل الطويل المضطرب وشطن تثنية شطنين.
وقال النووي رحمه الله تعالى : وفي هذا الحديث جواز رؤية آحاد الملائكة وفيه فضيلة القراءة وأنها سبب نزل الرحمة وحضور الملائكة وفيه فضيلة استماع القرآن .
وعن أبي سعيد الخدري : أن النبي قال : "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين". أخرجه النسائي والحاكم وقال: "صحيح الإسناد"، وأخرجه أبو سعيد الدارمي في مسنده موقوفاً على أبي سعيد إلا أنه قال : "من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة اضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق". و صححه العلامة الألباني في صحيح الجامع برقم (6346) ، والإرواء برقم (619).
نص الشافعي على استحباب قراءة سورة الكهف ليلة الجمعة ويوم الجمعة.
وعن ابي الدرداء : أن النبي قال : "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال". رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (1880) ، وأبو داود في كتاب الملاحم برقم (4323) ، والترمذي في كتاب فضائل القرآن برقم (2886) ، وأحمد في مسنده (6/446و 449) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (ص 527) ، صحيح الجامع برقم (6201) .
قيل سبب ذلك ما في أولها من العجائب والآيات ، فمن يتدبرها لم يفتتن بالدجال وكذا في آخرها قوله تعالى : ]أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً[ .الكهف(102).
وفي رواية لمسلم : "من آخرِ سُورةِ الكَهف" . صحيح مسلم (1/556).
جاء في فيض القدير : لما في قصة أهل الكهف من العجائب ، فمن علمها لم يستغرب أمر الدجال فلا يفتن ، أو لأن من تدبر هذه الآيات وتأمل معناها حذره فأمن منه ، أو هذه خصوصية أودعت في السورة ، ومن ثم ورد في رواية كلها . وعليه يجتمع رواية من أول ومن آخر ، ويكون ذكر العشر استدراجاً لحفظ الكل والتعريف للعهد أو للجنس لأن الدجال من يكثر الكذب والتمويه وفي خبر يكون في آخر الزمان دجالون ، وفيه جواز الدعاء بالعصمة من نوع معين ، والممتنع الدعاء بمطلقها لاختصاصها بالنبي والملك .
فمن تدبرها لم يفتتن بالدجال ، ويجوز أن يكون التخصيص بها لما فيها - أي العشر الآيات الأول - من ذكر التوحيد وخلاص أصحاب الكهف من شر الكفرة . اهـ .
ما جاء في علاج الفزع
والأرق المانع من النوم
قال الله تعالى :)يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ( . (المدثر:1)
عن جابر قال : أحدثكم ما حدثنا رسول الله ، قال : "جاورت بحراء شهراً فلما قضيت جواري ، نزلت فاستبطنت بطن وادي ، فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فلم أر أحداً ، ثم نوديت فنظرت فلم أر أحداً ، ثم نوديت فرفعت رأسي فإذا هو على العرش في الهواء ـ يعني جبريل عليه السلام ـ فأخذتني رجفة شديدة فقلت :دثروني ،فدثروني وصبوا علي ماءً". رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية:"فأتيت خديجة فقلت: دثروني ،وصبوا علي ماء بارد".
أخرجه البخاري برقم (3)، ومسلم برقم (161).
عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه عن جده ، " أن رسول الله كان يعلمهم من الفزع : أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه ، وعقابه ، وشر عباده ، ومن همزات الشياطين ، وأعوذ بك رب أن يحضرون" .
أخرجه أبو داود (3893) في الطب :باب كيف الرقي ، والترمذي (3591) وأحمد في "المسند" (6696) والحاكم (1/548) ورجاله ثقات ، وله شاهد مرسل عند ابن السني (643). "السلسلة الصحيحة"رقم (264) ، وصحيح الجامع برقم (701) .
عن جابر قال : أحدثكم ما حدثنا رسول الله ، قال : "جاورت بحراء شهراً فلما قضيت جواري ، نزلت فاستبطنت بطن وادي ، فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فلم أر أحداً ، ثم نوديت فنظرت فلم أر أحداً ، ثم نوديت فرفعت رأسي فإذا هو على العرش في الهواء ـ يعني جبريل عليه السلام ـ فأخذتني رجفة شديدة فقلت :دثروني ،فدثروني وصبوا علي ماءً". رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية:"فأتيت خديجة فقلت: دثروني ،وصبوا علي ماء بارد".
أخرجه البخاري برقم (3)، ومسلم برقم (161).
عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه عن جده ، " أن رسول الله كان يعلمهم من الفزع : أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه ، وعقابه ، وشر عباده ، ومن همزات الشياطين ، وأعوذ بك رب أن يحضرون" .
أخرجه أبو داود (3893) في الطب :باب كيف الرقي ، والترمذي (3591) وأحمد في "المسند" (6696) والحاكم (1/548) ورجاله ثقات ، وله شاهد مرسل عند ابن السني (643). "السلسلة الصحيحة"رقم (264) ، وصحيح الجامع برقم (701) .
ما جاء في علاج المرضى بالرقية الشرعية
وبتطييب نفوسهم وتقوية قلوبهم
رقية المريض بالمعوذات والنفث .
عن عائشة رضي الله عنها ، "أن النبيكان يرقى ،وأنه كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ، وأنه كان ينفث بالمعوذات على نفسه وعلى غيره ، قالت : فلما ثقل كنت أنفث عليه بهنّ وأمسحه بيدهِ نفسه لبركتها".
أخرجه البخاري (5735) ، ومسلم (2192).
عن عائشة رضي الله عنها ، "أن النبيكان يرقى ،وأنه كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ، وأنه كان ينفث بالمعوذات على نفسه وعلى غيره ، قالت : فلما ثقل كنت أنفث عليه بهنّ وأمسحه بيدهِ نفسه لبركتها".
أخرجه البخاري (5735) ، ومسلم (2192).
عن بريدة قال : سمعت أبي يقول : " تفل في رجل عمرو بن معاذ حين قطعت رجله ، فبرأت " . "الصحيحة" (2904) .
قال النووي في شرح مسلم (14/403) :
قال القاضي عياض رحمه الله تعالى : وفائدة التفل التبرك بتلك الرطوبة والهواء والنفس المباشرة للرقية والذكر الحسن ، لكن قال كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر والأسماء الحسنى ، وكان مالك ينفث إذا رقى نفسه . وكان يكره الرقية بالحديدة والملح والذي يكتب خاتم سليمان . والعقد عنده أشد كراهة ، لما في ذلك من مشابهة السحر . والله أعلم .
وفي الحديث استحباب الرقية بالقرآن ، وبالأذكار .
عن عثمان بن أبي العاص يقول : شكوت إلى رسول الله نسيان القرآن ، فضرب صدري بيده فقال : "يا شيطان اخرج من صدر عثمان ! "فعل ذلك ثلاث مرات" . "الصحيحة" (2918) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح ، قال بإصبعه:هكذا ووضع سفيان سبابته بالأرض ، ثم رفعها ، وقال: "بسم الله،تربة أرضنا برقية بعضنا ، يشفى سقيمنا بإذن ربنا".
أخرجه البخاري (10/176،177) في الطب ، باب رقية النبي ، ومسلم في السلام برقم (2194) ، باب استحباب الرقية من العين والنملة .
قال النووي : ومعنى الحديث : أنه يأخذ من ريق نفسه على أصبعه السبابة ، ثم يضعها على التراب فيعلق بها منه شيء فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل ويقول هذا الكلام في حال المسح والله أعلم . أ. هـ . شرح مسلم (14/151) .
وعن أبي سعيد الخدري ، قال :قال رسول الله :"إذا دخلتم على المريض ، فنفسوا له في الأجل ، فإن ذلك لا يرد شيئاً ، وهو يطيب نفس المريض".
أخرجه ابن ماجة برقم (1438) في الجنائز ، باب عيادة المريض ، والترمذي برقم (2087). ضعيف ابن ماجة رقم (301) ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم (488) .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، "أن النبي دخل على أعرابي يعوده ، قال وكان النبي إذا دخل على مريض يعوده قال : "لا بأس ، طهورٌ إن شاء الله . فقال له : لا بأس طهور إن شاء الله . قال: قلت طهورٌ ؟ كلا ، بل هي حمى تفور ـ أو تثورـ على شيخٍ كبيرٍ ، تُزيره القبور . فقال النبي فنعم إذاً" . رواه البخاري برقم (3616).
قوله "لا بأس" : أي أن المرض يكفر الخطايا ، فإن حصلت العافية فقد حصلت الفائدتان ، وإلا حصل ربح التكفير .
وقوله "طهور" قال ابن حجر : هو خبر مبتدأ محذوف أي هو طهور لك من ذنوبك أي مطهرة . فتح الباري (10/124) .
وعن عائشة رضي الله عنها ، "أن رسول الله كان إذا أتى مريضاً أو أُتي به إليه قال : "أذهب البأس ، رب الناس ، اشف وأنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما" .
رواه البخاري برقم (5675) ، ومسلم برقم (2191) .
وعند مسلم : "كان إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال : اذهب البأس رب الناس".. الحديث.
وعن أبي سعيد الخدري ، "أن جبريل أتى النبي فقال : يا محمد اشتكيت ؟ فقال: نعم . قال : بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك " .
رواه مسلم برقم (2186)، وأحمد برقم (1140)، والترمذي برقم (972)، وابن ماجة برقم (3523).
وعن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله : أن جبريل رقاه وهو يوعك ، فقال : "بسم الله أرقيك ، من كل داءٍ يؤذيك ، من كل حاسدٍ إذا حسد ، ومن كل عين وسُمٍّ ، والله يشفيك".
التعليق على ابن ماجة، "صحيح موارد الظمآن" (1189).
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال رسول الله " إذا جاء الرجل يعود مريضاً فليقل : اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك صلاةٍ ، وفي رواية : إلى جنازةٍ". "الصحيحة" ( 1304) .
ينكأ : من النكاية ، ومعناه المبالغة في الأذى ، وقال بن سيده نكأ العدو نكاية أصاب منه . فتح (9/607) .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله إذا أتى مريضاً أو أتي به إليه قال : "اللهم رب الناس أذهب البأس ،وأشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك ،شفاءً لا يغادر سقماً " .
"الصحيحة" (2775) .
وفي رواية عنها رضي الله عنها قالت : كنت أعوِّذُ رسولَ الله بدعاء كان جبريل ـ عليه السلام ـ يعوِّذُه به إذا مرض :
"أذهب البأس رب الناس!بيدك الشفاء ، لا شافي إلا أنت،اشف شفاءً لا يغادر سقماً". فلما كان في مرضه الذي توفي فيه ؛ جعلت أدعو بهذا الدعاء ، فقال : "ارفعي يدك ؛ فإنها كانت تنفعني في المدة". وهو في "الصحيح" باختصار.
"الصحيحة" (2775و3104) ، "صحيح موارد الظمآن" (1192).
وقد رخص رسول الله في "الرقية من العين والحمة والنملة" .
وعن أنس قال : قال رسول الله : "لا رقية إلا من عينٍ أو حمة ٍ أو دمٍ يرقأ" . أخرجه أبو داود (3889) ، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود برقم (717) .
وأخرج مسلم (220) عن بريدة بن الحصين قوله : "لا رقية إلا من عين أو حمة".
حمة : أصلها من الحَمِّ وهي الحرارة ، أو من حمة السنان وهي حِدَّتُه . الجامع في غريب الحديث (2/168) .
قال الإمام النووي في شرحه على مسلم : قال المازري : جميع الرقى جائزة إذا كانت بكتاب الله تعالى أو بذكره ، ومنهي عنها إذا كانت باللغة العجمية أو بما لا يدري معناه،لجواز أن يكون فيه من الكفر . (14/392).
قال القاضي عياض رحمه الله تعالى : وفائدة التفل التبرك بتلك الرطوبة والهواء والنفس المباشرة للرقية والذكر الحسن ، لكن قال كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر والأسماء الحسنى ، وكان مالك ينفث إذا رقى نفسه . وكان يكره الرقية بالحديدة والملح والذي يكتب خاتم سليمان . والعقد عنده أشد كراهة ، لما في ذلك من مشابهة السحر . والله أعلم .
وفي الحديث استحباب الرقية بالقرآن ، وبالأذكار .
عن عثمان بن أبي العاص يقول : شكوت إلى رسول الله نسيان القرآن ، فضرب صدري بيده فقال : "يا شيطان اخرج من صدر عثمان ! "فعل ذلك ثلاث مرات" . "الصحيحة" (2918) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح ، قال بإصبعه:هكذا ووضع سفيان سبابته بالأرض ، ثم رفعها ، وقال: "بسم الله،تربة أرضنا برقية بعضنا ، يشفى سقيمنا بإذن ربنا".
أخرجه البخاري (10/176،177) في الطب ، باب رقية النبي ، ومسلم في السلام برقم (2194) ، باب استحباب الرقية من العين والنملة .
قال النووي : ومعنى الحديث : أنه يأخذ من ريق نفسه على أصبعه السبابة ، ثم يضعها على التراب فيعلق بها منه شيء فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل ويقول هذا الكلام في حال المسح والله أعلم . أ. هـ . شرح مسلم (14/151) .
وعن أبي سعيد الخدري ، قال :قال رسول الله :"إذا دخلتم على المريض ، فنفسوا له في الأجل ، فإن ذلك لا يرد شيئاً ، وهو يطيب نفس المريض".
أخرجه ابن ماجة برقم (1438) في الجنائز ، باب عيادة المريض ، والترمذي برقم (2087). ضعيف ابن ماجة رقم (301) ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم (488) .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، "أن النبي دخل على أعرابي يعوده ، قال وكان النبي إذا دخل على مريض يعوده قال : "لا بأس ، طهورٌ إن شاء الله . فقال له : لا بأس طهور إن شاء الله . قال: قلت طهورٌ ؟ كلا ، بل هي حمى تفور ـ أو تثورـ على شيخٍ كبيرٍ ، تُزيره القبور . فقال النبي فنعم إذاً" . رواه البخاري برقم (3616).
قوله "لا بأس" : أي أن المرض يكفر الخطايا ، فإن حصلت العافية فقد حصلت الفائدتان ، وإلا حصل ربح التكفير .
وقوله "طهور" قال ابن حجر : هو خبر مبتدأ محذوف أي هو طهور لك من ذنوبك أي مطهرة . فتح الباري (10/124) .
وعن عائشة رضي الله عنها ، "أن رسول الله كان إذا أتى مريضاً أو أُتي به إليه قال : "أذهب البأس ، رب الناس ، اشف وأنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما" .
رواه البخاري برقم (5675) ، ومسلم برقم (2191) .
وعند مسلم : "كان إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال : اذهب البأس رب الناس".. الحديث.
وعن أبي سعيد الخدري ، "أن جبريل أتى النبي فقال : يا محمد اشتكيت ؟ فقال: نعم . قال : بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك " .
رواه مسلم برقم (2186)، وأحمد برقم (1140)، والترمذي برقم (972)، وابن ماجة برقم (3523).
وعن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله : أن جبريل رقاه وهو يوعك ، فقال : "بسم الله أرقيك ، من كل داءٍ يؤذيك ، من كل حاسدٍ إذا حسد ، ومن كل عين وسُمٍّ ، والله يشفيك".
التعليق على ابن ماجة، "صحيح موارد الظمآن" (1189).
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال رسول الله " إذا جاء الرجل يعود مريضاً فليقل : اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك صلاةٍ ، وفي رواية : إلى جنازةٍ". "الصحيحة" ( 1304) .
ينكأ : من النكاية ، ومعناه المبالغة في الأذى ، وقال بن سيده نكأ العدو نكاية أصاب منه . فتح (9/607) .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله إذا أتى مريضاً أو أتي به إليه قال : "اللهم رب الناس أذهب البأس ،وأشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك ،شفاءً لا يغادر سقماً " .
"الصحيحة" (2775) .
وفي رواية عنها رضي الله عنها قالت : كنت أعوِّذُ رسولَ الله بدعاء كان جبريل ـ عليه السلام ـ يعوِّذُه به إذا مرض :
"أذهب البأس رب الناس!بيدك الشفاء ، لا شافي إلا أنت،اشف شفاءً لا يغادر سقماً". فلما كان في مرضه الذي توفي فيه ؛ جعلت أدعو بهذا الدعاء ، فقال : "ارفعي يدك ؛ فإنها كانت تنفعني في المدة". وهو في "الصحيح" باختصار.
"الصحيحة" (2775و3104) ، "صحيح موارد الظمآن" (1192).
وقد رخص رسول الله في "الرقية من العين والحمة والنملة" .
وعن أنس قال : قال رسول الله : "لا رقية إلا من عينٍ أو حمة ٍ أو دمٍ يرقأ" . أخرجه أبو داود (3889) ، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود برقم (717) .
وأخرج مسلم (220) عن بريدة بن الحصين قوله : "لا رقية إلا من عين أو حمة".
حمة : أصلها من الحَمِّ وهي الحرارة ، أو من حمة السنان وهي حِدَّتُه . الجامع في غريب الحديث (2/168) .
قال الإمام النووي في شرحه على مسلم : قال المازري : جميع الرقى جائزة إذا كانت بكتاب الله تعالى أو بذكره ، ومنهي عنها إذا كانت باللغة العجمية أو بما لا يدري معناه،لجواز أن يكون فيه من الكفر . (14/392).
ما جاء في رقية الحية
عن عبد الرحمن بن الأسود ، عن أبيه قال: سألت عائشة عن الرقية من الحمة فقالت : "رخص النبي في الرقية من كل ذي حمة" .
رواه البخاري برقم (5409) .
وعن أبي الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : "أرخص النبي صلى الله عليه وسلم في رقية الحية لبني عمرو" .
قال أبو الزبير : وسمعت جابر بن عبد الله يقول : "لدغت رجلا منا عقرب ونحن جلوس مع رسول الله ، فقال رجل يا رسول الله أرقي ، قال : "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل" . رواه مسلم برقم (2199) .
وعن عائشة قالت : رخّص رسول الله في"الرقية من الحية والعقرب" .
وعن طلق بن علي ، قال : لدغتني عقرب عند النبي ، "فرقاني ومسحها".
"صحيح أبي داود" (176) ، "صحيح موارد الظمآن"(1191).
وعن علي قال : لدغت النبي عقرب وهو يصلي ، فلما فرغ ، قال : "لعن الله العقرب ؛ لا تدع مصلياً ولا غيره . ثم دعا بماءٍ وملحٍ ، وجعل يمسح عليها ويقرأ بـ ] قل يا أيها الكافرون [ ، و]قل أعوذ برب الفلق[ ، و ] قل أعوذ برب الناس [ . "السلسلة الصحيحة" رقم (548) .
ويذكر عن ابن شهاب الزهري قال : لدغت بعض أصحاب رسول الله حيةٌ ، فقال النبي : "هل من راق؟" ، فقالوا : يا رسول الله ! إن آل حزم كانوا يرقون رقية الحية ، فلما نهيت عن الرقى تركوها ، فقال : "ادعوا عُمارة بن حزم" ، فدعوه ، فعرض عليه رقاه ، فقال : "لا بأس بها" ، فأذن له فيها فرقاه .
ذكره الحافظ في "الإصابة" (4/275) في ترجمة عمارة ، وقال : رواه البخاري في "التاريخ الصغير" بإسناد جيد .
وأخرج مسلم في"صحيحه"(2199) عن جابر قال : "نهى رسول الله عن الرقى" ، فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله فقالوا : يا رسول الله ! إنه كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب ، وإنك نهيت عن الرقى ، قال : فعرضوها عليه ، فقال : "ما أرى بأساً ، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه".
قال ابن حجر : وقد أجمع العلماء على جواز الرقي عند اجتماع ثلاثة شروط : أن يكون بكلام الله تعالى ، أو بأسمائه وصفاته وباللسان العربي ، أو بما يعرف معناه من غيره ، وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بذات الله تعالى . اهـ . فتح الباري (10/195) .
رواه البخاري برقم (5409) .
وعن أبي الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : "أرخص النبي صلى الله عليه وسلم في رقية الحية لبني عمرو" .
قال أبو الزبير : وسمعت جابر بن عبد الله يقول : "لدغت رجلا منا عقرب ونحن جلوس مع رسول الله ، فقال رجل يا رسول الله أرقي ، قال : "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل" . رواه مسلم برقم (2199) .
وعن عائشة قالت : رخّص رسول الله في"الرقية من الحية والعقرب" .
وعن طلق بن علي ، قال : لدغتني عقرب عند النبي ، "فرقاني ومسحها".
"صحيح أبي داود" (176) ، "صحيح موارد الظمآن"(1191).
وعن علي قال : لدغت النبي عقرب وهو يصلي ، فلما فرغ ، قال : "لعن الله العقرب ؛ لا تدع مصلياً ولا غيره . ثم دعا بماءٍ وملحٍ ، وجعل يمسح عليها ويقرأ بـ ] قل يا أيها الكافرون [ ، و]قل أعوذ برب الفلق[ ، و ] قل أعوذ برب الناس [ . "السلسلة الصحيحة" رقم (548) .
ويذكر عن ابن شهاب الزهري قال : لدغت بعض أصحاب رسول الله حيةٌ ، فقال النبي : "هل من راق؟" ، فقالوا : يا رسول الله ! إن آل حزم كانوا يرقون رقية الحية ، فلما نهيت عن الرقى تركوها ، فقال : "ادعوا عُمارة بن حزم" ، فدعوه ، فعرض عليه رقاه ، فقال : "لا بأس بها" ، فأذن له فيها فرقاه .
ذكره الحافظ في "الإصابة" (4/275) في ترجمة عمارة ، وقال : رواه البخاري في "التاريخ الصغير" بإسناد جيد .
وأخرج مسلم في"صحيحه"(2199) عن جابر قال : "نهى رسول الله عن الرقى" ، فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله فقالوا : يا رسول الله ! إنه كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب ، وإنك نهيت عن الرقى ، قال : فعرضوها عليه ، فقال : "ما أرى بأساً ، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه".
قال ابن حجر : وقد أجمع العلماء على جواز الرقي عند اجتماع ثلاثة شروط : أن يكون بكلام الله تعالى ، أو بأسمائه وصفاته وباللسان العربي ، أو بما يعرف معناه من غيره ، وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بذات الله تعالى . اهـ . فتح الباري (10/195) .
باب في الرقى
رقية اللديغ بالفاتحة
عن أبي سعيد الخدري ، قال : انطلق نفرٌ من أصحاب النبي في سفرةٍ سافروها حتى نزلوا على حيّ من أحياء العرب ، فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم ، فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاءِ الرهطَ الذين نزلوا لعلهم أن يكون عند بعضهم شيء ، فأتوهم ،فقالوا : يا أيها الرهط ! إن سيدنا لُدغ ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه ، فهل عند أحدكم من شيء ؟ فقال بعضهم : نعم والله إني لأرقي ، ولكن استضفناكم ، فلم تضيفونا ، فما أنا براقٍ حتى تجعلوا لنا جعلاً ، فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق يتفل عليه ، ويقرأ : الحمد لله رب العالمين ، فكأنما أنشط من عقال ، فانطلق يمشي وما به قلبةٌ ، قال : فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقتسموا ، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله ، فذكروا له ذلك ، فقال : "وما يدريك أنها رقية؟" ،ثم قال : "قد أصبتم ،اقسموا واضربوا لي معكم سهماً" .
عن أبي سعيد الخدري ، قال : انطلق نفرٌ من أصحاب النبي في سفرةٍ سافروها حتى نزلوا على حيّ من أحياء العرب ، فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم ، فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاءِ الرهطَ الذين نزلوا لعلهم أن يكون عند بعضهم شيء ، فأتوهم ،فقالوا : يا أيها الرهط ! إن سيدنا لُدغ ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه ، فهل عند أحدكم من شيء ؟ فقال بعضهم : نعم والله إني لأرقي ، ولكن استضفناكم ، فلم تضيفونا ، فما أنا براقٍ حتى تجعلوا لنا جعلاً ، فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق يتفل عليه ، ويقرأ : الحمد لله رب العالمين ، فكأنما أنشط من عقال ، فانطلق يمشي وما به قلبةٌ ، قال : فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقتسموا ، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله ، فذكروا له ذلك ، فقال : "وما يدريك أنها رقية؟" ،ثم قال : "قد أصبتم ،اقسموا واضربوا لي معكم سهماً" .
أخرجه البخاري (10/178) في "الطب" ، باب النفث في الرقية ، ومسلم (2201) في "السلام" ، باب جواز أخذ الأجرة على الرقية .
ما به قلبة : معناه لـيست به علة ، يُقَلَّبُ لها فـيُنْظَرُ إِلـيه . تقول : ما بالبعير قَلَبة ، أَي لـيس به داءٌ يُقَلْبُ له ، فـيُنْظَرُ إِلـيه ؛ وقال الطائي : معناه ما به شيءٌ يُقْلِقُه ، فَـيَتَقَلَّبُ من أَجْلِه علـى فراشه . اهـ . لسان العرب (1/ 687).
وضع اليد على موضع الألم مع الدعاء
عن عثمان بن أبي العاص ، أنه شكا إلى رسول الله r وجعاً يَجدُهُ في جسده منذ أسلمَ ، فقال رسول الله : "ضع يَدَكَ على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ثلاثاً وقلْ سبعَ مرات : أعوذ بالله وقدرتِهِ من شَرِّ ما أجِدُ وأحاذِرُ " .
رواه مسلم في كتاب السلام برقم (2202) ، وفي كتاب الطب برقم (5701) ، وأخرجه أحمد في مسنده (4/21 و 217) .
فيه استحباب وضع اليد على مكان الألم مع الدعاء .
رواه مسلم في كتاب السلام برقم (2202) ، وفي كتاب الطب برقم (5701) ، وأخرجه أحمد في مسنده (4/21 و 217) .
فيه استحباب وضع اليد على مكان الألم مع الدعاء .
عن كريب الكندي ، قال : أخذ بيدي علي بن الحسين ، فانطلقنا إلى شيخ من قريش ـ يقال له : ابن حثمة ـ يصلي إلى إسطوانه ، فجلسنا إليه ، فلما رأى عليّاً انصرف إليه ، فقال له علي:حدثنا حديث أُمك في الرقية ، فقال : حدثتني أُمي أنها كانت ترقي في الجاهلية ، فلما جاء الإسلام قالت : لا حتى أستأذن رسول الله ، فأتته فاستأذنته ؟ فقال لها رسول الله : "ارقي ؛ ما لم يكن فيها شرك" .
"الصحيحة" (178) ، و"صحيح موارد الظمآن" (1185) .
عن ابن عباس ، عن النبي قال : "العين حق ، ولو كان شيءٌ سابق القدر سبقته العين ، وإذا استغسلتم فاغسلوا" .
رواه مسلم في الطب برقم (5666).
فيه إثبات القدر ، وإن كل شيء كائن بقدر الله تعالى ، وهو بيده النفع والضر . وإذا طلب من الحاسد الاغتسال عليه أن يغتسل ، ويصب وضوءه على المحسود .
عن محمد بن حاطب ، قال : انصبت على يدي مرقمة فأحرقتها،فذهبت بي أُمي إلى رسول الله فأتيناه وهو في الرحبة ، فأحفظ أنه قال :
"أذهب البأس ، رب الناس ! ـ وأكثر علمي أنه قال ـ أنت الشافي لا إله إلا أنت" .
"التعليقات الحسان" (2965) ، و"صحيح موارد الظمآن" (1186).
وعن عبد الرحمن بن السائب ابن أخي ميمونة أن ميمونة : قالت لي : يا ابن أخي !ألا أرقيك برقية رسول الله ؟! قلت بلى : قالت:
"بسم الله أرقيك ، والله يشفيك ، من كل داءٍ فيك ، أذهب البأس ، رب الناس ! اشفِ أنت الشافي ، لا شافي إلا أنت".
"الضعيفة" تحت الحديث (3357) ، "صحيح موارد الظمآن" (1187).
وعن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله دخل عليها ـ وامرأة تعالجها أو ترقيها ـ ، فقال : "عالجيها بكتابِ الله" .
"الصحيحة" (1931)، "صحيح موارد الظمآن" (1188).
عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي فقال : يا رسول الله ! ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة فقال:"أما لو قلت حين أمسيت :أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم تضرك".
أخرجه مسلم في "السلام" برقم (2709) ، باب الذكر والدعاء.
عن ابن عباس ، عن النبي قال : "العين حق ، ولو كان شيءٌ سابق القدر سبقته العين ، وإذا استغسلتم فاغسلوا" .
رواه مسلم في الطب برقم (5666).
فيه إثبات القدر ، وإن كل شيء كائن بقدر الله تعالى ، وهو بيده النفع والضر . وإذا طلب من الحاسد الاغتسال عليه أن يغتسل ، ويصب وضوءه على المحسود .
عن محمد بن حاطب ، قال : انصبت على يدي مرقمة فأحرقتها،فذهبت بي أُمي إلى رسول الله فأتيناه وهو في الرحبة ، فأحفظ أنه قال :
"أذهب البأس ، رب الناس ! ـ وأكثر علمي أنه قال ـ أنت الشافي لا إله إلا أنت" .
"التعليقات الحسان" (2965) ، و"صحيح موارد الظمآن" (1186).
وعن عبد الرحمن بن السائب ابن أخي ميمونة أن ميمونة : قالت لي : يا ابن أخي !ألا أرقيك برقية رسول الله ؟! قلت بلى : قالت:
"بسم الله أرقيك ، والله يشفيك ، من كل داءٍ فيك ، أذهب البأس ، رب الناس ! اشفِ أنت الشافي ، لا شافي إلا أنت".
"الضعيفة" تحت الحديث (3357) ، "صحيح موارد الظمآن" (1187).
وعن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله دخل عليها ـ وامرأة تعالجها أو ترقيها ـ ، فقال : "عالجيها بكتابِ الله" .
"الصحيحة" (1931)، "صحيح موارد الظمآن" (1188).
عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي فقال : يا رسول الله ! ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة فقال:"أما لو قلت حين أمسيت :أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم تضرك".
أخرجه مسلم في "السلام" برقم (2709) ، باب الذكر والدعاء.
ما جاء في علاج الرّمد بالسكون
والدعة ،وترك الحكة ، والحمية مما يهيج الرمد
عن عبد الله بن مسعود ، قال لامرأته زينب وقد اشتكت عينها : لو فعلت كما فعل رسول الله كان خيراً لك وأجدر أن تشفي ، تنضحين في عينك الماء ، ثم تقولين : "أذهب البأس رب الناس،أشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك،شفاءً لا يغادر سقماً". أخرجه أبو داود برقم (3883) ، وابن ماجة برقم (3530) .
وفي رواية عن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان يعوذ بهذه الكلمات : [ اللهم رب الناس ] أذهب البأس ،واشف وأنت الشافي ،لا شفاء إلا شفاؤك ،شفاء لا يغادر سقما .فلما ثقل في مرضه الذي مات فيه أخذت بيده فجعلت أمسحه [ بها ] وأقولها ،فنـزع يده من يدي ،وقال :اللهم اغفر لي ،وألحقني بالرفيق الأعلى .قالت :فكان هذا آخر ما سمعت من كلامه صلى الله عليه وسلم" . "السلسلة الصحيحة" رقم (2775) .
وفي رواية عن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان يعوذ بهذه الكلمات : [ اللهم رب الناس ] أذهب البأس ،واشف وأنت الشافي ،لا شفاء إلا شفاؤك ،شفاء لا يغادر سقما .فلما ثقل في مرضه الذي مات فيه أخذت بيده فجعلت أمسحه [ بها ] وأقولها ،فنـزع يده من يدي ،وقال :اللهم اغفر لي ،وألحقني بالرفيق الأعلى .قالت :فكان هذا آخر ما سمعت من كلامه صلى الله عليه وسلم" . "السلسلة الصحيحة" رقم (2775) .
ما جاء في العلاج بالأدوية الروحانية الإلهية
المفردة والمركبة منها ومن الأدوية الطبيعية
وما جاء في علاج المصاب بالعين
عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله : "العين حقٌ ولو كان شيء سابق القدر ، لسبقته العين " . أخرجه مسلم في السلام برقم (2188) ، باب الطب والمرض والرقى .
وفي رواية عن عبيد بن رفاعة الزرقي ، أن أسماء بنت عميس رضي الله عنها ، قالت : يا رسول الله ! إن بني جعفر تصيبهم العين ، أفأسترقي لهم ؟ فقال : "نعم فلو كان شيءٌ يسبق القضاء لسبقته العين" .
أخرجه الترمذي برقم (2059) ، وأحمد (6/43) ، وابن ماجة برقم (3510) .
وعن عائشة قالت : قال رسول الله : "ما لصبيكم هذا يبكي ؟ فهلا استرقيتم له من العين".
"الصحيحة" (1048) . في رقية النملة .
عن الشفاء بنت عبد الله ، دخل عليّ رسول الله وأنا عند حفصة ، فقال : "ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة".
أخرجه أبو داود برقم (3887) ، وأحمد (6/372) ، "السلسلة الصحيحة" (1931) .
النملة : قروح تخرج في الجنين ، وهو داء معروف ، وسمي نملةً ، لأن صاحبه يحس في مكانه كأن نملة تدب عليه وتعضه .
عن أنس ، أن النبي "رخص في الرقية من الحمة والعين والنملة" .
أخرجه مسلم في السلام برقم (2196)، باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة.
والحمة بالتخفيف : السم ، ويطلق على إبرة العقرب للمجاورة ، لأن السم يخرج منها . والنملة : شيء في الجسد كالقرح ، أو قروح تخرج في الجنب.
عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله : "العين حقٌ" .
أخرجه البخاري (10/173) في الطب ، باب العين حق ، ومسلم في السلام برقم (2187) ، باب الطب والمرض والرقى .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان يُؤمَرُ العائن فيتوضأ، ثم يغتسل منه المعين" .
أخرجه أبو داود (3880) في الطب، باب ما جاء العين . "السلسلة الصحيحة" رقم(2522) .
وفي رواية عنها قالت: أمرني النبي ، أو أمر"أن نسترقي من العين".
أخرجه البخاري (10/169،170) في الطب ، باب رقية العين ، ومسلم في السلام برقم (2195) ، باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة .
وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، قال : رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل فقال : والله ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة ! قال: فلبط سهل ، فأتى رسول الله عامراً ، فتغيظ عليه وقال : "علام يقتل أحدكم أخاه ألا بركت اغتسل له" ، فغسل له عامر وجهه ويديه ، ومرفقيه وركبتيه ، وأطراف رجليه ، وداخلة إزاره في قدح ، ثم صب عليه ، فراح مع الناس .
أخرجه مالك في"الموطأ" (2/938) في أول كتاب العين ، ورجاله ثقات.
وعن أم سلمة رضي الله عنها ، أن النبي رأى في بيتها جاريةً في وجهها سعفة ، فقال : "استرقوا لها ، فإن بها النظرة".
أخرجه البخاري (10/171،172) في الطب ، باب رقية العين ، ومسلم في السلام برقم (2197) ، باب رقية العين .
والسفعة ـ بفتح السين ويجوز ضمها وسكون الفاء ـ سواد الوجه ، ومنه سفعة الفرس : سواد ناصيته ، وعن الأصمعي : يعلوها سواد ، وقيل : سواد مع لون آخر ، وقال ابن قتيبة : لون يخالف لون الوجه ، وكلها متقاربة .
وقال النبي في الأبتر ، وذي الطُفيتين من الحيات : "إنهما يلتمسان البصر ،ويسقطان الحبل".
أخرجه البخاري (6/248) في بدء الخلق: باب قول الله تعالى } وبث فيهما من كل دابة { ، ومسلم (2233) في السلام : باب قتل الحيات وغيرها .
وصح عن النبي أنه كان يتلطف بالمريض ، فتارة يضع يده عليه ويقول:
"لا بأس طهورٌ إن شاء الله".
أخرجه البخاري برقم (3616) و (5622) و (7470) .
وعن عبد الله بن عامر قال : قال رسول الله e :"إذا رأى أحدكم من أخيه ومن نفسه ومن ماله ما يعجبه فليُبرِّكه ؛ فإن العين حق" .
"الصحيحة " (2572) .
وصيغة التبريك هو أن يقول : "اللهم بارك" . ولا يقال مبروك
عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله : "العين حقٌ ولو كان شيء سابق القدر ، لسبقته العين " . أخرجه مسلم في السلام برقم (2188) ، باب الطب والمرض والرقى .
وفي رواية عن عبيد بن رفاعة الزرقي ، أن أسماء بنت عميس رضي الله عنها ، قالت : يا رسول الله ! إن بني جعفر تصيبهم العين ، أفأسترقي لهم ؟ فقال : "نعم فلو كان شيءٌ يسبق القضاء لسبقته العين" .
أخرجه الترمذي برقم (2059) ، وأحمد (6/43) ، وابن ماجة برقم (3510) .
وعن عائشة قالت : قال رسول الله : "ما لصبيكم هذا يبكي ؟ فهلا استرقيتم له من العين".
"الصحيحة" (1048) . في رقية النملة .
عن الشفاء بنت عبد الله ، دخل عليّ رسول الله وأنا عند حفصة ، فقال : "ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة".
أخرجه أبو داود برقم (3887) ، وأحمد (6/372) ، "السلسلة الصحيحة" (1931) .
النملة : قروح تخرج في الجنين ، وهو داء معروف ، وسمي نملةً ، لأن صاحبه يحس في مكانه كأن نملة تدب عليه وتعضه .
عن أنس ، أن النبي "رخص في الرقية من الحمة والعين والنملة" .
أخرجه مسلم في السلام برقم (2196)، باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة.
والحمة بالتخفيف : السم ، ويطلق على إبرة العقرب للمجاورة ، لأن السم يخرج منها . والنملة : شيء في الجسد كالقرح ، أو قروح تخرج في الجنب.
عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله : "العين حقٌ" .
أخرجه البخاري (10/173) في الطب ، باب العين حق ، ومسلم في السلام برقم (2187) ، باب الطب والمرض والرقى .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان يُؤمَرُ العائن فيتوضأ، ثم يغتسل منه المعين" .
أخرجه أبو داود (3880) في الطب، باب ما جاء العين . "السلسلة الصحيحة" رقم(2522) .
وفي رواية عنها قالت: أمرني النبي ، أو أمر"أن نسترقي من العين".
أخرجه البخاري (10/169،170) في الطب ، باب رقية العين ، ومسلم في السلام برقم (2195) ، باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة .
وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، قال : رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل فقال : والله ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة ! قال: فلبط سهل ، فأتى رسول الله عامراً ، فتغيظ عليه وقال : "علام يقتل أحدكم أخاه ألا بركت اغتسل له" ، فغسل له عامر وجهه ويديه ، ومرفقيه وركبتيه ، وأطراف رجليه ، وداخلة إزاره في قدح ، ثم صب عليه ، فراح مع الناس .
أخرجه مالك في"الموطأ" (2/938) في أول كتاب العين ، ورجاله ثقات.
وعن أم سلمة رضي الله عنها ، أن النبي رأى في بيتها جاريةً في وجهها سعفة ، فقال : "استرقوا لها ، فإن بها النظرة".
أخرجه البخاري (10/171،172) في الطب ، باب رقية العين ، ومسلم في السلام برقم (2197) ، باب رقية العين .
والسفعة ـ بفتح السين ويجوز ضمها وسكون الفاء ـ سواد الوجه ، ومنه سفعة الفرس : سواد ناصيته ، وعن الأصمعي : يعلوها سواد ، وقيل : سواد مع لون آخر ، وقال ابن قتيبة : لون يخالف لون الوجه ، وكلها متقاربة .
وقال النبي في الأبتر ، وذي الطُفيتين من الحيات : "إنهما يلتمسان البصر ،ويسقطان الحبل".
أخرجه البخاري (6/248) في بدء الخلق: باب قول الله تعالى } وبث فيهما من كل دابة { ، ومسلم (2233) في السلام : باب قتل الحيات وغيرها .
وصح عن النبي أنه كان يتلطف بالمريض ، فتارة يضع يده عليه ويقول:
"لا بأس طهورٌ إن شاء الله".
أخرجه البخاري برقم (3616) و (5622) و (7470) .
وعن عبد الله بن عامر قال : قال رسول الله e :"إذا رأى أحدكم من أخيه ومن نفسه ومن ماله ما يعجبه فليُبرِّكه ؛ فإن العين حق" .
"الصحيحة " (2572) .
وصيغة التبريك هو أن يقول : "اللهم بارك" . ولا يقال مبروك
المدير العام
الفصل الثالث............. التداوى
الفصل الثالث
التداوي
باب التداوي
إن الله عندما خلق الداء ، وهو منه سبحانه وتعالى ابتلاء لعباده ، وبخاصة المؤمنين منهم ، ويكون تكفيراً لسيئاتهم ، وهذا منه رحمةً لعباده المؤمنين ، فعندما خلق الله سبحانه وتعالى الداء خلق معه الدواء ، وجعله مباحاً لعباده ،
فعن أبي الدرداء ، عن رسول الله قال : "إن الله خلق الداء والدواء،فتداووا،ولا تتداووا بحرام" . "السلسلة الصحيحة" رقم (1633).
وعن ابن مسعود ، أن رسول الله قال : "إن الله لم ينـزل داءً إلا وأنزل له دواءً ؛ جهله من جهله ، وعلمه من علمه".
"السلسلة الصحيحة" (452) ، و"صحيح موارد الظمآن" (1196).
، وصحيح الجامع برقم (1762) .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، أنه سُئلَ رسول الله : هل ينفع الدواء من القدر ؟ ، فقال : "الدواء من القدر و قد ينفع بإذن الله تعالى" .
صحيح الجامع حديث رقم (3415) .
قال الإمام أبو عبد الله محمد المقدسي : وهذا من حكمة الله كما هو شائع أنه إذا ابتلى أعان ، فابتلى بالداء وأعان بالدواء ، وابتلى بالذنب وأعان بالتوبة ، وابتلى بالأرواح الخبيثة الشياطين ، وأعان بالأرواح الطيبة الملائكة ، وابتلى بالمحرمات وأعان بإباحة نظيرها . "الآداب الشرعية" (2/336) .
عن أسامة بن شريك ، قال : أتيت رسول الله وأصحابه كأنما على رؤوسهم الطير ، فسلمت ثم قعدت ، فجاءت الأعراب من هاهنا فقالوا : يا رسول الله ! نتداوى ؟ قال : "تداووا فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له دواءً ، غير واحد : الهرم" .
وفي لفظ : "تداووا عباد الله ! فإن الله لم ينـزل داءً إلا قد أنزل له شفاءً ؛ إلا السام والهرم".
قال الدكتور محمد ضياء الأعظمي في شرحه على السنن الصغرى للبيهقي : أخرجه أبو داود (4/192) ، والترمذي (4/383) ، وابن ماجة (2/1137) ، وأحمد (4/278) ، والحاكم (4/399) ، والبيهقي في السنن الكبرى (9/343) . كلهم من طرق عن زياد بن علاقة به .
ثم قال : قلت : وفي رواية : "تداووا" : دليل على إثبات العلاج ، وأن التداوي مباح وليس بواجب ، والإهمال فيه مذموم ، إلا أصحاب العزائم كما جاء في الصحيحين : البخاري (10/211) ، ومسلم (1/199) : "سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ، وهم الذين لا يتطيرون ، ولا يكتوون ، ولا يسترقون ، وعلى ربهم يتوكلون" . اهـ . شرح وتخريج السنن الصغرى للبيهقي (8/346) .
قلت: والتداوي سنةٌ وتركه درجة أعلى منه، كما ثبت ذلك عن السلف الصالح رضوان الله عليهم، وكما نص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه ابن مفلح في "الآداب الشرعية".
قال ابن حجر العسقلاني في تعليقه على حديث المرأة التي تصرع : وفي الحديث فضل من يصرع ، وأن الصبر على بلايا الدنيا يورث الجنة ، وأن الأخذ بالشدة أفضل من الأخذ بالرخصة لمن علم من نفسه الطاقة ولم يضعف عن التزام الشدة ، وفيه دليل على جواز ترك التداوي ، وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير ، وأن تأثير ذلك وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية ، ولكن إنما ينجع بأمرين أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد ، والآخر من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل والله أعلم . فتح الباري (10/115).
وعن كعب بن مالك :أنه قال : يا رسول الله ! أرأيت دواءً نتداوى به ، ورُقىً نسترقي بها ، وأشياء نفعلها ؛ هل ترد من قدرِ الله ؟ قال : "يا كعب ! بل هي من قدرِ الله" .
"تخريج أحاديث مشكلة الفقر" (13/11) ، و"صحيح موارد الظمآن" رقم (1171).
فعن أبي الدرداء ، عن رسول الله قال : "إن الله خلق الداء والدواء،فتداووا،ولا تتداووا بحرام" . "السلسلة الصحيحة" رقم (1633).
وعن ابن مسعود ، أن رسول الله قال : "إن الله لم ينـزل داءً إلا وأنزل له دواءً ؛ جهله من جهله ، وعلمه من علمه".
"السلسلة الصحيحة" (452) ، و"صحيح موارد الظمآن" (1196).
، وصحيح الجامع برقم (1762) .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، أنه سُئلَ رسول الله : هل ينفع الدواء من القدر ؟ ، فقال : "الدواء من القدر و قد ينفع بإذن الله تعالى" .
صحيح الجامع حديث رقم (3415) .
قال الإمام أبو عبد الله محمد المقدسي : وهذا من حكمة الله كما هو شائع أنه إذا ابتلى أعان ، فابتلى بالداء وأعان بالدواء ، وابتلى بالذنب وأعان بالتوبة ، وابتلى بالأرواح الخبيثة الشياطين ، وأعان بالأرواح الطيبة الملائكة ، وابتلى بالمحرمات وأعان بإباحة نظيرها . "الآداب الشرعية" (2/336) .
عن أسامة بن شريك ، قال : أتيت رسول الله وأصحابه كأنما على رؤوسهم الطير ، فسلمت ثم قعدت ، فجاءت الأعراب من هاهنا فقالوا : يا رسول الله ! نتداوى ؟ قال : "تداووا فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له دواءً ، غير واحد : الهرم" .
وفي لفظ : "تداووا عباد الله ! فإن الله لم ينـزل داءً إلا قد أنزل له شفاءً ؛ إلا السام والهرم".
قال الدكتور محمد ضياء الأعظمي في شرحه على السنن الصغرى للبيهقي : أخرجه أبو داود (4/192) ، والترمذي (4/383) ، وابن ماجة (2/1137) ، وأحمد (4/278) ، والحاكم (4/399) ، والبيهقي في السنن الكبرى (9/343) . كلهم من طرق عن زياد بن علاقة به .
ثم قال : قلت : وفي رواية : "تداووا" : دليل على إثبات العلاج ، وأن التداوي مباح وليس بواجب ، والإهمال فيه مذموم ، إلا أصحاب العزائم كما جاء في الصحيحين : البخاري (10/211) ، ومسلم (1/199) : "سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ، وهم الذين لا يتطيرون ، ولا يكتوون ، ولا يسترقون ، وعلى ربهم يتوكلون" . اهـ . شرح وتخريج السنن الصغرى للبيهقي (8/346) .
قلت: والتداوي سنةٌ وتركه درجة أعلى منه، كما ثبت ذلك عن السلف الصالح رضوان الله عليهم، وكما نص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه ابن مفلح في "الآداب الشرعية".
قال ابن حجر العسقلاني في تعليقه على حديث المرأة التي تصرع : وفي الحديث فضل من يصرع ، وأن الصبر على بلايا الدنيا يورث الجنة ، وأن الأخذ بالشدة أفضل من الأخذ بالرخصة لمن علم من نفسه الطاقة ولم يضعف عن التزام الشدة ، وفيه دليل على جواز ترك التداوي ، وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير ، وأن تأثير ذلك وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية ، ولكن إنما ينجع بأمرين أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد ، والآخر من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل والله أعلم . فتح الباري (10/115).
وعن كعب بن مالك :أنه قال : يا رسول الله ! أرأيت دواءً نتداوى به ، ورُقىً نسترقي بها ، وأشياء نفعلها ؛ هل ترد من قدرِ الله ؟ قال : "يا كعب ! بل هي من قدرِ الله" .
"تخريج أحاديث مشكلة الفقر" (13/11) ، و"صحيح موارد الظمآن" رقم (1171).
وعن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم : "أن رجلاً في زمان رسول الله جُرح فاحتقن الجرج بالدم وأن الرجل دعا برجلين من بني أنمار فنظرا إليه فقال لهما رسول الله :"أيكما أطب ؟".
فقالا : أفي الطب خير يا رسول الله ؟ فقال رسول الله : "أنزل الدواء الذي أنزل الداء".رواه مالك في "الموطأ" (944) وابن عبد البر في "التمهيد" (110). والكحال في الأحكام في الصناعة الطبية (1/ 148) .
وعن إبراهيم التيمي ، أن رجلاً أتى إلى رسول الله ، فقال له رسول الله : "من أنت ؟" . قال : أنا طبيب . قال له رسول الله : "ولعلك تدبر أشياء يحرق بها غيرك".
رواه مسلم في "الصحيح" (1921) ،وأحمد في المسند (4: 134) والبيهقي في السنن الكبرى(3: 375).في الصحيح والحاكم في المستدرك (3: 602).
عن جابر بن دينار بن عبد الله أن رسول الله عاد مريضاً فقال :"ألا تدعوا له طبيباً ؟" .قالوا يا رسول الله وأنت تأمرنا بهذا ؟ قال : فقال :"إن الله عز وجل لم ينـزل داء إلا أنزل معه دواء ". "الصحيحة" (2873) .
عن أسامة بن زيد وابن مسعود ، عن رسول الله وحدث الخزامي سنداً أن رسول الله قال : "إن الله بثّ الداء وبثّ الدواء وجعل لكل داء دواء من الشجر والعسل فتداوا" .
رواه أبو داود في السنن برقم (3874) ،والبيهقي في السنن الكبرى(10/5).
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : فكان من هديه فِعلُ التداوي في نفسه، والأمر به لمن أصابه مرض من أهله وأصحابه، ولكن لم يكن مِن هديه ولا هدي أصحابه استعمال هذه الأدوية المركَّبة التي تسمى أقرباذين ، بل كان غالبُ أدويتهم بالمفردات، وربما أضافوا إلى المفرد ما يُعاونه، أو يكسر سَورته، وهذا غالبُ طب الأمم على اختلاف أجناسِها من العرب والترك، وأهلِ البوادي قاطبةً وإنما بالمركبات الرومُ واليونان واكثر طِبِّ الهند بالمفردات.
وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء لا يُعدل عنه إلى الدواء، ومتى أمكن بالبسيط لا يُعدل عنه إلى المركب.
قالوا : وكل داء على دفعه بالأغذية والحمية ، لم يُحاول دفعه بالأدوية . اهـ .الطب النبوي.
وعن جابر ، عن رسول الله أنه قال : "لكل داء ، دواء ، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عزوجل" . رواه مسلم في الطب برقم (5705) .
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : وفي هذا الحديث إشارة إلى استحباب الدواء . وهو مذهب أصحابنا وجمهور السلف وعامة الخلف .اهـ . شرح مسلم (14/412) .
وعن طارق بن شهاب ، عن النبي : "إن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له شفاء فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر" .
صحيح الجامع حديث رقم (1808) .
وعن إبراهيم التيمي ، أن رجلاً أتى إلى رسول الله ، فقال له رسول الله : "من أنت ؟" . قال : أنا طبيب . قال له رسول الله : "ولعلك تدبر أشياء يحرق بها غيرك".
رواه مسلم في "الصحيح" (1921) ،وأحمد في المسند (4: 134) والبيهقي في السنن الكبرى(3: 375).في الصحيح والحاكم في المستدرك (3: 602).
عن جابر بن دينار بن عبد الله أن رسول الله عاد مريضاً فقال :"ألا تدعوا له طبيباً ؟" .قالوا يا رسول الله وأنت تأمرنا بهذا ؟ قال : فقال :"إن الله عز وجل لم ينـزل داء إلا أنزل معه دواء ". "الصحيحة" (2873) .
عن أسامة بن زيد وابن مسعود ، عن رسول الله وحدث الخزامي سنداً أن رسول الله قال : "إن الله بثّ الداء وبثّ الدواء وجعل لكل داء دواء من الشجر والعسل فتداوا" .
رواه أبو داود في السنن برقم (3874) ،والبيهقي في السنن الكبرى(10/5).
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : فكان من هديه فِعلُ التداوي في نفسه، والأمر به لمن أصابه مرض من أهله وأصحابه، ولكن لم يكن مِن هديه ولا هدي أصحابه استعمال هذه الأدوية المركَّبة التي تسمى أقرباذين ، بل كان غالبُ أدويتهم بالمفردات، وربما أضافوا إلى المفرد ما يُعاونه، أو يكسر سَورته، وهذا غالبُ طب الأمم على اختلاف أجناسِها من العرب والترك، وأهلِ البوادي قاطبةً وإنما بالمركبات الرومُ واليونان واكثر طِبِّ الهند بالمفردات.
وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء لا يُعدل عنه إلى الدواء، ومتى أمكن بالبسيط لا يُعدل عنه إلى المركب.
قالوا : وكل داء على دفعه بالأغذية والحمية ، لم يُحاول دفعه بالأدوية . اهـ .الطب النبوي.
وعن جابر ، عن رسول الله أنه قال : "لكل داء ، دواء ، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عزوجل" . رواه مسلم في الطب برقم (5705) .
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : وفي هذا الحديث إشارة إلى استحباب الدواء . وهو مذهب أصحابنا وجمهور السلف وعامة الخلف .اهـ . شرح مسلم (14/412) .
وعن طارق بن شهاب ، عن النبي : "إن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له شفاء فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر" .
صحيح الجامع حديث رقم (1808) .
النهي عن التداوي بالمحرمات
وذكر البخاري في "صحيحه" في كتاب الأشربة عن ابن مسعود : "إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرَّم عليكم"
عن وائل بن حجر ، عن النبي "إنها ليست بدواء و لكنها داء - يعني الخمر" .
صحيح الجامع حديث رقم (2436) .
وفي "صحيح مسلم" في كتاب الأشربة برقم (1984) عن طارق بن سويد الجُعفي، أنه سأل النبي عن الخمر، فنهاه، أو كره أن يصنَعها، فقال: إنما أصنعُها للدواء، فقال: "إنَّهُ لَيْسَ بدواءٍ، ولكنَّهُ دَاءٌ" .
قوله : "إنه ليس بدواء ولكنه داء".قال النووي رحمه الله تعالى : هذا دليل لتحريم اتخاذ الخمر وتخليلها ، وفيه التصريح بأنها ليست بدواء فيحرم التداوي بها لأنها ليست بدواء فكأنه يتناولها بلا سبب ، وهذا هو الصحيح عند أصحابنا أنه يحرم التداوي بها ، وكذا يحرم شربها للعطش ، وأما إذا غص بلقمة ولم يجد ما يسيغها به إلا خمرا فليلزمه الاساغة بها لأن حصول الشفاء بها حينئذ مقطوع به بخلاف التداوي والله أعلم . اهـ . شرح النووي (13/153) .
وعن أبي الدرداء ، عن رسول الله قال : "إن الله خلق الداء والدواء،فتداووا،ولا تتداووا بحرام" . أخرجه أبو داود في الطب برقم (3874) ، باب في الأدوية المكروهة. "السلسلة الصحيحة" رقم (1633) ، وصحيح الجامع برقم (1762)
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : "من تداوى بحرام لم يجعل الله له فيه شفاء" . "الصحيحة" (2881) .
وعن ابن مسعود :"إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم".
أخرجه البخاري (10/68) تعليقاً في الطب ، باب شراب الحلواء والعسل.
وعن أبي هريرة ، قال: "نهى رسول الله عن الدواء الخبيث".
أخرجه أبو داود (3870) والترمذي (2046) ، وابن ماجة (3459) ، وأحمد (2/305) و(446)و(478) . وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (6878) .
وفي "السنن" ، أنه سئل عن الخمر يجعل في الدواء ، فقال : "إنها داءٌ وليست بالدواء" .
أخرجه أبو داود في الطب برقم (3873)، باب ما جاء في الأدوية المكروهة ، والترمذي (2047) من حديث طارق بن سويد ، وقال الترمذي : حسن صحيح ، وصححه ابن حبان (1377). صحيح الجامع برقم (2408) .
وفي"سنن النسائي" : "أن طبيباً ذكر ضفدعاً في دواء عند رسول الله ، "فنهاه عن قتلها".
أخرجه النسائي (7/210) في الصيد ، باب الضفدع ، وأحمد (3/ 453) و (499)من حديث عبد الرحمن بن عثمان ، وسنده صحيح .
ويذكر عنه أنه قال :"من تداوى بالخمر ، فلا شفاه الله".
أورده السيوطي في "الجامع الصغير" بلفظ "من تداوى بحرام كخمر ، لم يجعل الله له فيه شفاء" . قال الألباني : "ضعيف" ، انظر ضعيف الجامع حديث رقم: (5518) .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :
وإنما حرم على هذه الأمة ما حرم لخبثه وتحريمه له حمية لهم وصيانة عن تناوله ، فلا يناسب أن يطلب به الشفاء من الأسقام والعلل ، فإنه وإن أثر في أزالتها لكنه يعقب سقما أعظم منه في القلب بقوة الخبث الذي فيه فيكون المداوي به قد سعى في إزالة سقم البدن بسقم القلب وأيضا فإن تحريمه يقتضي تجنبه والبعد عنه بكل طريق وفي اتخاذه دواء حض على الترغيب فيه وملابسته وهذا ضد مقصود الشارع ، وأيضا فإنه داء كما نص عليه صاحب الشريعة فلا يجوز أن يتخذ دواء وأيضا فإنه يكسب الطبيعة والروح صفة الخبث لأن الطبيعة تنفعل عن كيفية الدواء انفعالا بينا ، فإذا كانت كيفته خبيثة أكسب الطبيعة منه خبثا ، فكيف إذا كان خبيثا في ذاته ، ولهذا حرم الله سبحانه على عباده الأغذية والأشربة والملابس الخبيثة لما تكتسب النفس من هيأة الخبث وصفته ، وأيضا فإن في إباحة التداوي به لا سيما إذا كانت النفوس تميل إليه ذريعة إلى تناوله لشهوة واللذة لا سيما إذا عرفت النفوس أنه نافع لها مزيل لاسقامها جالب لشفائها ، فهذا أحب شيء إليها والشارع سد الذريعة إلى تناوله بكل ممكن ، ولا ريب أن بين سد الذريعة إلى تناوله وفتح الذريعة إلى تناوله تناقضا وتعارضا ، وأيضا فإن في هذا الدواء المحرم من الأدواء ما يزيد على ما يظن فيه من الشفاء وليفرض الكلام في أم الخبائث التي ما جعل الله لنا فيها شفاء قط ، فإنها شديدة المضرة بالدماغ الذي هو مركز العقل عند الأطباء وكثير من الفقهاء والمتكلمين ، قال أبقراط في أثناء كلامه في الأمراض الحادة ضرر الخمرة بالرأس شديد لأنه يسرع الارتفاع إليه ويرتفع بارتفاعه الأخلاط التي تعلو في البدن وهو لذلك يضر بالذهن ، وقال صاحب الكامل : إن خاصية الشراب الإضرار بالدماغ والعصب . أهـ . الطب النبوي (1/122).
عن وائل بن حجر ، عن النبي "إنها ليست بدواء و لكنها داء - يعني الخمر" .
صحيح الجامع حديث رقم (2436) .
وفي "صحيح مسلم" في كتاب الأشربة برقم (1984) عن طارق بن سويد الجُعفي، أنه سأل النبي عن الخمر، فنهاه، أو كره أن يصنَعها، فقال: إنما أصنعُها للدواء، فقال: "إنَّهُ لَيْسَ بدواءٍ، ولكنَّهُ دَاءٌ" .
قوله : "إنه ليس بدواء ولكنه داء".قال النووي رحمه الله تعالى : هذا دليل لتحريم اتخاذ الخمر وتخليلها ، وفيه التصريح بأنها ليست بدواء فيحرم التداوي بها لأنها ليست بدواء فكأنه يتناولها بلا سبب ، وهذا هو الصحيح عند أصحابنا أنه يحرم التداوي بها ، وكذا يحرم شربها للعطش ، وأما إذا غص بلقمة ولم يجد ما يسيغها به إلا خمرا فليلزمه الاساغة بها لأن حصول الشفاء بها حينئذ مقطوع به بخلاف التداوي والله أعلم . اهـ . شرح النووي (13/153) .
وعن أبي الدرداء ، عن رسول الله قال : "إن الله خلق الداء والدواء،فتداووا،ولا تتداووا بحرام" . أخرجه أبو داود في الطب برقم (3874) ، باب في الأدوية المكروهة. "السلسلة الصحيحة" رقم (1633) ، وصحيح الجامع برقم (1762)
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : "من تداوى بحرام لم يجعل الله له فيه شفاء" . "الصحيحة" (2881) .
وعن ابن مسعود :"إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم".
أخرجه البخاري (10/68) تعليقاً في الطب ، باب شراب الحلواء والعسل.
وعن أبي هريرة ، قال: "نهى رسول الله عن الدواء الخبيث".
أخرجه أبو داود (3870) والترمذي (2046) ، وابن ماجة (3459) ، وأحمد (2/305) و(446)و(478) . وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (6878) .
وفي "السنن" ، أنه سئل عن الخمر يجعل في الدواء ، فقال : "إنها داءٌ وليست بالدواء" .
أخرجه أبو داود في الطب برقم (3873)، باب ما جاء في الأدوية المكروهة ، والترمذي (2047) من حديث طارق بن سويد ، وقال الترمذي : حسن صحيح ، وصححه ابن حبان (1377). صحيح الجامع برقم (2408) .
وفي"سنن النسائي" : "أن طبيباً ذكر ضفدعاً في دواء عند رسول الله ، "فنهاه عن قتلها".
أخرجه النسائي (7/210) في الصيد ، باب الضفدع ، وأحمد (3/ 453) و (499)من حديث عبد الرحمن بن عثمان ، وسنده صحيح .
ويذكر عنه أنه قال :"من تداوى بالخمر ، فلا شفاه الله".
أورده السيوطي في "الجامع الصغير" بلفظ "من تداوى بحرام كخمر ، لم يجعل الله له فيه شفاء" . قال الألباني : "ضعيف" ، انظر ضعيف الجامع حديث رقم: (5518) .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :
وإنما حرم على هذه الأمة ما حرم لخبثه وتحريمه له حمية لهم وصيانة عن تناوله ، فلا يناسب أن يطلب به الشفاء من الأسقام والعلل ، فإنه وإن أثر في أزالتها لكنه يعقب سقما أعظم منه في القلب بقوة الخبث الذي فيه فيكون المداوي به قد سعى في إزالة سقم البدن بسقم القلب وأيضا فإن تحريمه يقتضي تجنبه والبعد عنه بكل طريق وفي اتخاذه دواء حض على الترغيب فيه وملابسته وهذا ضد مقصود الشارع ، وأيضا فإنه داء كما نص عليه صاحب الشريعة فلا يجوز أن يتخذ دواء وأيضا فإنه يكسب الطبيعة والروح صفة الخبث لأن الطبيعة تنفعل عن كيفية الدواء انفعالا بينا ، فإذا كانت كيفته خبيثة أكسب الطبيعة منه خبثا ، فكيف إذا كان خبيثا في ذاته ، ولهذا حرم الله سبحانه على عباده الأغذية والأشربة والملابس الخبيثة لما تكتسب النفس من هيأة الخبث وصفته ، وأيضا فإن في إباحة التداوي به لا سيما إذا كانت النفوس تميل إليه ذريعة إلى تناوله لشهوة واللذة لا سيما إذا عرفت النفوس أنه نافع لها مزيل لاسقامها جالب لشفائها ، فهذا أحب شيء إليها والشارع سد الذريعة إلى تناوله بكل ممكن ، ولا ريب أن بين سد الذريعة إلى تناوله وفتح الذريعة إلى تناوله تناقضا وتعارضا ، وأيضا فإن في هذا الدواء المحرم من الأدواء ما يزيد على ما يظن فيه من الشفاء وليفرض الكلام في أم الخبائث التي ما جعل الله لنا فيها شفاء قط ، فإنها شديدة المضرة بالدماغ الذي هو مركز العقل عند الأطباء وكثير من الفقهاء والمتكلمين ، قال أبقراط في أثناء كلامه في الأمراض الحادة ضرر الخمرة بالرأس شديد لأنه يسرع الارتفاع إليه ويرتفع بارتفاعه الأخلاط التي تعلو في البدن وهو لذلك يضر بالذهن ، وقال صاحب الكامل : إن خاصية الشراب الإضرار بالدماغ والعصب . أهـ . الطب النبوي (1/122).
مرض القلوب ومرض الأبدان
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : المرض نوعان : مرض القلوب ، ومرض الأبدان ، وهما مذكوران في القرآن .
ومرضُ القلوب : نوعان مرض شبهة وشك . ومرض شهوة وغَيٍّ ، وكلاهما في القرآن .
قال الله تعالى في مرض الشبهة : ]في قُلُوبِهم مَرَض فَزادَهُمُ الله مَرَضاً[ . سورة البقرة (10).
وأما مرض الشهوات : فقال تعالى : ]يا نِسَاءَ النَّبيِّ لَسْتُنَّ كأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إنِ اتَّقَيتُنَّ فلا تَخْضَعْنَ بالقَوْلِ فَيَطْمَعَ الذي في قَلْبِه مَرَضٌ[ . سورة الأحزاب (32).
فهذا مرض شهوة الزنى ، والله أعلم .
وأما مرض الأبدان : فقال تعالى : ]لَيْسَ عَلى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلى المَرِيضِ حَرَجٌ[ . سورة النور (61).
وذكر مرض البدن في الحج ، والصوم ، والوضُوء لِسرٍّ بديع يبين لك عظمة القرآن، والاستغناء به لمن فهمه وعقله عن سواه ، وذلك أن قواعد طِب الأبدان ثلاثة : حِفظُ الصحة ، والحمية عن المؤذي ، واستفراغُ المواد الفاسدة ، فذكر سبحانه هذه الأصول الثلاثة في هذه المواضع الثلاثة .
ذكر ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى هذه الفوائد التي تخص الجسم نذكرها للفائدة :
وأربعة أشياء تُمرض الجسم : الكلامُ الكثير ، والنوم الكثير ، والأكل الكثير ، والجماع الكثير.
فالكلام الكثير يُقلِّل مخَّ الدماغ ويُضعفه ، ويعجِّل الشيبَ .
والنومُ الكثير : يصفِّرُ الوجه، ويُعمى القلب ، ويُهيِّجُ العين ، ويُكسِلُ عن العمل ، ويولِّدُ الرطوبات في البدن .
والأكلُ الكثيرُ يفسِدُ فم المعدة ، ويُضعف الجسم ، ويولِّدُ الرياح الغليظة ، والأدواء العسرة .
والجماع الكثير : يهدُّ البدن، ويُضعفُ القُوى، ويجفِّف رطوباتِ البدنِ، ويُرخي العصبَ ، ويورث السُّدد ، ويَعُمُّ ضرره جميع البدن، ويحضُّ الدماغ لكثرة ما يتحلل به من الروح النفساني، وإضعافه أكثر من إضعاف جميع المستفرغات، ويستفرغ مِن جوهر الروح شيئاً كثيراً.
فصل : أربعةٌ تهدِمُ البدن : الهمُّ . الحزن . والجوع . والسهر .
وأربعة تفرحُ : النظر إلى الخضرة ، وإلى الماء الجاري ، والمحبوب ، والثمار .
وأربعةٌ تُظلم البصر : المشيُ حافياً ، والتصبح والتمسي بوجه البغيض والثقيل ، والعدو ، وكثرة البكاء ، وكثرة النظر في الخط الدقيق.
وأربعة تُقوي الجسم : لبسُ الثوب الناعم ، ودخول الحمام المعتدل ، وأكل الطعام الحلو والدسم ، وشم الروائح الطيبة.
وأربعةُ تيبس الوجه ، وتذهب ماءه وبهجته وطلاوته : الكذبُ ، والوقاحةُ ، وكثرة السؤال عن غير علم ، وكثرةُ الفجور.
وأربعةُ تزيد في ماء الوجه وبهجتِهِ : المروءةُ ، والوفاءُ ، ولكرمُ ، والتقوى .
وأربعة تجلبُ البغضاء والمقت : الكِبر ، والحسدُ ، والكذب ، والنميمة .
وأربعةُ تجلبُ الرزق : قيامُ الليل ، وكثرةُ الاستغفار بالأسحار ، وتعاهُدُ الصدقة ، والذكر أول النهار وآخره .
وأربعة تمنع الرزق : نوم الصبحة ، وقلةُ الصلاة ، والكَسَلُ ، والخيانة .
وأربعةٌ تضُرُّ بالفهم والذهن : إدمانُ أكل الحامض والفواكه ، والنومُ على القفا، والهمُّ ، والغمُّ .
وأربعةٌ تزيد في الفهم : فراغ القلب ، وقلة التملِّي من الطعام والشراب ، وحسنُ تدبير الغذاء بالأشياء الحُلوة والدَّسمة ، وإخراج الفضلات المثقِلَةِ للبدنِ.
ومما يضرُّ بالعقل : إدمان أكل البصل ، والباقِلاء ، والزيتون ، والباذنجان ، وكثرة الجماع ، والوحدة ، والأفكار ، والسُّكر ، وكثرةُ الضحك ، والغم .
قال بعضُ أهل النظر : قُطِعتُ في ثلاث مجالس ، فلم أجد لذلك عِلة إلا أني أكثرتُ مِن أكلِ الباذنجان في أحد تلك الأيام ، ومن الزيتون في الآخر ، ومن الباقلاء في الثالث . اهـ . زاد المعاد
ومرضُ القلوب : نوعان مرض شبهة وشك . ومرض شهوة وغَيٍّ ، وكلاهما في القرآن .
قال الله تعالى في مرض الشبهة : ]في قُلُوبِهم مَرَض فَزادَهُمُ الله مَرَضاً[ . سورة البقرة (10).
وأما مرض الشهوات : فقال تعالى : ]يا نِسَاءَ النَّبيِّ لَسْتُنَّ كأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إنِ اتَّقَيتُنَّ فلا تَخْضَعْنَ بالقَوْلِ فَيَطْمَعَ الذي في قَلْبِه مَرَضٌ[ . سورة الأحزاب (32).
فهذا مرض شهوة الزنى ، والله أعلم .
وأما مرض الأبدان : فقال تعالى : ]لَيْسَ عَلى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلى المَرِيضِ حَرَجٌ[ . سورة النور (61).
وذكر مرض البدن في الحج ، والصوم ، والوضُوء لِسرٍّ بديع يبين لك عظمة القرآن، والاستغناء به لمن فهمه وعقله عن سواه ، وذلك أن قواعد طِب الأبدان ثلاثة : حِفظُ الصحة ، والحمية عن المؤذي ، واستفراغُ المواد الفاسدة ، فذكر سبحانه هذه الأصول الثلاثة في هذه المواضع الثلاثة .
ذكر ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى هذه الفوائد التي تخص الجسم نذكرها للفائدة :
وأربعة أشياء تُمرض الجسم : الكلامُ الكثير ، والنوم الكثير ، والأكل الكثير ، والجماع الكثير.
فالكلام الكثير يُقلِّل مخَّ الدماغ ويُضعفه ، ويعجِّل الشيبَ .
والنومُ الكثير : يصفِّرُ الوجه، ويُعمى القلب ، ويُهيِّجُ العين ، ويُكسِلُ عن العمل ، ويولِّدُ الرطوبات في البدن .
والأكلُ الكثيرُ يفسِدُ فم المعدة ، ويُضعف الجسم ، ويولِّدُ الرياح الغليظة ، والأدواء العسرة .
والجماع الكثير : يهدُّ البدن، ويُضعفُ القُوى، ويجفِّف رطوباتِ البدنِ، ويُرخي العصبَ ، ويورث السُّدد ، ويَعُمُّ ضرره جميع البدن، ويحضُّ الدماغ لكثرة ما يتحلل به من الروح النفساني، وإضعافه أكثر من إضعاف جميع المستفرغات، ويستفرغ مِن جوهر الروح شيئاً كثيراً.
فصل : أربعةٌ تهدِمُ البدن : الهمُّ . الحزن . والجوع . والسهر .
وأربعة تفرحُ : النظر إلى الخضرة ، وإلى الماء الجاري ، والمحبوب ، والثمار .
وأربعةٌ تُظلم البصر : المشيُ حافياً ، والتصبح والتمسي بوجه البغيض والثقيل ، والعدو ، وكثرة البكاء ، وكثرة النظر في الخط الدقيق.
وأربعة تُقوي الجسم : لبسُ الثوب الناعم ، ودخول الحمام المعتدل ، وأكل الطعام الحلو والدسم ، وشم الروائح الطيبة.
وأربعةُ تيبس الوجه ، وتذهب ماءه وبهجته وطلاوته : الكذبُ ، والوقاحةُ ، وكثرة السؤال عن غير علم ، وكثرةُ الفجور.
وأربعةُ تزيد في ماء الوجه وبهجتِهِ : المروءةُ ، والوفاءُ ، ولكرمُ ، والتقوى .
وأربعة تجلبُ البغضاء والمقت : الكِبر ، والحسدُ ، والكذب ، والنميمة .
وأربعةُ تجلبُ الرزق : قيامُ الليل ، وكثرةُ الاستغفار بالأسحار ، وتعاهُدُ الصدقة ، والذكر أول النهار وآخره .
وأربعة تمنع الرزق : نوم الصبحة ، وقلةُ الصلاة ، والكَسَلُ ، والخيانة .
وأربعةٌ تضُرُّ بالفهم والذهن : إدمانُ أكل الحامض والفواكه ، والنومُ على القفا، والهمُّ ، والغمُّ .
وأربعةٌ تزيد في الفهم : فراغ القلب ، وقلة التملِّي من الطعام والشراب ، وحسنُ تدبير الغذاء بالأشياء الحُلوة والدَّسمة ، وإخراج الفضلات المثقِلَةِ للبدنِ.
ومما يضرُّ بالعقل : إدمان أكل البصل ، والباقِلاء ، والزيتون ، والباذنجان ، وكثرة الجماع ، والوحدة ، والأفكار ، والسُّكر ، وكثرةُ الضحك ، والغم .
قال بعضُ أهل النظر : قُطِعتُ في ثلاث مجالس ، فلم أجد لذلك عِلة إلا أني أكثرتُ مِن أكلِ الباذنجان في أحد تلك الأيام ، ومن الزيتون في الآخر ، ومن الباقلاء في الثالث . اهـ . زاد المعاد
المدير العام
الفصل الرابع........... العلاج بالأعـــشـــــاب
لــطــول هــذا الفــصــل فــســوف نـتـنــاوله متقطـعـا على مراحل تبـاعـا
الفــصــل الرابـــع
العــلاج بالأعـشـــــاب
فصل في آداب الأكل والشرب
عن جابر ، : "أن النبي أمر بلعق الأصابع والصحفة ، وقال :"إنكم لا تدرون في أيها البركة" .
رواه مسلم في كتاب الأشربة برقم (2033).
في رواية له : "إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة" . رواه مسلم في كتاب الأشربة برقم (5269)
لعق : مص ، أصابعه الثلاث الوسطى ثم السبابة ثم الإبهام .
فليمط : فليزل ، والأذى : الوسخ ، تُسلت : تُلعق .
القصعة : إناء يأكل عليه عشرة أنفس .
لعق الأصابع سبب لحصول البركة .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : ولهذا قال الأطباء : إن في لعق الأصابع من بعد الطعام فائدة وهو تيسير الهضم ، ونحن نقول هذا من باب معرفة حكمة الشرع فيما يأمر به وإلا فالأصل أننا نلعقها امتثالاً لأمر النبي ، وكثير من الناس لا يفهمون هذه السُنة تجده ينتهي من الطعام وحافته التي حولها كلها تجده أيضاً يذهب ويغسل دون أن يلعق أصابعه والنبي نهى أن يمسح الإنسان يديه بالمنديل حتى يلعق وينظفها من الطعام ثم بعد ذلك يمسح بالمنديل ثم بعد ذلك يغسلهما إذا شاء . أ.هـ. شرح رياض الصالحين (3/358) .
عن معاذ بن أنس أن النبي قال : " من أكل طعاماً ثم قال : الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة غُفر له ما تقدم من ذنبه" . رواه أبو داوود برقم (4043) ، والترمذي برقم (3458) ، وابن ماجه برقم (3285) ، وأحمد (3/439) ، وابن السُني (469)، وحسنه العلامة الألباني في الترغيب برقم (2164)، المشكاة (4343)، الكلم (187) ، الإرواء رقم (1989).
في الحديث : حمد الله تعالى بعد الطعام يكون سبباً لغفران الذنوب .
وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله : "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها"
رواه مسلم برقم (2734) ، باب "استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب" .
وفي هذا الحديث : حمد الله تعالى بعد الطعام والشراب يكون سبباً لرضى الله تعالى عن العبد .
ففي الحديثين بيان عظيم فضل الله على عباده ، فقد فتح باب الرحمة لهم ومجازاتهم بعظيم كرمِه.
ما يقوله ويفعله من يأكل ولا يشبع
عن وحشي بن حرب ، أن أصحاب رسول الله قالوا : يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع قال : "فلعلكم تفترقون" ، قالوا : نعم ، قال : " فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله يُبارك لكم فيه" . أخرجه أبو داوود برقم (3764) ، وابن ماجه برقم (3286) ، وأحمد (3/501) ، وغيرهم من طريق الوليد بن مسلم، وقال الألباني : "حسن لغيره"، الترغيب برقم (2128) ، والمشكاة برقم (4252).
في الحديث : البركة في الاجتماع على الطعام ، وذكر اسم الله تعالى عليه . فالاجتماع يورث الشبع والبركة. والفرقة تسلب البركة وعدم الشبع .
قال ابن مفلح رحمه الله تعالى : الشيطان قادر على الفرد وإيقاعه في مصايده ومكايده ، لأنه يأكل من الغنم القاصية ، وأما الجماعة فهو بعيد من النيل منها لأن يد الله على الجماعة.
وذكر اسم الله عند الأكل واجب وهو محصل للبركة المرجوة بتكثير الطعام.
قيل للإمام أحمد : أيما أحب إليك يعتزل الرجل في الطعام أو يرافق ؟ قال : يرافق ، هذا أرفق يتعاونون ، وإذا كنت وحدك لم يمكنك الطبخ ولا غيره ، ولا بأس بالنهد ، قد تناهد الصالحون ، كان الحسن إذا سافر ألقى معهم ، ويزيد أيضاً بقدر ما يلقي ، يعني في السر . أ.هـ . الآداب الشرعية (3/182) .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي قال : "البركة تنـزل وسط الطعام فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه" .
أخرجه أبو داوود برقم (3772) ، والترمذي برقم (1805) ، وابن ماجه برقم (3277) ، وصححه الألباني في الترغيب برقم (2123).
وعن جابر ، أن رسول الله ، "أمر بلعق الأصابع والصحفة وقال: " إنكم لا تدرون في أيها البركة" .
رواه مسلم في كتاب الأشربة برقم (5268).
وفي رواية له : "إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة" .
رواه مسلم في كتاب الأشربة رقم (5269).
وفي رواية "إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى فليأكلها ولا يدعها للشيطان فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة" رواه مسلم في كتاب الأشربة برقم (5271).
لعق : لحس.
فليمط: فلينح وليزل.
البركة : الخير الكثير.
من أذى : من غبار أو تراب أو وسخ .
الطعام : الذي يأكله الإنسان فيه بركة ولا يدري أين هي .
التسمية على الطعام
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي يأكل طعاماً في ستةٍ من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين، فقال رسول الله "أما إنه لو سمى لكفاكم" .
صححه الألباني في الترغيب برقم (2107).
عدم التسمية على الطعام سبب لسلب البركة منه ، وعدم الشبع .
وعن جابر ، أنه سمع النبي يقول : "إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء" وإذا دخل الرجل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان : أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان : أدركتم المبيت والعشاء" . رواه مسلم في صحيحه ، وأبو داوود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، وأحمد (3/346 و 383) ، والبخاري في الأدب المفرد (1096).
كل ما يذكر اسم الله عليه ييأس الشيطان منه فإذا غفل حلَّ فيه غفلته ونال مراده منه، والشيطان يبيت في البيوت التي لم يذكر الله تعالى فيها ويأكل من طعام أهلها إذا لم يذكروا اسم الله عليها.
وعن أمية بن مخشي الصحابي قال : كان رسول الله جالساً ورجل يأكل فلم يُسمِ حتى لم يبقَ من طعامه إلا لقمة فلما رفعها إلى فيه قال : بسم الله أوله وآخره فضحك النبي ثم قال : "ما زال الشيطان يأكل معه فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه" .
رواه أبو داوود ، والنسائي ، المشكاة برقم (4203)، والكلم برقم (183)، والرياض(735) .
يستفاد من الحديث أن الشيطان يشارك في الطعام الذي لم يذكر اسم الله عليه ، إن ذكر الله على الطعام ولو لم يبق منه إلا جزء يسير يحرم الشيطان من كل ما كان قد أكل قبل .
قال ابن القيم رحمه الله : وللتسمية في أول الطعام والشراب ، وحمد الله في آخره تأثيرٌ عجيب في نفعه واستمرائه ، ودفع مضرته .
قال الإمام أحمد : إذا جمع الطعام أربعاً فقد كمل : إذا ذكر اسم الله في أوله ، وحُمد الله في آخره ، وكثرت عليه الأيدي ، وكان من حِل". ا هـ . زاد المعاد (4/232).
وفائدة التسمية قبل الطعام أنه يحرم الشيطان من المشاركة في الأكل والإصابة منه، فعن حذيفة قال: كنا إذا حضرنا مع النبي لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله فيضع يده، وإنا حضرنا معه مرة طعاماً فجاءت جارية كأنها تُدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله بيدها، ثم جاء أعرابي كأنما يُدفع فأخذ بيده، فقال رسول الله : "إن الشيطان يستحلُّ الطعام أن لا يُذكر إسم الله عليه، وإنه جاء بهذه الجارية يستحل بها، فأخذت بيدها. فجاء بهذا الأعرابي يستحلُّ به، فأخذتُ بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها" . رواه مسلم برقم (2017) ، وأحمد برقم (22738) ، أبو داوود برقم (3766).
ولفظ التسمية أن يقول الآكل : " بسم الله " فعن عمرو بن أبي سلمة رضي الله عنهما، قال: كنتُ غلاماً في حجر رسول الله ، وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله "يا غلام سم الله، وكل بيمينك ، وكل مما يليك" فما زالت تلك طِعمتي بعد .
رواه البخاري برقم (5376) واللفظ له ، ورواه مسلم برقم (2022).
رواه مسلم في كتاب الأشربة برقم (2033).
في رواية له : "إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة" . رواه مسلم في كتاب الأشربة برقم (5269)
لعق : مص ، أصابعه الثلاث الوسطى ثم السبابة ثم الإبهام .
فليمط : فليزل ، والأذى : الوسخ ، تُسلت : تُلعق .
القصعة : إناء يأكل عليه عشرة أنفس .
لعق الأصابع سبب لحصول البركة .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : ولهذا قال الأطباء : إن في لعق الأصابع من بعد الطعام فائدة وهو تيسير الهضم ، ونحن نقول هذا من باب معرفة حكمة الشرع فيما يأمر به وإلا فالأصل أننا نلعقها امتثالاً لأمر النبي ، وكثير من الناس لا يفهمون هذه السُنة تجده ينتهي من الطعام وحافته التي حولها كلها تجده أيضاً يذهب ويغسل دون أن يلعق أصابعه والنبي نهى أن يمسح الإنسان يديه بالمنديل حتى يلعق وينظفها من الطعام ثم بعد ذلك يمسح بالمنديل ثم بعد ذلك يغسلهما إذا شاء . أ.هـ. شرح رياض الصالحين (3/358) .
عن معاذ بن أنس أن النبي قال : " من أكل طعاماً ثم قال : الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة غُفر له ما تقدم من ذنبه" . رواه أبو داوود برقم (4043) ، والترمذي برقم (3458) ، وابن ماجه برقم (3285) ، وأحمد (3/439) ، وابن السُني (469)، وحسنه العلامة الألباني في الترغيب برقم (2164)، المشكاة (4343)، الكلم (187) ، الإرواء رقم (1989).
في الحديث : حمد الله تعالى بعد الطعام يكون سبباً لغفران الذنوب .
وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله : "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها"
رواه مسلم برقم (2734) ، باب "استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب" .
وفي هذا الحديث : حمد الله تعالى بعد الطعام والشراب يكون سبباً لرضى الله تعالى عن العبد .
ففي الحديثين بيان عظيم فضل الله على عباده ، فقد فتح باب الرحمة لهم ومجازاتهم بعظيم كرمِه.
ما يقوله ويفعله من يأكل ولا يشبع
عن وحشي بن حرب ، أن أصحاب رسول الله قالوا : يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع قال : "فلعلكم تفترقون" ، قالوا : نعم ، قال : " فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله يُبارك لكم فيه" . أخرجه أبو داوود برقم (3764) ، وابن ماجه برقم (3286) ، وأحمد (3/501) ، وغيرهم من طريق الوليد بن مسلم، وقال الألباني : "حسن لغيره"، الترغيب برقم (2128) ، والمشكاة برقم (4252).
في الحديث : البركة في الاجتماع على الطعام ، وذكر اسم الله تعالى عليه . فالاجتماع يورث الشبع والبركة. والفرقة تسلب البركة وعدم الشبع .
قال ابن مفلح رحمه الله تعالى : الشيطان قادر على الفرد وإيقاعه في مصايده ومكايده ، لأنه يأكل من الغنم القاصية ، وأما الجماعة فهو بعيد من النيل منها لأن يد الله على الجماعة.
وذكر اسم الله عند الأكل واجب وهو محصل للبركة المرجوة بتكثير الطعام.
قيل للإمام أحمد : أيما أحب إليك يعتزل الرجل في الطعام أو يرافق ؟ قال : يرافق ، هذا أرفق يتعاونون ، وإذا كنت وحدك لم يمكنك الطبخ ولا غيره ، ولا بأس بالنهد ، قد تناهد الصالحون ، كان الحسن إذا سافر ألقى معهم ، ويزيد أيضاً بقدر ما يلقي ، يعني في السر . أ.هـ . الآداب الشرعية (3/182) .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي قال : "البركة تنـزل وسط الطعام فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه" .
أخرجه أبو داوود برقم (3772) ، والترمذي برقم (1805) ، وابن ماجه برقم (3277) ، وصححه الألباني في الترغيب برقم (2123).
وعن جابر ، أن رسول الله ، "أمر بلعق الأصابع والصحفة وقال: " إنكم لا تدرون في أيها البركة" .
رواه مسلم في كتاب الأشربة برقم (5268).
وفي رواية له : "إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة" .
رواه مسلم في كتاب الأشربة رقم (5269).
وفي رواية "إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى فليأكلها ولا يدعها للشيطان فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة" رواه مسلم في كتاب الأشربة برقم (5271).
لعق : لحس.
فليمط: فلينح وليزل.
البركة : الخير الكثير.
من أذى : من غبار أو تراب أو وسخ .
الطعام : الذي يأكله الإنسان فيه بركة ولا يدري أين هي .
التسمية على الطعام
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي يأكل طعاماً في ستةٍ من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين، فقال رسول الله "أما إنه لو سمى لكفاكم" .
صححه الألباني في الترغيب برقم (2107).
عدم التسمية على الطعام سبب لسلب البركة منه ، وعدم الشبع .
وعن جابر ، أنه سمع النبي يقول : "إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء" وإذا دخل الرجل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان : أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان : أدركتم المبيت والعشاء" . رواه مسلم في صحيحه ، وأبو داوود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، وأحمد (3/346 و 383) ، والبخاري في الأدب المفرد (1096).
كل ما يذكر اسم الله عليه ييأس الشيطان منه فإذا غفل حلَّ فيه غفلته ونال مراده منه، والشيطان يبيت في البيوت التي لم يذكر الله تعالى فيها ويأكل من طعام أهلها إذا لم يذكروا اسم الله عليها.
وعن أمية بن مخشي الصحابي قال : كان رسول الله جالساً ورجل يأكل فلم يُسمِ حتى لم يبقَ من طعامه إلا لقمة فلما رفعها إلى فيه قال : بسم الله أوله وآخره فضحك النبي ثم قال : "ما زال الشيطان يأكل معه فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه" .
رواه أبو داوود ، والنسائي ، المشكاة برقم (4203)، والكلم برقم (183)، والرياض(735) .
يستفاد من الحديث أن الشيطان يشارك في الطعام الذي لم يذكر اسم الله عليه ، إن ذكر الله على الطعام ولو لم يبق منه إلا جزء يسير يحرم الشيطان من كل ما كان قد أكل قبل .
قال ابن القيم رحمه الله : وللتسمية في أول الطعام والشراب ، وحمد الله في آخره تأثيرٌ عجيب في نفعه واستمرائه ، ودفع مضرته .
قال الإمام أحمد : إذا جمع الطعام أربعاً فقد كمل : إذا ذكر اسم الله في أوله ، وحُمد الله في آخره ، وكثرت عليه الأيدي ، وكان من حِل". ا هـ . زاد المعاد (4/232).
وفائدة التسمية قبل الطعام أنه يحرم الشيطان من المشاركة في الأكل والإصابة منه، فعن حذيفة قال: كنا إذا حضرنا مع النبي لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله فيضع يده، وإنا حضرنا معه مرة طعاماً فجاءت جارية كأنها تُدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله بيدها، ثم جاء أعرابي كأنما يُدفع فأخذ بيده، فقال رسول الله : "إن الشيطان يستحلُّ الطعام أن لا يُذكر إسم الله عليه، وإنه جاء بهذه الجارية يستحل بها، فأخذت بيدها. فجاء بهذا الأعرابي يستحلُّ به، فأخذتُ بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها" . رواه مسلم برقم (2017) ، وأحمد برقم (22738) ، أبو داوود برقم (3766).
ولفظ التسمية أن يقول الآكل : " بسم الله " فعن عمرو بن أبي سلمة رضي الله عنهما، قال: كنتُ غلاماً في حجر رسول الله ، وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله "يا غلام سم الله، وكل بيمينك ، وكل مما يليك" فما زالت تلك طِعمتي بعد .
رواه البخاري برقم (5376) واللفظ له ، ورواه مسلم برقم (2022).
الشرب قاعداً سنة وقائماً مباح
جاءت الأحاديث بالأمر في الشرب قاعداً ، دلت على الوجوب ، وجاءت أحاديث أخرى دلت على الإباحة ، فصرفت هذه الأحاديث من الوجوب إلى الإباحة . فمن شرب قاعداً له الأجر على تطبيق السنة ، ومن شرب قائماً لا شيء عليه للأحاديث التالية . والله أعلم .
فعن أبي سعيد : أن النبي : "زجر ، وفي لفظ نهى ، عن الشرب قائماً".
رواه مسلم .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي : "شرب من زمزم ،من دلو ،وهو قائم". أخرجه البخاري (1637) ،ومسلم (2027) .
وعن علي "أتي بماء فشرب ، ثم توضأ ، ثم قام فشرب فضله وهو قائم ، ثم قال : إن ناساً يكرهون الشرب قائماً ، وإن النبي صنع مثل ما صنعت". أخرجه البخاري (5615) .
وعن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : "رأيت النبي يشرب قائماً وقاعداً". أخرجه الترمذي (1838) ، وهو حسن .
وعن ابن عمر قال : "كنا نأكل على عهد النبي ونحن نمشي ، ونشرب ونحن قيام".
أخرجه أحمد (4601) ، وابن ماجة (3301) ، والترمذي (1880) ، وهو صحيح .
وبوب الإمام النووي رحمه الله تعالى في رياض الصالحين (ص349) ، باب فقال : "باب بيان جواز الشرب قائماً"
"وبيان أن الأكمل والأفضل الشرب قاعداً" .
وقال في شرحه على مسلم (13/195) : وأما شربه قائماً فبيان للجواز فلا إشكال ولا تعارض ، وهذا الذي ذكرناه يتعين المصير إليه . اهـ .
وقال في شرحه على مسلم (13/195) : وأما شربه قائماً فبيان للجواز فلا إشكال ولا تعارض ، وهذا الذي ذكرناه يتعين المصير إليه . اهـ .
ما جاء في العلاج بالعسل
قال الله تعالى :) يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ{ . (النحل:69) .
قال ابن كثير في تفسيره : ما بين أبيض وأصفر وأحمر وغير ذلك من الألوان الحسنة على اختلاف مراعيها ومأكلها منها ، وقوله :"فيه شفاء للناس" أي في العسل شفاء للناس ، أي من أدواء تعرض لهم قال بعض من تكلم على الطب النبوي لو قال فيه الشفاء للناس لكان دواء لكل داء ولكن قال فيه شفاء للناس أي يصلح لكل أحد من أدواء باردة فإنه حار والشيء يداوى بضده . اهـ . تفسير ابن كثير (2/276) .
عن أبي سعيد الخدري ، أن رجلاً أتى النبي فقال : إن أخي يشتكي بطنه : وفي رواية : استطلق بطنه ، فقال "اسقه عسلاً" ، فذهب ثم رجع ، فقال: قد سقيته ، فلم يغن عنه شيئاً . وفي لفظ : فلم يزده إلا استطلاقاً مرتين أو ثلاثاً ، كل ذلك يقول له : "اسقه عسلاً"، فقال له في الثالثة أو الرابعة: "صدق الله وكذب بطن أخيك".
أخرجه البخاري في الطب ( 10/119) ، باب الدواء بالعسل ، وقول الله تعالى : "فيه شفاء للناس" ، وأخرجه مسلم في السلام برقم ( 2217) ، باب التداوي بالعسل .
وفي "صحيح مسلم" في لفظ له : "إن أخي عرب بطنه" ، أي فسد هضمه ، واعتلت معدته ، والاسم العرب بفتح الراء ، والذرب أيضاً .
قال ابن كثير : قال بعض العلماء بالطب كان هذا الرجل عنده فضلات فلما سقاه عسلا وهو حار تحللت فأسرعت في الاندفاع فزاده إسهالا فاعتقد الأعرابي أن هذا يضره وهو مصلحة لأخيه ثم سقاه فازداد التحليل والدفع ثم سقاه فكذلك فلما اندفعت الفضلات الفاسدة المضرة بالبدن استمسك بطنه وصلح مزاجه واندفعت الأسقام والآلام ببركة إشارته عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام ، وفي الصحيحين البخاري رقم (5614) ، ومسلم برقم (1474) من حديث هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها "أن رسول الله e كان يعجبه الحلواء والعسل" . هذا لفظ البخاري.اهـ. تفسير ابن كثير (2/276) .
عن جابر مرفوعاً : "إن كان في شيءٍ من أدويتكم خير ، ففي شَرطةِ محجمٍ ، أو شربةٍ من عسلٍ ، أو لذعةٍ بنارٍ ، وما أُحبُّ أن أكتوي" .
أخرجه البخاري (10/114-115و126) ، و (7/21-22) ، ومسلم برقم (2205) .
قوله : "شرطة محجم" فالمراد بالمحجم هنا الحديدة التي يشرط بها موضع الحجامة ليخرج الدم . شرح مسلم .
لَذْعَةٌ بنار : يعني الكيّ ، واللَّذع الخفيف من الإحراق.ومنه لَذَعة بلسانه ، وهو أذًى يسير. الفائق (3/314).
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :
والعسل فيه منافع عظيمة ، فإنه جلاء للأوساخ التي في العروق والأمعاء وغيرها ، محلل للرطوبات أكلا وطلاء ، نافع للمشايخ وأصحاب البلغم ومن كان مزاجه باردا رطبا ، وهو مغذ ملين للطبيعة ، حافظ لقوى المعاجين ولما استودع فيه مذهب لكيفيات الأدوية الكريهة ، منق للكبد والصدر ، مدر للبول موافق للسعال الكائن عن البلغم ، وإذا شرب حارا بدهن الورد نفع من نهش الهوام وشرب الأفيون ، وإن شرب وحده ممزوجا بماء نفع من عضه الكلب واكل الفطر القتال ، وإذا جعل فيه اللحم الطري حفظ طراوته ثلاث أشهر ، وكذلك إن جعل فيه القثاء والخيار والقرع والباذنجان ، ويحفظ كثيرا من الفاكهة ستة أشهر ، ويحفظ جثة الموتى ويسمى الحافظ الأمين ، وإذا لطخ به البدن المقمل والشعر قتل قمله وصئبانه وطول الشعر وحسنه ونعمه ، وإن اكتحل به جلا ظلمة البصر ، وإن استن به بيض الأسنان وصقلها وحفظ صحتها وصحة اللثة ، ويفتح أفواه العروق ويدر الطمث ، ولعقه على الريق يذهب البلغم ويغسل خمل المعدة ويدفع الفضلات عنها ويسخنها تسخينا معتدلا ويفتح سددها ويفعل ذلك بالكبد والكلى والمثانة ، وهو أقل ضررا لسدد الكبد والطحال من كل حلو وهو مع هذا كله مأمون الغائلة قليل المضار مضر بالعرض للصفراويين ودفعها بالخل ونحوه فيعود حينئذ نافعا له جدا ، وهو غذاء مع الأغذية ودواء مع الأدوية وشراب مع الأشربة وحلو مع الحلوى وطلاء مع الأطلية ومفرح مع المفرحات ، فما خلق لنا شيء في معناه أفضل منه ولا مثله ولا قريبا منه ، ولم يكن معول القدماء إلا عليه وأكثر كتب القدماء لا ذكر فيها للسكر البتة ولا يعرفونه فإنه حديث العهد حدث قريبا ، وكان النبي يشربه بالماء على الريق وفي ذلك سر بديع في حفظ الصحة لا يدركه إلا الفطن الفاضل .
ثم قال رحمه الله تعالى : إذا عرف هذا فهذا الذي وصف له النبي العسل كان استطلاق بطنه عن تخمة أصابته عن امتلاء فأمره بشرب العسل لدفع الفضول المجتمعة في نواحي المعدة والأمعاء ، فإن العسل فيه جلاء ودفع للفضول وكان قد أصاب المعدة أخلاط لزجة تمنع استقرار الغذاء فيها للزوجتها فإن المعدة لها خمل كخمل القطيفة فإذا علقت بها الأخلاط اللزجة أفسدتها وأفسدت الغذاء فدواؤها بما يجلوها من تلك الأخلاط والعسل جلاء ، والعسل من أحسن ما عولج به هذا الداء لا سيما إن مزج بالماء الحار، وفي تكرار سقيه العسل معنى طبي بديع وهو أن الدواء يجب أن يكون له مقدار وكمية بحسب حال الداء إن قصر عنه لم يزله بالكلية وإن جاوزه أوهى القوى فأحدث ضررا آخر فلما أمره أن يسقيه العسل سقاه مقدارا لا يفي بمقاومة الداء ولا يبلغ الغرض فلما أخبره علم أن الذي سقاه لا يبلغ مقدار الحاجة فلما تكرر ترداده إلى النبي أكد عليه المعاودة ليصل إلى المقدار المقاوم للداء فلما تكرر الشربات بحسب مادة الداء برأ بإذن الله ، واعتبار مقادير الأدوية وكيفياتها ومقدار قوة المرض والمريض من أكبر قواعد الطب وفي قوله : "صدق الله وكذب بطن أخيك" إشارة إلى تحقيق نفع هذا الدواء وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في نفسه ولكن لكذب البطن وكثرة المادة الفاسدة فيه فأمره بتكرار الدواء لكثرة المادة ، وليس طبه كطب الأطباء فإن طب النبي e متيقن قطعي إلهي صادر عن الوحي ومشكاة النبوة وكمال العقل ، وطب غيره أكثره حدس وظنون وتجارب ولا ينكر عدم انتفاع كثير من المرضى . اهـ . زاد المعاد (4/34ـ35) .
وقال الدكتور محمد علي الحاج في كتابه "غذاؤك حياتك" :
والعسل : مفيد جداً للمصابين بأمراض القلب ، وأمراض الكبد وخاصة في اليرقان ، كما أن العسل يفيد في تضميد الجروح إذ يساعد على سرعة التئامها .
والعسل: يساعد على تثبيت الكلسيوم في العظام بما يحتويه من فتامين (C ) ولذلك فهو ضروري للرضع والأطفال الآخذين في النمو إذ يساعد عظامهم على التصلب ويسهل بزوغ الأسنان ويقويها ويثبتها ويبعد عنها التنخر والتسوس كما أن يقي الأطفال شر الكساح وتقوس الساقين .
ولما كانت أنسجة الطفل عند ولادته تحتوي على كمية من الحديد تكفيه ثلاثة أشهر فقط . ولما كان لبن الأم فقيراً جداً بالحديد ، فإن إعطاء الرضيع ملعقة عسل يومياً اعتباراً من الشهر الرابع تفيده كثيراً إذ تقيه فقر الدم والكساح .
وقال الدكتور محمد علي الحاج : الحالات المرضية التي يعطى فيها العسل .
أهم هذه الحالات هي :
1ـ الضعف العام والانحطاط الجسماني .
2ـ الإمساك .
3ـ زيادة نسبة البولينا في الدم .
4ـ النحافة .
5ـ فقر الدم .
6ـ الضعف الجنسي (التناسلي) .
7ـ أدوار النقاهة وخاصة بعد الحميات .
ثم قال : والعسل يفيد في تنظيم حركة التنفس ، كما أنه يفيد كثيراً في حالات السعال والتهاب اللوزتين والتهابات الحنجرة والقصبات .
وللعسل فائدة كبيرة في تليين الأمعاء وخاصة إذا أخذ على الريق . اهـ . "غذاؤك حياتك" . (ص131،133) .
عن أم المنذر بنت قيس الأنصاري قالت : دخل عليّ رسول الله ومعه علي ، وعلي ناقه ، ولنا دوالي معلقة ، فقام رسول الله ليأكل ، فطفق رسول الله يقول لعلي: "مه ؛ إنك ناقه"حتى كف علي . قالت: وصنعت شعيراً وسلقاً، فجئت به ، فقال رسول الله : "يا علي أصب من هذا فهو أنفع لك".
قال الألباني رحمه الله تعالى : أخرجه ابن ماجة (3442) ، والترمذي (2038) ، وأبو داود(3856) ، وأحمد(6/364) ، وسنده حسن . "الصحيحة" رقم : ( 59) .
ناقه : أي حديث عهد بالإفاقة من المرض .
دوالي : جمع دالية ، وهي العذق من التمر يعلق حتى إذا أرطب أكل .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : واعلم أن في منع النبي لعلي من الأكل من الدوالي وهو ناقه ، أحسن التدبير ، فإن الدوالي : أقناء من الرطب تعلق في البيت للأكل بمنـزلة عناقيد العنب ، والفاكهة تضر بالناقه لسرعة استحالتها ، وضعف الطبيعة عن دفعها ، فإنه بعد لم تتمكن قوتها ، وهي مشغولةٌ بدفع آثار العلة وإزالتها من البدن ، وفي الرطب خاصة نوع من ثقل على المعدة ، فتشتعل بمعالجته وإصلاحه عما هي بصدده من إزالة بقية المرض وآثاره،فأما أن تقف تلك البقية ، وإما أن تتزايد ، فلما وضع بين يديه وأما السلق والشعير فنافعٌ له ويوافق لمن في معدته ضعف . وفي ماء الشعير تبريدٌ وتغذيةٌ
وتلطيف وتليين وتقوية الطبيعية أمره أن يصيب منه ، فإنه من أنفع الأغذية للناقه ، لا سيما مع أصول السلق ، فهذا من أوفق الغذاء لمن في معدته ضعف ، ولا يتولد عنه من الأخلاط ما يخاف منه . اهـ . زاد المعاد (3/97) ، والآداب الشرعية (2/343) .
وقد أصدر مركز الصديق للعسل في صنعاء اليمن رسالة حول علاجات العسل فأحببت أن أضعها للفائدة .
قال ابن كثير في تفسيره : ما بين أبيض وأصفر وأحمر وغير ذلك من الألوان الحسنة على اختلاف مراعيها ومأكلها منها ، وقوله :"فيه شفاء للناس" أي في العسل شفاء للناس ، أي من أدواء تعرض لهم قال بعض من تكلم على الطب النبوي لو قال فيه الشفاء للناس لكان دواء لكل داء ولكن قال فيه شفاء للناس أي يصلح لكل أحد من أدواء باردة فإنه حار والشيء يداوى بضده . اهـ . تفسير ابن كثير (2/276) .
عن أبي سعيد الخدري ، أن رجلاً أتى النبي فقال : إن أخي يشتكي بطنه : وفي رواية : استطلق بطنه ، فقال "اسقه عسلاً" ، فذهب ثم رجع ، فقال: قد سقيته ، فلم يغن عنه شيئاً . وفي لفظ : فلم يزده إلا استطلاقاً مرتين أو ثلاثاً ، كل ذلك يقول له : "اسقه عسلاً"، فقال له في الثالثة أو الرابعة: "صدق الله وكذب بطن أخيك".
أخرجه البخاري في الطب ( 10/119) ، باب الدواء بالعسل ، وقول الله تعالى : "فيه شفاء للناس" ، وأخرجه مسلم في السلام برقم ( 2217) ، باب التداوي بالعسل .
وفي "صحيح مسلم" في لفظ له : "إن أخي عرب بطنه" ، أي فسد هضمه ، واعتلت معدته ، والاسم العرب بفتح الراء ، والذرب أيضاً .
قال ابن كثير : قال بعض العلماء بالطب كان هذا الرجل عنده فضلات فلما سقاه عسلا وهو حار تحللت فأسرعت في الاندفاع فزاده إسهالا فاعتقد الأعرابي أن هذا يضره وهو مصلحة لأخيه ثم سقاه فازداد التحليل والدفع ثم سقاه فكذلك فلما اندفعت الفضلات الفاسدة المضرة بالبدن استمسك بطنه وصلح مزاجه واندفعت الأسقام والآلام ببركة إشارته عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام ، وفي الصحيحين البخاري رقم (5614) ، ومسلم برقم (1474) من حديث هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها "أن رسول الله e كان يعجبه الحلواء والعسل" . هذا لفظ البخاري.اهـ. تفسير ابن كثير (2/276) .
عن جابر مرفوعاً : "إن كان في شيءٍ من أدويتكم خير ، ففي شَرطةِ محجمٍ ، أو شربةٍ من عسلٍ ، أو لذعةٍ بنارٍ ، وما أُحبُّ أن أكتوي" .
أخرجه البخاري (10/114-115و126) ، و (7/21-22) ، ومسلم برقم (2205) .
قوله : "شرطة محجم" فالمراد بالمحجم هنا الحديدة التي يشرط بها موضع الحجامة ليخرج الدم . شرح مسلم .
لَذْعَةٌ بنار : يعني الكيّ ، واللَّذع الخفيف من الإحراق.ومنه لَذَعة بلسانه ، وهو أذًى يسير. الفائق (3/314).
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :
والعسل فيه منافع عظيمة ، فإنه جلاء للأوساخ التي في العروق والأمعاء وغيرها ، محلل للرطوبات أكلا وطلاء ، نافع للمشايخ وأصحاب البلغم ومن كان مزاجه باردا رطبا ، وهو مغذ ملين للطبيعة ، حافظ لقوى المعاجين ولما استودع فيه مذهب لكيفيات الأدوية الكريهة ، منق للكبد والصدر ، مدر للبول موافق للسعال الكائن عن البلغم ، وإذا شرب حارا بدهن الورد نفع من نهش الهوام وشرب الأفيون ، وإن شرب وحده ممزوجا بماء نفع من عضه الكلب واكل الفطر القتال ، وإذا جعل فيه اللحم الطري حفظ طراوته ثلاث أشهر ، وكذلك إن جعل فيه القثاء والخيار والقرع والباذنجان ، ويحفظ كثيرا من الفاكهة ستة أشهر ، ويحفظ جثة الموتى ويسمى الحافظ الأمين ، وإذا لطخ به البدن المقمل والشعر قتل قمله وصئبانه وطول الشعر وحسنه ونعمه ، وإن اكتحل به جلا ظلمة البصر ، وإن استن به بيض الأسنان وصقلها وحفظ صحتها وصحة اللثة ، ويفتح أفواه العروق ويدر الطمث ، ولعقه على الريق يذهب البلغم ويغسل خمل المعدة ويدفع الفضلات عنها ويسخنها تسخينا معتدلا ويفتح سددها ويفعل ذلك بالكبد والكلى والمثانة ، وهو أقل ضررا لسدد الكبد والطحال من كل حلو وهو مع هذا كله مأمون الغائلة قليل المضار مضر بالعرض للصفراويين ودفعها بالخل ونحوه فيعود حينئذ نافعا له جدا ، وهو غذاء مع الأغذية ودواء مع الأدوية وشراب مع الأشربة وحلو مع الحلوى وطلاء مع الأطلية ومفرح مع المفرحات ، فما خلق لنا شيء في معناه أفضل منه ولا مثله ولا قريبا منه ، ولم يكن معول القدماء إلا عليه وأكثر كتب القدماء لا ذكر فيها للسكر البتة ولا يعرفونه فإنه حديث العهد حدث قريبا ، وكان النبي يشربه بالماء على الريق وفي ذلك سر بديع في حفظ الصحة لا يدركه إلا الفطن الفاضل .
ثم قال رحمه الله تعالى : إذا عرف هذا فهذا الذي وصف له النبي العسل كان استطلاق بطنه عن تخمة أصابته عن امتلاء فأمره بشرب العسل لدفع الفضول المجتمعة في نواحي المعدة والأمعاء ، فإن العسل فيه جلاء ودفع للفضول وكان قد أصاب المعدة أخلاط لزجة تمنع استقرار الغذاء فيها للزوجتها فإن المعدة لها خمل كخمل القطيفة فإذا علقت بها الأخلاط اللزجة أفسدتها وأفسدت الغذاء فدواؤها بما يجلوها من تلك الأخلاط والعسل جلاء ، والعسل من أحسن ما عولج به هذا الداء لا سيما إن مزج بالماء الحار، وفي تكرار سقيه العسل معنى طبي بديع وهو أن الدواء يجب أن يكون له مقدار وكمية بحسب حال الداء إن قصر عنه لم يزله بالكلية وإن جاوزه أوهى القوى فأحدث ضررا آخر فلما أمره أن يسقيه العسل سقاه مقدارا لا يفي بمقاومة الداء ولا يبلغ الغرض فلما أخبره علم أن الذي سقاه لا يبلغ مقدار الحاجة فلما تكرر ترداده إلى النبي أكد عليه المعاودة ليصل إلى المقدار المقاوم للداء فلما تكرر الشربات بحسب مادة الداء برأ بإذن الله ، واعتبار مقادير الأدوية وكيفياتها ومقدار قوة المرض والمريض من أكبر قواعد الطب وفي قوله : "صدق الله وكذب بطن أخيك" إشارة إلى تحقيق نفع هذا الدواء وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في نفسه ولكن لكذب البطن وكثرة المادة الفاسدة فيه فأمره بتكرار الدواء لكثرة المادة ، وليس طبه كطب الأطباء فإن طب النبي e متيقن قطعي إلهي صادر عن الوحي ومشكاة النبوة وكمال العقل ، وطب غيره أكثره حدس وظنون وتجارب ولا ينكر عدم انتفاع كثير من المرضى . اهـ . زاد المعاد (4/34ـ35) .
وقال الدكتور محمد علي الحاج في كتابه "غذاؤك حياتك" :
والعسل : مفيد جداً للمصابين بأمراض القلب ، وأمراض الكبد وخاصة في اليرقان ، كما أن العسل يفيد في تضميد الجروح إذ يساعد على سرعة التئامها .
والعسل: يساعد على تثبيت الكلسيوم في العظام بما يحتويه من فتامين (C ) ولذلك فهو ضروري للرضع والأطفال الآخذين في النمو إذ يساعد عظامهم على التصلب ويسهل بزوغ الأسنان ويقويها ويثبتها ويبعد عنها التنخر والتسوس كما أن يقي الأطفال شر الكساح وتقوس الساقين .
ولما كانت أنسجة الطفل عند ولادته تحتوي على كمية من الحديد تكفيه ثلاثة أشهر فقط . ولما كان لبن الأم فقيراً جداً بالحديد ، فإن إعطاء الرضيع ملعقة عسل يومياً اعتباراً من الشهر الرابع تفيده كثيراً إذ تقيه فقر الدم والكساح .
وقال الدكتور محمد علي الحاج : الحالات المرضية التي يعطى فيها العسل .
أهم هذه الحالات هي :
1ـ الضعف العام والانحطاط الجسماني .
2ـ الإمساك .
3ـ زيادة نسبة البولينا في الدم .
4ـ النحافة .
5ـ فقر الدم .
6ـ الضعف الجنسي (التناسلي) .
7ـ أدوار النقاهة وخاصة بعد الحميات .
ثم قال : والعسل يفيد في تنظيم حركة التنفس ، كما أنه يفيد كثيراً في حالات السعال والتهاب اللوزتين والتهابات الحنجرة والقصبات .
وللعسل فائدة كبيرة في تليين الأمعاء وخاصة إذا أخذ على الريق . اهـ . "غذاؤك حياتك" . (ص131،133) .
عن أم المنذر بنت قيس الأنصاري قالت : دخل عليّ رسول الله ومعه علي ، وعلي ناقه ، ولنا دوالي معلقة ، فقام رسول الله ليأكل ، فطفق رسول الله يقول لعلي: "مه ؛ إنك ناقه"حتى كف علي . قالت: وصنعت شعيراً وسلقاً، فجئت به ، فقال رسول الله : "يا علي أصب من هذا فهو أنفع لك".
قال الألباني رحمه الله تعالى : أخرجه ابن ماجة (3442) ، والترمذي (2038) ، وأبو داود(3856) ، وأحمد(6/364) ، وسنده حسن . "الصحيحة" رقم : ( 59) .
ناقه : أي حديث عهد بالإفاقة من المرض .
دوالي : جمع دالية ، وهي العذق من التمر يعلق حتى إذا أرطب أكل .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : واعلم أن في منع النبي لعلي من الأكل من الدوالي وهو ناقه ، أحسن التدبير ، فإن الدوالي : أقناء من الرطب تعلق في البيت للأكل بمنـزلة عناقيد العنب ، والفاكهة تضر بالناقه لسرعة استحالتها ، وضعف الطبيعة عن دفعها ، فإنه بعد لم تتمكن قوتها ، وهي مشغولةٌ بدفع آثار العلة وإزالتها من البدن ، وفي الرطب خاصة نوع من ثقل على المعدة ، فتشتعل بمعالجته وإصلاحه عما هي بصدده من إزالة بقية المرض وآثاره،فأما أن تقف تلك البقية ، وإما أن تتزايد ، فلما وضع بين يديه وأما السلق والشعير فنافعٌ له ويوافق لمن في معدته ضعف . وفي ماء الشعير تبريدٌ وتغذيةٌ
وتلطيف وتليين وتقوية الطبيعية أمره أن يصيب منه ، فإنه من أنفع الأغذية للناقه ، لا سيما مع أصول السلق ، فهذا من أوفق الغذاء لمن في معدته ضعف ، ولا يتولد عنه من الأخلاط ما يخاف منه . اهـ . زاد المعاد (3/97) ، والآداب الشرعية (2/343) .
وقد أصدر مركز الصديق للعسل في صنعاء اليمن رسالة حول علاجات العسل فأحببت أن أضعها للفائدة .
علاج أمراض السكر
3 ملاعق عسل ، ربع ملعقة صبر حضرمي صغير مطحون ، ملعقة حبة سوداء مطحون ، يخلط الجميع ، ويؤكل مرة واحدة على الريق صباحاً عند القيام من النوم والإفطار بعده بنصف ساعة وعند النوم مثل ذلك لا يوقف الأنسولين فجأة ولكن بالتدريج إذ يتأخر نصف ساعة يومياً .
علاج قرحة فم المعدة والأثني
علاج قرحة فم المعدة والأثني
عشر والتهابات المعدة
ثلاث ملاعق عسل زائد ملعقة حبة سوداء مطحون زائد ملعقة قشر الرمان مجفف ومطحون كأس حليب مفور لدرجة الغليان وحدَهُ يصب على المجموعة السابق ويحرك جيداً ويشرب على الريق صباحاً عند القيام من النوم والإفطار بعده بنصف ساعة وعدم شرب الماء بعده مباشرة وعند النوم مثل ذلك .
علاج أمراض الكبد
ملعقة حبة سوداء مطحون وثلاث ملاعق عسل يخلط الجميع ويؤكل مرة واحدة صباحاً عند القيام من النوم ، وعدم شرب الماء أو الأكل بعد الاستعمال بساعة ، وعند الليل مثل ذلك ، وهكذا لمدة عشرين يوماً إذا كان المريض ملتهباً ، أو مصاباً بالالتهاب ، وإذا تليثه فيجب استمرار استعمال العلاج حتى يتم الشفاء بإذن الله ، ويجب الابتعاد عن جميع الدسومات كأكل البيض والدهون … الخ كما يجب الابتعاد عن الحوار . "والشافي هو الله " .
تقوية الجنس أو فقر الدم
3 ملاعق عسل ، صفار البيض ، ملعقة حبة سوداء مطحون ، 3 فصوص ثوم مطحون ، يخلط الجميع ، ويؤكل الجميع مرة واحدة على الريق وعدم شرب الماء أو الأكل بعده لمدة ساعة ، وعند النوم مثل ذلك .
علاج أمراض الكبد
ملعقة حبة سوداء مطحون وثلاث ملاعق عسل يخلط الجميع ويؤكل مرة واحدة صباحاً عند القيام من النوم ، وعدم شرب الماء أو الأكل بعد الاستعمال بساعة ، وعند الليل مثل ذلك ، وهكذا لمدة عشرين يوماً إذا كان المريض ملتهباً ، أو مصاباً بالالتهاب ، وإذا تليثه فيجب استمرار استعمال العلاج حتى يتم الشفاء بإذن الله ، ويجب الابتعاد عن جميع الدسومات كأكل البيض والدهون … الخ كما يجب الابتعاد عن الحوار . "والشافي هو الله " .
تقوية الجنس أو فقر الدم
3 ملاعق عسل ، صفار البيض ، ملعقة حبة سوداء مطحون ، 3 فصوص ثوم مطحون ، يخلط الجميع ، ويؤكل الجميع مرة واحدة على الريق وعدم شرب الماء أو الأكل بعده لمدة ساعة ، وعند النوم مثل ذلك .
أمراض الرأس
لأمراض الأذن وآلامها:
يمزج العسل في ماء مع قليل من الملح ويقطر في الأذن قبل النوم يومياً .
يمزج العسل في ماء مع قليل من الملح ويقطر في الأذن قبل النوم يومياً .
التهابات الفم وأورام اللسان
توضع ملعقة عسل في نصف كوب ماء ساخن ويتغرغر به ثلاث مرات يومياً.
حب الشباب
يدلك الوجه بمزيج متساو من العسل وعصير الجزر ويشرب منه .
لجميع أمراض العيون
أكتحل بالعسل صباحاً وقبل النوم مع تناول ملعقة بعد ذلك يومياً .
للقوباء
يغلي فنجان من عصير الشبت مع نصف كوب عسل يزيل القوباء فإنه يزيلها بسرعة .
"القوباء" : داء في الجسم ، يتقشر منه الجلد ، ويتجرد منه الشعر .
"القوباء" : داء في الجسم ، يتقشر منه الجلد ، ويتجرد منه الشعر .
للأمراض الصدرية
يؤخذ عصير الفجل مع ثلاث ملاعق عسل في كوب ماء دافئ صباحاً ومساءً فإنه يقضي على الأمراض الصدرية وينظف الصدر تماماً.
الأنفلونزا
يستنشق بخار مغلي العسل والبصل قبل النوم مع شرب ملعقة عسل بعد كل أكل ، والمغلي هو عبارة عن عسل ومبشور بصلة صغيرة ويوضع ذلك في إناء ماء وعلى ذلك نار يوضع حتى يتبخر .
لتقوية عضلة القلب
تؤخذ ملعقة عسل من حين لأخر وتذاب فيه قليل من الماء المغلي فيه قشر الرمان ، فإنه يدعم القلب ويقويه جداً .
تأخذ من غذاء الملكات قدر ثلاث قطرات ومن العنبر فإن ذلك يقوي القلب وينشطه للغاية .
تأخذ من غذاء الملكات قدر ثلاث قطرات ومن العنبر فإن ذلك يقوي القلب وينشطه للغاية .
للربو
يؤخذ عسل قدر فنجان زنجبيل وخل بلدي قدر ملعقة من كل ويلقى مع العسل في إناء به ماء ويذاب جيداً ويشرب عللا الريق يومياً .
فإنه بعون الله خلال أسابيع ينهى مأساة الربو تماماً .
فإنه بعون الله خلال أسابيع ينهى مأساة الربو تماماً .
للسعال
يؤخذ الترمس مع العسل .
السل الرئوي
يمزج شراب الورد بقدره من العسل ويشرب فنجان صباحاً ومساءً ويدهن الصدر والعنق بزيت الزيتون المضروب في العسل قبل النوم ويستمر على ذلك حتى يعافيه الله وهو على كل شيءٍ قدير .
لعلاج التهابات القلب والرعشة
يشرب على الريق يومياً كوب من الماء البارد والمحلى بملعقتين من العسل ويستمر ذلك حتى تنتهي الرعشة وذلك قد لا يتعدى الأسبوع .
الإسهال والمغص
يخلط العسل بالماء ويشرب منه المريض ، فإنه يسكن المغص ويقطع العطش .
إذا طبخت الحلبة وشربت بالعسل حللت الرياح والمغص .
إذا طبخت الحلبة وشربت بالعسل حللت الرياح والمغص .
الإمساك
يؤخذ له كوب من اللبن البارد المذاب فيه ملعقة عسل صباحاً ومساءً فإنه يلين المعدة ويطهرها تطهيراً .
البواسير
يضمد على البواسير السائلة بثوم وملح مدقوقين ومعجونين بقليل من العسل فإنه يقطعها.
إذا دق الثوم والفجل والزنجبيل وعجن الجميع بالعسل واستعملهم المريض آكلاً وضماداً قطع البواسير السائلة والجامدة .
التقيؤ (الطرش)
يغلي القرنفل جيداً ويحلى بعسل ويشرب فنجان قبل كل أكل فإنه يوقف القيء والغثيان .
إذا دق الثوم والفجل والزنجبيل وعجن الجميع بالعسل واستعملهم المريض آكلاً وضماداً قطع البواسير السائلة والجامدة .
التقيؤ (الطرش)
يغلي القرنفل جيداً ويحلى بعسل ويشرب فنجان قبل كل أكل فإنه يوقف القيء والغثيان .
لجميع أمراض الكبد
يؤخذ لحاء البلوط بعد طحنه جيداً وتؤخذ منه ملعقة تعجن في فنجان عسل ويؤخذ ذلك على الريق يومياً لمدة شهر بلا انقطاع .
للحموضة
يبلغ فص ثوم على الريق بكوب لبن محلى بملعقة عسل لمدة خمسة أيام .
الديدان
يخلط مغلي النعناع بالعسل والخل ويشرب منه .
ويدق الزعتر ويخلط فإنه يخرج الديدان شرباً .
ويدق الزعتر ويخلط فإنه يخرج الديدان شرباً .
للطحال
شرب ماء الترمس مع العسل يشفى الطحال .
للبروستاتا
يؤخذ يومياً غذاء الملكات من الخلية مباشرة قدر (50) مليجرام مع حمام للمكان بماء دافىء مذاب فيه عسل ويا حبذا مساءً ولمدة شهر .
للحصوة الكلوية
خليط من ورق خبزي وثلاثة ملاعق عسل وملعقة سمن بقري يفتت ويطرد الحصى .
يطبخ ورق خبازي بري ثم تضاف عليه ثلاثة ملاعق عسل وملعقة سمن بقري ويصفى جيداً بعد خلطه سوياً ويشرب منه كوب عند المغص الكلوي ، فإنه عجيب ويستمر على ذلك لمدة أسبوع حتى تفتت الحصى وتطرد بإذن الله .
يخلط الزعفران بالعسل ويشرب منه المريض .
يطبخ ورق خبازي بري ثم تضاف عليه ثلاثة ملاعق عسل وملعقة سمن بقري ويصفى جيداً بعد خلطه سوياً ويشرب منه كوب عند المغص الكلوي ، فإنه عجيب ويستمر على ذلك لمدة أسبوع حتى تفتت الحصى وتطرد بإذن الله .
يخلط الزعفران بالعسل ويشرب منه المريض .
عسر التبول والأملاح
يؤخذ ½ كيلو شعير ويطبخ جيداً ويشرب من ماءه قدر كأس محلى بثلاث ملاعق عسل صباحاً وظهراً وعند النوم على الجوع والشافي هو الله .
عسر التبول
شراب ماء الشعير والعسل يزيل عسر البول .
للعقم
يؤخذ غذاء الملكات (جديد) أي فور استخراجه ويشرب بعده كوب من حليب البقر عليه برادة قرن وحيد القرن قدر 3 مليجرام ويستمر عللا ذلك لمدة شهر كامل فإذا شاء الله أن يمنحه الذرية كانت البشرى والله على كل شيء قدير .
وبالنسبة للمرأة تضع طلع النخل ممزوجاً بعسل في رحمها قبل المباشرة بقليل ولتدعوا الله أن يمنحها ذرية صالحة لله .
وبالنسبة للمرأة تضع طلع النخل ممزوجاً بعسل في رحمها قبل المباشرة بقليل ولتدعوا الله أن يمنحها ذرية صالحة لله .
للقوة
يؤخذ ماء البصل (وذلك بدق ثلاث بصلات وعصرهم جيداً ) ويخلط بقدره عسلاً وعلى نار هادئة يقلب حتى يصل لانتهاء رغوة العسل ويوصع بعد ذلك في قارورة وتؤخذ ملعقة بعد الغذاء يومياً ، وإن عجنت بالحبة السوداء فإنه يقوي جداً .
وكذلك مع بذور الفجل وتؤكل كالمربي .
وكذلك مع بذور الفجل وتؤكل كالمربي .
للأرق
يمزج فنجان عسل بثلاث ملاعق صغيرة من خل التفاح ، ويؤخذ من المزيج ملعقتان صغيرتان قبل النوم أو ملعقة عسل صغيرة في كوب ماء دافىء .
للأمراض النفسية والجنون
لو أدام المريض على أكل العسل وسلم ظهره للدغ النحلات مع دهن العسل للدغة بعد ذلك واستمر على ذلك ولو كل شهر مرة مع استمرارية أكل العسل والدهن لمؤخرة الرأس بغذاء ملكات النحل قليلاً ، فلن يقضي عام إلا ويشفى بإذن الله ويهنأ في حياته ، نعم العاقل العابد لربه بحق .
للأورام الخبيثة
يستعمل غراء النحل لذلك ، وذلك بتضميد الورم بالغراء مع التنظيف المستمر والتغيير يومياً مع أخذ ملعقة صباحاً ومساءً قبل النوم .
للجروح
يسحق 3 جرام من الزير وفروم ( يوجد في الصيدليات ) ثم يخلط بـ 80 جرام عسل مع إضافة 20 جرام من زيت كبد الحوت وتقلب الخلطة جيداً ثم توضع منها على الجروح لمدة عشرة أيام يدهن بالعسل مع تضميده وتجنب البلل ولا تنـزع إلا كل ثلاثة أيام وستفاجأ باندمال الجروح والتئامها بلا تقيحات .
للحساسية
يضاف على فنجان من العسل دهن الورد ويدهن مكان الحساسية صباحاً ومساءاً .
مع تجنب المثيرات للحساسية كالبيض والمانجو وليكن مع الدهان ملعقة عسل يومياً .
مع تجنب المثيرات للحساسية كالبيض والمانجو وليكن مع الدهان ملعقة عسل يومياً .
للحروق
يطلى الجلد المحروق بعسل النحل فإنه يسكن الآلام ويمنع تكون الفقاقيع .
يدق العدس يخلط بالعسل ويدهن به الكي وحرق النار .
يؤتي بالعسل ويخلط مع قدره من الفازلين ويدهن به الحرق صباحاً ومساءً حتى يتقشر الجلد المحروق ولسوف تجد بقدر الله أن الجلد كأنه لم يحرق من قبل .
يدق العدس يخلط بالعسل ويدهن به الكي وحرق النار .
يؤتي بالعسل ويخلط مع قدره من الفازلين ويدهن به الحرق صباحاً ومساءً حتى يتقشر الجلد المحروق ولسوف تجد بقدر الله أن الجلد كأنه لم يحرق من قبل .
للروماتيزم
يدهن موضع الألم بالعسل ويغطى بقماش صوف لمدة ساعتين ويجدد كما يؤخذ ملعقتان من العسل على الريق خلال مدة العلاج .
ويشرب العسل مذاباً مع ملعقة صغيرة من دهن الحبة السوداء في كوب ماء دافىء وذلك بعد الدهن .
ويشرب العسل مذاباً مع ملعقة صغيرة من دهن الحبة السوداء في كوب ماء دافىء وذلك بعد الدهن .
السمنة
يؤخذ ملعقة عسل على الريق ، ويشرب بعدها فنجان شاي .
للصرع
يشرب على الريق يومياً فنجان عسل وفي المساء ، وتقرأ سورة الجن على كوب ماء ساخن محلى بعسل ويشرب وبعد ذلك ينام المريض يستمر ذلك لمدة أسبوع ولسوف ينتهي منه الصرع بقدرة الله تماماً .
يتـبــع باذن الله....>
يتـبــع باذن الله....>
المدير العام
رد: صـحـيــح الــطـــب النــبـــــوى فى ضـوء الكـتـــاب و الـسـنــــــــة و أقـــــــــوال الســـــلــــف
جزاك الله خيرا يامدير فعلا مفيدة
وربنا يشفي كل مريض
وربنا يشفي كل مريض
سمكة القصير
رد: صـحـيــح الــطـــب النــبـــــوى فى ضـوء الكـتـــاب و الـسـنــــــــة و أقـــــــــوال الســـــلــــف
اللهم أميـــــــــــــــــــــــــــن
شكرا لمرورك و للموضوع بقية
شكرا لمرورك و للموضوع بقية
المدير العام
الفصل الرابع........... العلاج بالأعـــشـــــاب
نـسـتـكـمــل معــا الـفـصــــــل الـرابـــع
الـعــلاج بالأعــشــــاب
للمفاصل وآلام الظهر
طبخ الثوم بلبن الضأن ثم بالسمن الحيواني المعقود بالعسل يمنع أوجاع المفاصل والظهر .
إذا طبخ الثوم بلبن الضأن ثم بالسمن الحيواني ثم عقد بالعسل لم يعد له شيء في منع أوجاع المفاصل الظهر .
يدق الزعتر ويخلط بالعسل ويطلى به على المفاصل فإنه يبرئها .
إذا طبخ الثوم بلبن الضأن ثم بالسمن الحيواني ثم عقد بالعسل لم يعد له شيء في منع أوجاع المفاصل الظهر .
يدق الزعتر ويخلط بالعسل ويطلى به على المفاصل فإنه يبرئها .
لنعومة الأيدي والجلد
العسل مع مسحوق بذر البرتقال يعمل على ترويق البشرة .
العسل مع مسحوق اللوز وبذور الخوخ أو المشمش .
مخلوط العسل مع صفار البيض وزيت اللوز .
للقوة والحيوية والنشاط :
إنها نصيحة ذهبية لا تدع يوماً يمر بك دون ملعقة من العسل وكأنه ماء أعتبرها عادة في كل العمر في أي وقت تشاء .
تغلي ورق الجوز جيداً ثم يصفى ويحلى بالعسل ويشرب كالشاي يومياً فإنه مقوي ومنشط .
العسل مع مسحوق اللوز وبذور الخوخ أو المشمش .
مخلوط العسل مع صفار البيض وزيت اللوز .
للقوة والحيوية والنشاط :
إنها نصيحة ذهبية لا تدع يوماً يمر بك دون ملعقة من العسل وكأنه ماء أعتبرها عادة في كل العمر في أي وقت تشاء .
تغلي ورق الجوز جيداً ثم يصفى ويحلى بالعسل ويشرب كالشاي يومياً فإنه مقوي ومنشط .
علاج الصرع
عن عطاء بن أبي رباح ، قال : قال ابن عباس : ألا أخبرك امرأةً من أهل الجنة ؟ قلت : بلى . قال : هذه المرأة السوداء ، أتت النبي فقالت : إني أُصرع ، وإني أتكشف ، فادع الله لي ، فقال: "إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة ، وإن شئتِ دعوت الله لكِ أن يعافيكِ" ، فقالت : أصبر . قالت : فإني أتكشف ، فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها .
أخرجه البخاري(10/ 99) في المرضى : باب من يصرع من الريح ، ومسلم (2265) في البر والصلة : باب ثواب المؤمن فيما يصيبه .
وفي رواية عن أبي هريرة قال : جاءتِ امرأةٌ بِها لَمَمٌ إلى رَسولِ الله فقالتْ : يا رسولَ الله ! ادْعُ الله لي ، فقال : "إنْ شِئْتِ دَعوتُ الله فشفاكِ ، وإن شئتِ فصبرتِ ولا حسابَ عليكِ" قالت : بَلْ أصبرُ ولا حساب عَليَّ .
رواه البزار وابن حبان في "صحيحه" ، "صحيح الترغيب" (3419) ، و"الصحيحة" (2502) .
اللمم : طرف من الجنون يَلُمُّ بالإنسان أي يقرب منه ويعتريه "نهاية" .
قال ابن حجر العسقلاني : وفي الحديث فضل من يصرع ، وأن الصبر على بلايا الدنيا يورث الجنة ، وأن الأخذ بالشدة أفضل من الأخذ بالرخصة لمن علم من نفسه الطاقة ولم يضعف عن التزام الشدة ، وفيه دليل على جواز ترك التداوي ، وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير ، وأن تأثير ذلك وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية ، ولكن إنما ينجع بأمرين أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد ، والآخر من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل والله أعلم . فتح الباري (10/115) .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : الصرع صرعان صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية وصرع من الأخلاط الرديئة ، والثاني هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه ، وأما صرع الأرواح فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ولا يدفعونه ويعترفون بأن علاجه مقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة فتدفع آثارها وتعارض أفعالها وتبطلها ، وقد نص على ذلك أبقراط في بعض كتبه فذكر بعض علاج الصرع ، وقال هذا إنما ينفع في الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة ، وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج ، أما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلة فأولئك ينكرون صرع الأوراح ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع وليس معهم إلا الجهل وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك والحس والوجود شاهد به ، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها ، وقدماء الأطباء كانوا يسمون هذا الصرع المرض الإلهي . الطب النبوي (1/51) .
قال الإمام أبي عبد الله محمد المقدسي : أما الصرع أخلاط رديئة فمتفق عليه، وهو علة تمنع الأعضاء النفسية عن الأفعال والحركة والإنتصاب منعاً غير تام . وله أسباب مختلفة ذكره الأطباء وذكروا علاجه .ومعلوم أن الأرواح تختلف في ذاتها وصفاتها ، وبحسب ذلك قد يخرج بأيسر شيء أو بوعظٍ أو بتخويفٍ ، وقد لا يخرج إلا بالضرب على اختلافه أيضاً ؛فيفيق المصروع ولا ألم به ."الآداب الشرعية" (340ـ 341).
أخرجه البخاري(10/ 99) في المرضى : باب من يصرع من الريح ، ومسلم (2265) في البر والصلة : باب ثواب المؤمن فيما يصيبه .
وفي رواية عن أبي هريرة قال : جاءتِ امرأةٌ بِها لَمَمٌ إلى رَسولِ الله فقالتْ : يا رسولَ الله ! ادْعُ الله لي ، فقال : "إنْ شِئْتِ دَعوتُ الله فشفاكِ ، وإن شئتِ فصبرتِ ولا حسابَ عليكِ" قالت : بَلْ أصبرُ ولا حساب عَليَّ .
رواه البزار وابن حبان في "صحيحه" ، "صحيح الترغيب" (3419) ، و"الصحيحة" (2502) .
اللمم : طرف من الجنون يَلُمُّ بالإنسان أي يقرب منه ويعتريه "نهاية" .
قال ابن حجر العسقلاني : وفي الحديث فضل من يصرع ، وأن الصبر على بلايا الدنيا يورث الجنة ، وأن الأخذ بالشدة أفضل من الأخذ بالرخصة لمن علم من نفسه الطاقة ولم يضعف عن التزام الشدة ، وفيه دليل على جواز ترك التداوي ، وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير ، وأن تأثير ذلك وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية ، ولكن إنما ينجع بأمرين أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد ، والآخر من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل والله أعلم . فتح الباري (10/115) .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : الصرع صرعان صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية وصرع من الأخلاط الرديئة ، والثاني هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه ، وأما صرع الأرواح فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ولا يدفعونه ويعترفون بأن علاجه مقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة فتدفع آثارها وتعارض أفعالها وتبطلها ، وقد نص على ذلك أبقراط في بعض كتبه فذكر بعض علاج الصرع ، وقال هذا إنما ينفع في الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة ، وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج ، أما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلة فأولئك ينكرون صرع الأوراح ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع وليس معهم إلا الجهل وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك والحس والوجود شاهد به ، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها ، وقدماء الأطباء كانوا يسمون هذا الصرع المرض الإلهي . الطب النبوي (1/51) .
قال الإمام أبي عبد الله محمد المقدسي : أما الصرع أخلاط رديئة فمتفق عليه، وهو علة تمنع الأعضاء النفسية عن الأفعال والحركة والإنتصاب منعاً غير تام . وله أسباب مختلفة ذكره الأطباء وذكروا علاجه .ومعلوم أن الأرواح تختلف في ذاتها وصفاتها ، وبحسب ذلك قد يخرج بأيسر شيء أو بوعظٍ أو بتخويفٍ ، وقد لا يخرج إلا بالضرب على اختلافه أيضاً ؛فيفيق المصروع ولا ألم به ."الآداب الشرعية" (340ـ 341).
ما جاء في الطاعون وعلاجه والاحتراز منه
عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، أنه سمعه يسأل أسامة بن زيد : ماذا سمعت من رسول الله في الطاعون ؟ فقال أسامة : قال رسول الله : "الطاعون رجز أرسل على طائفة من بني إسرائيل ، وعلى من كان قبلكم ، فإذا سمعتم به بأرض ، فلا تدخلوا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها ، فلا تخرجوا منها فراراً منه".
أخرجه البخاري : ( 6/ 377) في الأنبياء : باب ما ذكره عن بين إسرائيل ، ومسلم 2218) في السلام : باب الطاعون والطيرة . وهذا هو المتبع حتى الآن في الوقاية من الطاعون ، فإذا أصيبت بلده بهذا المرض ، عمل حولها الحجر الصحي ، فيمنع أي شخص من الخروج منها ، ويمنع دخول أي شخص إليها ما عدا الأطباء ومن يعاونهم وبذلك يمنع المرض من الانتشار خارج هذه البلدة .
عن حفصة بنت سيرين قالت:قال أنس بن مالك:قال رسول الله:
"الطاعون شهادة لكل مسلم".
أخرجه البخاري ( 10/ 162) في الطب : باب ما يذكر في الطاعون ، ومسلم : ( 1961) في الإمارة : باب بيان الشهداء .
وفي أثر عن عائشة أنها قالت للنبي : الطعن قد عرفناه ، فما الطاعون ؟ قال : "غدة كغدة البعير يخرج في المراق والإبط".
أخرجه أحمد ( 6/ 145) و ( 255) ، "السلسلة الصحيحة" (1928).
عن جابر مرفوعاً بلفظ :"الفار من الطاعون كالفار من الزحف ،والصابر فيه كالصابر في الزحف" . "الصحيحة" (3/ 282) .
عن جعفر بن كيسان ن حدثتنا عمرة بنت قيس العدوية قالت : دخلت على عائشة فسألتها عن الفرار من الطاعون ؟ فقالت : قال رسول الله : "الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف" . "الصحيحة" (1292) .
قال الإمام النووي : وأما الطاعون فهو قروح تخرج في الجسد فتكون في المرافق أو الآباط أو الأيدي أو الأصابع وسائر البدن ، ويكون معه ورم وألم شديد ، وتخرج تلك القروح مع لهيب ، ويسود ما حواليه أو يخضر أو يحمر حمرة بنفسجية كدرة ، ويحصل معه خفقان القلب والقيء ، وأما الوباء : الصحيح الذي قاله المحققون أنه مرض الكثيرين من الناس في جهة من الأرض دون سائر الجهات ، ويكون مخالفا للمعتاد من أمراض في الكثرة وغيرها ، ويكون مرضهم نوعا واحدا بخلاف سائر الأوقات فان أمراضهم فيها مختلفة قالوا وكل طاعون وباء وليس كل وباء طاعونا والوباء الذي وقع في الشام في زمن عمر كان طاعونا وهو طاعون عمواس وهى قرية معروفة بالشام . وجاء في هذه الأحاديث أنه أرسل على بنى إسرائيل أو من كان قبلكم عذابا لهم هذا الوصف بكونه عذابا مختص بمن كان قبلنا ، وأما هذه الأمة فهو لها رحمة وشهادة ، ففي الصحيحين قوله "المطعون شهيد" ، وفى حديث آخر في غير الصحيحين "أن الطاعون كان عذابا يبعثه الله على من يشاء فجعله رحمة للمؤمنين فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا يعلم أنه لن يصبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد". وفى حديث آخر "الطاعون شهادة لكل مسلم وإنما يكون شهادة لمن صبر" ، كما بينه في الحديث المذكور ، وفى هذه الأحاديث منع القدوم على بلد الطاعون ومنع الخروج منه فرارا من ذلك ، أما الخروج لعارض فلا بأس به وهذا الذي ذكرناه هو مذهبنا ومذهب الجمهور ، قال القاضي هو قول الأكثرين قال حتى قالت عائشة : الفرار منه كالفرار من الزحف ، قال ومنهم من جوز القدوم عليه والخروج منه فرار . اهـ . شرح مسلم (14/425ـ426) .
أخرجه البخاري : ( 6/ 377) في الأنبياء : باب ما ذكره عن بين إسرائيل ، ومسلم 2218) في السلام : باب الطاعون والطيرة . وهذا هو المتبع حتى الآن في الوقاية من الطاعون ، فإذا أصيبت بلده بهذا المرض ، عمل حولها الحجر الصحي ، فيمنع أي شخص من الخروج منها ، ويمنع دخول أي شخص إليها ما عدا الأطباء ومن يعاونهم وبذلك يمنع المرض من الانتشار خارج هذه البلدة .
عن حفصة بنت سيرين قالت:قال أنس بن مالك:قال رسول الله:
"الطاعون شهادة لكل مسلم".
أخرجه البخاري ( 10/ 162) في الطب : باب ما يذكر في الطاعون ، ومسلم : ( 1961) في الإمارة : باب بيان الشهداء .
وفي أثر عن عائشة أنها قالت للنبي : الطعن قد عرفناه ، فما الطاعون ؟ قال : "غدة كغدة البعير يخرج في المراق والإبط".
أخرجه أحمد ( 6/ 145) و ( 255) ، "السلسلة الصحيحة" (1928).
عن جابر مرفوعاً بلفظ :"الفار من الطاعون كالفار من الزحف ،والصابر فيه كالصابر في الزحف" . "الصحيحة" (3/ 282) .
عن جعفر بن كيسان ن حدثتنا عمرة بنت قيس العدوية قالت : دخلت على عائشة فسألتها عن الفرار من الطاعون ؟ فقالت : قال رسول الله : "الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف" . "الصحيحة" (1292) .
قال الإمام النووي : وأما الطاعون فهو قروح تخرج في الجسد فتكون في المرافق أو الآباط أو الأيدي أو الأصابع وسائر البدن ، ويكون معه ورم وألم شديد ، وتخرج تلك القروح مع لهيب ، ويسود ما حواليه أو يخضر أو يحمر حمرة بنفسجية كدرة ، ويحصل معه خفقان القلب والقيء ، وأما الوباء : الصحيح الذي قاله المحققون أنه مرض الكثيرين من الناس في جهة من الأرض دون سائر الجهات ، ويكون مخالفا للمعتاد من أمراض في الكثرة وغيرها ، ويكون مرضهم نوعا واحدا بخلاف سائر الأوقات فان أمراضهم فيها مختلفة قالوا وكل طاعون وباء وليس كل وباء طاعونا والوباء الذي وقع في الشام في زمن عمر كان طاعونا وهو طاعون عمواس وهى قرية معروفة بالشام . وجاء في هذه الأحاديث أنه أرسل على بنى إسرائيل أو من كان قبلكم عذابا لهم هذا الوصف بكونه عذابا مختص بمن كان قبلنا ، وأما هذه الأمة فهو لها رحمة وشهادة ، ففي الصحيحين قوله "المطعون شهيد" ، وفى حديث آخر في غير الصحيحين "أن الطاعون كان عذابا يبعثه الله على من يشاء فجعله رحمة للمؤمنين فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا يعلم أنه لن يصبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد". وفى حديث آخر "الطاعون شهادة لكل مسلم وإنما يكون شهادة لمن صبر" ، كما بينه في الحديث المذكور ، وفى هذه الأحاديث منع القدوم على بلد الطاعون ومنع الخروج منه فرارا من ذلك ، أما الخروج لعارض فلا بأس به وهذا الذي ذكرناه هو مذهبنا ومذهب الجمهور ، قال القاضي هو قول الأكثرين قال حتى قالت عائشة : الفرار منه كالفرار من الزحف ، قال ومنهم من جوز القدوم عليه والخروج منه فرار . اهـ . شرح مسلم (14/425ـ426) .
ما جاء في داء الاستسقاء وعلاجه
والتداوي بأبوال وألبان الإبل
عن أنس قال : "قدم أناس من عكل أو عرينة فاجتووا المدينة فأمرهم النبي بلقاح وأن يشربوا من أبوالها وألبانها فانطلقوا فلما صحوا قتلوا راعي النبي واستاقوا النعم فجاء الخبر في أول النهار فبعث في آثارهم فلما ارتفع النهار جيء بهم فأمر فقطع أيديهم وأرجلهم وسمرت أعينهم وألقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون" . وفي رواية "وألقاهم في الشمس حتى ماتوا" . قال أبو قلابة فهؤلاء سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم وحاربوا الله ورسوله. أخرجه البخاري برقم (231) ، ومسلم برقم (1671) .
وفي النسائي ( 7/ 98) "حتى اصفرت ألوانهم ، وعظمت بطونهم " .
ونقل الحافظ في "الفتح" عن أبي عوانة "فعظمت بطونهم" .
وقوله "اجتووا المدينة" معناه : عافوا المقام بالمدينة ، وأصابهم بها الجوى في بطونهم .
وقوله " وسمل أعينهم" أي : فقأَ أعينهم .
قال النووي : قوله أن ناسا من عرينة،هي بضم العين المهملة وفتح الراء وآخرها نون،ثم هاء وهي قبيلة معروفة.قوله : "إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من ألبانها وأبوالها ففعلوا فصحوا".
في هذا الحديث أنها إبل الصدقة ، وفي غير مسلم أنها لقاح النبي وكلاهما صحيح ، فكان بعض الإبل للصدقة وبعضها للنبي ، واستدل أصحاب مالك وأحمد بهذا الحديث أن بول ما يؤكل لحمة وروثه طاهران ، وأجاب أصحابنا وغيرهم من القائلين بنجاستهما بأن شربهم الأبوال كان للتداوي ، وهو جائز بكل النجاسات سوى الخمر والمسكرات ، فإن قيل كيف أذن لهم في شرب لبن الصدقة فالجواب أن ألبانها للمحتاجين من المسلمين وهؤلاء إذ ذاك منهم . اهـ . شرح مسلم (11/154).
وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله "ما أنزل الله داءً إلا وأنزل له دواء ، فعليكم بألبان البقر؛ فإنها ترم من كل الشجر".
"الصحيحة"(452) ، "صحيح موارد الظمآن"(1173) .
وزاد في رواية : " إلا الهرم" . "الصحيحة" (581) .
وفي رواية : "تداووا بألبان البقر ؛فإني أرجو أن يجعل الله فيها شفاء ؛فإنها تأكل من الشجر" . "الصحيحة" (2/46) .
ترم : أي تأكل ،كما في"النهاية" .
لبن البقر : الأكثر استعمالاً خاصة في أنظمة تغذية الأطفال لأنه قليل الكلفة وأسهل أنواع الحليب للمراقبة من جميع النواحي ، بعد حليب المرأة طبعاً . يغدو حليب البدن ويخصبه ، ويطلق البطن باعتدال ، يبطئ الهرم ، ينفع من السل والنقرس ، والحمى العتيقة .
عن هلال بن يساف عن ذكوان عن رجل من الأنصار قال: قال رسول الله "سبحان الله ! وهل أنزل الله من داءٍ في الأرض إلا جعل له شفاء" .
وفي النسائي ( 7/ 98) "حتى اصفرت ألوانهم ، وعظمت بطونهم " .
ونقل الحافظ في "الفتح" عن أبي عوانة "فعظمت بطونهم" .
وقوله "اجتووا المدينة" معناه : عافوا المقام بالمدينة ، وأصابهم بها الجوى في بطونهم .
وقوله " وسمل أعينهم" أي : فقأَ أعينهم .
قال النووي : قوله أن ناسا من عرينة،هي بضم العين المهملة وفتح الراء وآخرها نون،ثم هاء وهي قبيلة معروفة.قوله : "إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من ألبانها وأبوالها ففعلوا فصحوا".
في هذا الحديث أنها إبل الصدقة ، وفي غير مسلم أنها لقاح النبي وكلاهما صحيح ، فكان بعض الإبل للصدقة وبعضها للنبي ، واستدل أصحاب مالك وأحمد بهذا الحديث أن بول ما يؤكل لحمة وروثه طاهران ، وأجاب أصحابنا وغيرهم من القائلين بنجاستهما بأن شربهم الأبوال كان للتداوي ، وهو جائز بكل النجاسات سوى الخمر والمسكرات ، فإن قيل كيف أذن لهم في شرب لبن الصدقة فالجواب أن ألبانها للمحتاجين من المسلمين وهؤلاء إذ ذاك منهم . اهـ . شرح مسلم (11/154).
وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله "ما أنزل الله داءً إلا وأنزل له دواء ، فعليكم بألبان البقر؛ فإنها ترم من كل الشجر".
"الصحيحة"(452) ، "صحيح موارد الظمآن"(1173) .
وزاد في رواية : " إلا الهرم" . "الصحيحة" (581) .
وفي رواية : "تداووا بألبان البقر ؛فإني أرجو أن يجعل الله فيها شفاء ؛فإنها تأكل من الشجر" . "الصحيحة" (2/46) .
ترم : أي تأكل ،كما في"النهاية" .
لبن البقر : الأكثر استعمالاً خاصة في أنظمة تغذية الأطفال لأنه قليل الكلفة وأسهل أنواع الحليب للمراقبة من جميع النواحي ، بعد حليب المرأة طبعاً . يغدو حليب البدن ويخصبه ، ويطلق البطن باعتدال ، يبطئ الهرم ، ينفع من السل والنقرس ، والحمى العتيقة .
عن هلال بن يساف عن ذكوان عن رجل من الأنصار قال: قال رسول الله "سبحان الله ! وهل أنزل الله من داءٍ في الأرض إلا جعل له شفاء" .
"الصحيحة" (517) .
وقالوا أيضاً : إن في أبوال الإبل شفاءً من مرض الاستسقاء . وقد روى ابن المنذر عن ابن عباس مرفوعاً : "إن في أبوال الإبل شفاءً لمذربة بطونهم".
والذرب: هو فساد المعدة. اهـ. "المنة الكبرى شرح السنن الصغرى للبيهقي" . (8/389).
والذرب: هو فساد المعدة. اهـ. "المنة الكبرى شرح السنن الصغرى للبيهقي" . (8/389).
وعن مليكة بنت عمرو ، عن رسول الله : "ألبان البقر شفاء و سمنها دواء و لحومها داء" . صحيح الجامع حديث رقم (1233) .
قال المناوي في فيض القدير : ألبان البقر شفاء من الأمراض السوداوية والغم والوسواس ، ويحفظ الصحة ويرطب البدن ويطلق البدن باعتدال ، وشربه بالعسل ينقي القروح الباطنة وينفع من كل سم ولدغ حية وعقرب وتفصيله في الطب .
وسمنها دواء إذ هو ترياق السموم المشروبة كما في الموجز وغيره، ولحومها داء مضرة بالبدن جالبة للسوداء. قال في الإرشاد: عسير الهضم يولد أخلاطاً غليظة وأمراضاً سوداوية كسرطان وجرب وقوبا وجذام وداء الفيل وحمى الربع ويغلظ الطحال. اهـ .
ما جاء في الحجامة
عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبي ، قال : "الشفاء في ثلاث : شُربة عسل ، وشُرطة محجم ، وكية نار ، وأنا أنهي أمتي عن الكي".
أخرجه البخاري ( 10/116) في الطب : باب الشفاء في ثلاث.
وعن جابر مرفوعاً : "إن كان في شيءٍ من أدويتكم خير ، ففي شرطةِ محجمٍ ، أو شربةٍ من عسلٍ ، أو لذعةٍ بنارٍ ، وما أُحبُّ أن أكتوي" .
أخرجه البخاري (10/114-115و126) ، و (7/21-22) .وأخرجه مسلم في الطب برقم (5707).
وفي رواية : "إن كان في شيء مما تداويتم به خيرٌ ففي الحجامة" .
"الصحيحة" (760) .
الـحَجْمُ : الـمصُّ؛ يقال:حَجَمَ الصبـيُّ ثَدي أُمه إذا مصه . وما حَجَمَ الصبـيُّ ثدي أُمه أي ما مَصَّه . وَثَدْيٌ مَـحْجوم أَي مَـمْصوص . و الـحَجَّامُ : الـمَصَّاص.قال الأزهري : يقال للـحاجم حَجَّامٌ لامْتِصاصه فم الـمِـحْجَمَة،قال الأزهري : الـمِـحْجَمَةُ قارُورَتُهُ ، قال ابن الأثـير : الـمِـحْجَمُ،بالكسر،الآلة التـي يجمع فـيها دم الـحِجامة عند الـمصّ،قال : والـمِـحْجَمُ أَيضاً مِشْرَطُ الـحَجَّام . اهـ . لسان العرب(12/117).
قال الإمام النووي : قوله "شرطة محجم" فالمراد بالمحجم هنا الحديدة التي يشرط بها موضع الحجامة ليخرج الدم .
ثم قال : فهذا من بديع الطب عند أهله ، لأن الأمراض الامتلائية دموية ، أو صفراوية ، أو سوداوية ، أو بلغمية ، فإذا كانت دموية فشفاؤها إخراج الدم ، وإن كانت من الثلاثة الباقية فشفاؤها بالإسهال بالمسهل اللائق لكل خلط منها ، فكأنه نبه بالعسل على المسهلات . وبالحجامة على إخراج الدم بها ، وبالفصد ووضع العلق وغيرها ، مما في معناها ، وذكر الكي لأنه يستعمل عند نفع الأدوية المشروبة ونحوها ، فآخر الطب الكي . اهـ . شرح مسلم (14/414) .
وعن نافع عن رسول الله ،قال :"من احتجم فعلى بركة الله وهو على الريق أفضل وتزيد في الحفظ وتذهب البلغم".
رواه ابن ماجة في السنن (3488).
وفي رواية :"الحجامة على الريق أمثل،وفيه شفاء وبركة،وتزيد في العقل وفي الحفظ،فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس،واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء،والجمعة،والسبت ،ويوم الأحد تحرياً،واحتجموا يوم الإثنين والثلاثاء؛فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء وضربه بالبلاء يوم الأربعاء فإنه لايبدوا جذام ولا برص إلا يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء " .
"الصحيحة" (766) .
وعن ابن عباس أن رسول الله قال :"نِعمَ الدواء الحجامة تذهب الداء والصداع وتخف الصلب وتجلوا البصر".
رواه الحاكم في المستدرك (4: 410).
وعن سَلمى خادم رسول الله قالت : ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله وجعاً في رأسه إلا قال : "احْتَجِمْ" . ولا وجعاً في رجليه إلا قال : "اخْضُبْهُما".
"السلسلة الصحيحة"(2059) ، و"صحيح الترغيب"(3461).
وعن أبي هريرة : أن أبا هند حجم النبي في اليافوخ فقال :"يا معشر الأنصار ! أنكحوا أبا هند ، وأنكحوا إليه" ، فقال : "إن كان في شيءٍ مما تداوون به خير ؛ فالحجامة" .
"الصحيحة" ( 760) ، "صحيح موارد الظمآن" ( 1174) .
اليافوخ: فجوة مغطاة بغشاء تكون عند تلاقي عظام الجمجمة ، وهما يافوخان : أمامي خلفي . "المعجم الوسيط".
وعن أنس : "أن النبي احتجم وهو محرم على ظهر القدم ؛ من وجع كان به".
صحيح أبي داود ( 1661/ 2) ، و"صحيح موارد الظمآن" ( 1175) .
عن أنس بن مالك : "أن النبي احتجم على الأخدعين والكاهل".
"الصحيحة"(908)،"المشكاة"(4546)،"صحيح موارد الظمآن" ( 1176).
وفي رواية :"أن النبي احتجم ثلاثاً في الأخدعين والكاهل".
رواه أبو داود ."صحيح الترغيب" رقم (3464) .
الأخدع: بخاء معجمة ودال وعين مهملتين ؛ قال أهل اللغة : "هو عرق في سالفة العنق" .
والسالفة: جانب العنق ، وهما سالفتان ، وهما عرقان باطنان غير ظاهرين .
الكاهل: ما بين الكتفين .
وعن كثير بن سليم ، قال : سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول الله :"ما مررت ليلة أسري بي بملإٍ إلا قالوا : يا محمد ! مُر أمتك بالحجامة".
أخرجه ابن ماجة برقم (3479)، وفي الباب عن ابن عباس عند الترمذي (2054) ، وعن ابن مسعود عند الترمذي برقم (2053)، "السلسلة الصحيحة"رقم (1847).
أخرجه البخاري ( 10/116) في الطب : باب الشفاء في ثلاث.
وعن جابر مرفوعاً : "إن كان في شيءٍ من أدويتكم خير ، ففي شرطةِ محجمٍ ، أو شربةٍ من عسلٍ ، أو لذعةٍ بنارٍ ، وما أُحبُّ أن أكتوي" .
أخرجه البخاري (10/114-115و126) ، و (7/21-22) .وأخرجه مسلم في الطب برقم (5707).
وفي رواية : "إن كان في شيء مما تداويتم به خيرٌ ففي الحجامة" .
"الصحيحة" (760) .
الـحَجْمُ : الـمصُّ؛ يقال:حَجَمَ الصبـيُّ ثَدي أُمه إذا مصه . وما حَجَمَ الصبـيُّ ثدي أُمه أي ما مَصَّه . وَثَدْيٌ مَـحْجوم أَي مَـمْصوص . و الـحَجَّامُ : الـمَصَّاص.قال الأزهري : يقال للـحاجم حَجَّامٌ لامْتِصاصه فم الـمِـحْجَمَة،قال الأزهري : الـمِـحْجَمَةُ قارُورَتُهُ ، قال ابن الأثـير : الـمِـحْجَمُ،بالكسر،الآلة التـي يجمع فـيها دم الـحِجامة عند الـمصّ،قال : والـمِـحْجَمُ أَيضاً مِشْرَطُ الـحَجَّام . اهـ . لسان العرب(12/117).
قال الإمام النووي : قوله "شرطة محجم" فالمراد بالمحجم هنا الحديدة التي يشرط بها موضع الحجامة ليخرج الدم .
ثم قال : فهذا من بديع الطب عند أهله ، لأن الأمراض الامتلائية دموية ، أو صفراوية ، أو سوداوية ، أو بلغمية ، فإذا كانت دموية فشفاؤها إخراج الدم ، وإن كانت من الثلاثة الباقية فشفاؤها بالإسهال بالمسهل اللائق لكل خلط منها ، فكأنه نبه بالعسل على المسهلات . وبالحجامة على إخراج الدم بها ، وبالفصد ووضع العلق وغيرها ، مما في معناها ، وذكر الكي لأنه يستعمل عند نفع الأدوية المشروبة ونحوها ، فآخر الطب الكي . اهـ . شرح مسلم (14/414) .
وعن نافع عن رسول الله ،قال :"من احتجم فعلى بركة الله وهو على الريق أفضل وتزيد في الحفظ وتذهب البلغم".
رواه ابن ماجة في السنن (3488).
وفي رواية :"الحجامة على الريق أمثل،وفيه شفاء وبركة،وتزيد في العقل وفي الحفظ،فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس،واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء،والجمعة،والسبت ،ويوم الأحد تحرياً،واحتجموا يوم الإثنين والثلاثاء؛فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء وضربه بالبلاء يوم الأربعاء فإنه لايبدوا جذام ولا برص إلا يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء " .
"الصحيحة" (766) .
وعن ابن عباس أن رسول الله قال :"نِعمَ الدواء الحجامة تذهب الداء والصداع وتخف الصلب وتجلوا البصر".
رواه الحاكم في المستدرك (4: 410).
وعن سَلمى خادم رسول الله قالت : ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله وجعاً في رأسه إلا قال : "احْتَجِمْ" . ولا وجعاً في رجليه إلا قال : "اخْضُبْهُما".
"السلسلة الصحيحة"(2059) ، و"صحيح الترغيب"(3461).
وعن أبي هريرة : أن أبا هند حجم النبي في اليافوخ فقال :"يا معشر الأنصار ! أنكحوا أبا هند ، وأنكحوا إليه" ، فقال : "إن كان في شيءٍ مما تداوون به خير ؛ فالحجامة" .
"الصحيحة" ( 760) ، "صحيح موارد الظمآن" ( 1174) .
اليافوخ: فجوة مغطاة بغشاء تكون عند تلاقي عظام الجمجمة ، وهما يافوخان : أمامي خلفي . "المعجم الوسيط".
وعن أنس : "أن النبي احتجم وهو محرم على ظهر القدم ؛ من وجع كان به".
صحيح أبي داود ( 1661/ 2) ، و"صحيح موارد الظمآن" ( 1175) .
عن أنس بن مالك : "أن النبي احتجم على الأخدعين والكاهل".
"الصحيحة"(908)،"المشكاة"(4546)،"صحيح موارد الظمآن" ( 1176).
وفي رواية :"أن النبي احتجم ثلاثاً في الأخدعين والكاهل".
رواه أبو داود ."صحيح الترغيب" رقم (3464) .
الأخدع: بخاء معجمة ودال وعين مهملتين ؛ قال أهل اللغة : "هو عرق في سالفة العنق" .
والسالفة: جانب العنق ، وهما سالفتان ، وهما عرقان باطنان غير ظاهرين .
الكاهل: ما بين الكتفين .
وعن كثير بن سليم ، قال : سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول الله :"ما مررت ليلة أسري بي بملإٍ إلا قالوا : يا محمد ! مُر أمتك بالحجامة".
أخرجه ابن ماجة برقم (3479)، وفي الباب عن ابن عباس عند الترمذي (2054) ، وعن ابن مسعود عند الترمذي برقم (2053)، "السلسلة الصحيحة"رقم (1847).
وعن ابن عباس ، أن النبي : "احتجم وأعطى الحجّام أجره".
أخرجه البخاري (10/ 124)، في الطب ، باب السعوط ، ومسلم (1202) في السلام ، باب لكل داء دواء وزاد في آخره: واستعط.
من حديث ابن عباس هذا الحديث : وقال فيه :"عليك بالحجامة يا محمد".
أخرجه الترمذي (2054)في الطب : باب ما جاء في الحجامة .
عن حميد الطويل ، عن أنس ، أن رسول الله حجمه أبو طيبة ، فأمر له بصاعين من طعام ، وكلم مواليه ، فخففوا عنه من ضريبته ، وقال:"خيرُ ما تداويتم به الحجامة".
أخرجه البخاري (10/ 126،127) في الطب ، باب الحجامة من الداء ، ومسلم (1577) في المساقاة / باب حل أجرة الحجامة .
وفي رواية : "خير ما تداويتم به الحجامة ، والقسط البحري ، ولا تعذبوا صبيانكم ". "الصحيحة" (1504) .
وفي حديث آخر: "عليكم بالحجامة في جوزة القَمَحْدُوَة، فإنها شفاءً من اثنين وسبعين داءً" .
ذكره الهيثمي في "المجمع" (5/94) ، عن صهيب.
عن جابر ، أن النبي :"احتجم في وركه من وثءٍ كان به".
أخرجه أبو داود (3864) ورجاله ثقات .
الوثء: وجع يصيب العضو من غير همزة ، فيقال : وثي .
عن أنس :"كان رسول الله يحتجم في الأخدعين والكاهل ، وكان يحتجم لسبعة عشر،وتسعة عشر، وفي إحدى وعشرين"."الصحيحة" (908) .
من حديث ابن عباس هذا الحديث : وقال فيه :"عليك بالحجامة يا محمد".
أخرجه الترمذي (2054)في الطب : باب ما جاء في الحجامة .
عن حميد الطويل ، عن أنس ، أن رسول الله حجمه أبو طيبة ، فأمر له بصاعين من طعام ، وكلم مواليه ، فخففوا عنه من ضريبته ، وقال:"خيرُ ما تداويتم به الحجامة".
أخرجه البخاري (10/ 126،127) في الطب ، باب الحجامة من الداء ، ومسلم (1577) في المساقاة / باب حل أجرة الحجامة .
وفي رواية : "خير ما تداويتم به الحجامة ، والقسط البحري ، ولا تعذبوا صبيانكم ". "الصحيحة" (1504) .
وفي حديث آخر: "عليكم بالحجامة في جوزة القَمَحْدُوَة، فإنها شفاءً من اثنين وسبعين داءً" .
ذكره الهيثمي في "المجمع" (5/94) ، عن صهيب.
عن جابر ، أن النبي :"احتجم في وركه من وثءٍ كان به".
أخرجه أبو داود (3864) ورجاله ثقات .
الوثء: وجع يصيب العضو من غير همزة ، فيقال : وثي .
عن أنس :"كان رسول الله يحتجم في الأخدعين والكاهل ، وكان يحتجم لسبعة عشر،وتسعة عشر، وفي إحدى وعشرين"."الصحيحة" (908) .
الأَخْدَعانِ عِرْقان في جَانِبَيِ العُنُق . نهاية .
والكاهل ما بين الكتفين ، أو مجمع الكتفين .
عن أنس عن رسول الله قال :"جعل الله الشفاء في العسل وفي الحجامة واحتجموا فإن الدم (يتبيّغ) بالإنسان حتى يقتله".
قوله : "يتبيغ" أي يتهيج .
وعن أنس قال : قال رسول الله :"إذا هاج بأحدكم الدمٌ فليحتجم ، فإن الدم إذا تبيغ بصاحبه يقتله" . "الصحيحة" (2747) .
وعن أنس قال : قال رسول الله :"إذا هاج بأحدكم الدمٌ فليحتجم ، فإن الدم إذا تبيغ بصاحبه يقتله" . "الصحيحة" (2747) .
وعن أبي هريرة عن النبي قال:"من احتجم لسبع عشرة من الشهر كان له شفاء من كل داء".رواه الحاكم وقال "صحيح على شرط مسلم" "صحيح الترغيب" (3465) ،"السلسلة الصحيحة"(622).
وفي رواية:"من احتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان شفاءً من كل داءٍ"."صحيح الترغيب" (3465) ، و "الصحيحة" (622) .
وعن شهاب أن رسول الله قال :"من احتجم يوم الأربعاء ،أو يوم السبت فأصابه وضح فلا يلوم إلا نفسه".
رواه الترمذي في "الترغيب والترهيب"(4: 316)،والبغوي في شرح السنة (12: 151) . وضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم (5346) .
وعن جابر بن عبد الله أنه عاد المقنع ،ثم قال : لا أبرح حتى تحتجم ؛فإني سمعت رسول الله يقول : "إن فيه شفاءً يعني : الحجامة" .
أخرجه البخاري (10/ 124) ، ومسلم (7/ 21) .
عن ابن عمر قال : إن رسول الله : "كان يحتجم في رأسه ،ويسميه أم مغيث" . "الصحيحة" (753) .
عن عبد الرحمن بن أبي نُعم ، قال دخلت على أبي هريرة وهو يحتجم ، فقال لي : يا أبا الحكم . احتجم قال : فقلت ما احتجمت قط . قال : أخبرني أبو القاسم أن جبريل عليه السلام أخبره : "أن الحجم أفضل ما تداوى به الناس " . "الصحيحة" (3/ 170) .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : وهذه الأحاديث موافقة لما أجمع عليه الأطباء، أن الحجامة في النصف الثاني وما يليه من الربع الثالث من أرباعه أنفع من أوله وآخره، وإذا استُعمِلَتْ عند الحاجة إليها نفعت أي وقت كان من أول الشهر وآخره. اهـ . زاد المعاد .
يـــتـبـــع بـاذن اللـــــــــــــه
وعن جابر بن عبد الله أنه عاد المقنع ،ثم قال : لا أبرح حتى تحتجم ؛فإني سمعت رسول الله يقول : "إن فيه شفاءً يعني : الحجامة" .
أخرجه البخاري (10/ 124) ، ومسلم (7/ 21) .
عن ابن عمر قال : إن رسول الله : "كان يحتجم في رأسه ،ويسميه أم مغيث" . "الصحيحة" (753) .
عن عبد الرحمن بن أبي نُعم ، قال دخلت على أبي هريرة وهو يحتجم ، فقال لي : يا أبا الحكم . احتجم قال : فقلت ما احتجمت قط . قال : أخبرني أبو القاسم أن جبريل عليه السلام أخبره : "أن الحجم أفضل ما تداوى به الناس " . "الصحيحة" (3/ 170) .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : وهذه الأحاديث موافقة لما أجمع عليه الأطباء، أن الحجامة في النصف الثاني وما يليه من الربع الثالث من أرباعه أنفع من أوله وآخره، وإذا استُعمِلَتْ عند الحاجة إليها نفعت أي وقت كان من أول الشهر وآخره. اهـ . زاد المعاد .
يـــتـبـــع بـاذن اللـــــــــــــه
المدير العام
الفصل الرابع........... العلاج بالأعـــشـــــاب
نـتــــابع الفـصـــــــل الرابـــــــــع
العـــــلاج بالأعــشــــــــــــــــاب
العـــــلاج بالأعــشــــــــــــــــاب
ما جاء في الكمأة
عن أبي سعيد الخدري : قال : خرج علينا النبي وفي يده أكمؤ ، فقال : "هؤلاء من المنّ وماؤها شفاء للعين".
أخرجه البخاري (4478)،ومسلم (2049).
الكمأ : جنس من الفطريات ، لا ورق له ، ولا جذع ، ينمو في الصحراء ، باردة رطبة .
المنّ: أي : مما منّ الله به على عباده ، وقيل : شبهها بالمنّ وهو العسل الحلو ، الذي ينـزل من السماء عفواً بلا علاج ، وكذلك الكمأة ، لا مؤونة فيها ببذر ولا سقي ، كذا في . "النهاية".
أخرجه البخاري (4478)،ومسلم (2049).
الكمأ : جنس من الفطريات ، لا ورق له ، ولا جذع ، ينمو في الصحراء ، باردة رطبة .
المنّ: أي : مما منّ الله به على عباده ، وقيل : شبهها بالمنّ وهو العسل الحلو ، الذي ينـزل من السماء عفواً بلا علاج ، وكذلك الكمأة ، لا مؤونة فيها ببذر ولا سقي ، كذا في . "النهاية".
وفي رواية ،عن النبي :"الكمأ دواء العين ،وإن العجوة فاكهة الجنة".
"السلسلة الصحيحة" (4/531).
قال ابن قيم الجوزية : وقوله في الكمأة "وماؤها شفاء للعين"، فيه ثلاثة أقوال : أحدها أن ماءها يخلط في الأدوية التي يعالج بها العين لا أنه يستعمل وحده ، وذكره أبو عبيدة . الثاني أنه يستعمل بحتا بعد شيها،واستقطار مائها لأن النار تلطفه وتنضجه وتذيب فضلاته ورطوبته المؤذية ويبقى النافع . الثالث أن المراد بمائها الماء الذي يحدث به من المطر ، وهو أول قطر ينـزل إلى الأرض،فتكون الإضافة إضافة اقتران لا إضافة جزء . وقال الغافقي ماء الكمأة أصلح الأدوية للعين إذا عجن به الإثمد واكتحل به ، ويقوى أجفانها ويزيد الروح الباصرة قوة وحدة ، ويدفع عنها نزول النوازل . اهـ . الطب النبوي(284).
قال المناوي : عليكم بماء الكمأة الرطبة بفتح الكاف وسكون الميم وبهمز ودونه واحدة الكمأ بفتح فسكون فهمز ، نبت لا ورق له ولا ساق له يوجد في الأرض بغير زرع ، فإنها من المن المنـزل على بني إسرائيل وهو الطل الذي يسقط على الشجر فيجمع ويؤكل ، ومنه الترنجبين يشبه الكمأة بجامع وجود كل بلا علاج ، وماؤها شفاء للعين بأن تؤخذ فتقشر ثم تسلق حتى تنضج أدنى نضج ثم تشق ويستخرج ماؤها ويكتحل به ، وهو حار وقد فعل ذلك المتوكل في رمد أعيا الأطباء فبرأ في الدفعة الثانية ، فقال زعيم الأطباء يوحنا أشهد أن صاحبكم يعني النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم لحكيم فإن جعل المسيل في مائها وهو بارد لم ينجع بل يضر . اهـ . فيض القدير (4/352)
قال ابن قيم الجوزية : وقوله في الكمأة "وماؤها شفاء للعين"، فيه ثلاثة أقوال : أحدها أن ماءها يخلط في الأدوية التي يعالج بها العين لا أنه يستعمل وحده ، وذكره أبو عبيدة . الثاني أنه يستعمل بحتا بعد شيها،واستقطار مائها لأن النار تلطفه وتنضجه وتذيب فضلاته ورطوبته المؤذية ويبقى النافع . الثالث أن المراد بمائها الماء الذي يحدث به من المطر ، وهو أول قطر ينـزل إلى الأرض،فتكون الإضافة إضافة اقتران لا إضافة جزء . وقال الغافقي ماء الكمأة أصلح الأدوية للعين إذا عجن به الإثمد واكتحل به ، ويقوى أجفانها ويزيد الروح الباصرة قوة وحدة ، ويدفع عنها نزول النوازل . اهـ . الطب النبوي(284).
قال المناوي : عليكم بماء الكمأة الرطبة بفتح الكاف وسكون الميم وبهمز ودونه واحدة الكمأ بفتح فسكون فهمز ، نبت لا ورق له ولا ساق له يوجد في الأرض بغير زرع ، فإنها من المن المنـزل على بني إسرائيل وهو الطل الذي يسقط على الشجر فيجمع ويؤكل ، ومنه الترنجبين يشبه الكمأة بجامع وجود كل بلا علاج ، وماؤها شفاء للعين بأن تؤخذ فتقشر ثم تسلق حتى تنضج أدنى نضج ثم تشق ويستخرج ماؤها ويكتحل به ، وهو حار وقد فعل ذلك المتوكل في رمد أعيا الأطباء فبرأ في الدفعة الثانية ، فقال زعيم الأطباء يوحنا أشهد أن صاحبكم يعني النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم لحكيم فإن جعل المسيل في مائها وهو بارد لم ينجع بل يضر . اهـ . فيض القدير (4/352)
ما جاء في الكباث
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال :"كنا مع رسول الله نجني الكباث ، وإن رسول الله قال عليكم بالأسود منه فإنه أطيبه ، قالوا أكنت ترعى الغنم ، قال : وهل من نبي إلا وقد رعاها". رواه البخاري برقم (1250) ، ومسلم برقم (2050).
قال ابن قيم الجوزية : الكباث بفتح الكاف والباء الموحدة المخففة والثاء المثلثة : ثمر الأراك وهو بأرض الحجاز ، وطبعه حار يابس ، ومنافعه كمنافع الأراك ، يقوى المعدة ويجيد الهضم ويجلو البلغم وينفع من أوجاع الظهر وكثير من الأدواء ، وقال ابن جلجل : إذا شرب طبيخه أدر البول ونقى المثانة ، وقال ابن رضوان : يقوى المعدة ويمسك الطبيعة . اهـ . الطب النبوي(284).
وقال ابن مفلح رحمه الله تعالى بعد أن ذكر منافع الكباث قال : وطبيخه يقوي المعدة ويمسك الطبيعة ويدر البول وينقي المثانة . وإذا صنع من قضبانه خلخالاً للعضد فإنه مانع من السحر . ا هـ ."الآداب الشرعية"(3/41).
ما جاء في علاج الحكة من الجسم وما يولد القمل
عن أنس بن مالك قال : "رخَّص رسول الله لعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام رضي الله عنهما في لُبس الحرير لحكَّةٍ كانت بِهما".
وفي رواية: "إن عبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام رضي الله تعالى عنهما، شَكَوا القَمْلَ إلى النبي في غزاةٍ لهما، فرخّص لهما في قُمُصِ الحريرِ، ورأيتُه عليهما" .
أخرجه البخاري في الجهاد برقم (2919) باب الحرير في الحرب، ومسلم في اللباس في اللباس برقم (2076) ، باب إباحة لبس الحرير للرجل .
قال الإمام النووي : هذا الحديث صريح في الدلالة لمذهب الشافعي وموافقيه أنه يجوز لبس الحرير للرجل إذا كانت به حكة لما فيه من البرودة ، وكذلك للقمل وما في معنى ذلك ، وقال مالك لا يجوز وهذا الحديث حجة عليه ، وفي هذا الحديث دليل لجواز لبس الحرير عند الضرورة كمن فاجأته الحرب ولم يجد غيره ، وأما قوله لحكة فهي بكسر الحاء وتشديد الكاف وهى الجر أو نحوه ، ثم الصحيح عند أصحابنا والذي قطع به جماهيرهم أنه يجوز لبس الحرير للحكة ونحوها في السفر والحضر جميعا ، وقال بعض أصحابنا يختص بالسفر وهو ضعيف. اهـ . شرح النووي (14/53) .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :
هذا الحديثُ يتعلق به أمران : أحدهما : فقهي ، والآخر طبي :
فأما الفقهي : فالذي استقرت عليه سنَّتُه إباحةُ الحرير للنساء مطلقاً، وتحريمه على الرجال إلا لحاجة ومصلحة راجحة ، فالحاجة إما من شدة البرد، ولا يجد غيره ، أو لا يجد سترة سواه . ومنها ؛ لباسه للجرب ، والمرض ، والحكة ، وكثرة القَمْل كما دل عليه حديثُ أنس هذا صحيح .
والجواز أصح الروايتين عن الإمام أحمد، وأصح قولي الشافعي ، إذ الأصل عدمُ التخصيص ، والرخصة إذا ثبتت في حقِّ بعض الأمة لمعنى تعدَّت إلى كُلِّ من وُجِدَ فيه ذلك المعنى ، إذ الحُكْمُ يعُم بعُمُومِ سببه .
وأما الأمر الطبي : فهو أن الحرير من الأدوية المتخذة من الحيوان ، ولذلك يعد في الأدوية الحيوانية ، لأن مخرجه من الحيوان ، وهو كثيرُ المنافع ، جليلُ الموقع ، ومن خاصيته تقويةُ القلب، وتفريحُه والنفعُ من كثير من أمراضه ، ومن غلبة المِرة السوداء ، والأدواء الحادثة عنها ، وهو مقو للبصر إذا اكتُحِلَ به، والخام منه ، وهو المستعمل في صناعة الطب ، حار يابس في الدرجة الأولى ، وقيل : حار رطب فيها . وقيل : معتدل ، وإذا اتُّخِذَ منه ملبوسٌ كان معتدل الحرارة في مزاجه ، مسخناً للبدن ، وربما برد البدن بتسمينه إياه . اهـ . زاد المعاد .
وعن أبي موسى الأشعري ، عن النبي أنه قال : "إن الله أحل لإناث أمتي الحرير والذهب ، وحرمه على ذكورها". وفي لفظ : "حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي وأحل لإناثهم" .
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (19930)، والنسائي (8/161) في الزينة : باب تحريم الذهب على الرجال ، والترمذي (1720) في اللباس .
وعن حذيفة ، قال : "نهى رسول الله عن لبس الحرير والديباج ، وأن يجلس عليه ، وقال : هو لهم في الدنيا ، ولكم في الآخرة".
أخرجه البخاري (10/242) في اللباس :باب لبس الحرير للرجال .
والحرير من الأدوية الحيوانية لخروجه من حيوان .ومن خاصته تقوية القلب وتفريحه ، ينفع من كثيرٍ من أمراضهِ ومن علة المرة السوداء الحادث عنها ، وهو مقوّ للبصر اكتحل به ، والخام منه وهو المستعمل في صناعة الطب حار يابس في الأولى ،وقيل : رطبٌ فيها وقيل : معتدل يُربي اللحم.
والحكة لا تكون إلا عن حرارة ويبس وخشونة ، فلذلك كانت ثياب الحرير نافعة فيها .وهي أبعد عن قبول تولّد القمل فيها إذا كان مزاجها مخالفاً لمزاج ما يتولد منه القمل ، الآداب الشرعية (3/ص5).
وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى بعد أن ذكر فوائد العسل ثم قال : وإذا لطخ به البدن المقمل والشعر قتل قمله وصئبانه وطول الشعر وحسنه ونعمه . زاد المعاد (4/34ـ35) .
قال ابن قيم الجوزية : الكباث بفتح الكاف والباء الموحدة المخففة والثاء المثلثة : ثمر الأراك وهو بأرض الحجاز ، وطبعه حار يابس ، ومنافعه كمنافع الأراك ، يقوى المعدة ويجيد الهضم ويجلو البلغم وينفع من أوجاع الظهر وكثير من الأدواء ، وقال ابن جلجل : إذا شرب طبيخه أدر البول ونقى المثانة ، وقال ابن رضوان : يقوى المعدة ويمسك الطبيعة . اهـ . الطب النبوي(284).
وقال ابن مفلح رحمه الله تعالى بعد أن ذكر منافع الكباث قال : وطبيخه يقوي المعدة ويمسك الطبيعة ويدر البول وينقي المثانة . وإذا صنع من قضبانه خلخالاً للعضد فإنه مانع من السحر . ا هـ ."الآداب الشرعية"(3/41).
ما جاء في علاج الحكة من الجسم وما يولد القمل
عن أنس بن مالك قال : "رخَّص رسول الله لعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام رضي الله عنهما في لُبس الحرير لحكَّةٍ كانت بِهما".
وفي رواية: "إن عبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام رضي الله تعالى عنهما، شَكَوا القَمْلَ إلى النبي في غزاةٍ لهما، فرخّص لهما في قُمُصِ الحريرِ، ورأيتُه عليهما" .
أخرجه البخاري في الجهاد برقم (2919) باب الحرير في الحرب، ومسلم في اللباس في اللباس برقم (2076) ، باب إباحة لبس الحرير للرجل .
قال الإمام النووي : هذا الحديث صريح في الدلالة لمذهب الشافعي وموافقيه أنه يجوز لبس الحرير للرجل إذا كانت به حكة لما فيه من البرودة ، وكذلك للقمل وما في معنى ذلك ، وقال مالك لا يجوز وهذا الحديث حجة عليه ، وفي هذا الحديث دليل لجواز لبس الحرير عند الضرورة كمن فاجأته الحرب ولم يجد غيره ، وأما قوله لحكة فهي بكسر الحاء وتشديد الكاف وهى الجر أو نحوه ، ثم الصحيح عند أصحابنا والذي قطع به جماهيرهم أنه يجوز لبس الحرير للحكة ونحوها في السفر والحضر جميعا ، وقال بعض أصحابنا يختص بالسفر وهو ضعيف. اهـ . شرح النووي (14/53) .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :
هذا الحديثُ يتعلق به أمران : أحدهما : فقهي ، والآخر طبي :
فأما الفقهي : فالذي استقرت عليه سنَّتُه إباحةُ الحرير للنساء مطلقاً، وتحريمه على الرجال إلا لحاجة ومصلحة راجحة ، فالحاجة إما من شدة البرد، ولا يجد غيره ، أو لا يجد سترة سواه . ومنها ؛ لباسه للجرب ، والمرض ، والحكة ، وكثرة القَمْل كما دل عليه حديثُ أنس هذا صحيح .
والجواز أصح الروايتين عن الإمام أحمد، وأصح قولي الشافعي ، إذ الأصل عدمُ التخصيص ، والرخصة إذا ثبتت في حقِّ بعض الأمة لمعنى تعدَّت إلى كُلِّ من وُجِدَ فيه ذلك المعنى ، إذ الحُكْمُ يعُم بعُمُومِ سببه .
وأما الأمر الطبي : فهو أن الحرير من الأدوية المتخذة من الحيوان ، ولذلك يعد في الأدوية الحيوانية ، لأن مخرجه من الحيوان ، وهو كثيرُ المنافع ، جليلُ الموقع ، ومن خاصيته تقويةُ القلب، وتفريحُه والنفعُ من كثير من أمراضه ، ومن غلبة المِرة السوداء ، والأدواء الحادثة عنها ، وهو مقو للبصر إذا اكتُحِلَ به، والخام منه ، وهو المستعمل في صناعة الطب ، حار يابس في الدرجة الأولى ، وقيل : حار رطب فيها . وقيل : معتدل ، وإذا اتُّخِذَ منه ملبوسٌ كان معتدل الحرارة في مزاجه ، مسخناً للبدن ، وربما برد البدن بتسمينه إياه . اهـ . زاد المعاد .
وعن أبي موسى الأشعري ، عن النبي أنه قال : "إن الله أحل لإناث أمتي الحرير والذهب ، وحرمه على ذكورها". وفي لفظ : "حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي وأحل لإناثهم" .
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (19930)، والنسائي (8/161) في الزينة : باب تحريم الذهب على الرجال ، والترمذي (1720) في اللباس .
وعن حذيفة ، قال : "نهى رسول الله عن لبس الحرير والديباج ، وأن يجلس عليه ، وقال : هو لهم في الدنيا ، ولكم في الآخرة".
أخرجه البخاري (10/242) في اللباس :باب لبس الحرير للرجال .
والحرير من الأدوية الحيوانية لخروجه من حيوان .ومن خاصته تقوية القلب وتفريحه ، ينفع من كثيرٍ من أمراضهِ ومن علة المرة السوداء الحادث عنها ، وهو مقوّ للبصر اكتحل به ، والخام منه وهو المستعمل في صناعة الطب حار يابس في الأولى ،وقيل : رطبٌ فيها وقيل : معتدل يُربي اللحم.
والحكة لا تكون إلا عن حرارة ويبس وخشونة ، فلذلك كانت ثياب الحرير نافعة فيها .وهي أبعد عن قبول تولّد القمل فيها إذا كان مزاجها مخالفاً لمزاج ما يتولد منه القمل ، الآداب الشرعية (3/ص5).
وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى بعد أن ذكر فوائد العسل ثم قال : وإذا لطخ به البدن المقمل والشعر قتل قمله وصئبانه وطول الشعر وحسنه ونعمه . زاد المعاد (4/34ـ35) .
ما جاء في علاج القمل
الذي في الرأس وإزالته
عن كعب بن عجرة ، قال : كان بي أذىً من رأسي ، فحملت إلى رسول الله والقمل يتناثر على وجهي ، فقال:"ما كنت أرى الجهد قد بلغ بك ما أرى" ،وفي رواية :"فأمره أن يحلق رأسه ،وأن يطعم فرقاً بين ستةٍ ، أو يهدي شاة ، أو يصوم ثلاثة أيام" .
أخرجه البخاري (4/10،13) في الحج : باب قول الله تعالى } فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية { ، وباب قول الله تعالى: } أو صدقة {، وباب الإطعام في الفدية نصف صاع ، وباب النسك شاة ، وفي المغازي : باب غزوة الحديبية ، وفي تفسير سورة البقرة : باب } فمن كان منكم مريضاً {وفي المرضى : باب قول المريض : إني وجع أو : وارأساه أو اشتد بي الوجع ، وفي الطب : باب الحلق من الأذى ، وفي الإيمان والنذور : باب كفارات الإيمان ، وأخرجه مسلم في الحج برقم (1201) ، باب جواز حلق الرأس للمحرم إذا كان به أذى.
وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى بعد أن ذكر فوائد العسل ثم قال: وإذا لطخ به البدن المقمل والشعر قتل قمله وصئبانه وطول الشعر وحسنه ونعمه. اهـ. زاد المعاد(4/34ـ35) .
أخرجه البخاري (4/10،13) في الحج : باب قول الله تعالى } فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية { ، وباب قول الله تعالى: } أو صدقة {، وباب الإطعام في الفدية نصف صاع ، وباب النسك شاة ، وفي المغازي : باب غزوة الحديبية ، وفي تفسير سورة البقرة : باب } فمن كان منكم مريضاً {وفي المرضى : باب قول المريض : إني وجع أو : وارأساه أو اشتد بي الوجع ، وفي الطب : باب الحلق من الأذى ، وفي الإيمان والنذور : باب كفارات الإيمان ، وأخرجه مسلم في الحج برقم (1201) ، باب جواز حلق الرأس للمحرم إذا كان به أذى.
وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى بعد أن ذكر فوائد العسل ثم قال: وإذا لطخ به البدن المقمل والشعر قتل قمله وصئبانه وطول الشعر وحسنه ونعمه. اهـ. زاد المعاد(4/34ـ35) .
ما جاء في تضمين من طبّ الناس
وهو جاهل بالطب
عن الوليد بن مسلم، ثنا بن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال : قال رسول الله : "من تطبب ولم يعرف منه طب فهو ضامن". رواه أبو داود برقم (4587)، وابن ماجة برقم (3467) ، والحاكم في المستدرك برقم (7484) ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (6153) .
الطَّبـيبُ فـي الأَصل: الـحاذقُ بالأَمور، العارف بها، وبه سمي الطبـيب الذي يُعالـج الـمَرْضى، وكُنِـيَ به ههنا عن القضاء والـحُكمِ بـين الـخصوم، لأَن منـزلة القاضي من الـخصوم، بمنـزلة الطبـيب من إِصلاح البَدَن. و الـمُتَطَبِّبُ: الذي يُعانـي الطِّبَّ، ولا يعرفه معرفة جيدة. لسان العرب (1/554) .
قال ابن قيم الجوزية : هذا الحديث يتعلق به أمر الشرعي، فإيجاب الضمان على الطبيب الجاهل، فإذا تعاطى علمَ الطب وعمله، ولم يتقدم له به معرفة، فقد هجم بجهله على إتلاف الأنفس، وأقدمَ بالتهور على ما لم يعلمه، فيكون قد غرَّرَ بالعليل، فيلزمه الضمانُ لذلك، وهذا إجماع من أهل العلم.
قال الخطابي: لا أعلم خلافاً في أن المعالج إذا تعدى، فتَلفَ المريض كان ضامناً، والمتعاطي علماً أو عملاً لا يعرفه متعد، فإذا تولد مِن فعله التلف ضمن الدية، وسقط عنه القود، لأنه لا يستبِدُّ بذلك بدون إذن المريض وجناية المتطبب في قول عامة الفقهاء على عاقلته.
وعن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز : حدثني بعض الوفد الذين قدموا على أبي قال : قال رسول الله :"أيما طبيب تطبب على قوم لا يعرف له تطبب قبل ذلك ،فأعنت ؛ فهو ضامن" . قال عبد العزيز : أما إنه ليس بالعنت ؛ إنما هو قطع العروق والبط والكي . "الصحيحة " (2/227) .
التحذير من الأكل والشرب بالشمال، وما جاء في النهي عن النفخ في الإناء والشرب من في السقاء ومن ثلمة القدح
عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله قال: "لا يأكُلنَّ أحدكم بشمالهِ، ولا يشْرَبَنَّ بها، فإنَّ الشيطانَ يأكلُ بشمالِهِ ويشربُ بِها".
قال: وكان نافعُ يزيد فيها : "ولا يأخُذْ بها، ولا يُعْطِ بها" .
رواه مسلم في كتاب الأشربة برقم (2020)، والبخاري في الأدب المفرد برقم (1089)، والترمذي بدون الزيادة .
وعن أبي هريرة ، أن النبى قال : "ليأكل أحدُكم بيمينه، وليشرب بيمينه، وليأخذ بيمينهِ، وليُعْطِ بيَمينهِ، فإن الشيطان يأكل بشمالِهِ، ويشرب بشِمالهِ، ويُعطي بشِمالهِ، ويأخذ بشِمالِه" .
قال الألباني رحمه الله : "صحيح لغيره"الترغيب(214)والصحيحة(1236).
قال ابن الجوزي: لما جُعلت الشمال للاستنجاء ومباشرة الأنجاس، واليُمنى لتناول الغذاء، لم يصلح استعمال أحدهما في شغل الأخرى لأنه حطاًّ لرتبة ذي الرتبة، ورفع للمحطوط، فمن خالف ما اقتضته الحكمة وافق الشيطان.أ.هـ كشف المشكل (2/594) .
وعن ابن عباس الله عنهما: "أن النبي نهى أن يُتَنَفَّسَ في الإناءِ، ويُنفَخَ فيهِ". رواه أبو داود وقال: "حديث حسن صحيح"، وصححه الألباني في الترغيب (2117).
ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه: "أن رسول الله نهى أن يشربَ الرجلُ مِنْ فِي السقاءِ، وأن يَتَنَفَّسَ في الإناءِ".صحيح الترغيب (2/494).
قال الحافظ: "وروى البخاري ومسلم والترمذي والنسائي النهي عن التنفس في الإناء من حديث أبي قتادة" أ.هـ.
وعن أبي سعيد الخدري قال: "نهى رسول الله عن اخْتِناثِ الأسْقِيَة، يعني أن يُكْسَر أفْواهُها فيشرَبَ مِنها" .
رواه البخاري في كتاب الأشربة برقم (5625)، ومسلم في كتاب الأشربة برقم (2023).
وعن أبي هريرة ، "أن رسول الله نهى أن يُشرَب مِنْ فِي السقاء"رواه البخاري في كتاب الأشربة برقم (5628).
وزاد الحاكم: فأنبئت أن رجلاً شرِبَ من في السقاء فخرجت حية.
وعن أنس : "أن النبي كان يَتنفَّسُ في الإناءِ ثلاثاً. ويقول: "هو أَمْرأُ وأرْوَى" . رواه الترمذي وقال: "حديث حسن غريب". وصححه الألباني في الترغيب برقم (2119).
وعن أبي سعيد الخدري : "أن النبي نهى عن النفخ في الشراب".
فقال رجلٌ: القذاة أراها في الإناءِ ؟ فقال: "أهرقها".
قال: فإني لا أروى من نَفَسٍ واحدٍ ؟
قال: "فَأبِنِ القَدحَ إذاً عَنْ فيكَ ثم تَنَفَّسْ" . رواه الترمذي برقم (1887) وقال : "حديث حسن صحيح"، وأحمد برقم (10819) ، ومالك (1718) واللفظ له. وحسنه الألباني في "الترغيب" برقم (2115)، والصحيحة برقم (386).
وعنه قال: "نهى رسولُ الله عن الشُّرب مِنْ ثُلْمَةِ القدَحِ، وأن ينفُخَ في الشَّراب" . أخرجه أبو داود في الأشربة برقم (3722) ، وأحمد في المسند برقم (11760 / 4). وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" رقم (387،2689) ، و"صحيح الجامع" رقم (6888) ، و"صحيح لغيره" الترغيب رقم (2116) .
قال الألباني رحمه الله : "ثلمة القدح" أي : موضع الكسر منه ، كما جاء مصرحاً بذلك في حديث آخر ، والظاهر أن ذلك لما قد يخشى أن يتجمع في الثلمة من الأوساخ والجراثيم فيتسرب شيء منها إلى الجوف إذا شرب منها ، فالنهي طبي دقيق ، والله أعلم. انظر الحديث (2689ـ الصحيحة).أ.هـ . صحيح الترغيب (2/294).
وعن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال : قال رسول الله : "إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء وإذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه ولا يتمسح بيمينه" . رواه البخاري برقم (152) ، ومسلم برقم (267) .
وعن ثمامة عن أنس: "أن النبي كان يتنفس في الإناء ثلاثاً" .
رواه مسلم، ورواه الترمذي وقال: "هذا حديث حسن صحيح" (1885).
قال الحافظ عبد العظيم: "وهذا محمول على أنه كان يبين القدح عن فيه كل مرة، ثم يتنفس كما جاء في حديث أبي سعيد المتقدم، لا أنه كان يتنفس في الإناء" أ.هـ.
قال العلامة ابن قيم الجوزية : وهذا من الآداب التي تتِمُّ بها مصلحةُ الشارب، فإن الشُّرب مِن ثُلمة القدح فيه عِدَّةُ مفاسد:
أحدها: أن ما يكون على وجه الماء من قذى أم غير يجتمع إلى الثُّلمة بخلاف الجانب الصحيح.
الثاني: أنه ربما شوَّش على الشارب، ولم يتمكن مِن حسن الشرب من الثلمة.
الثالث: أن الوسخ والزُّهومة تجتمعُ في الثلمة، ولا يصل إليها الغسل، كما يصل إلى الجانب الصحيح.
الرابع: أن الثلمة محلُّ العيب في القدح، وهي أردأ مكان فيه، فينبغي تجنُّبه، وقصد الجانب الصحيح، فإن الرديء من كل شيء لا خير فيه، ورأى بعض السلف رجلاً يشتري حاجة رديئة، فقال: لا تفعل أما عَلمتَ أن الله نزع البركة من كل رديء.
الخامس: أنه ربما كان في الثلمة شق أو تحديد يجرع فم الشارب، ولغير هذه من الفاسد
وأما النفخ في الشراب، فإنه يُكسِبُه من فم النافخ رائحة كريهة يُعاف لأجلها، ولا سيما إن كان متغير الفم.
وبالجملة فإن أخلاط النافخ تُخالطه، ولهذا جمع رسول الله بين عن التنفس في الإناء والنفخ فيه في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه، عن ابن عباس ، قال: "نهى رسول الله أن يُتنفسَ في الإناء، أو ينفخ فيه". أخرجه أحمد في المسند (1907 / 1)، وأبو داود برقم (3728)، والترمذي برقم (1888)، وابن ماجة برقم (3429)، والدارمي برقم (2134). صححه الألباني في "صحيح الجامع" برقم (6820)، و"الإرواء" رقم (2037) .
وقد روى مسلم في (صحيحه) : من حديث جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله يقول : "غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناءٍ ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء إلا وقع فيه من ذلك الداء" . أخرجه مسلم في الأشربة برقم (2014).
وهذا مما لا تناله علوم الأطباء ومعارفهم، وقد عرفه من عقلاء الناس بالتجربة. قال الليث ابن سعد أحد رواة الحديث: الأعاجم عندنا يتقون تلك الليلة في السنة في كانون الأول منها. وصح عنه أنه أمر بتخمير الإناء ولو أن يعرض عليه عوداً عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله : "إذا كان جنح الليل ، فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل، فخلوهم وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليها شيئا، وأطفئوا مصابيحكم". أخرجه البخاري في الشرب (10/77).
وفي عرض العود عليه من الحكمة أنه لا ينسى تخميره بل يعتاده حتى ولو بالعود، وفيه: أنه ربما أراد الدبيب أن يسقط فيه، فيمر على العود فيكون العود جسراً له يمنعه من السقوط فيه.
وصح عنه: أنه أمر عند إيكاء الإناء بذكر اسم الله، فإن ذكر اسم الله عند تخمير الإناء يطرد عنه الشيطان، وإيكاؤه يطرد عنه الهوام، ولذلك أمر بذكر اسم الله في هذين الموضعين لهذين المعنيين.
وروى البخاري في "صحيحه" من حديث ابن عباس t ، أن رسول الله "نهى عن الشرب من في السِّقاء" أخرجه البخاري في الشرب (10/79).
وفي هذا آداب عديدة منها: أن تردد أنفاس الشارب فيه يُكسبه زهومة ورائحة كريهة يعاف لأجلها.
ومنها : أنه ربما غلب الداخل إلى جوفه من الماء ، فتضرر به .
ومنها : أنه ربما كان فيه حيوان لا يشعر به ، فيؤذيه .
ومنها : أن الماء ربما كان فيه قذارة أو غيرها لا يراها عند الشرب، فتلج جوفه.
ومنها أن الشرب كذلك يملأ البطن من الهواء، فيضيق عن أخذ حظه من الماء، أو يزاحمه، ولغير ذلك من الحكم.
التحذير من الإمعان في الشبع والتوسع في المآكل
والمشارب شرهاً وبطراً
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "المسلم يأكل في معىً واحد والكافر في سبعة أمعاء" . رواه البخاري في كتاب الأطعمة برقم (5396) ، ومسلم في كتاب الأشربة برقم (2061).
وعن أبي حُجيفَةَ قال : "أكلت ثريدَةً من خُبزٍ ولحم ثُم أتيتُ النبي فجعلتُ أتجشـأُ فقال : "يا هذا ! كُفَّ مِنْ جُشائِكَ، فإنَّ أكثر الناسِ شِبعَاً في الدنيا، أكثرُهُم جوعاً يومَ القيامةِ" .
صحيح الترغيب (2136)، والإرواء (7/41ـ43).
قوله : "ثريدة" ، ثَرَد الخبز كسره من باب نصر فهو ثرِيدٌ و مثرودٌ ، والاسم الثُّرْدةُ بوزن البردة . مختار الصحاح (1/35) ، مادة ثَرَد .
والثريد يكون خبز مع لحم ، وفي بعض البلدان يسمى "فتة" .
قوله : "أتجشأ " ، جشأ : جَشَأَتْ نفسُه تَـجْشأُ جُشوءاً : ارتفَعَت ونَهَضَت إِلـيه و جاشَت من حُزْن أَو فَزَع. و جَشَأَتْ: ثارَت للقَـيْءِ. لسان العرب (1/48) ، مادة جشأ .
وفي رواية للبخاري: أن رجلاً كان يأكل أكلاً كثيراً فأسلم فكان يأكل أكلاً قليلاً فذكر ذلك لرسول الله فقال: "إن المؤمن يأكل في معىً واحد وإن الكافر يأكل في سبعة أمعاء". في كتاب الأطعمة برقم (5397).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله : "إن أهْل الشِبَع في الدنيا هُم أهْلُ الجوعِ غداً في الآخِرَةِ" . صحيح الترغيب (2138) .
وفي رواية لمسلم : أضاف رسول الله ضيفاً كافراً فأمر له رسول الله بشاةِ فحُلبت فشرب حِلابها ثم أخرى فشرب حِلابها ثم أخرى فشرب حِلابها حتى شرب حِلاب سبعِ شياهٍ ثم إنه أصبح فأسلم فأمر له رسول الله بشاةٍ فشرب حِلابها ثم أخرى فلم يستتمه فقال رسول الله : "إن المؤمن ليشرب في معىً واحد والكافر يشرب في سبعة أمعاء" . في كتاب الأشربة برقم (5063).
الحِلاب: اللبن الذي يحلبه.
وعن أبي هريرة ، أن رسول الله قال: "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة فلا يزنُ عند الله جناح بعوضة" .
رواه البخاري في كتاب التفسير برقم (4729) ، ومسلم في كتاب صفة القيامة برقم (2785).
وروي عن عطية بن عامر الجهني قال: سمعتُ سَلْمانَ رضي الله عنه وأُكْرِهَ على طعامٍ يأْكُلُه ، فقال : حَسْبي إني سمعتُ رسول الله يقول :
"إن أكثر الناس شبعاً في الدنيا، أطولُهُم جوعاً يومَ القيامَةِ".
وزاد البيهقي في رواية: "يا سلمان الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافِر". "صحيح الترغيب" رقم (2139).
ورد عن سلمان ، وأبي جحيفة رضي الله عنهما ، أن النبي قال : "أن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا في الآخرة" ، قال الطبري : غير أن الشبع وأن كان مباحا فإن له حدا ينتهي إليه وما زاد على ذلك فهو سرف ، والمطلق منه ما أعان الأكل على طاعة ربه ولم يشغله ثقله عن أداء ما وجب عليه . اهـ .
ثم قال : قال القرطبي في المفهم لما ذكر قصة أبي الهيثم إذ ذبح للنبي ولصاحبيه الشاة فأكلوا حتى شبعوا ، وفيه دليل على جواز الشبع ، وما جاء من النهى عنه محمول على الشبع الذي يثقل المعدة ويثبط صاحبه عن القيام للعبادة ويفضي إلى البطر والأشر والنوم والكسل ، وقد تنتهي كراهته إلى التحريم بحسب ما يترتب عليه من المفسدة ، وذكر الكرماني تبعا لابن المنير أن الشبع المذكور محمول على شبعهم المعتاد منهم ، وهو أن الثلث الطعام والثلث للشراب والثلث للنفس . اهـ . فتح الباري (9/528) .
التحذير من الأكل مُتكئاً
أو منبطحاً على وجهه
روى أبو جحيفة أنه قال : "كنت عند رسول الله ، وقال لرجل عنده : لا آكُلُ وأنا متكئ" . انظر زاد المعاد (4/222)، وفتح الباري (9/452).
قال ابن حجر: وإذا ثبت كونه مكروهاً أو خلاف الأولى فالمستحب في صفة الجلوس للآكل أن يكون جاثياً على ركبتيه وظهور قدميه، أو ينصب الرجل اليمنى ويجلس على اليسرى.أ.هـ.فتح الباري (9/452).
ووجه الكراهة في ذلك أن هذه الهيئة من فعل الجبابرة وملوك العجم، وهي جلسة من يريد الإكثار من الطعام.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "نهى رسول الله عن مطعمين، عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر، وأن يأكل وهو منبطح على بطنه" . رواه أبو داود (3774) وصححه الألباني ، ورواه ابن ماجة برقم (3370).
الطَّبـيبُ فـي الأَصل: الـحاذقُ بالأَمور، العارف بها، وبه سمي الطبـيب الذي يُعالـج الـمَرْضى، وكُنِـيَ به ههنا عن القضاء والـحُكمِ بـين الـخصوم، لأَن منـزلة القاضي من الـخصوم، بمنـزلة الطبـيب من إِصلاح البَدَن. و الـمُتَطَبِّبُ: الذي يُعانـي الطِّبَّ، ولا يعرفه معرفة جيدة. لسان العرب (1/554) .
قال ابن قيم الجوزية : هذا الحديث يتعلق به أمر الشرعي، فإيجاب الضمان على الطبيب الجاهل، فإذا تعاطى علمَ الطب وعمله، ولم يتقدم له به معرفة، فقد هجم بجهله على إتلاف الأنفس، وأقدمَ بالتهور على ما لم يعلمه، فيكون قد غرَّرَ بالعليل، فيلزمه الضمانُ لذلك، وهذا إجماع من أهل العلم.
قال الخطابي: لا أعلم خلافاً في أن المعالج إذا تعدى، فتَلفَ المريض كان ضامناً، والمتعاطي علماً أو عملاً لا يعرفه متعد، فإذا تولد مِن فعله التلف ضمن الدية، وسقط عنه القود، لأنه لا يستبِدُّ بذلك بدون إذن المريض وجناية المتطبب في قول عامة الفقهاء على عاقلته.
وعن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز : حدثني بعض الوفد الذين قدموا على أبي قال : قال رسول الله :"أيما طبيب تطبب على قوم لا يعرف له تطبب قبل ذلك ،فأعنت ؛ فهو ضامن" . قال عبد العزيز : أما إنه ليس بالعنت ؛ إنما هو قطع العروق والبط والكي . "الصحيحة " (2/227) .
التحذير من الأكل والشرب بالشمال، وما جاء في النهي عن النفخ في الإناء والشرب من في السقاء ومن ثلمة القدح
عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله قال: "لا يأكُلنَّ أحدكم بشمالهِ، ولا يشْرَبَنَّ بها، فإنَّ الشيطانَ يأكلُ بشمالِهِ ويشربُ بِها".
قال: وكان نافعُ يزيد فيها : "ولا يأخُذْ بها، ولا يُعْطِ بها" .
رواه مسلم في كتاب الأشربة برقم (2020)، والبخاري في الأدب المفرد برقم (1089)، والترمذي بدون الزيادة .
وعن أبي هريرة ، أن النبى قال : "ليأكل أحدُكم بيمينه، وليشرب بيمينه، وليأخذ بيمينهِ، وليُعْطِ بيَمينهِ، فإن الشيطان يأكل بشمالِهِ، ويشرب بشِمالهِ، ويُعطي بشِمالهِ، ويأخذ بشِمالِه" .
قال الألباني رحمه الله : "صحيح لغيره"الترغيب(214)والصحيحة(1236).
قال ابن الجوزي: لما جُعلت الشمال للاستنجاء ومباشرة الأنجاس، واليُمنى لتناول الغذاء، لم يصلح استعمال أحدهما في شغل الأخرى لأنه حطاًّ لرتبة ذي الرتبة، ورفع للمحطوط، فمن خالف ما اقتضته الحكمة وافق الشيطان.أ.هـ كشف المشكل (2/594) .
وعن ابن عباس الله عنهما: "أن النبي نهى أن يُتَنَفَّسَ في الإناءِ، ويُنفَخَ فيهِ". رواه أبو داود وقال: "حديث حسن صحيح"، وصححه الألباني في الترغيب (2117).
ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه: "أن رسول الله نهى أن يشربَ الرجلُ مِنْ فِي السقاءِ، وأن يَتَنَفَّسَ في الإناءِ".صحيح الترغيب (2/494).
قال الحافظ: "وروى البخاري ومسلم والترمذي والنسائي النهي عن التنفس في الإناء من حديث أبي قتادة" أ.هـ.
وعن أبي سعيد الخدري قال: "نهى رسول الله عن اخْتِناثِ الأسْقِيَة، يعني أن يُكْسَر أفْواهُها فيشرَبَ مِنها" .
رواه البخاري في كتاب الأشربة برقم (5625)، ومسلم في كتاب الأشربة برقم (2023).
وعن أبي هريرة ، "أن رسول الله نهى أن يُشرَب مِنْ فِي السقاء"رواه البخاري في كتاب الأشربة برقم (5628).
وزاد الحاكم: فأنبئت أن رجلاً شرِبَ من في السقاء فخرجت حية.
وعن أنس : "أن النبي كان يَتنفَّسُ في الإناءِ ثلاثاً. ويقول: "هو أَمْرأُ وأرْوَى" . رواه الترمذي وقال: "حديث حسن غريب". وصححه الألباني في الترغيب برقم (2119).
وعن أبي سعيد الخدري : "أن النبي نهى عن النفخ في الشراب".
فقال رجلٌ: القذاة أراها في الإناءِ ؟ فقال: "أهرقها".
قال: فإني لا أروى من نَفَسٍ واحدٍ ؟
قال: "فَأبِنِ القَدحَ إذاً عَنْ فيكَ ثم تَنَفَّسْ" . رواه الترمذي برقم (1887) وقال : "حديث حسن صحيح"، وأحمد برقم (10819) ، ومالك (1718) واللفظ له. وحسنه الألباني في "الترغيب" برقم (2115)، والصحيحة برقم (386).
وعنه قال: "نهى رسولُ الله عن الشُّرب مِنْ ثُلْمَةِ القدَحِ، وأن ينفُخَ في الشَّراب" . أخرجه أبو داود في الأشربة برقم (3722) ، وأحمد في المسند برقم (11760 / 4). وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" رقم (387،2689) ، و"صحيح الجامع" رقم (6888) ، و"صحيح لغيره" الترغيب رقم (2116) .
قال الألباني رحمه الله : "ثلمة القدح" أي : موضع الكسر منه ، كما جاء مصرحاً بذلك في حديث آخر ، والظاهر أن ذلك لما قد يخشى أن يتجمع في الثلمة من الأوساخ والجراثيم فيتسرب شيء منها إلى الجوف إذا شرب منها ، فالنهي طبي دقيق ، والله أعلم. انظر الحديث (2689ـ الصحيحة).أ.هـ . صحيح الترغيب (2/294).
وعن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال : قال رسول الله : "إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء وإذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه ولا يتمسح بيمينه" . رواه البخاري برقم (152) ، ومسلم برقم (267) .
وعن ثمامة عن أنس: "أن النبي كان يتنفس في الإناء ثلاثاً" .
رواه مسلم، ورواه الترمذي وقال: "هذا حديث حسن صحيح" (1885).
قال الحافظ عبد العظيم: "وهذا محمول على أنه كان يبين القدح عن فيه كل مرة، ثم يتنفس كما جاء في حديث أبي سعيد المتقدم، لا أنه كان يتنفس في الإناء" أ.هـ.
قال العلامة ابن قيم الجوزية : وهذا من الآداب التي تتِمُّ بها مصلحةُ الشارب، فإن الشُّرب مِن ثُلمة القدح فيه عِدَّةُ مفاسد:
أحدها: أن ما يكون على وجه الماء من قذى أم غير يجتمع إلى الثُّلمة بخلاف الجانب الصحيح.
الثاني: أنه ربما شوَّش على الشارب، ولم يتمكن مِن حسن الشرب من الثلمة.
الثالث: أن الوسخ والزُّهومة تجتمعُ في الثلمة، ولا يصل إليها الغسل، كما يصل إلى الجانب الصحيح.
الرابع: أن الثلمة محلُّ العيب في القدح، وهي أردأ مكان فيه، فينبغي تجنُّبه، وقصد الجانب الصحيح، فإن الرديء من كل شيء لا خير فيه، ورأى بعض السلف رجلاً يشتري حاجة رديئة، فقال: لا تفعل أما عَلمتَ أن الله نزع البركة من كل رديء.
الخامس: أنه ربما كان في الثلمة شق أو تحديد يجرع فم الشارب، ولغير هذه من الفاسد
وأما النفخ في الشراب، فإنه يُكسِبُه من فم النافخ رائحة كريهة يُعاف لأجلها، ولا سيما إن كان متغير الفم.
وبالجملة فإن أخلاط النافخ تُخالطه، ولهذا جمع رسول الله بين عن التنفس في الإناء والنفخ فيه في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه، عن ابن عباس ، قال: "نهى رسول الله أن يُتنفسَ في الإناء، أو ينفخ فيه". أخرجه أحمد في المسند (1907 / 1)، وأبو داود برقم (3728)، والترمذي برقم (1888)، وابن ماجة برقم (3429)، والدارمي برقم (2134). صححه الألباني في "صحيح الجامع" برقم (6820)، و"الإرواء" رقم (2037) .
وقد روى مسلم في (صحيحه) : من حديث جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله يقول : "غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناءٍ ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء إلا وقع فيه من ذلك الداء" . أخرجه مسلم في الأشربة برقم (2014).
وهذا مما لا تناله علوم الأطباء ومعارفهم، وقد عرفه من عقلاء الناس بالتجربة. قال الليث ابن سعد أحد رواة الحديث: الأعاجم عندنا يتقون تلك الليلة في السنة في كانون الأول منها. وصح عنه أنه أمر بتخمير الإناء ولو أن يعرض عليه عوداً عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله : "إذا كان جنح الليل ، فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل، فخلوهم وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليها شيئا، وأطفئوا مصابيحكم". أخرجه البخاري في الشرب (10/77).
وفي عرض العود عليه من الحكمة أنه لا ينسى تخميره بل يعتاده حتى ولو بالعود، وفيه: أنه ربما أراد الدبيب أن يسقط فيه، فيمر على العود فيكون العود جسراً له يمنعه من السقوط فيه.
وصح عنه: أنه أمر عند إيكاء الإناء بذكر اسم الله، فإن ذكر اسم الله عند تخمير الإناء يطرد عنه الشيطان، وإيكاؤه يطرد عنه الهوام، ولذلك أمر بذكر اسم الله في هذين الموضعين لهذين المعنيين.
وروى البخاري في "صحيحه" من حديث ابن عباس t ، أن رسول الله "نهى عن الشرب من في السِّقاء" أخرجه البخاري في الشرب (10/79).
وفي هذا آداب عديدة منها: أن تردد أنفاس الشارب فيه يُكسبه زهومة ورائحة كريهة يعاف لأجلها.
ومنها : أنه ربما غلب الداخل إلى جوفه من الماء ، فتضرر به .
ومنها : أنه ربما كان فيه حيوان لا يشعر به ، فيؤذيه .
ومنها : أن الماء ربما كان فيه قذارة أو غيرها لا يراها عند الشرب، فتلج جوفه.
ومنها أن الشرب كذلك يملأ البطن من الهواء، فيضيق عن أخذ حظه من الماء، أو يزاحمه، ولغير ذلك من الحكم.
التحذير من الإمعان في الشبع والتوسع في المآكل
والمشارب شرهاً وبطراً
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "المسلم يأكل في معىً واحد والكافر في سبعة أمعاء" . رواه البخاري في كتاب الأطعمة برقم (5396) ، ومسلم في كتاب الأشربة برقم (2061).
وعن أبي حُجيفَةَ قال : "أكلت ثريدَةً من خُبزٍ ولحم ثُم أتيتُ النبي فجعلتُ أتجشـأُ فقال : "يا هذا ! كُفَّ مِنْ جُشائِكَ، فإنَّ أكثر الناسِ شِبعَاً في الدنيا، أكثرُهُم جوعاً يومَ القيامةِ" .
صحيح الترغيب (2136)، والإرواء (7/41ـ43).
قوله : "ثريدة" ، ثَرَد الخبز كسره من باب نصر فهو ثرِيدٌ و مثرودٌ ، والاسم الثُّرْدةُ بوزن البردة . مختار الصحاح (1/35) ، مادة ثَرَد .
والثريد يكون خبز مع لحم ، وفي بعض البلدان يسمى "فتة" .
قوله : "أتجشأ " ، جشأ : جَشَأَتْ نفسُه تَـجْشأُ جُشوءاً : ارتفَعَت ونَهَضَت إِلـيه و جاشَت من حُزْن أَو فَزَع. و جَشَأَتْ: ثارَت للقَـيْءِ. لسان العرب (1/48) ، مادة جشأ .
وفي رواية للبخاري: أن رجلاً كان يأكل أكلاً كثيراً فأسلم فكان يأكل أكلاً قليلاً فذكر ذلك لرسول الله فقال: "إن المؤمن يأكل في معىً واحد وإن الكافر يأكل في سبعة أمعاء". في كتاب الأطعمة برقم (5397).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله : "إن أهْل الشِبَع في الدنيا هُم أهْلُ الجوعِ غداً في الآخِرَةِ" . صحيح الترغيب (2138) .
وفي رواية لمسلم : أضاف رسول الله ضيفاً كافراً فأمر له رسول الله بشاةِ فحُلبت فشرب حِلابها ثم أخرى فشرب حِلابها ثم أخرى فشرب حِلابها حتى شرب حِلاب سبعِ شياهٍ ثم إنه أصبح فأسلم فأمر له رسول الله بشاةٍ فشرب حِلابها ثم أخرى فلم يستتمه فقال رسول الله : "إن المؤمن ليشرب في معىً واحد والكافر يشرب في سبعة أمعاء" . في كتاب الأشربة برقم (5063).
الحِلاب: اللبن الذي يحلبه.
وعن أبي هريرة ، أن رسول الله قال: "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة فلا يزنُ عند الله جناح بعوضة" .
رواه البخاري في كتاب التفسير برقم (4729) ، ومسلم في كتاب صفة القيامة برقم (2785).
وروي عن عطية بن عامر الجهني قال: سمعتُ سَلْمانَ رضي الله عنه وأُكْرِهَ على طعامٍ يأْكُلُه ، فقال : حَسْبي إني سمعتُ رسول الله يقول :
"إن أكثر الناس شبعاً في الدنيا، أطولُهُم جوعاً يومَ القيامَةِ".
وزاد البيهقي في رواية: "يا سلمان الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافِر". "صحيح الترغيب" رقم (2139).
ورد عن سلمان ، وأبي جحيفة رضي الله عنهما ، أن النبي قال : "أن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا في الآخرة" ، قال الطبري : غير أن الشبع وأن كان مباحا فإن له حدا ينتهي إليه وما زاد على ذلك فهو سرف ، والمطلق منه ما أعان الأكل على طاعة ربه ولم يشغله ثقله عن أداء ما وجب عليه . اهـ .
ثم قال : قال القرطبي في المفهم لما ذكر قصة أبي الهيثم إذ ذبح للنبي ولصاحبيه الشاة فأكلوا حتى شبعوا ، وفيه دليل على جواز الشبع ، وما جاء من النهى عنه محمول على الشبع الذي يثقل المعدة ويثبط صاحبه عن القيام للعبادة ويفضي إلى البطر والأشر والنوم والكسل ، وقد تنتهي كراهته إلى التحريم بحسب ما يترتب عليه من المفسدة ، وذكر الكرماني تبعا لابن المنير أن الشبع المذكور محمول على شبعهم المعتاد منهم ، وهو أن الثلث الطعام والثلث للشراب والثلث للنفس . اهـ . فتح الباري (9/528) .
التحذير من الأكل مُتكئاً
أو منبطحاً على وجهه
روى أبو جحيفة أنه قال : "كنت عند رسول الله ، وقال لرجل عنده : لا آكُلُ وأنا متكئ" . انظر زاد المعاد (4/222)، وفتح الباري (9/452).
قال ابن حجر: وإذا ثبت كونه مكروهاً أو خلاف الأولى فالمستحب في صفة الجلوس للآكل أن يكون جاثياً على ركبتيه وظهور قدميه، أو ينصب الرجل اليمنى ويجلس على اليسرى.أ.هـ.فتح الباري (9/452).
ووجه الكراهة في ذلك أن هذه الهيئة من فعل الجبابرة وملوك العجم، وهي جلسة من يريد الإكثار من الطعام.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "نهى رسول الله عن مطعمين، عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر، وأن يأكل وهو منبطح على بطنه" . رواه أبو داود (3774) وصححه الألباني ، ورواه ابن ماجة برقم (3370).
باب ما جاء في الكي
عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبي ، قال :"الشفاء في ثلاث : شُربة عسل ، وشُرطة محجم ، وكية نار ، وأنا أنهي أمتي عن الكي".
أخرجه البخاري ( 10/116) في الطب : باب الشفاء في ثلاث.
عن عائشة :أن النبي "أمر بابن زرارة أن يكوى".
"التعليقات الحسان" (6047) ، "صحيح موارد الظمآن" (1187).
وفي رواية عن أنس : "أن النبي كوى أسعد بن زرارة من الشوكة".
رواه الترمذي (2051)والطحاوي (2/385)، ورجاله ثقات "المشكاة" (4534/التحقيق الثاني)،"صحيح موارد الظمآن" (1179).
عن عبد الله بن مسعود ، قال : جاء ناس فسألوا رسول الله عن صاحب لهم أن يكووه ؟!"فسكت ، ثم سألوه ـ ثلاثاً ـ؟ فسكت وكره ذلك".
"التعليقات الحسان" (6050) ،"صحيح موارد الظمآن" (1181).
عن عمران بن حصين ، قال : "نهانا رسول الله عن الكي ، فاكتوينا ؛ فما أفلحنا ، ولا أنجحنا".
التعليق على ابن ماجة (2/252)،"صحيح موارد الظمآن" (1182)،"الفتح" (10/164).
عن المغيرة بن شعبة ، عن النبي ، قال:"من اكتوى أو استرقى ؛ فقد برىء من التوكل".
وعنه أيضاً ،عن أبيه ،عن النبي قال: "لم يتوكل من أرقى واسترقى".
أخرجه أحمد (4/249و251و253)وابن ماجة (3489) والترمذي (2055) ،وقال حسن صحيح .
التوكل: أي التوكل الكامل الذي يؤهل صاحبه أن يدخل الجنة بغير حساب ، وذلك لا ينافي الجواز كما في أحاديث الباب وغيره.
"الصحيحة" (244) ، "صحيح موارد الظمآن" (1183).
عن جابر بن عبد الله ، "أن النبي بعث إلى أُبي بن كعب طبيباً،فقطع له عرقاً وكواه عليه". أخرجه مسلم (2207)في السلام : باب لكل داء دواء.
ولما رُمي سعد بن معاذ في أكحله"حسمه النبي ثم ورمت..فحسمه الثانية".
أخرجه مسلم (2208) وأحمد (3/ 213،350و386).
الحسم: هو الكي.
عن أنس : "أنه كوي من ذات الجنب والنبي حيٌ" .
أخرجه البخاري (10/ 145) في الطب: باب ذات الجنب.
في حديث السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنهم "الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون".
أخرجه البخاري (10/ 279) في الطب : باب من لم يرق ، ومسلم (220) في الإيمان : باب الدليل على دخول طوائف المسلمين إلى الجنة بغير حساب .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : فقد تضمنت أحاديثُ الكي أربعةَ أنواع، أحدُها: فعله ؛ والثاني عدمُ محبته له، والثالث: الثناء على من تركه، والرابع: النهي عنه، ولا تعارضَ بينها بحمد الله تعالى، فإن فعله يدل على جوازه، وعدم محبته له لا يدلُّ على المنع منه، وأما الثناءُ على تاركه، فيدل على أن تركه أولى وأفضل، وأما النهي عنه، فعلى سبيل الاختيار والكراهة، أو عن النوع الذي لا يحتاج إليه، بل يفعل خوفاً من حدوث الداء، والله أعلم . اهـ . زاد المعاد .
أخرجه البخاري ( 10/116) في الطب : باب الشفاء في ثلاث.
عن عائشة :أن النبي "أمر بابن زرارة أن يكوى".
"التعليقات الحسان" (6047) ، "صحيح موارد الظمآن" (1187).
وفي رواية عن أنس : "أن النبي كوى أسعد بن زرارة من الشوكة".
رواه الترمذي (2051)والطحاوي (2/385)، ورجاله ثقات "المشكاة" (4534/التحقيق الثاني)،"صحيح موارد الظمآن" (1179).
عن عبد الله بن مسعود ، قال : جاء ناس فسألوا رسول الله عن صاحب لهم أن يكووه ؟!"فسكت ، ثم سألوه ـ ثلاثاً ـ؟ فسكت وكره ذلك".
"التعليقات الحسان" (6050) ،"صحيح موارد الظمآن" (1181).
عن عمران بن حصين ، قال : "نهانا رسول الله عن الكي ، فاكتوينا ؛ فما أفلحنا ، ولا أنجحنا".
التعليق على ابن ماجة (2/252)،"صحيح موارد الظمآن" (1182)،"الفتح" (10/164).
عن المغيرة بن شعبة ، عن النبي ، قال:"من اكتوى أو استرقى ؛ فقد برىء من التوكل".
وعنه أيضاً ،عن أبيه ،عن النبي قال: "لم يتوكل من أرقى واسترقى".
أخرجه أحمد (4/249و251و253)وابن ماجة (3489) والترمذي (2055) ،وقال حسن صحيح .
التوكل: أي التوكل الكامل الذي يؤهل صاحبه أن يدخل الجنة بغير حساب ، وذلك لا ينافي الجواز كما في أحاديث الباب وغيره.
"الصحيحة" (244) ، "صحيح موارد الظمآن" (1183).
عن جابر بن عبد الله ، "أن النبي بعث إلى أُبي بن كعب طبيباً،فقطع له عرقاً وكواه عليه". أخرجه مسلم (2207)في السلام : باب لكل داء دواء.
ولما رُمي سعد بن معاذ في أكحله"حسمه النبي ثم ورمت..فحسمه الثانية".
أخرجه مسلم (2208) وأحمد (3/ 213،350و386).
الحسم: هو الكي.
عن أنس : "أنه كوي من ذات الجنب والنبي حيٌ" .
أخرجه البخاري (10/ 145) في الطب: باب ذات الجنب.
في حديث السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنهم "الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون".
أخرجه البخاري (10/ 279) في الطب : باب من لم يرق ، ومسلم (220) في الإيمان : باب الدليل على دخول طوائف المسلمين إلى الجنة بغير حساب .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : فقد تضمنت أحاديثُ الكي أربعةَ أنواع، أحدُها: فعله ؛ والثاني عدمُ محبته له، والثالث: الثناء على من تركه، والرابع: النهي عنه، ولا تعارضَ بينها بحمد الله تعالى، فإن فعله يدل على جوازه، وعدم محبته له لا يدلُّ على المنع منه، وأما الثناءُ على تاركه، فيدل على أن تركه أولى وأفضل، وأما النهي عنه، فعلى سبيل الاختيار والكراهة، أو عن النوع الذي لا يحتاج إليه، بل يفعل خوفاً من حدوث الداء، والله أعلم . اهـ . زاد المعاد .
ما جاء فيمن تعلق شيئاً
عن يحيى بن الجزار ، قال : دخل عبد الله بن مسعود، على امرأة وفي عنقها شيء معقود ، فجذبه فقطعه ، ثم قال :لقد أصبح آلُ عبد الله أغنياء عن أن يشركوا بالله ما لم ينـزل به سلطانا ، ثم قال : سمعت رسول الله يقول : "إن الرقى والتمائم والتولة شركٌ".
"الصحيحة" (331و2972) ، "غاية المرام"(298) ، "تخريج الإيمان"(87/81) ،"صحيح موارد الظمآن" (1184) ، "صحيح الترغيب" (3457) .
قال ابن حجر : والتمائم جمع تميمة ، وهي خرز أو قلادة تعلق في الرأس كانوا في الجاهلية يعتقدون أن ذلك يدفع الآفات ، والتولة بكسر المثناة وفتح الواو واللام مخففا شيء كانت المرأة تجلب به محبة زوجها ، وهو ضرب من السحر ، وإنما كان ذلك من الشرك لأنهم أرادوا دفع المضار وجلب المنافع من عند غير الله . ا هـ . فتح الباري (10/196) .
عن عقبة بن عامر: انه جاء ركب عشرة إلى رسول الله فبايع تسعة، وأمسك عن رجل منهم، فقالوا: ما شأنه؟ فقال: "إن في عضده تميمة"، فقطع الرجل التميمة، فبايعه رسول الله ثم قال: "من علّق فقد أشرك". صحيح الترغيب (3455).
"التولة": بكسر المثناة فوق وبفتح الواو: شيء شبيه بالسحر أو من أنواعه، تفعله المرأة ليحبِّبها إلى زوجها.
وعن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: دخلت على عبد الله بن حكيم أبي معبد الجهني نعوده وبه حمرةٌ، فقلت: ألا تعلِّق شيئا؟ فقال: الموت أقرب من ذلك، قال رسول الله : "من تعلَّق شيئا وكل إليه".
ورواه الترمذي إلا أنه قال: فقلنا: ألا تعلّق شيئا؟ فقال: الموت أقرب من ذلك.صحيح الترغيب (3456).
قال الخطابي : "التميمة" يقال : إنها خرزة كانوا يعلقونها، يرون أنها ترفع عنهم الآفات ، واعتقاد هذا الرأي جهل وضلالة ، إذ لا مانع إلا الله ، ولا دافع غيره . اهـ . صحيح الترغيب (3/348).
"الصحيحة" (331و2972) ، "غاية المرام"(298) ، "تخريج الإيمان"(87/81) ،"صحيح موارد الظمآن" (1184) ، "صحيح الترغيب" (3457) .
قال ابن حجر : والتمائم جمع تميمة ، وهي خرز أو قلادة تعلق في الرأس كانوا في الجاهلية يعتقدون أن ذلك يدفع الآفات ، والتولة بكسر المثناة وفتح الواو واللام مخففا شيء كانت المرأة تجلب به محبة زوجها ، وهو ضرب من السحر ، وإنما كان ذلك من الشرك لأنهم أرادوا دفع المضار وجلب المنافع من عند غير الله . ا هـ . فتح الباري (10/196) .
عن عقبة بن عامر: انه جاء ركب عشرة إلى رسول الله فبايع تسعة، وأمسك عن رجل منهم، فقالوا: ما شأنه؟ فقال: "إن في عضده تميمة"، فقطع الرجل التميمة، فبايعه رسول الله ثم قال: "من علّق فقد أشرك". صحيح الترغيب (3455).
"التولة": بكسر المثناة فوق وبفتح الواو: شيء شبيه بالسحر أو من أنواعه، تفعله المرأة ليحبِّبها إلى زوجها.
وعن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: دخلت على عبد الله بن حكيم أبي معبد الجهني نعوده وبه حمرةٌ، فقلت: ألا تعلِّق شيئا؟ فقال: الموت أقرب من ذلك، قال رسول الله : "من تعلَّق شيئا وكل إليه".
ورواه الترمذي إلا أنه قال: فقلنا: ألا تعلّق شيئا؟ فقال: الموت أقرب من ذلك.صحيح الترغيب (3456).
قال الخطابي : "التميمة" يقال : إنها خرزة كانوا يعلقونها، يرون أنها ترفع عنهم الآفات ، واعتقاد هذا الرأي جهل وضلالة ، إذ لا مانع إلا الله ، ولا دافع غيره . اهـ . صحيح الترغيب (3/348).
يـــتـــبــــع باذن اللـــــــــــــــــــــه
المدير العام
رد: صـحـيــح الــطـــب النــبـــــوى فى ضـوء الكـتـــاب و الـسـنــــــــة و أقـــــــــوال الســـــلــــف
شكرا يامدير ننتظر المزيد
سمكة القصير
رد: صـحـيــح الــطـــب النــبـــــوى فى ضـوء الكـتـــاب و الـسـنــــــــة و أقـــــــــوال الســـــلــــف
باذن اللـــه و عونــه هنــاك المــزيد من هــذا الكتـــاب الممتـــع المفيـــــد
وســـــوف أقـــــــوم بنــقـــل الكتــــــــاب كامــلا
وأرجــــو أن يــكون مفــيدا فـعــلا
المدير العام
الفـــصــل الـرابــع .......... الــعلاج بالأعـشــــــــاب
نتـــابع الفــصــل الـرابــع
العــلاج بالأعـشــــــــاب
العــلاج بالأعـشــــــــاب
ما جاء في العين
عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، أنه قال : اغتسل أبي سهل بن حنيف بـ(الخراز) ، فنـزع جبة كانت عليه ؛ وعامر بن ربيعة ينظر ، قال وكان سهل رجلاً أبيض حسن الجلد ، قال:
فقال عامر بن ربيعة : ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء ، فوعك سهل فكأنه فاشتد وعكه ، فأتي رسول الله فأخبر أن سهلاً وعك ، وأنه رائحٍ معك يا رسول الله ! فأتاه رسول الله ؛ فأخبره سهل بالذي كان من شأن عامر بن ربيعة ، فقال رسول الله :
"علام يقتل أحدكم أخاه ؟! ألا برّكت ؟! إن العين حقّ ، توضأ له".
فتوضأ له عامر بن ربيعة ، فراح سهل مع رسول الله ليس به بأس .
"صحيح موارد الظمآن" (1193) ، "الصحيحة" (2572) ، "المشكاة" (4562) ،"الروض النضير" (1194) .
عن أبي هريرة مرفوعاً ، قال النبي : "العينُ حقّ " .
أخرجه البخاري (10/166) ، ومسلم (7/13) .
عن ابن عباس ،عن النبي قال :"العينُ حق ، تستنـزل الحالق ".
"السلسلة الصحيحة" رقم (1250) .
عن عامر بن ربيعة قال: قال رسول الله :"إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه شيئاً يعجبه فليدع بالبركة ؛فأن العين حق".
أخرجه ابن ماجة (3509)،والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(208)و(209)وهو حديث حسن.
عن جابر بن عدي عن أبي ذر قال : قال رسول الله :"العين تُدخل الرجل القبر ،والجمل القدر" .
"الصحيحة" (1249) .
عن عائشة قال :أن رسول الله : "كان يأمرني أن أسترقي من العين " .
"الصحيحة" (6/61) .
عن عائشة قالت ،أن رسول الله : "كان يأمرها [يعني عائشة ] أن تسترقي من العين ". أخرجه مسلم (7/17) .
وعن جابر ، عن رسول الله قال : "أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله و قدره بالعين" .
فقال عامر بن ربيعة : ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء ، فوعك سهل فكأنه فاشتد وعكه ، فأتي رسول الله فأخبر أن سهلاً وعك ، وأنه رائحٍ معك يا رسول الله ! فأتاه رسول الله ؛ فأخبره سهل بالذي كان من شأن عامر بن ربيعة ، فقال رسول الله :
"علام يقتل أحدكم أخاه ؟! ألا برّكت ؟! إن العين حقّ ، توضأ له".
فتوضأ له عامر بن ربيعة ، فراح سهل مع رسول الله ليس به بأس .
"صحيح موارد الظمآن" (1193) ، "الصحيحة" (2572) ، "المشكاة" (4562) ،"الروض النضير" (1194) .
عن أبي هريرة مرفوعاً ، قال النبي : "العينُ حقّ " .
أخرجه البخاري (10/166) ، ومسلم (7/13) .
عن ابن عباس ،عن النبي قال :"العينُ حق ، تستنـزل الحالق ".
"السلسلة الصحيحة" رقم (1250) .
عن عامر بن ربيعة قال: قال رسول الله :"إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه شيئاً يعجبه فليدع بالبركة ؛فأن العين حق".
أخرجه ابن ماجة (3509)،والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(208)و(209)وهو حديث حسن.
عن جابر بن عدي عن أبي ذر قال : قال رسول الله :"العين تُدخل الرجل القبر ،والجمل القدر" .
"الصحيحة" (1249) .
عن عائشة قال :أن رسول الله : "كان يأمرني أن أسترقي من العين " .
"الصحيحة" (6/61) .
عن عائشة قالت ،أن رسول الله : "كان يأمرها [يعني عائشة ] أن تسترقي من العين ". أخرجه مسلم (7/17) .
وعن جابر ، عن رسول الله قال : "أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله و قدره بالعين" .
صحيح الجامع حديث رقم (1206) .
قال المناوي رحمه الله تعالى في تعليقه على هذا الحديث : "أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء اللّه وقدره بالعين" ، وفي رواية "بالنفس" وفسر بالعين ، وذلك لأن هذه الأمة فضلت باليقين على سائر الأمم فحجبوا أنفسهم بالشهوات فعوقبوا بآفة العين ، فإذا نظر أحدهم بعين الغفلة كانت عينه أعظم والذم له ألزم ]قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُم[ آل عمران الآية (73) ، فلما فضلهم اللّه باليقين لم يرض منهم أن ينظروا إلى الأشياء بعين الغفلة وتتعطل منة اللّه عليهم وتفضيله لهم.ذكره الحكيم . اهـ . فيض القدير .
وعن ابن عباس مرفوعاً : "العين حق ،ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا" .
أخرجه مسلم برقم (2188) ، والترمذي برقم (2062) ، وابن حبان (6107) ، واللفظ لمسلم .
قال الإمام النووي : قال الإمام أبو عبد الله المازري : أخذ جماهير العلماء بظاهر هذا الحديث وقالوا العين حق ، وأنكره طوائف من المبتدعة ، والدليل عل فساد قولهم أن كل معنى ليس مخالفا في نفسه ، ولا يؤدي إلى قلب حقيقة ولا إفساد دليل فإنه من مجوزات العقول إذا أخبر الشرع بوقوعه وجب اعتقاده ولا يجوز تكذيبه ، وهل من فرق بين تكذيبهم بهذا وتكذيبهم بما يخبر به من أمور الآخرة ، قال وقد زعم بعض الطبائعين المثبتين للعين أن العائن تنبعث من عينه قوة سمية تتصل بالعين فيهلك أو يفسد ، قالوا ولا يمتنع هذا كما لا يمتنع انبعاث قوة سمية من الأفعى والعقرب تتصل باللديغ فيهلك وإن كان غير محسوس لنا فكذا العين ، قال المازري : وهذا غير مسلم لأنا بينا في كتب علم الكلام أن لا فاعل إلا الله تعالى ، وبينا فساد القول بالطبائع ، وبينا أن المحدث لا يفعل في غيره شيئا ، وإذا تقرر هذا بطل ما قالوه ، ثم هذا المنبعث من العين إما جوهر وإما عرض فباطل أن يكون عرضا لأنه لا يقبل الانتقال وباطل أن يكون جوهرا لأن الجوهر متجانسة فليس بعضها بأن يكون مفسدا لبعضها بأولى من عكسه فبطل ما قالوه ، قال وأقرب طريقة قالها من ينتحل الإسلام منهم أن قالوا لا يبعد أن تنبعث جواهر لطيفة غير مرئية من العين فتتصل بالعين وتتخلل مسام جسمه فيخلق الله سبحانه وتعالى الهلاك عندها كما يخلق الهلاك عند شرب السم عادة أجراها الله تعالى وليست ضرورة ولا طبيعة ألجأ العقل إليها ، ومذهب أهل السنة أن العين إنما تفسد وتهلك عند نظر العائن بفعل الله تعالى أجرى الله سبحانه وتعالى العادة أن يخلق الضرر عند مقابلة الشخص لشخص آخر ، وهل ثم جواهر خفية أم لا هذا من مجوزات العقول لا يقطع فيه بواحد من الأمرين وإنما يقطع بنفي الفعل عنها وبإضافته إلى الله تعالى فمن قطع من أطباء الإسلام بانبعاث الجواهر فقد أخطأ في قطعه وإنما هو من الجائزات هذا ما يتعلق بعلم الأصول ، أما ما يتعلق بعلم الفقه فان الشرع ورد بالوضوء لهذا الآمر في حديث سهل بن حنيف "لما أصيب بالعين عند اغتساله فأمر النبي عائنه أن يتوضأ" . رواه مالك في الموطأ ، وصفة وضوء العائن عند العلماء أن يؤتى بقدح ماء ولا يوضع القدح في الأرض فيأخذا منه غرفة فيتمضمض بها ثم يمحها في القدح ، ثم يأخذ منه ماء يغسل وجهه ، ثم يأخذ بشماله ماء يغسل به كفه اليمنى ثم بيمينه ماء يغسل به مرفقه الأيسر ولا يغسل ما بين المرفقين والكعبين ، ثم يغسل قدمه اليمنى ثم اليسرى على الصفة المتقدمة وكل ذلك في القدح ثم داخلة إزاره وهو الطرف المتدلي الذي يلي حقوه الأيمن ، وقد ظن بعضهم أن داخلة الإزار كناية عن الفرج ، وجمهور العلماء على ما قدمناه فإذا استكمل هذا صبه من خلفه على رأسه ، وهذا المعنى لا يمكن تعليله ومعرفة وجهه ، وليس في قوة العقل الاطلاع على أسرار جميع المعلومات فلا يدفع هذا بأن لا يعقل معناه ، قال وقد اختلف العلماء في العائن هل يجير على الوضوء للمعين أم لا ، واحتج من أوجبه بقوله في رواية مسلم هذه "وإذا استغسلتم فاغسلوا" . وبرواية الموطأ التي ذكرناها أنه أمره بالوضوء والأمر للوجوب ، قال المازري : والصحيح عندي الوجوب ويبعد الخلاف فيه إذا خشي على المعين الهلاك ، وكان وضوء العائن مما جرت العادة بالبريء به ، أو كان الشرع أخبر به خبرا عاما ، ولم يكن زوال الهلاك إلا بوضوء العائن فإنه يصير من باب من تعين عليه إحياء نفس مشرفة على الهلاك ، وقد تقرر أنه يجير على بذل الطعام للمضطر فهذا أولى ، وبهذا التقرير يرتفع الخلاف فيه هذا آخر كلام المازري ، قال القاضي عياض بعد أن ذكر قول المازري الذي حكيته ، بقى من تفسير هذا الغسل على قول الجمهور وما فسره به الزهري ، وأخبر أنه أدرك العلماء يصفونه واستحسنه علماؤنا ، ومضى به العمل أن غسل العائن وجهه إنما هو صبه وأخذه بيده اليمنى ، وكذلك باقي أعضائه إنما هو صبه على ذلك الوضوء في القدح ليس على صفة غسل الأعضاء في الوضوء وغيره . اهـ . شرح مسلم (14/171) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين". "الصحيحة" (2522) .
قال ابن مفلح الحنبلي رحمه الله تعالى : وهذا من الطب الشرعي المتلقى بالقبول عند أهل الإيمان ، وقد تكلم بعضهم في حكمة ذلك ، ومعلوم أن ثم خواص استأثر الله بعلمها فلا بد مثل هذا ولا يعارضه شيء ، ولا ينفع مثل هذا إلا من أخذه بالقبول واعتقادٍ حسن ، لا مع شك وتجربة. اهـ . "الآداب الشرعية"(3/58).
قال الإمام النووي : قال الإمام أبو عبد الله المازري : أخذ جماهير العلماء بظاهر هذا الحديث وقالوا العين حق ، وأنكره طوائف من المبتدعة ، والدليل عل فساد قولهم أن كل معنى ليس مخالفا في نفسه ، ولا يؤدي إلى قلب حقيقة ولا إفساد دليل فإنه من مجوزات العقول إذا أخبر الشرع بوقوعه وجب اعتقاده ولا يجوز تكذيبه ، وهل من فرق بين تكذيبهم بهذا وتكذيبهم بما يخبر به من أمور الآخرة ، قال وقد زعم بعض الطبائعين المثبتين للعين أن العائن تنبعث من عينه قوة سمية تتصل بالعين فيهلك أو يفسد ، قالوا ولا يمتنع هذا كما لا يمتنع انبعاث قوة سمية من الأفعى والعقرب تتصل باللديغ فيهلك وإن كان غير محسوس لنا فكذا العين ، قال المازري : وهذا غير مسلم لأنا بينا في كتب علم الكلام أن لا فاعل إلا الله تعالى ، وبينا فساد القول بالطبائع ، وبينا أن المحدث لا يفعل في غيره شيئا ، وإذا تقرر هذا بطل ما قالوه ، ثم هذا المنبعث من العين إما جوهر وإما عرض فباطل أن يكون عرضا لأنه لا يقبل الانتقال وباطل أن يكون جوهرا لأن الجوهر متجانسة فليس بعضها بأن يكون مفسدا لبعضها بأولى من عكسه فبطل ما قالوه ، قال وأقرب طريقة قالها من ينتحل الإسلام منهم أن قالوا لا يبعد أن تنبعث جواهر لطيفة غير مرئية من العين فتتصل بالعين وتتخلل مسام جسمه فيخلق الله سبحانه وتعالى الهلاك عندها كما يخلق الهلاك عند شرب السم عادة أجراها الله تعالى وليست ضرورة ولا طبيعة ألجأ العقل إليها ، ومذهب أهل السنة أن العين إنما تفسد وتهلك عند نظر العائن بفعل الله تعالى أجرى الله سبحانه وتعالى العادة أن يخلق الضرر عند مقابلة الشخص لشخص آخر ، وهل ثم جواهر خفية أم لا هذا من مجوزات العقول لا يقطع فيه بواحد من الأمرين وإنما يقطع بنفي الفعل عنها وبإضافته إلى الله تعالى فمن قطع من أطباء الإسلام بانبعاث الجواهر فقد أخطأ في قطعه وإنما هو من الجائزات هذا ما يتعلق بعلم الأصول ، أما ما يتعلق بعلم الفقه فان الشرع ورد بالوضوء لهذا الآمر في حديث سهل بن حنيف "لما أصيب بالعين عند اغتساله فأمر النبي عائنه أن يتوضأ" . رواه مالك في الموطأ ، وصفة وضوء العائن عند العلماء أن يؤتى بقدح ماء ولا يوضع القدح في الأرض فيأخذا منه غرفة فيتمضمض بها ثم يمحها في القدح ، ثم يأخذ منه ماء يغسل وجهه ، ثم يأخذ بشماله ماء يغسل به كفه اليمنى ثم بيمينه ماء يغسل به مرفقه الأيسر ولا يغسل ما بين المرفقين والكعبين ، ثم يغسل قدمه اليمنى ثم اليسرى على الصفة المتقدمة وكل ذلك في القدح ثم داخلة إزاره وهو الطرف المتدلي الذي يلي حقوه الأيمن ، وقد ظن بعضهم أن داخلة الإزار كناية عن الفرج ، وجمهور العلماء على ما قدمناه فإذا استكمل هذا صبه من خلفه على رأسه ، وهذا المعنى لا يمكن تعليله ومعرفة وجهه ، وليس في قوة العقل الاطلاع على أسرار جميع المعلومات فلا يدفع هذا بأن لا يعقل معناه ، قال وقد اختلف العلماء في العائن هل يجير على الوضوء للمعين أم لا ، واحتج من أوجبه بقوله في رواية مسلم هذه "وإذا استغسلتم فاغسلوا" . وبرواية الموطأ التي ذكرناها أنه أمره بالوضوء والأمر للوجوب ، قال المازري : والصحيح عندي الوجوب ويبعد الخلاف فيه إذا خشي على المعين الهلاك ، وكان وضوء العائن مما جرت العادة بالبريء به ، أو كان الشرع أخبر به خبرا عاما ، ولم يكن زوال الهلاك إلا بوضوء العائن فإنه يصير من باب من تعين عليه إحياء نفس مشرفة على الهلاك ، وقد تقرر أنه يجير على بذل الطعام للمضطر فهذا أولى ، وبهذا التقرير يرتفع الخلاف فيه هذا آخر كلام المازري ، قال القاضي عياض بعد أن ذكر قول المازري الذي حكيته ، بقى من تفسير هذا الغسل على قول الجمهور وما فسره به الزهري ، وأخبر أنه أدرك العلماء يصفونه واستحسنه علماؤنا ، ومضى به العمل أن غسل العائن وجهه إنما هو صبه وأخذه بيده اليمنى ، وكذلك باقي أعضائه إنما هو صبه على ذلك الوضوء في القدح ليس على صفة غسل الأعضاء في الوضوء وغيره . اهـ . شرح مسلم (14/171) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين". "الصحيحة" (2522) .
قال ابن مفلح الحنبلي رحمه الله تعالى : وهذا من الطب الشرعي المتلقى بالقبول عند أهل الإيمان ، وقد تكلم بعضهم في حكمة ذلك ، ومعلوم أن ثم خواص استأثر الله بعلمها فلا بد مثل هذا ولا يعارضه شيء ، ولا ينفع مثل هذا إلا من أخذه بالقبول واعتقادٍ حسن ، لا مع شك وتجربة. اهـ . "الآداب الشرعية"(3/58).
باب لا عدوى ولا طيرة
عن جابر قال : قال رسول الله : " لا عدوى ولا غول ولا صفر " . رواه مسلم في الطب برقم (5757) .
وعن جابر بن عبد الله يقول سمعت النبي يقول : "لا عدوى ولا صفر ولا غول" . رواه مسلم برقم (5758).وسمعت أبا الزبير يذكر أن جابرا فسر لهم قوله : "ولا صفر" . فقال أبو الزبير الصفر البطن فقيل لجابر كيف قال كان يقال دواب البطن قال ولم يفسر الغول قال أبو الزبير هذه الغول التي تغول .
الصفر: دواب البطن. قال أبو عبيدة: سمعت يونس يسأل رؤبة بن العجاج عن الصفر, فقال: هي حيّة تكون في البطن تصيب الماشية . الغريب لابن سلام (1/25) .
عدوى : يقال أعْدَى فلان فلانا من خُلُقه أو من علة به أو من جرب وفي الحديث لا عدوى أي لا يعدي شيء شيئا و العَدْوُ الحضر تقول عَدَا يعدو عَدْواً و أعْدَى فرسه وأعدى في منطقه أي جار ودفعت عنك عَاديَةَ فلان أي ظلمه وشره . مختار الصحاح (1/176) .
والغُولُ : أحد الغِيلان , وهي جِنُس من الجنّ والشياطين , كانت العَرب تَزْعُم أن الغُول في الفَلاة تتراءى للناس فَتَتَغوّل تغولا : أي تَتَلُّون تلَوُّنا في صُوَر شَتَّى , وتَغُولهم أي تُضِلُّهم عن الطريق وتُهْلِكُهم , فَنَفاه النبي صلى الله عليه وسلم وأبطله . النهاية في غريب الحديث (3/396) .
وقال الإمام النووي : الصفر دواب في البطن وهى دود ، وكانوا يعتقدون أن في البطن دابة تهيج عند الجوع وربما قتلت صاحبها ، وكانت العرب تراها أعدى من الجرب ، وهذا التفسير هو الصحيح وبه قال مطرف وابن وهب وابن حبيت وأبو عبيد وخلائق من العلماء . ا هـ . شرح النووي (14/433ـ437).
وعن أبي هريرة قال سمعت النبي يقول : "لا طيرة وخيرها الفأل قيل يا رسول الله وما الفأل قال الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم" . رواه البخاري في الطب برقم (5754) ، ومسلم في الطب برقم (5759) .
قال النووي : قوله من رواية أبى هريرة : "لا عدوى ولا صفر ولا هامة فقال أعرابي يا رسول الله فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيجيء البعير الأجرب فيدخل فيها فيجربها كلها قال فمن أعدى الأول وفى رواية لا عدوى ولا طيرة ولاصفر ولا هامة" .
وفى رواية : أن أبا هريرة كان يحدث بحديث لا عدوى ويحدث عن النبي أيضا أنه قال : "لا يورد ممرض على مصح" ، ثم إن أبا هريرة اقتصر على رواية حديث "لا يورد ممرض على مصح" وأمسك عن حديث "لا عدوى" فراجعوه فيه ، وقالوا له إنا سمعناك تحدثه فأبى أن يعترف به ، قال أبو سلمة الراوي عن أبى هريرة : فلا أدري أنسى أبو هريرة أو نسخ أحد القولين الآخر ، قال جمهور العلماء : يجب الجمع بين هذين الحديثين وهما صحيحان ، قالوا وطريق الجمع أن حديث "لا عدوى" المراد به نفى ما كانت الجاهلية تزعمه وتعتقده أن المرض والعاهة تعدى بطبعها لا بفعل الله تعالى ، وأما حديث "لا يورد ممرض على مصح" ، فأرشد فيه إلى مجانية ما يحصل الضرر عنده في العادة بفعل الله تعالى وقدره ، فنفى في الحديث الأول العدوى بطبعها ولم ينف حصول الضرر عند ذلك بقدر الله تعالى وفعله ، وأرشد في الثاني إلى الاحتراز مما يحصل عنده الضرر بفعل الله وإرادته وقدره ، فهذا الذي ذكرناه من تصحيح الحديثين والجمع بينهما هو الصواب الذي عليه جمهور العلماء ويتعين المصير إليه ، ولا يؤثر نسيان أبى هريرة لحديث "لا عدوى" لوجهين: أحدهما أن نسيان الراوي للحديث الذي رواه لا يقدح في صحته عند جماهير العلماء بل يجب العمل به ، والثاني أن هذا اللفظ ثابت من رواية غير أبي هريرة ، فقد ذكر مسلم هذا من رواية السائب بن يزيد ، وجابر بن عبد الله ، وأنس ابن مالك ، وابن عمر عن النبي ، وحكى المازري ، والقاضي عياض ، عن بعض العلماء أن حديث "لا يورد ممرض على مصح" منسوخ بحديث "لا عدوى" وهذا غلط لوجهين أحدهما أن النسخ يشترط فيه تعذر الجمع بين الحديثين ولم يتعذر بل قد جمعنا بينهما ، والثاني أنه يشترط فيه معرفة التاريخ وتأخر الناسخ وليس ذلك موجود هنا ، وقال آخرون حديث "لا عدوى" على ظاهره ، وأما النهى عن إيراد الممرض على المصح فليس للعدوى بل للتأذي بالرائحة الكريهة وقبح صورته وصورة المجذوم ، والصواب ما سبق والله أعلم . اهـ . شرح النووي (14/433ـ437).
قوله قال عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله : "الطيرة شرك ، وما منا إلا .. ولكن الله يذهبه بالتوكل".
وقول: "وما منا …" الخ من قول ابن مسعود .
"السلسلة الصحيحة" رقم ( 429) ، و" غاية المرام"(186/303) ، و"صحيح موارد الظمآن" رقم (1194) .
وعن أنس بن مالك ، قال: قال رسول الله :"لا طيرة على من تطير،وإن في شيء؛ففي الدار والمرأة". وفي "الصحيح" طرف من أوله .
"الصحيحة" ( 789)،"صحيح موارد الظمآن" (1195).
وعن سعيد بن المسيب ، قال : سألت سعد بن أبي وقاص عن الطيرة ؟ فقال: سمعت رسول الله يقول :"لا عدوى ولا طيرة، ولا هام ؛ فإن تك الطيرة في شيء ؛ ففي الفرس والدار".
"السلسلة الصحيحة" رقم (789) ، و"الظلال" (266و267) ، و"صحيح موارد الظمآن" رقم (1196).
وفي رواية :"لا عدوى ، ولا طيرة ، ولا هام ، إن تكن الطيرة في شيءٍ ؛ ففي الفرس ، والمرأة والدار ، وإذا سمعتم بالطاعون بأرضٍ فلا تهبطوا، وإذا كان بأرضٍ وأنتم بها فلا تفروا منه ".
"السلسلة الصحيحة" برقم (789) .
عن أبي هريرة ، قال :كان رسول الله "يعجبه الفأل ، ويكره الطيرة" .
"الكلم الطيب" (248)،"صحيح موارد الظمآن" (1197).
وفي رواية عنه قال : قال رسول الله : "أصدق الطيرة الفأل ،والعين حق".
"السلسلة الصحيحة" (2576)و (6/1088) .
عن عقبة بن عامر الجهني قال سئل رسول الله عن الطيرة ؟ قال :"أصدقها الفأل ، ولا تردّ مسلماً " .
"الصحيحة " (6/155) .
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله : "لا شيء في الهام ، والعين حق ،وأصدق الطير الفأل " .
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (914) ، "الصحيحة" (2949) .
عن بريدة ، قال :كان رسول الله : "لا يتطير من شيء ، غير أنه إذا أراد أن يأتي أرضاً ؛ سأل عن اسمها ، فإن كان حسناً ؛ رُئي البشر من وجهه ، وإن كان قبيحاً ؛ رُئي ذلك من وجهه" . "الصحيحة" (762)،"صحيح موارد الظمآن" (1198).
عن ابن عباس قال : قال رسول الله : "ليس منّا من سحر ،أو سُحر له ،تكهن ، أو تُكُهن له أو تطير ، أو تُطير له ".
"الصحيحة" (2650) .
وعن ابن عباس قال : قال رسول الله : "لا طيرة ولا هامة ولا عدوى ، ولا صفر" .
فقال رجل : يا رسول الله ! إنا لنأخذ الشاة الجرباء فنطرحها في الغنم ، فقال رسول الله : "فمن أعدى الأول ؟!" .
"السلسلة الصحيحة" (782) ، و"صحيح موارد الظمآن" (1199).
وعن ابن مسعود قال : قال رسول الله : "لا يعدي شيء شيئاً لا يعدي شيء شيئاً "ثلاثاً" .فقال أعرابي فقال : يا رسول الله إن النّقبة تكون بمشفر البعير أو بعجبه فتشمل الإبل جرباً ؟ قال فسكت ساعة فقال : ما أعدى الأول ؟ لا عدوى ولا صفرة ولا هامة ،خلق الله كل نفس فكتب حياتها وموتها ومصيباتها ورزقها ". "السلسلة الصحيحة" (1152) .
عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال : حدثني رجال أهل رضىً وقناعة من أبناء الصحابة وأولية الناس أن رسول الله قال : "لا عدوى ، ولا هامة ، ولا صفر ، واتقوا المجذوم كما يتقى الأسد" .
"الصحيحة" (780) .
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله : "لا عدوى ، ولا طيرة ، ولا هامة ، ولا صفرة ، وفرّ من المجذوم كما تفر من الأسد " .
أخرجه البخاري معلقاً (10/129) .
وفي رواية : "لا عدوى ، وإذا رأيت المجذوم ففر منه كما تفر من الأسد" .
"الصحيحة" (2/ 414) .
عن ابن عباس مرفوعاً قال : قال رسول الله : "لا تديموا النظر إلى المجذومين ".
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير " (1/1/138) ،"الصحيحة"(1064).
عن أبي هريرة t عن النبي قال : "لا يعدي سقيم صحيحاً " .
"الصحيحة" (3/143) .
وعن أبي هريرة أيضاً قال : قال رسول الله : "لا يورد الممرض على المصح" .
أخرجه البخاري (10/198و200) ، ومسلم (7/32) .
الصفر: دواب البطن ، قال أبو عبيدة : سمعت يونس يسأل رؤبة بن العجاج عن الصفر ، فقال : هي حيّة تكون في البطن تصيب الماشية . الغريب لابن سلام (1/25) .
عدوى : يقال أعْدَى فلان فلانا من خُلُقه أو من علة به أو من جرب وفي الحديث لا عدوى أي لا يعدي شيء شيئا و العَدْوُ الحضر تقول عَدَا يعدو عَدْواً و أعْدَى فرسه وأعدى في منطقه أي جار ودفعت عنك عَاديَةَ فلان أي ظلمه وشره . مختار الصحاح (1/176) .
والغُولُ : أحد الغِيلان , وهي جِنُس من الجنّ والشياطين , كانت العَرب تَزْعُم أن الغُول في الفَلاة تتراءى للناس فَتَتَغوّل تغولا : أي تَتَلُّون تلَوُّنا في صُوَر شَتَّى , وتَغُولهم أي تُضِلُّهم عن الطريق وتُهْلِكُهم , فَنَفاه النبي صلى الله عليه وسلم وأبطله . النهاية في غريب الحديث (3/396) .
وقوله : "مجذوم" ،الأَجْذَمُ: الـمقطوع الـيَد، وقـيل: هو الذي ذهبت أَنامِلُه، جَذِمَتْ يَدُه جَذَماً و جَذَمها و أَجْذَمَها، و الـجَذْمةُ و الـجَذَمةُ: موضع الـجَذْم منها. و الـجِذْمة : القطعة من الـحبل وغيره. وحبل جِذْمٌ مَـجْذُوم ٌ: مقطوع، قال: هَلاَّ تُسَلِّـي حاجةٌ عَرَضَتْ عَلَقَ القَرينةِ حَبْلُها جِذْمُ و الـجَذَم: مصدر الأَجْذَم الـيَدِ، وهو الذي ذهبت أَصابع كفـيه. ويقال: ما الذي جَذَّمَ يَديه وما الذي أَجْذمه حتـى جَذِم. و الـجُذام من الدَّاء: معروف لِتَـجذُّم الأَصابع وتقطُّعها. لسان العرب (12/87) .
ما جاء في الأترج
ثبت في "الصحيحين" عن النبي أنه قال : "مثَلُ المُؤمِنِ الذِي يَقرَأُ القُرآن كمَثَلِ الأُترجَّةِ، طعْمُها طَيِّبٌ، وريحُها طَيِّبٌ" وتمامه: "ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة مُر طعمها وريحها طيب، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ كمثل الحنظلة مُر طعمها ولا ريح لها".
أخرجه البخاري في فضائل القرآن برقم (5020) عن أبي موسى الأشعري ، ومسلم في صلاة المسافرين برقم (797) .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : وفي الأترج منافع كثيرة ، وهو مركب من أربعة أشياء : قشر ، ولحم وحمض ، وبزر ، ولكل واحد منها مزاج يخصُّه ، فقشره حار يابس، ولحمه حار رطب ، وحمضه بارد يابس ، وبزره حار يابس.
ومن منافع قشره ، أنه إذا جعل في الثياب منع السوس ، ورائحته تُصلحُ فساد الهواء والوباء ، ويطيب النكهة إذا أمسكه في الفم .
وأما لحمه فملطِّف لحرارة المعدة ، نافع لأصحاب المِرَّة الصفراء، قامع للبخارات الحارة ، وقال الغافقي : أكل لحمه ينفع البواسير . انتهى .
وأما حمضه : فقابض كاسر للصفراء ، ومسكن للخفقان الحار ، نافع من اليرقان شرباً واكتحالاً ، قاطع للقيء الصفراوي ، مُشَهٍ للطعام ، عاقل للطبيعة ، نافع من الإسهال الصفراوي ، وعُصارة حمضه يُسكِّن غِلمة النساء ، وينفع طِلاء من الكَلَف ، ويذهب بالقوباء ، ويستدل على ذلك من فعله في البحر إذا وقع في الثياب قلعه، وله قوة تلطِّف وتقطع وتبرد وتطفيء حرارة الكبد، وتقوي المعدة، وتمنع حِدَّة المِرَّة الصفراء ، وتُزيلُ الغمَّ العارض منها ، ونسكن العطش .
وأما بزره : فله قوة محللة مجففة ، وقال ابن ماسوية : خاصية حَبِّه النفعُ مِن السموم القاتلة إذا شرب منه وزنُ مثقال مقشَّراً بماء فاتر ، وطِلاء مطبوخ ، وإن دُقَّ ووضع على موضع اللسعة ، نفع ، وهو ملين للطبيعة ، مطيب للنكهة ، وأكثر هذا الفعل موجود في قشرة.
وقال غيره ، خاصية حبه النفع من لسعات العقارب إذا شُرِبَ منه وزن مثقالين مقشراً بماء فاتر، وكذلك إذا دُقَّ ووُضعَ على موضع اللدغة.
وقال غيره : حبُّه يصلح للسموم كُلها ، وهو نافع من لدغ الهوام كلها.
وذُكِرَ أن بعض الأكاسرة غضِبً على قوم من الأطباء، فأمر بحبسهم وخيَّرهم أدماً لا يزيد لهم عليه ، فاختاروا الأترج ، فقيل لهم : لم اخترتموه على غيره ؟ فقالوا : لأنه في العاجل ريحان ، ومنظر مفرح ، وقشرهُ طيب الرائحة، ولحمه فاكهة، وحمضه أدم، وحبه ترياق، وفيه دهن.
وحقيق بشيء هذه منافعه أن يُشبه به خلاصة الوجود ، وهو المؤمن الذي يقرأ القرآن ، وكان بعضُ السلف يُحِبُّ النظر إليه لما في منظره من التفريح . اهـ . زاد المعاد .
وعن جابر بن عبد الله يقول سمعت النبي يقول : "لا عدوى ولا صفر ولا غول" . رواه مسلم برقم (5758).وسمعت أبا الزبير يذكر أن جابرا فسر لهم قوله : "ولا صفر" . فقال أبو الزبير الصفر البطن فقيل لجابر كيف قال كان يقال دواب البطن قال ولم يفسر الغول قال أبو الزبير هذه الغول التي تغول .
الصفر: دواب البطن. قال أبو عبيدة: سمعت يونس يسأل رؤبة بن العجاج عن الصفر, فقال: هي حيّة تكون في البطن تصيب الماشية . الغريب لابن سلام (1/25) .
عدوى : يقال أعْدَى فلان فلانا من خُلُقه أو من علة به أو من جرب وفي الحديث لا عدوى أي لا يعدي شيء شيئا و العَدْوُ الحضر تقول عَدَا يعدو عَدْواً و أعْدَى فرسه وأعدى في منطقه أي جار ودفعت عنك عَاديَةَ فلان أي ظلمه وشره . مختار الصحاح (1/176) .
والغُولُ : أحد الغِيلان , وهي جِنُس من الجنّ والشياطين , كانت العَرب تَزْعُم أن الغُول في الفَلاة تتراءى للناس فَتَتَغوّل تغولا : أي تَتَلُّون تلَوُّنا في صُوَر شَتَّى , وتَغُولهم أي تُضِلُّهم عن الطريق وتُهْلِكُهم , فَنَفاه النبي صلى الله عليه وسلم وأبطله . النهاية في غريب الحديث (3/396) .
وقال الإمام النووي : الصفر دواب في البطن وهى دود ، وكانوا يعتقدون أن في البطن دابة تهيج عند الجوع وربما قتلت صاحبها ، وكانت العرب تراها أعدى من الجرب ، وهذا التفسير هو الصحيح وبه قال مطرف وابن وهب وابن حبيت وأبو عبيد وخلائق من العلماء . ا هـ . شرح النووي (14/433ـ437).
وعن أبي هريرة قال سمعت النبي يقول : "لا طيرة وخيرها الفأل قيل يا رسول الله وما الفأل قال الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم" . رواه البخاري في الطب برقم (5754) ، ومسلم في الطب برقم (5759) .
قال النووي : قوله من رواية أبى هريرة : "لا عدوى ولا صفر ولا هامة فقال أعرابي يا رسول الله فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيجيء البعير الأجرب فيدخل فيها فيجربها كلها قال فمن أعدى الأول وفى رواية لا عدوى ولا طيرة ولاصفر ولا هامة" .
وفى رواية : أن أبا هريرة كان يحدث بحديث لا عدوى ويحدث عن النبي أيضا أنه قال : "لا يورد ممرض على مصح" ، ثم إن أبا هريرة اقتصر على رواية حديث "لا يورد ممرض على مصح" وأمسك عن حديث "لا عدوى" فراجعوه فيه ، وقالوا له إنا سمعناك تحدثه فأبى أن يعترف به ، قال أبو سلمة الراوي عن أبى هريرة : فلا أدري أنسى أبو هريرة أو نسخ أحد القولين الآخر ، قال جمهور العلماء : يجب الجمع بين هذين الحديثين وهما صحيحان ، قالوا وطريق الجمع أن حديث "لا عدوى" المراد به نفى ما كانت الجاهلية تزعمه وتعتقده أن المرض والعاهة تعدى بطبعها لا بفعل الله تعالى ، وأما حديث "لا يورد ممرض على مصح" ، فأرشد فيه إلى مجانية ما يحصل الضرر عنده في العادة بفعل الله تعالى وقدره ، فنفى في الحديث الأول العدوى بطبعها ولم ينف حصول الضرر عند ذلك بقدر الله تعالى وفعله ، وأرشد في الثاني إلى الاحتراز مما يحصل عنده الضرر بفعل الله وإرادته وقدره ، فهذا الذي ذكرناه من تصحيح الحديثين والجمع بينهما هو الصواب الذي عليه جمهور العلماء ويتعين المصير إليه ، ولا يؤثر نسيان أبى هريرة لحديث "لا عدوى" لوجهين: أحدهما أن نسيان الراوي للحديث الذي رواه لا يقدح في صحته عند جماهير العلماء بل يجب العمل به ، والثاني أن هذا اللفظ ثابت من رواية غير أبي هريرة ، فقد ذكر مسلم هذا من رواية السائب بن يزيد ، وجابر بن عبد الله ، وأنس ابن مالك ، وابن عمر عن النبي ، وحكى المازري ، والقاضي عياض ، عن بعض العلماء أن حديث "لا يورد ممرض على مصح" منسوخ بحديث "لا عدوى" وهذا غلط لوجهين أحدهما أن النسخ يشترط فيه تعذر الجمع بين الحديثين ولم يتعذر بل قد جمعنا بينهما ، والثاني أنه يشترط فيه معرفة التاريخ وتأخر الناسخ وليس ذلك موجود هنا ، وقال آخرون حديث "لا عدوى" على ظاهره ، وأما النهى عن إيراد الممرض على المصح فليس للعدوى بل للتأذي بالرائحة الكريهة وقبح صورته وصورة المجذوم ، والصواب ما سبق والله أعلم . اهـ . شرح النووي (14/433ـ437).
قوله قال عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله : "الطيرة شرك ، وما منا إلا .. ولكن الله يذهبه بالتوكل".
وقول: "وما منا …" الخ من قول ابن مسعود .
"السلسلة الصحيحة" رقم ( 429) ، و" غاية المرام"(186/303) ، و"صحيح موارد الظمآن" رقم (1194) .
وعن أنس بن مالك ، قال: قال رسول الله :"لا طيرة على من تطير،وإن في شيء؛ففي الدار والمرأة". وفي "الصحيح" طرف من أوله .
"الصحيحة" ( 789)،"صحيح موارد الظمآن" (1195).
وعن سعيد بن المسيب ، قال : سألت سعد بن أبي وقاص عن الطيرة ؟ فقال: سمعت رسول الله يقول :"لا عدوى ولا طيرة، ولا هام ؛ فإن تك الطيرة في شيء ؛ ففي الفرس والدار".
"السلسلة الصحيحة" رقم (789) ، و"الظلال" (266و267) ، و"صحيح موارد الظمآن" رقم (1196).
وفي رواية :"لا عدوى ، ولا طيرة ، ولا هام ، إن تكن الطيرة في شيءٍ ؛ ففي الفرس ، والمرأة والدار ، وإذا سمعتم بالطاعون بأرضٍ فلا تهبطوا، وإذا كان بأرضٍ وأنتم بها فلا تفروا منه ".
"السلسلة الصحيحة" برقم (789) .
عن أبي هريرة ، قال :كان رسول الله "يعجبه الفأل ، ويكره الطيرة" .
"الكلم الطيب" (248)،"صحيح موارد الظمآن" (1197).
وفي رواية عنه قال : قال رسول الله : "أصدق الطيرة الفأل ،والعين حق".
"السلسلة الصحيحة" (2576)و (6/1088) .
عن عقبة بن عامر الجهني قال سئل رسول الله عن الطيرة ؟ قال :"أصدقها الفأل ، ولا تردّ مسلماً " .
"الصحيحة " (6/155) .
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله : "لا شيء في الهام ، والعين حق ،وأصدق الطير الفأل " .
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (914) ، "الصحيحة" (2949) .
عن بريدة ، قال :كان رسول الله : "لا يتطير من شيء ، غير أنه إذا أراد أن يأتي أرضاً ؛ سأل عن اسمها ، فإن كان حسناً ؛ رُئي البشر من وجهه ، وإن كان قبيحاً ؛ رُئي ذلك من وجهه" . "الصحيحة" (762)،"صحيح موارد الظمآن" (1198).
عن ابن عباس قال : قال رسول الله : "ليس منّا من سحر ،أو سُحر له ،تكهن ، أو تُكُهن له أو تطير ، أو تُطير له ".
"الصحيحة" (2650) .
وعن ابن عباس قال : قال رسول الله : "لا طيرة ولا هامة ولا عدوى ، ولا صفر" .
فقال رجل : يا رسول الله ! إنا لنأخذ الشاة الجرباء فنطرحها في الغنم ، فقال رسول الله : "فمن أعدى الأول ؟!" .
"السلسلة الصحيحة" (782) ، و"صحيح موارد الظمآن" (1199).
وعن ابن مسعود قال : قال رسول الله : "لا يعدي شيء شيئاً لا يعدي شيء شيئاً "ثلاثاً" .فقال أعرابي فقال : يا رسول الله إن النّقبة تكون بمشفر البعير أو بعجبه فتشمل الإبل جرباً ؟ قال فسكت ساعة فقال : ما أعدى الأول ؟ لا عدوى ولا صفرة ولا هامة ،خلق الله كل نفس فكتب حياتها وموتها ومصيباتها ورزقها ". "السلسلة الصحيحة" (1152) .
عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال : حدثني رجال أهل رضىً وقناعة من أبناء الصحابة وأولية الناس أن رسول الله قال : "لا عدوى ، ولا هامة ، ولا صفر ، واتقوا المجذوم كما يتقى الأسد" .
"الصحيحة" (780) .
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله : "لا عدوى ، ولا طيرة ، ولا هامة ، ولا صفرة ، وفرّ من المجذوم كما تفر من الأسد " .
أخرجه البخاري معلقاً (10/129) .
وفي رواية : "لا عدوى ، وإذا رأيت المجذوم ففر منه كما تفر من الأسد" .
"الصحيحة" (2/ 414) .
عن ابن عباس مرفوعاً قال : قال رسول الله : "لا تديموا النظر إلى المجذومين ".
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير " (1/1/138) ،"الصحيحة"(1064).
عن أبي هريرة t عن النبي قال : "لا يعدي سقيم صحيحاً " .
"الصحيحة" (3/143) .
وعن أبي هريرة أيضاً قال : قال رسول الله : "لا يورد الممرض على المصح" .
أخرجه البخاري (10/198و200) ، ومسلم (7/32) .
الصفر: دواب البطن ، قال أبو عبيدة : سمعت يونس يسأل رؤبة بن العجاج عن الصفر ، فقال : هي حيّة تكون في البطن تصيب الماشية . الغريب لابن سلام (1/25) .
عدوى : يقال أعْدَى فلان فلانا من خُلُقه أو من علة به أو من جرب وفي الحديث لا عدوى أي لا يعدي شيء شيئا و العَدْوُ الحضر تقول عَدَا يعدو عَدْواً و أعْدَى فرسه وأعدى في منطقه أي جار ودفعت عنك عَاديَةَ فلان أي ظلمه وشره . مختار الصحاح (1/176) .
والغُولُ : أحد الغِيلان , وهي جِنُس من الجنّ والشياطين , كانت العَرب تَزْعُم أن الغُول في الفَلاة تتراءى للناس فَتَتَغوّل تغولا : أي تَتَلُّون تلَوُّنا في صُوَر شَتَّى , وتَغُولهم أي تُضِلُّهم عن الطريق وتُهْلِكُهم , فَنَفاه النبي صلى الله عليه وسلم وأبطله . النهاية في غريب الحديث (3/396) .
وقوله : "مجذوم" ،الأَجْذَمُ: الـمقطوع الـيَد، وقـيل: هو الذي ذهبت أَنامِلُه، جَذِمَتْ يَدُه جَذَماً و جَذَمها و أَجْذَمَها، و الـجَذْمةُ و الـجَذَمةُ: موضع الـجَذْم منها. و الـجِذْمة : القطعة من الـحبل وغيره. وحبل جِذْمٌ مَـجْذُوم ٌ: مقطوع، قال: هَلاَّ تُسَلِّـي حاجةٌ عَرَضَتْ عَلَقَ القَرينةِ حَبْلُها جِذْمُ و الـجَذَم: مصدر الأَجْذَم الـيَدِ، وهو الذي ذهبت أَصابع كفـيه. ويقال: ما الذي جَذَّمَ يَديه وما الذي أَجْذمه حتـى جَذِم. و الـجُذام من الدَّاء: معروف لِتَـجذُّم الأَصابع وتقطُّعها. لسان العرب (12/87) .
ما جاء في الأترج
ثبت في "الصحيحين" عن النبي أنه قال : "مثَلُ المُؤمِنِ الذِي يَقرَأُ القُرآن كمَثَلِ الأُترجَّةِ، طعْمُها طَيِّبٌ، وريحُها طَيِّبٌ" وتمامه: "ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة مُر طعمها وريحها طيب، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ كمثل الحنظلة مُر طعمها ولا ريح لها".
أخرجه البخاري في فضائل القرآن برقم (5020) عن أبي موسى الأشعري ، ومسلم في صلاة المسافرين برقم (797) .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : وفي الأترج منافع كثيرة ، وهو مركب من أربعة أشياء : قشر ، ولحم وحمض ، وبزر ، ولكل واحد منها مزاج يخصُّه ، فقشره حار يابس، ولحمه حار رطب ، وحمضه بارد يابس ، وبزره حار يابس.
ومن منافع قشره ، أنه إذا جعل في الثياب منع السوس ، ورائحته تُصلحُ فساد الهواء والوباء ، ويطيب النكهة إذا أمسكه في الفم .
وأما لحمه فملطِّف لحرارة المعدة ، نافع لأصحاب المِرَّة الصفراء، قامع للبخارات الحارة ، وقال الغافقي : أكل لحمه ينفع البواسير . انتهى .
وأما حمضه : فقابض كاسر للصفراء ، ومسكن للخفقان الحار ، نافع من اليرقان شرباً واكتحالاً ، قاطع للقيء الصفراوي ، مُشَهٍ للطعام ، عاقل للطبيعة ، نافع من الإسهال الصفراوي ، وعُصارة حمضه يُسكِّن غِلمة النساء ، وينفع طِلاء من الكَلَف ، ويذهب بالقوباء ، ويستدل على ذلك من فعله في البحر إذا وقع في الثياب قلعه، وله قوة تلطِّف وتقطع وتبرد وتطفيء حرارة الكبد، وتقوي المعدة، وتمنع حِدَّة المِرَّة الصفراء ، وتُزيلُ الغمَّ العارض منها ، ونسكن العطش .
وأما بزره : فله قوة محللة مجففة ، وقال ابن ماسوية : خاصية حَبِّه النفعُ مِن السموم القاتلة إذا شرب منه وزنُ مثقال مقشَّراً بماء فاتر ، وطِلاء مطبوخ ، وإن دُقَّ ووضع على موضع اللسعة ، نفع ، وهو ملين للطبيعة ، مطيب للنكهة ، وأكثر هذا الفعل موجود في قشرة.
وقال غيره ، خاصية حبه النفع من لسعات العقارب إذا شُرِبَ منه وزن مثقالين مقشراً بماء فاتر، وكذلك إذا دُقَّ ووُضعَ على موضع اللدغة.
وقال غيره : حبُّه يصلح للسموم كُلها ، وهو نافع من لدغ الهوام كلها.
وذُكِرَ أن بعض الأكاسرة غضِبً على قوم من الأطباء، فأمر بحبسهم وخيَّرهم أدماً لا يزيد لهم عليه ، فاختاروا الأترج ، فقيل لهم : لم اخترتموه على غيره ؟ فقالوا : لأنه في العاجل ريحان ، ومنظر مفرح ، وقشرهُ طيب الرائحة، ولحمه فاكهة، وحمضه أدم، وحبه ترياق، وفيه دهن.
وحقيق بشيء هذه منافعه أن يُشبه به خلاصة الوجود ، وهو المؤمن الذي يقرأ القرآن ، وكان بعضُ السلف يُحِبُّ النظر إليه لما في منظره من التفريح . اهـ . زاد المعاد .
ما جاء في علاج عرق النسا
عن محمد بن سيرين ، عن أنس بن مالك ، قال : سمعت رسول الله يقول : "دواء عرق النسا ألية شاةٍ أعرابية تذاب،ثم تجزأ ثلاثة أجزاءٍ،ثم يشرب على الريق في كل يوم جزء".
أخرجه ابن ماجة (3463) في الطب : باب دواء عرق النسا ، ورجاله ثقات،وقال البوصيري في"الزوائد"(1/216):إسناده صحيح "السلسلة الصحيحة"(1899).
قال الأمام أبو عبد الله محمد المقدسي : (عرق النسا) : وجع يبتدئ من مفصل الورك ، وينـزل من خلف على الفخذ وربما على الكعب ، وكلما طالت مدته زاد نزوله وتهزل معه الرجل والفخذ . وفي هذا الخبر تسميةُ هذا المرض بعرق النسا أعمُّ من النساء ؛فهو من إضافة العام إلى الخاص ككل الدرهم أو بعضها . وإن النسا هو المرض الحالُّ بالعرق فهو إضافة الشيء إلى محله . ومنع بعضهم من هذه التسمية وقال :
النسا : هو العرق نفسه فيكون من إضافة الشيء إلى نفسه وهو ممتنع . وقيل : سمي بذلك لأن ألمه ينسي ما سواه ، وهذا الخبرُ خطابٌ لأهل الحجاز وما قاربهم ، لأن هذا المرض يحدثُ من يبس أو مادة غليظة أو لزجة فعلاجها بالإسهال . والألية فيها الخاصتان الإنضاجُ والإخراج . وتعيين الشاة بالأعرابية لقلة فضولها ورعيها نبات البر الحار كالشيح والغالب على استعمال الأدوية المفردة ، وغالب أطباء الهند والروم واليونان يعتنون بالمركبة. والتحقيق اختلاف الدواء باختلاف الغذاء ، فالعرب والبوادي غذاؤهم بسيط ، فمرضهم بسيط ، فدواؤهم بسيط ، والعكس بالعكس ، والله أعلم . "الآداب الشرعية" (2/396).
أخرجه ابن ماجة (3463) في الطب : باب دواء عرق النسا ، ورجاله ثقات،وقال البوصيري في"الزوائد"(1/216):إسناده صحيح "السلسلة الصحيحة"(1899).
قال الأمام أبو عبد الله محمد المقدسي : (عرق النسا) : وجع يبتدئ من مفصل الورك ، وينـزل من خلف على الفخذ وربما على الكعب ، وكلما طالت مدته زاد نزوله وتهزل معه الرجل والفخذ . وفي هذا الخبر تسميةُ هذا المرض بعرق النسا أعمُّ من النساء ؛فهو من إضافة العام إلى الخاص ككل الدرهم أو بعضها . وإن النسا هو المرض الحالُّ بالعرق فهو إضافة الشيء إلى محله . ومنع بعضهم من هذه التسمية وقال :
النسا : هو العرق نفسه فيكون من إضافة الشيء إلى نفسه وهو ممتنع . وقيل : سمي بذلك لأن ألمه ينسي ما سواه ، وهذا الخبرُ خطابٌ لأهل الحجاز وما قاربهم ، لأن هذا المرض يحدثُ من يبس أو مادة غليظة أو لزجة فعلاجها بالإسهال . والألية فيها الخاصتان الإنضاجُ والإخراج . وتعيين الشاة بالأعرابية لقلة فضولها ورعيها نبات البر الحار كالشيح والغالب على استعمال الأدوية المفردة ، وغالب أطباء الهند والروم واليونان يعتنون بالمركبة. والتحقيق اختلاف الدواء باختلاف الغذاء ، فالعرب والبوادي غذاؤهم بسيط ، فمرضهم بسيط ، فدواؤهم بسيط ، والعكس بالعكس ، والله أعلم . "الآداب الشرعية" (2/396).
ما جاء في علاج يبس البطن
واحتياجه إلى ما يمشيه ويلينه
عن أنس ، عن رسول الله أنه قال : "ثلاث فيهن شفاء من كل داء إلا السام : السنا و السنوت". صحيح الجامع رقم (3034) .
ويروى عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت : قال رسول الله : "بماذا كُنْتِ تستمشين" ؟ قالت : بالشبرم ، قال : "حارٌ جارٌ" ، قالت : ثم استمشيت بالسنا ، فقال : "لو كان شيءٌ يشفي من الموت لكان السنا".
أخرجه الترمذي (2082)،وابن ماجة (3461)، وأحمد في المسند ، (6/369) برقم (27125) ،والحاكم (4/200،201) ، والبيهقي في الكبرى (19364) . ضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم (4807) .
ويروى عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت : قال رسول الله : "بماذا كُنْتِ تستمشين" ؟ قالت : بالشبرم ، قال : "حارٌ جارٌ" ، قالت : ثم استمشيت بالسنا ، فقال : "لو كان شيءٌ يشفي من الموت لكان السنا".
أخرجه الترمذي (2082)،وابن ماجة (3461)، وأحمد في المسند ، (6/369) برقم (27125) ،والحاكم (4/200،201) ، والبيهقي في الكبرى (19364) . ضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم (4807) .
وعنها رضي الله عنها ، أن رسول الله دخل عليها ذات يوم ، وعندها شبرم تدقه فقال : "ما تصنعين بهذا" ، فقالت : نشربه ، فقال : "لو أنَّ شيئاً يدفعُ الموتَ أو ينفع من الموتِ نفع السّنَا" . مستدرك الحاكم برقم (7441) ، من حديث عمر بن الخطاب .
الشبرم : شجر صغير وكبير له قضيبان حمراء ملمعة ببياض ،في رؤوس قضبانها جُمّة من ورق ،وله نور صغار صفراء إلى بيضاء يسقط ويخلف مراود صغار فيها حب صغير أحمر اللون واهٍ عروق عليها قشور حمر.كثير استعماله في الطب القديم ،وكان ينجم عنه أضرار بالغة لأنه نبات سام، وكل فائدته أنه مسهل.كتاب"العلاج بالأغذية الطبيعية والأعشاب" (36) .
قوله : "بما تستمشين" ، أي : بأي دواء تستطلقين بطنك حتى يمشي ولا يصير بمنـزلة الواقف فيؤذي باحتباس النجو ، ولهذا سمي الدواء المسهل مشيا على وزن فعيل ، وقيل لأن المسهول يكثر المشي والاختلاف للحاجة .
وقال الجزري في النهاية أي بما تسهلين بطنك ، ويجوز أن يكون أراد المشي الذي يعرض عند شرب الدواء إلى المخرج انتهى .
قالت : بالشبرم ، بضم شين معجمة فسكون موحدة وراء مضمومة ، وهو من جملة الأدوية اليتوعية ، وهو قشر عرق شجرة ، وهو حار يابس في الدرجة الرابعة ، وأجوده المائل إلى الحمرة الخفيف الرقيق الذي يشبه الجلد الملفوف ، وبالجملة فهو الأدوية التي أوصى الأطباء بترك استعمالها لخطرها وفرط إسهالها ، وقال الجزري في النهاية الشبرم حب يشبه الحمص يطبخ ويشرب ماؤه للتداوي ، وقيل إنه نوع من الشبح انتهى .
قال : حار ، بحاء مهملة وتشديد راء بينهما ألف جار بالجيم ، قال الحافظ ابن القيم : قوله "حار جار" ، ويروى حار يار ، قال أبو عبيد وأكثر كلامهم بالياء قال وفيه قولان أحدهما أن الحار الجار بالجيم الشديد الإسهال فوصفه بالحرارة وشدة الإسهال ، وكذلك هو ما قاله أبو حنيفة الدينوري ، والثاني وهو الصواب أن هذا من الإتباع الذي يقصد به تأكيد الأول ويكون بين التأكيد اللفظي والمعنوي ، ولهذا يراعون فيه إتباعه في أكثر حروفه كقولهم حسن بسن أي كامل الحسن ، وقولهم حسن قسن بالقاف ، ومنه شيطان ليطان وحار جار مع أن الجار معنى آخر ، وهو الذي يجر الشيء الذي يصيبه من شدة حرارته وجذبه له كأنه ينـزعه ويسلخه ، ويار إما لغة في جار كقولهم صهري وصهريج والصهاري والصهاريج وإما إتباع مستقل انتهى . ثم استمشيت بالسنا فيه لغتان المد والقصر ، وهو نبت حجازي أفضله المكي ، وهو دواء شريف مأمون الغائلة قريب من الاعتدال حار يابس في الدرجة الأولى يسهل الصفراء والسوداء ويقوي جرم القلب ، وهذه فضيلة شريفة فيه ، وخاصيته النفع من الوسواس السوداوي ومن الشقاق العارض في البدن ويفتح العضل وانتشار الشعر ومن القمل والصداع العتيق والجرب والبثور والحكة والصرع .
طريقة التحضير :
وشرب مائه مطبوخا أصلح من شربه مدقوقا ، ومقدار الشربة منه إلى ثلاثة دراهم ومن مائه إلى خمسة دراهم ، وإن طبخ معه شيء من زهر البنفسج والزبيب الأحمر المنـزوع العجم كان أصلح فقال النبي ، أي بعد ما سألني ثانيا ، أو حين ذكرت له من غير سؤال استعلاما واستكشافا . اهـ . تحفة الأحوذي (6/212) .
عن إبراهيم بن أبي عبلة ، قال : سمعت عبد الله بن أم حرام ، وكان قد صلى مع رسول الله القبلتين يقول: سمعت رسول الله يقول : "عليكم بالسنا والسنوت ، فإن فيهما شفاءً من كل داءٍ إلا السام" ،قيل : يا رسول الله ! وما السام ؟ قال :"الموت".
أخرجه ابن ماجة (3457) ، والحاكم (4/201) ، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" برقم (1798).
قال الإمام أبو عبد الله محمد المقدسي:والشبرم : قشر عرق شجرة ، حار في الرابعة ، لم ير الأطباء استعماله لفرط إسهاله . الآداب الشرعية .
السَّنَا : مقصور ضوء البرق ، والسنا أيضا نبت يتداوى به ، والسَّنَاءُ من الرفعة ممدود و السَّنِيُّ الرفيع و أسْنَاهُ رفعه و سَنَّاهُ تَسْنِيَةً فتحه وسهله الفراء تَسَنَّى تغير . مختار الصحاح (1/134) .
قال ابن مفلح الحنبلي : وأما السنا فبالمد والقصر : نبت حجازي أفضله المكي مأمون حار يابس في الدرجة الأولى يسهل الصفراء والسوداء ويقوي جرم القلب .الآداب الشرعية (397).
وعن أنس بن مالك ، أن رسول الله قال : "عليكم بأربع فإن فيهن شفاء من كلّ داء إلا السام وهو الموت : السنا والسنوت ، والثُّفَّاء ، والحبة السوداء" .
ذكره ابن القيم في "الطب النبوي" (296) . بمعناه .
وفي رواية : "ثلاث فيهن شفاء من كل داء إلا السام : السنا و السنوت" . صحيح الجامع رقم (3034) .
وعن ابن عباس قال ، قال رسول الله : "إنَّ خير ما تداويتم به اللدود والسعوط والمشي" . رواه الترمذي وحسنه ، والحاكم وصححه ، وأبو نعيم في الطب النبوي .
ثُّفاء : هو الخردل ، وقيل الحُرف ، ويسميه أهل العراق حَبَّ الرَّشاد ، الواحدة ثفاءة ، وجعله مُرّاً للحروقة التي فيه ولذعة للسان . الجامع في غريب الحديث (1/380) مادة ثفأ .
السَّنُّوت : قيل العسل ، وقيل الرُّب، وقيل الكمون .الجامع (3/164) .
اللدود : هو الدواء يسقاه المريض في أحد جانبي الفم ، يدخل بالأصبع، وهو من لديد أي جانبه .
السعوط : الدواء الذي يُصب في الأنف أو يتعاطى بالاستنشاق عن طريق الفم .
المشي : هو الدواء المسهل لأنه يحمل متعاطيه على المشي إلى دورة المياه .
قوله : "بما تستمشين" ، أي : بأي دواء تستطلقين بطنك حتى يمشي ولا يصير بمنـزلة الواقف فيؤذي باحتباس النجو ، ولهذا سمي الدواء المسهل مشيا على وزن فعيل ، وقيل لأن المسهول يكثر المشي والاختلاف للحاجة .
وقال الجزري في النهاية أي بما تسهلين بطنك ، ويجوز أن يكون أراد المشي الذي يعرض عند شرب الدواء إلى المخرج انتهى .
قالت : بالشبرم ، بضم شين معجمة فسكون موحدة وراء مضمومة ، وهو من جملة الأدوية اليتوعية ، وهو قشر عرق شجرة ، وهو حار يابس في الدرجة الرابعة ، وأجوده المائل إلى الحمرة الخفيف الرقيق الذي يشبه الجلد الملفوف ، وبالجملة فهو الأدوية التي أوصى الأطباء بترك استعمالها لخطرها وفرط إسهالها ، وقال الجزري في النهاية الشبرم حب يشبه الحمص يطبخ ويشرب ماؤه للتداوي ، وقيل إنه نوع من الشبح انتهى .
قال : حار ، بحاء مهملة وتشديد راء بينهما ألف جار بالجيم ، قال الحافظ ابن القيم : قوله "حار جار" ، ويروى حار يار ، قال أبو عبيد وأكثر كلامهم بالياء قال وفيه قولان أحدهما أن الحار الجار بالجيم الشديد الإسهال فوصفه بالحرارة وشدة الإسهال ، وكذلك هو ما قاله أبو حنيفة الدينوري ، والثاني وهو الصواب أن هذا من الإتباع الذي يقصد به تأكيد الأول ويكون بين التأكيد اللفظي والمعنوي ، ولهذا يراعون فيه إتباعه في أكثر حروفه كقولهم حسن بسن أي كامل الحسن ، وقولهم حسن قسن بالقاف ، ومنه شيطان ليطان وحار جار مع أن الجار معنى آخر ، وهو الذي يجر الشيء الذي يصيبه من شدة حرارته وجذبه له كأنه ينـزعه ويسلخه ، ويار إما لغة في جار كقولهم صهري وصهريج والصهاري والصهاريج وإما إتباع مستقل انتهى . ثم استمشيت بالسنا فيه لغتان المد والقصر ، وهو نبت حجازي أفضله المكي ، وهو دواء شريف مأمون الغائلة قريب من الاعتدال حار يابس في الدرجة الأولى يسهل الصفراء والسوداء ويقوي جرم القلب ، وهذه فضيلة شريفة فيه ، وخاصيته النفع من الوسواس السوداوي ومن الشقاق العارض في البدن ويفتح العضل وانتشار الشعر ومن القمل والصداع العتيق والجرب والبثور والحكة والصرع .
طريقة التحضير :
وشرب مائه مطبوخا أصلح من شربه مدقوقا ، ومقدار الشربة منه إلى ثلاثة دراهم ومن مائه إلى خمسة دراهم ، وإن طبخ معه شيء من زهر البنفسج والزبيب الأحمر المنـزوع العجم كان أصلح فقال النبي ، أي بعد ما سألني ثانيا ، أو حين ذكرت له من غير سؤال استعلاما واستكشافا . اهـ . تحفة الأحوذي (6/212) .
عن إبراهيم بن أبي عبلة ، قال : سمعت عبد الله بن أم حرام ، وكان قد صلى مع رسول الله القبلتين يقول: سمعت رسول الله يقول : "عليكم بالسنا والسنوت ، فإن فيهما شفاءً من كل داءٍ إلا السام" ،قيل : يا رسول الله ! وما السام ؟ قال :"الموت".
أخرجه ابن ماجة (3457) ، والحاكم (4/201) ، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" برقم (1798).
قال الإمام أبو عبد الله محمد المقدسي:والشبرم : قشر عرق شجرة ، حار في الرابعة ، لم ير الأطباء استعماله لفرط إسهاله . الآداب الشرعية .
السَّنَا : مقصور ضوء البرق ، والسنا أيضا نبت يتداوى به ، والسَّنَاءُ من الرفعة ممدود و السَّنِيُّ الرفيع و أسْنَاهُ رفعه و سَنَّاهُ تَسْنِيَةً فتحه وسهله الفراء تَسَنَّى تغير . مختار الصحاح (1/134) .
قال ابن مفلح الحنبلي : وأما السنا فبالمد والقصر : نبت حجازي أفضله المكي مأمون حار يابس في الدرجة الأولى يسهل الصفراء والسوداء ويقوي جرم القلب .الآداب الشرعية (397).
وعن أنس بن مالك ، أن رسول الله قال : "عليكم بأربع فإن فيهن شفاء من كلّ داء إلا السام وهو الموت : السنا والسنوت ، والثُّفَّاء ، والحبة السوداء" .
ذكره ابن القيم في "الطب النبوي" (296) . بمعناه .
وفي رواية : "ثلاث فيهن شفاء من كل داء إلا السام : السنا و السنوت" . صحيح الجامع رقم (3034) .
وعن ابن عباس قال ، قال رسول الله : "إنَّ خير ما تداويتم به اللدود والسعوط والمشي" . رواه الترمذي وحسنه ، والحاكم وصححه ، وأبو نعيم في الطب النبوي .
ثُّفاء : هو الخردل ، وقيل الحُرف ، ويسميه أهل العراق حَبَّ الرَّشاد ، الواحدة ثفاءة ، وجعله مُرّاً للحروقة التي فيه ولذعة للسان . الجامع في غريب الحديث (1/380) مادة ثفأ .
السَّنُّوت : قيل العسل ، وقيل الرُّب، وقيل الكمون .الجامع (3/164) .
اللدود : هو الدواء يسقاه المريض في أحد جانبي الفم ، يدخل بالأصبع، وهو من لديد أي جانبه .
السعوط : الدواء الذي يُصب في الأنف أو يتعاطى بالاستنشاق عن طريق الفم .
المشي : هو الدواء المسهل لأنه يحمل متعاطيه على المشي إلى دورة المياه .
ما جاء في علاج ذات الجنب
و ما جاء في علاج العُذرة ، وفي العلاج
بالسعوط والقسط البحري
عن زيد بن أرقم ، أن النبي قال : "تداووا من ذات الجنب بالقسط البحري والزيت".
أخرجه الترمذي في الطب برقم (2080) ، باب ما جاء في دواء ذات الجنب ، وأحمد (4/369) ، والحاكم (4/202) ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم (2814) .
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : لددنا رسول الله فأشار أن لا تلدوني ، فقلنا : كراهية المريض للدواء ، فلما أفاق قال : "ألم أنهكم أن تلدوني ، لا يبقى منكم أحد إلا لدّ غير عمي العباس ، فإنه لم يشهدكم".
أخرجه البخاري (10/ 140) في الطب ، باب اللدود ، ومسلم في السلام برقم (2213) ، باب كراهة التداوي باللدود .
قال أهل اللغة اللدود : بفتح اللام هو الدواء الذي يصب في أحد جانبي فم المريض ويسقا أو يدخل هناك بإصبع وغيرها ويحنك به ، ويقال منه لددته ألده ، وحكى الجوهري أيضا ألددته رباعيا والتددت أنا ، قال الجوهري ويقال للدود لديد أيضا ، وإنما أمر بلدهم عقوبة لهم حين خالفوه في إشارته إليهم لا تلدوني ، ففيه أن الإشارة المفهمة تصريح العبارة في نحو هذه المسألة ، وفيه تعزيز المتعدى بنحو من فعله الذي تعدى به إلا أن يكون فعلا محرماً . اهـ . شرح النووي (14/419ـ420) .
وفي "الصحيحين": من حديث انس ، عن النبي : "خيرُ ما تداويتم به الحِجامة والقُسطُ البحري" سبق تخريجه.
القُسط نوعان : أحدهما : الأبيض الذي يقال له : البحري ، والآخر : الهندي وهو أشدهما حراً ، والأبيض ألينهما ، ومنافعهما كثيرة جداً .
وقال جالينوس : ينفع من الكزاز ، ووجع الجنبين ، ويقتل حب القَرَع .
وقد خفي على جهال الأطباء نفعه من وجع ذات الجنب، فأنكروه، ولو ظفر هذا الجاهل بهذا النقل عن جالينوس لنـزله منزلة النص، كيف وقد نصّ كثير من الأطباء المتقدمين على أن القسط يصلح للنوع البلغمي من ذات الجنب، ذكره الخطابي عن محمد بن الجهم . الطب النبوي (1/223) .
عن أم قيس بنت محصن أخت عكاشة بن محصن قالت : "دخلت بابن لي على رسول الله لم يأكل الطعام فبال عليه فدعا بماء فرشه" .
قالت ودخلت عليه بابن لي قد أعلقت عليه من العذرة فقال : "علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق عليكن بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفيه منها ذات الجنب يسعط من العذرة ويلد من ذات الجنب" . رواه البخاري في الطب برقم (663،664) ، ومسلم في الطب برقم (5726) .
قال النووي رحمه الله تعالى :
وأما قوله : "فيه سبعة أشفية" . فقد أطبق الأطباء في كتبهم على أنه يدر الطمث والبول ، وينفع من السموم ، ويحرك شهوة الجماع ، ويقتل الدود وحب القرع في الأمعاء إذا شرب بعسل ، ويذهب الكلف إذا طلى عليه ، وينفع من بدر المعدة والكبد ويردهما ومن حمى الورد والربع وغير ذلك صنفان بحري وهندي ، والبحري هو القسط الأبيض وهو أكثر من صنفين ، ونص بعضهم أن البحري أفضل من الهندي وهو أقل حرارة منه ، وقيل هما حاران يابسان في الدرجة الثالثة ، والهندي أشد حرا في الجزء الثالث من الحرارة ، وقال ابن سنيا القسط حار في الثالثة يابس في الثانية ، فقد اتفق العلماء على هذه المنافع التي ذكرناها في القسط فصار ممدوحا شرعا وطبا وإنما عددنا منافع القسط من كتب الأطباء لأن النبي ذكر منها عددا مجملا . اهـ . شرح مسلم (14/416).
وثبت عنه في "الصحيحين" أنه قال : "خير ما تداويتم به الحجامة ، والقسط البحري ، ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة" .
أخرجه البخاري (10/ 127) في الطب : باب الحجامة من الدواء ، ومسلم في المساقاة برقم (1577) ، باب حل أجرة الحجامة .
عن جابر بن عبد الله قال : دخل رسول الله على عائشة ، وعندها صبي يسيل منخراه دماً ، فقال : "ما هذا ؟" ، فقالوا : به العذرة ، أو وجع في رأسه ، فقال : "ويلكن لا تقتلن أولادكن ، أيما امرأةٍ أصاب ولدها عذرةٌ أو وجع في رأسه ، فلتأخذ قسطاً هندياً فلتحكه بماءٍ ، ثم تسعطه إياه". فأمرت عائشة رضي الله عنها فصنع ذلك بالصبي ، فبرأ .
أخرجه أحمد (3/31) وإسناده صحيح ، وأورده الهيثمي في "المجمع" (5/89) وزاد نسبته لأبي يعلى والبزار وقال : ورجالهم رجال الصحيح ، "المطالب العالية" (3/80ـ81) .
أخرجه الترمذي في الطب برقم (2080) ، باب ما جاء في دواء ذات الجنب ، وأحمد (4/369) ، والحاكم (4/202) ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم (2814) .
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : لددنا رسول الله فأشار أن لا تلدوني ، فقلنا : كراهية المريض للدواء ، فلما أفاق قال : "ألم أنهكم أن تلدوني ، لا يبقى منكم أحد إلا لدّ غير عمي العباس ، فإنه لم يشهدكم".
أخرجه البخاري (10/ 140) في الطب ، باب اللدود ، ومسلم في السلام برقم (2213) ، باب كراهة التداوي باللدود .
قال أهل اللغة اللدود : بفتح اللام هو الدواء الذي يصب في أحد جانبي فم المريض ويسقا أو يدخل هناك بإصبع وغيرها ويحنك به ، ويقال منه لددته ألده ، وحكى الجوهري أيضا ألددته رباعيا والتددت أنا ، قال الجوهري ويقال للدود لديد أيضا ، وإنما أمر بلدهم عقوبة لهم حين خالفوه في إشارته إليهم لا تلدوني ، ففيه أن الإشارة المفهمة تصريح العبارة في نحو هذه المسألة ، وفيه تعزيز المتعدى بنحو من فعله الذي تعدى به إلا أن يكون فعلا محرماً . اهـ . شرح النووي (14/419ـ420) .
وفي "الصحيحين": من حديث انس ، عن النبي : "خيرُ ما تداويتم به الحِجامة والقُسطُ البحري" سبق تخريجه.
القُسط نوعان : أحدهما : الأبيض الذي يقال له : البحري ، والآخر : الهندي وهو أشدهما حراً ، والأبيض ألينهما ، ومنافعهما كثيرة جداً .
وقال جالينوس : ينفع من الكزاز ، ووجع الجنبين ، ويقتل حب القَرَع .
وقد خفي على جهال الأطباء نفعه من وجع ذات الجنب، فأنكروه، ولو ظفر هذا الجاهل بهذا النقل عن جالينوس لنـزله منزلة النص، كيف وقد نصّ كثير من الأطباء المتقدمين على أن القسط يصلح للنوع البلغمي من ذات الجنب، ذكره الخطابي عن محمد بن الجهم . الطب النبوي (1/223) .
عن أم قيس بنت محصن أخت عكاشة بن محصن قالت : "دخلت بابن لي على رسول الله لم يأكل الطعام فبال عليه فدعا بماء فرشه" .
قالت ودخلت عليه بابن لي قد أعلقت عليه من العذرة فقال : "علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق عليكن بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفيه منها ذات الجنب يسعط من العذرة ويلد من ذات الجنب" . رواه البخاري في الطب برقم (663،664) ، ومسلم في الطب برقم (5726) .
قال النووي رحمه الله تعالى :
وأما قوله : "فيه سبعة أشفية" . فقد أطبق الأطباء في كتبهم على أنه يدر الطمث والبول ، وينفع من السموم ، ويحرك شهوة الجماع ، ويقتل الدود وحب القرع في الأمعاء إذا شرب بعسل ، ويذهب الكلف إذا طلى عليه ، وينفع من بدر المعدة والكبد ويردهما ومن حمى الورد والربع وغير ذلك صنفان بحري وهندي ، والبحري هو القسط الأبيض وهو أكثر من صنفين ، ونص بعضهم أن البحري أفضل من الهندي وهو أقل حرارة منه ، وقيل هما حاران يابسان في الدرجة الثالثة ، والهندي أشد حرا في الجزء الثالث من الحرارة ، وقال ابن سنيا القسط حار في الثالثة يابس في الثانية ، فقد اتفق العلماء على هذه المنافع التي ذكرناها في القسط فصار ممدوحا شرعا وطبا وإنما عددنا منافع القسط من كتب الأطباء لأن النبي ذكر منها عددا مجملا . اهـ . شرح مسلم (14/416).
وثبت عنه في "الصحيحين" أنه قال : "خير ما تداويتم به الحجامة ، والقسط البحري ، ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة" .
أخرجه البخاري (10/ 127) في الطب : باب الحجامة من الدواء ، ومسلم في المساقاة برقم (1577) ، باب حل أجرة الحجامة .
عن جابر بن عبد الله قال : دخل رسول الله على عائشة ، وعندها صبي يسيل منخراه دماً ، فقال : "ما هذا ؟" ، فقالوا : به العذرة ، أو وجع في رأسه ، فقال : "ويلكن لا تقتلن أولادكن ، أيما امرأةٍ أصاب ولدها عذرةٌ أو وجع في رأسه ، فلتأخذ قسطاً هندياً فلتحكه بماءٍ ، ثم تسعطه إياه". فأمرت عائشة رضي الله عنها فصنع ذلك بالصبي ، فبرأ .
أخرجه أحمد (3/31) وإسناده صحيح ، وأورده الهيثمي في "المجمع" (5/89) وزاد نسبته لأبي يعلى والبزار وقال : ورجالهم رجال الصحيح ، "المطالب العالية" (3/80ـ81) .
عدل سابقا من قبل المدير العام في السبت 26 يونيو 2010, 2:55 pm عدل 2 مرات
المدير العام
رد: صـحـيــح الــطـــب النــبـــــوى فى ضـوء الكـتـــاب و الـسـنــــــــة و أقـــــــــوال الســـــلــــف
عن أم قيس بنت محصن : أنها دخلت على النبي بابن لها ، قد أعلقت عليه من العذرة ـ قال يونس : أعلقت : غمزت،فهي تخاف أن يكون به عذرة فقال : "علام تدغرن أولادكن بهذا القلاق ؟".
وفي لفظ الأعلاق ، "عليكن بهذا العود الهندي ، يعني به الكست ، فإن فيه سبعة أشفية منها : ذات الجنب يُسعط من العذرة ، ويلد من ذات الجنب".
أخرجه البخاري (5692) ،ومسلم (2214) .
والعذرة : بضم العين وبالذال المعجمة ، وهي وجع في الحلق يهيج من الدم ، يقال في علاجها :عذرته فهو معذور ، وقيل : هي قرحة تخرج في الخرم الذي بين الأنف والحلق تعرض للصبيان غالباً عند طلوع العذرة وهي العذارى خمسة كواكب ، قيل : في وسط المجرة .
وقال الجوهري في آخرها : وتعالج المرأة العذرة عادةً بفتل خرقة تدخلها في أنف الصبي ، وتطعن ذلك الموضع ، فينفجر منه دمٌ أسود ، وربما أحرقته ،وذلك الطعن يسمى دغراً وعذراً ."الآداب الشرعية" (2/405).
العذرة : داء في الحلق "لسان العرب مادة : عذر" وفي الطب النبوي لابن قيم الجوزية : "العذرة" تهيج في الحلق من الدم …. العذرة مادتها دم يغلب علية البلغم ، ولكن تولده في أبدان الصبيان . كتاب "العلاج بالأغذية الطبيعية والأعشاب" (25) .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : قال بعض الأطباء : وأما معنى ذات الجنب في لغة اليونان فهو ورم الجنب الحار ، وكذلك ورم كل واحد من الأعضاء الباطنة ، وإنما سمى ذات الجنب ورم ذلك العضو إذا كان ورما حارا فقط ، ويلزم ذات الجنب الحقيقي خمسة أعراض وهي : الحمى ، والسعال ، والوجع الناخس ، وضيق النفس ، والنبض المنشاري ، والعلاج الموجود في الحديث ليس هو لهذا القسم لكن للقسم الثاني الكائن عن الريح الغليظة ، فإن القسط البحري وهو العود الهندي على ما جاء مفسرا في أحاديث آخر صنف من القسط إذا دق دقا ناعما وخلط بالزيت المسخن ودلك به مكان الريح المذكور أو لعق كان دواء موافقا لذلك نافعا له محللا لمادته مذهبا لها مقويا للأعضاء الباطنة مفتحا للسدد والعود المذكور في منافعه كذلك ، قال المسيحي : العود حار يابس قابض يحبس البطن ويقوي الأعضاء الباطنة ويطرد الريح ويفتح السدد نافع من ذات الجنب ويذهب فضل الرطوبة ، والعود المذكور جيد للدماغ ، قال ويجوز أن ينفع القسط من ذات الجنب الحقيقية أيضا إذا كان حدوثها عن مادة بلغمية لا سيما في وقت انحطاط العلة والله أعلم. اهـ
الطب النبوي (1/65) .
وقال رحمه الله تعالى : ومن منافع الحناء أنه محلل نافع من حرق النار ، وفيه قوةٌ للعصب إذا ضُمد به ، وينفع إذا مضغ ، من قروح الفم والسُّلاق العارض فيه ، ويبرىء القلاع الحادث في أفواه الصبيان ، والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة ، ويفعل في الجراحات فهل دم الأخوين . وإذا خلط نوره مع الشمع المصفى ، ودهن الورد ، ينفع من أوجاع الجنب .
ما جاء في علاج الصداع والشقيقة
أن النبي كان إذا صدع ، غلف رأسه بالحناء ، ويقول : "إنه نافع بإذن الله من الصداع".
أخرجه ابن ماجة (3502)،وأبو داود (3858)، وأحمد (6/462)، والهيثمي في "المجمع" (5/95) من حديث أبي هريرة قال : كان رسول الله إذا نزل عليه الوحي ، صدع ، فيغلف رأسه بالحناء . قال الهيثمي : وفيه الأحوص بن حكيم،وقد وثق ، وفي ضعف كثير ، وأبو عون لم أعرفه.
وفي "الصحيح" ، أنه قال في مرض موته : "وارأساه" وكان يعصب رأسه في مرضه ، وعصب الرأس ينفع في وجع الشقيقة وغيرها من أوجاع الرأس .
أخرجه البخاري (10/ 105) في المرض .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : والصداع : ألم في بعض أجزاء الرأس أو كله ، فما كان منه في أحد شقي الرأس لازماً يسمى شقيقة ، وإن كان شاملاً لجميعه لازماً ، يسمى بيضة وخودة تشبيهاً ببيضة السلاح التي تشمل على الرأس كله ، وربما كان في مؤخر الرأس أو في مقدمه .زاد المعاد (4/78) .
عن سلمى امرأة أبي رافع قالت : ما سمعت أحداً قطٌّ يشكو إلى رسول الله وجعاً في رأسه إلا قال له "احتجم" ، ولا وجعاً في رجليه إلا قال "اخضبهما" .
وفي روايةعنها : "كان إذا اشتكى أحد من رأسه قال : اذهب فاحتجم ، وإذا اشتكى رجله قال : اذهب فأخضبها بالحناء". رواه أحمد ، وأبو داود . السلسلة الصحيحة (2059) ، صحيح الجامع رقم (4671) .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى عن الصداع : وأنواعه كثيرة وأسبابه مختلفة ، وحقيقة الصداع سخونة الرأس واحتماؤه لما دار فيه من البخار الذي يطلب النفوذ من الرأس فلا يجد منفذا فيصدعه كما يصدع الوعاء إذا حمى ما فيه وطلب النفوذ فكل شيء رطب إذا حمى طلب مكانا أوسع من مكانه الذي كان فيه فإذا عرض هذا البخار في الرأس كله بحيث لا يمكنه التفشي والتحلل وجال في الرأس سمى السدر ، والصداع يكون عن أسباب عديدة أحدها من غلبة واحدة من الطبائع الأربعة ، والخامس يكون من قروح تكون في المعدة فيألم الرأس لذلك الورم للاتصال من العصب المنحدر من الرأس بالمعدة ، والسادس من ريح غليظة تكون في المعدة فتصعد إلى الرأس فتصدعه ، والسابع يكون من ورم في عروق المعدة فيألم الرأس بألم المعدة للاتصال الذي بينهما ، والثامن صداع يحصل من امتلاء المعدة من الطعام ثم ينحدر ويبقى بعضه نيئا فيصدع الرأس ويثقله ، والتاسع يعرض بعد الجماع لتخلل الجسم فيصل إليه من حر الهواء أكثر من قدره ، والعاشر صداع يحصل بعد القيء والاستفراغ إما لغلبة اليبس وإما لتصاعد الأبخرة من المعدة إليه ، والحادي عشر صداع يعرض عن شدة الحر وسخونة الهواء ، والثاني عشر ما يعرض من شدة البرد وتكاثف الأبخرة في الرأس وعدم تحللها، والثالث عشر ما يحدث من السهر وحبس النوم ، والرابع عشر ما يحدث من ضغط الرأس وحمل الشيء الثقيل عليه ، والخامس عشر ما يحدث من كثرة الكلام فتضعف قوة الدماغ لأجله ، والسادس عشر ما يحدث من كثرة الحركة والرياضة المفرطة ، والسابع عشر ما يحدث من الأعراض النفسانية كالهموم والغموم والأحزان والوسواس والأفكار الرديئة ، والثامن عشر ما يحدث من شدة الجوع فإن الأبخرة لا تجد ما تعمل فيه فتكثر وتتصاعد إلى الدماغ فتؤلمه ، والتاسع عشر ما يحدث من ورم في صفاق الدماغ ويجد صاحبه كأنه يضرب بالمطارق على رأسه ، والعشرون ما يحدث بسبب الحمى لاشتعال حرارتها فيه فيتألم . والله أعلم.
ثم قال : وسبب صداع الشقيقة مادة في شرايين الرأس وحدها حاصلة فيها أو مرتقية إليها فيقلبها الجانب الأضعف من جانبيه وتلك المادة إما بخارية وإما أخلاط حارة أو باردة ، وعلامتها الخاصة بها ضربان الشرايين وخاصة في الدموي وإذا ضبطت بالعصائب ومنعت الضربان سكن الوجع ،وقد ذكر أبو نعيم في كتاب الطب النبوي له أن هذا النوع كان يصيب النبي فيمكث اليوم واليومين ولا يخرج ، وفيه عن ابن عباس :
قال : "خطبنا رسول الله وقد عصب رأسه بعصابة" ، وفي الصحيح "أنه قال في مرض موته وارأساه وكان يعصب رأسه في مرضه" . وعصب الرأس ينفع في وجع الشقيقة وغيرها من أوجاع الرأس .
وعلاجه يختلف باختلاف أنواعه وأسبابه ، فمنه ما علاجه بالاستفراغ ، ومنه ما علاجه بتناول الغذاء ، ومنه ما علاجه بالسكون والدعة ، ومنه ما علاجه بالضمادات ، ومنه ما علاجه بالتبريد ، ومنه ما علاجه بالتسخين، ومنه ما علاجه بأن يجتنب سماع الأصوات والحركات .اهـ . الطب النبوي(69) .
أخرجه ابن ماجة (3502)،وأبو داود (3858)، وأحمد (6/462)، والهيثمي في "المجمع" (5/95) من حديث أبي هريرة قال : كان رسول الله إذا نزل عليه الوحي ، صدع ، فيغلف رأسه بالحناء . قال الهيثمي : وفيه الأحوص بن حكيم،وقد وثق ، وفي ضعف كثير ، وأبو عون لم أعرفه.
وفي "الصحيح" ، أنه قال في مرض موته : "وارأساه" وكان يعصب رأسه في مرضه ، وعصب الرأس ينفع في وجع الشقيقة وغيرها من أوجاع الرأس .
أخرجه البخاري (10/ 105) في المرض .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : والصداع : ألم في بعض أجزاء الرأس أو كله ، فما كان منه في أحد شقي الرأس لازماً يسمى شقيقة ، وإن كان شاملاً لجميعه لازماً ، يسمى بيضة وخودة تشبيهاً ببيضة السلاح التي تشمل على الرأس كله ، وربما كان في مؤخر الرأس أو في مقدمه .زاد المعاد (4/78) .
عن سلمى امرأة أبي رافع قالت : ما سمعت أحداً قطٌّ يشكو إلى رسول الله وجعاً في رأسه إلا قال له "احتجم" ، ولا وجعاً في رجليه إلا قال "اخضبهما" .
وفي روايةعنها : "كان إذا اشتكى أحد من رأسه قال : اذهب فاحتجم ، وإذا اشتكى رجله قال : اذهب فأخضبها بالحناء". رواه أحمد ، وأبو داود . السلسلة الصحيحة (2059) ، صحيح الجامع رقم (4671) .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى عن الصداع : وأنواعه كثيرة وأسبابه مختلفة ، وحقيقة الصداع سخونة الرأس واحتماؤه لما دار فيه من البخار الذي يطلب النفوذ من الرأس فلا يجد منفذا فيصدعه كما يصدع الوعاء إذا حمى ما فيه وطلب النفوذ فكل شيء رطب إذا حمى طلب مكانا أوسع من مكانه الذي كان فيه فإذا عرض هذا البخار في الرأس كله بحيث لا يمكنه التفشي والتحلل وجال في الرأس سمى السدر ، والصداع يكون عن أسباب عديدة أحدها من غلبة واحدة من الطبائع الأربعة ، والخامس يكون من قروح تكون في المعدة فيألم الرأس لذلك الورم للاتصال من العصب المنحدر من الرأس بالمعدة ، والسادس من ريح غليظة تكون في المعدة فتصعد إلى الرأس فتصدعه ، والسابع يكون من ورم في عروق المعدة فيألم الرأس بألم المعدة للاتصال الذي بينهما ، والثامن صداع يحصل من امتلاء المعدة من الطعام ثم ينحدر ويبقى بعضه نيئا فيصدع الرأس ويثقله ، والتاسع يعرض بعد الجماع لتخلل الجسم فيصل إليه من حر الهواء أكثر من قدره ، والعاشر صداع يحصل بعد القيء والاستفراغ إما لغلبة اليبس وإما لتصاعد الأبخرة من المعدة إليه ، والحادي عشر صداع يعرض عن شدة الحر وسخونة الهواء ، والثاني عشر ما يعرض من شدة البرد وتكاثف الأبخرة في الرأس وعدم تحللها، والثالث عشر ما يحدث من السهر وحبس النوم ، والرابع عشر ما يحدث من ضغط الرأس وحمل الشيء الثقيل عليه ، والخامس عشر ما يحدث من كثرة الكلام فتضعف قوة الدماغ لأجله ، والسادس عشر ما يحدث من كثرة الحركة والرياضة المفرطة ، والسابع عشر ما يحدث من الأعراض النفسانية كالهموم والغموم والأحزان والوسواس والأفكار الرديئة ، والثامن عشر ما يحدث من شدة الجوع فإن الأبخرة لا تجد ما تعمل فيه فتكثر وتتصاعد إلى الدماغ فتؤلمه ، والتاسع عشر ما يحدث من ورم في صفاق الدماغ ويجد صاحبه كأنه يضرب بالمطارق على رأسه ، والعشرون ما يحدث بسبب الحمى لاشتعال حرارتها فيه فيتألم . والله أعلم.
ثم قال : وسبب صداع الشقيقة مادة في شرايين الرأس وحدها حاصلة فيها أو مرتقية إليها فيقلبها الجانب الأضعف من جانبيه وتلك المادة إما بخارية وإما أخلاط حارة أو باردة ، وعلامتها الخاصة بها ضربان الشرايين وخاصة في الدموي وإذا ضبطت بالعصائب ومنعت الضربان سكن الوجع ،وقد ذكر أبو نعيم في كتاب الطب النبوي له أن هذا النوع كان يصيب النبي فيمكث اليوم واليومين ولا يخرج ، وفيه عن ابن عباس :
قال : "خطبنا رسول الله وقد عصب رأسه بعصابة" ، وفي الصحيح "أنه قال في مرض موته وارأساه وكان يعصب رأسه في مرضه" . وعصب الرأس ينفع في وجع الشقيقة وغيرها من أوجاع الرأس .
وعلاجه يختلف باختلاف أنواعه وأسبابه ، فمنه ما علاجه بالاستفراغ ، ومنه ما علاجه بتناول الغذاء ، ومنه ما علاجه بالسكون والدعة ، ومنه ما علاجه بالضمادات ، ومنه ما علاجه بالتبريد ، ومنه ما علاجه بالتسخين، ومنه ما علاجه بأن يجتنب سماع الأصوات والحركات .اهـ . الطب النبوي(69) .
علاج الصداع وفوائد الحناء
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قال رسول الله : "سيد ريحان أهل الجنة الحناء" . "السلسلة الصحيحة" رقم (1420) ، "صحيح الجامع" رقم (3677) .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : إذا عرف هذا ـ [ أي ما جاء في الموضوع السابق ] ـ فعلاج الصداع في هذا الحديث بالحناء هو جزئي لا كلي وهو علاج نوع من أنواعه ، فإن الصداع إذا كان من حرارة ملتهبة ولم يكن من مادة يجب استفراغها نفع فيه الحناء ظاهرا ، وإذا دق وضمدت به الجبهة مع الخل سكن الصداع وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به سكن أوجاعه وهذا لا يختص بوجع الرأس بل يعم الأعضاء وفيه قبض تشد به الأعضاء ، وإذا ضمد به موضع الورم الحار والملتهب سكنه وقد روى البخاري في تاريخه وأبو داود في السنن : "أن رسول الله ما شكا إليه أحد وجعا في رأسه إلا قال احتجم ولا شكا إليه وجعا في رجليه إلا قال له اختضب بالحناء" . سبق تخريجه . وفي الترمذي عن سلمى أم رافع خادمة النبي قالت : "كان لا يصيب النبي قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها بالحناء". سبق تخريجه .
والحناء بارد في الأولى يابس في الثانية وقوة شجر الحناء وأغصانها مركبة من قوة محللة اكتسبتها من جوهر فيها مائي حار باعتدال ومن قوة قابضة اكتسبتها من جوهر فيها أرضي بارد .
ومن منافعه أنه محلل نافع من حرق النار ، وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به وينفع إذا مضغ من قروح الفم والسلاق العارض فيه ، ويبرىء القلاع الحادث في أفواه الصبيان ، والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة ويفعل في الخراجات فعل دم الأخوين ، وإذا خلط نوره مع الشمع المصفى ودهن الورد ينفع من أوجاع الجنب ، ومن خواصه أنه إذا بدأ الجدري يخرج بصبي فخضبت أسافل رجليه بحناء فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيها شيء منه وهذا صحيح مجرب لا شك فيه ، وإذا جعل نوره بين طي ثياب الصوف طيبها ومنع السوس عنها ، وإذا نقع ورقة في ماء عذب يغمره ثم عصر وشرب من صفوه أربعين يوما كل يوم عشرون درهما مع عشرة دراهم سكر ويغذى عليه بلحم الضأن الصغير فإنه ينفع من ابتداء الجذام بخاصية فيه عجيبة ، وحكى أن رجلا تشققت أظافير أصابع يده وأنه بذل لمن يبرئه مالا فلم يجد فوصفت له امرأة أن يشرب عشر أيام حناء فلم يقدم عليه ثم نقعه بماء وشربه فبرأ ورجعت أظافيره إلى حسنها ، والحناء إذا ألزمت به الأظفار معجونا حسنها ونفعها ، وإذا عجن بالسمن وضمد به بقايا الأورام الحارة التي ترشح ماء أصفر نفعها ، ونفع من الجرب المتقرح المزمن منفعة بليغة وهو ينبت الشعر ويقويه ويحسنه ويقوي الرأس وينفع من النفاطات والبثور العارضة في الساقين والرجلين وسائر البدن . اهـ . الطب النبوي الطب النبوي (1/69- 70،229) .
الكتم ، روى البخارى في صحيحه ، عن عثمان بن عبد الله بن موهب قال: دخلنا على أم سلمة رضى الله عنها ، فأخرجت إلينا شعرا من شعر رسول الله فإذا هو مخضوب بالحناء والكتم" . وفي السننن الأربعة ، عن النبي أنه قال : "إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم" .
وفي الصحيحين عن أنس بن مالك ، أن أبا بكر اختضب بالحناء والكتم . وفي سنن أبى داود عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : مر على النبي رجل قد خضب بالحناء ، فقال : "ما أحسن هذا" ، فمر آخر قد خضب بالحناء والكتم فقال : "هذا أحسن من هذا" ، فمر آخر قد خضب بالصفرة وقال هذا أحسن من هذا كله" .
قال ابن قيم الجوزية : قال الغافقي : الكتم نبت ينبت بالسهول ورقه قريب من ورق الزيتون يعلو فوق القامة وله ثمر قدر حب الفلفل في داخله نوى إذا رضخ أسود ، وإذا استخرجت عصارة ورقه وشرب منها قدر أوقية قيأ قيئا شديدا ، وينفع من عضة الكلب ، وأصله إذا طبخ بالماء كان منه مداد يكتب به ، وقال الكندي : بزر الكتم إذا اكتحل به حلل الماء النازل في العين وأبرأها ، وقد ظن بعض الناس أن الكتم هو الوسمة وهى ورق النيل وهذا وهم فإن الوسمة غير الكتم ، قال صاحب الصحاح : الكتم بالتحريك نبت يخلط بالوسمة يختضب به ، وقيل والوسمة نبات له ورق طويل يضرب لونه إلى الزرقة أكبر من ورق الخلاف يشبه ورق اللوبياء وأكبر منه يؤتى به من الحجاز واليمن ، فإن قيل قد ثبت في الصحيح عن أنس ، أنه قال لم يختضب النبي قيل قد أجاب الإمام أحمد بن حنبل عن هذا ، قال قد شهد به غير أنس بن مالك رضى الله عنه على النبي أنه خضب ، وليس من شهد بمنـزلة من لم يشهد ، فأحمد اثبت خضاب النبي ومعه جماعة من المحدثين ومالك أنكره ، فإن قيل قد ثبت في صحيح مسلم النهى عن الخضاب بالسواد في شأن أبى قحافة لما أتى به ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا ، فقال : "غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد"، والكتم يسود الشعر فالجواب من وجهين أحدهما أن النهى عن التسويد البحت ، فأما إذا أضيف إلى الحناء شيء أخر كالكتم ونحوه فلا بأس به فإن الكتم والحناء يجعل الشعر بين الأحمر والأسود بخلاف الوسمة فإنها تجعله اسود فاحما ، وهذا أصح الجوابين ، الجواب الثاني أن الخضاب بالسواد المنهي عنه خضاب التدليس كخضاب شعر الجارية والمرأة الكبيرة تغر الزوج والسيد بذلك وخضاب الشيخ يغر المرأة بذلك فأنه من الغش والخداع ، فأما إذا لم يتضمن تدليسا ولا خداعا فقد صح عن الحسن والحسين رضى الله عنهما أنهما كانا يخضبان بالسواد ، ذكر ذلك ابن جرير عنهما في كتاب تهذيب الآثار ، وذكره عن عثمان بن عفان ، وعبد الله بن جعفر ، وسعد بن أبى وقاص ، وعقبة ابن عامر ، والمغيرة بن شعبة ، وجرير بن عبد الله ، وعمرو بن العاص رضى الله عنهم أجمعين ، وحكاه عن جماعة من التابعين منهم عمر بن عثمان ، وعلى بن عبد الله بن عباس ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وعبد الرحمن بن الأسود ، وموسى بن طلحة ، والزهري ، وأيوب، وإسماعيل بن معد يكرب رضى الله عنهم أجمعين ، وحكاه ابن الجوزي عن محارب بن دثار ، ويزيد ، وابن جريج ، وأبي يوسف ، وأبي إسحاق ، وابن أبي ليلى ، وزياد بن علاقة ، وغيلان بن جامع ، ونافع بن جبير ، وعمرو بن على المقدمي ، والقاسم بن سلام رضى الله عنهم أجمعين . اهـ . الطب النبوي (ص286) .
ثم قال : رحمه الله تعالى : ومن منافع الحناء أنه محلل نافع من حرق النار ، وفيه قوةٌ للعصب إذا ضُمد به ، وينفع إذا مضغ ، من قروح الفم والسُّلاق العارض فيه ، ويبرىء القلاع الحادث في أفواه الصبيان ، والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة ، ويفعل في الجراحات مع دم الأخوين . وإذا خلط نوره مع الشمع المصفى ، ودهن الورد ، ينفع من أوجاع الجنب .
ومن خواصه أنه إذا بدأ الجدري يخرج بصبي ، فخضبت أسافل رجليه بحناء ، فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيها شيء منه .زاد المعاد (4/82).
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : إذا عرف هذا ـ [ أي ما جاء في الموضوع السابق ] ـ فعلاج الصداع في هذا الحديث بالحناء هو جزئي لا كلي وهو علاج نوع من أنواعه ، فإن الصداع إذا كان من حرارة ملتهبة ولم يكن من مادة يجب استفراغها نفع فيه الحناء ظاهرا ، وإذا دق وضمدت به الجبهة مع الخل سكن الصداع وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به سكن أوجاعه وهذا لا يختص بوجع الرأس بل يعم الأعضاء وفيه قبض تشد به الأعضاء ، وإذا ضمد به موضع الورم الحار والملتهب سكنه وقد روى البخاري في تاريخه وأبو داود في السنن : "أن رسول الله ما شكا إليه أحد وجعا في رأسه إلا قال احتجم ولا شكا إليه وجعا في رجليه إلا قال له اختضب بالحناء" . سبق تخريجه . وفي الترمذي عن سلمى أم رافع خادمة النبي قالت : "كان لا يصيب النبي قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها بالحناء". سبق تخريجه .
والحناء بارد في الأولى يابس في الثانية وقوة شجر الحناء وأغصانها مركبة من قوة محللة اكتسبتها من جوهر فيها مائي حار باعتدال ومن قوة قابضة اكتسبتها من جوهر فيها أرضي بارد .
ومن منافعه أنه محلل نافع من حرق النار ، وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به وينفع إذا مضغ من قروح الفم والسلاق العارض فيه ، ويبرىء القلاع الحادث في أفواه الصبيان ، والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة ويفعل في الخراجات فعل دم الأخوين ، وإذا خلط نوره مع الشمع المصفى ودهن الورد ينفع من أوجاع الجنب ، ومن خواصه أنه إذا بدأ الجدري يخرج بصبي فخضبت أسافل رجليه بحناء فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيها شيء منه وهذا صحيح مجرب لا شك فيه ، وإذا جعل نوره بين طي ثياب الصوف طيبها ومنع السوس عنها ، وإذا نقع ورقة في ماء عذب يغمره ثم عصر وشرب من صفوه أربعين يوما كل يوم عشرون درهما مع عشرة دراهم سكر ويغذى عليه بلحم الضأن الصغير فإنه ينفع من ابتداء الجذام بخاصية فيه عجيبة ، وحكى أن رجلا تشققت أظافير أصابع يده وأنه بذل لمن يبرئه مالا فلم يجد فوصفت له امرأة أن يشرب عشر أيام حناء فلم يقدم عليه ثم نقعه بماء وشربه فبرأ ورجعت أظافيره إلى حسنها ، والحناء إذا ألزمت به الأظفار معجونا حسنها ونفعها ، وإذا عجن بالسمن وضمد به بقايا الأورام الحارة التي ترشح ماء أصفر نفعها ، ونفع من الجرب المتقرح المزمن منفعة بليغة وهو ينبت الشعر ويقويه ويحسنه ويقوي الرأس وينفع من النفاطات والبثور العارضة في الساقين والرجلين وسائر البدن . اهـ . الطب النبوي الطب النبوي (1/69- 70،229) .
الكتم ، روى البخارى في صحيحه ، عن عثمان بن عبد الله بن موهب قال: دخلنا على أم سلمة رضى الله عنها ، فأخرجت إلينا شعرا من شعر رسول الله فإذا هو مخضوب بالحناء والكتم" . وفي السننن الأربعة ، عن النبي أنه قال : "إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم" .
وفي الصحيحين عن أنس بن مالك ، أن أبا بكر اختضب بالحناء والكتم . وفي سنن أبى داود عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : مر على النبي رجل قد خضب بالحناء ، فقال : "ما أحسن هذا" ، فمر آخر قد خضب بالحناء والكتم فقال : "هذا أحسن من هذا" ، فمر آخر قد خضب بالصفرة وقال هذا أحسن من هذا كله" .
قال ابن قيم الجوزية : قال الغافقي : الكتم نبت ينبت بالسهول ورقه قريب من ورق الزيتون يعلو فوق القامة وله ثمر قدر حب الفلفل في داخله نوى إذا رضخ أسود ، وإذا استخرجت عصارة ورقه وشرب منها قدر أوقية قيأ قيئا شديدا ، وينفع من عضة الكلب ، وأصله إذا طبخ بالماء كان منه مداد يكتب به ، وقال الكندي : بزر الكتم إذا اكتحل به حلل الماء النازل في العين وأبرأها ، وقد ظن بعض الناس أن الكتم هو الوسمة وهى ورق النيل وهذا وهم فإن الوسمة غير الكتم ، قال صاحب الصحاح : الكتم بالتحريك نبت يخلط بالوسمة يختضب به ، وقيل والوسمة نبات له ورق طويل يضرب لونه إلى الزرقة أكبر من ورق الخلاف يشبه ورق اللوبياء وأكبر منه يؤتى به من الحجاز واليمن ، فإن قيل قد ثبت في الصحيح عن أنس ، أنه قال لم يختضب النبي قيل قد أجاب الإمام أحمد بن حنبل عن هذا ، قال قد شهد به غير أنس بن مالك رضى الله عنه على النبي أنه خضب ، وليس من شهد بمنـزلة من لم يشهد ، فأحمد اثبت خضاب النبي ومعه جماعة من المحدثين ومالك أنكره ، فإن قيل قد ثبت في صحيح مسلم النهى عن الخضاب بالسواد في شأن أبى قحافة لما أتى به ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا ، فقال : "غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد"، والكتم يسود الشعر فالجواب من وجهين أحدهما أن النهى عن التسويد البحت ، فأما إذا أضيف إلى الحناء شيء أخر كالكتم ونحوه فلا بأس به فإن الكتم والحناء يجعل الشعر بين الأحمر والأسود بخلاف الوسمة فإنها تجعله اسود فاحما ، وهذا أصح الجوابين ، الجواب الثاني أن الخضاب بالسواد المنهي عنه خضاب التدليس كخضاب شعر الجارية والمرأة الكبيرة تغر الزوج والسيد بذلك وخضاب الشيخ يغر المرأة بذلك فأنه من الغش والخداع ، فأما إذا لم يتضمن تدليسا ولا خداعا فقد صح عن الحسن والحسين رضى الله عنهما أنهما كانا يخضبان بالسواد ، ذكر ذلك ابن جرير عنهما في كتاب تهذيب الآثار ، وذكره عن عثمان بن عفان ، وعبد الله بن جعفر ، وسعد بن أبى وقاص ، وعقبة ابن عامر ، والمغيرة بن شعبة ، وجرير بن عبد الله ، وعمرو بن العاص رضى الله عنهم أجمعين ، وحكاه عن جماعة من التابعين منهم عمر بن عثمان ، وعلى بن عبد الله بن عباس ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وعبد الرحمن بن الأسود ، وموسى بن طلحة ، والزهري ، وأيوب، وإسماعيل بن معد يكرب رضى الله عنهم أجمعين ، وحكاه ابن الجوزي عن محارب بن دثار ، ويزيد ، وابن جريج ، وأبي يوسف ، وأبي إسحاق ، وابن أبي ليلى ، وزياد بن علاقة ، وغيلان بن جامع ، ونافع بن جبير ، وعمرو بن على المقدمي ، والقاسم بن سلام رضى الله عنهم أجمعين . اهـ . الطب النبوي (ص286) .
ثم قال : رحمه الله تعالى : ومن منافع الحناء أنه محلل نافع من حرق النار ، وفيه قوةٌ للعصب إذا ضُمد به ، وينفع إذا مضغ ، من قروح الفم والسُّلاق العارض فيه ، ويبرىء القلاع الحادث في أفواه الصبيان ، والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة ، ويفعل في الجراحات مع دم الأخوين . وإذا خلط نوره مع الشمع المصفى ، ودهن الورد ، ينفع من أوجاع الجنب .
ومن خواصه أنه إذا بدأ الجدري يخرج بصبي ، فخضبت أسافل رجليه بحناء ، فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيها شيء منه .زاد المعاد (4/82).
ما جاء في علاج المفؤود
عن سعد قال : مرضت مرضاً ، فأتاني رسول الله يعودني ، فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي ، وقال لي : "إنك رجل مفؤود فأت الحارث بن كلدة من ثقيف ، فإنه رجل يتطبب ، فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة ، فليجأهن ، بنواهن ، ثم ليلدك بهن".
"فليجأهن بنواهن" : يريد ليرضهن ،والوجيئة :حساء يتخذ من التمر والدقيق ، فيتحساه المريض .
المفؤود :الذي أصيب فؤاده فهو يسكنه ،"الآداب الشرعية"(3/ص6).
أخرجه أبو داود في الطب برقم (3875) ، باب في ثمرة العجوة . ضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم (2033) .
نواهن : بذورهن .
وفي لفظ : "من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح ، لم يضره سمٌ حتى يمسي" .
لابتيها: ما يحيط بجانبيها من الحجارة السود البركانية تثنية لابة بزنة غابة .
أخرجه البخاري (9/ 493) في الأطعمة ، باب العجوة ، ومسلم في الأشربة برقم (2047) ، باب فضل ثمر المدينة .
"فليجأهن بنواهن" : يريد ليرضهن ،والوجيئة :حساء يتخذ من التمر والدقيق ، فيتحساه المريض .
المفؤود :الذي أصيب فؤاده فهو يسكنه ،"الآداب الشرعية"(3/ص6).
أخرجه أبو داود في الطب برقم (3875) ، باب في ثمرة العجوة . ضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم (2033) .
نواهن : بذورهن .
وفي لفظ : "من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح ، لم يضره سمٌ حتى يمسي" .
لابتيها: ما يحيط بجانبيها من الحجارة السود البركانية تثنية لابة بزنة غابة .
أخرجه البخاري (9/ 493) في الأطعمة ، باب العجوة ، ومسلم في الأشربة برقم (2047) ، باب فضل ثمر المدينة .
التلبينة مجمة للفؤاد
عن عروة ،عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تأمر بالتلبين للمريض ،وللمحزون على الهالك وكانت تقول : سمعت رسول الله يقول : "إن التلبينة تجم فؤاد المريض ، وتذهب ببعض الحزن". صحيح الجامع رقم (3018) .
وفي رواية عنها ، أنها كانت إذا مات الميت من أهلها ، واجتمع لذلك النساء ، ثم تفرقن إلى أهلهن ،أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت ، وصنعت ثريداً ثم صبت التلبينة عليه ، ثم قالت : كلوا منها ، فإني سمعت رسول الله يقول :"التلبينة مجمّةٌ لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن".
رواه البخاري في الأطعمة باب التلبينة برقم (5417) ، ومسلم في الطب باب التلبينة مجمة لفؤاد المريض برقم (5730) .
التلبينة : بفتح فسكون حساء يتخذ من دقيق أو نخالة وربما جعل بعسل أو لبن وشبهه باللبن في بياضه سمي بالمرة من التلبين مصدر لبن القوم إذا سقاهم اللبن حكى الزيادي عن بعض العرب لبناهم فلبنوا أي سقيناهم اللبن فأصابهم منه شبه سكر ، ذكره الزمخشري .
مجمة : بالتشديد وفتح الميمين أي مريحة قال القرطبي : روي بفتح الميم والجيم وبضم الميم وكسر الجيم فعلى الأول مصدر أي جمام ، وعلى الثاني اسم فاعل من أجم ، وفي رواية البخاري تجم بضم الجيم لفؤاد المريض ، أي تريح قلبه وتسكنه وتقويه وتزيل عنه الهم وتنشطه بإخمادها للحمى ، من الإجمام وهو الراحة فلا حاجة لما تكلفه بعض الأعاظم من تأويل الفؤاد برأس المعدة فتدبر ، ونفع ماء الشعير للحي لا ينكره إلا جاهل بالطب .
تذهب ببعض الحزن ، فإن فؤاد الحزين يضعف باستيلاء اليبس على أعضائه وعلى معدته لقلة الغذاء والحساء يرطبها ويغذيها ويقويها لكن كثيراً ما يجتمع بمعدته خلط مراري أو بلغمي أو صديدي والحساء يجلوه عن المعدة قال ابن حجر: النافع منها ما كان رقيقاً نضيجاً غليظاً نيئاً .
وقال أبو نعيم في الطب : هي دقيق بحت أو فيه شحم والداودي يؤخذ العجين غير خمير فيخرج ماؤه فيجعل حسواً فيكون لا يخالطه شيء فلذا يكثر نفعه ، وقال الموفق البغدادي : التلبينة الحساء ويكون في قوام اللبن وهو الرقيق النضيج لا الغليظ النيئ .
وعن عائشة أيضاً ، قالت : قال رسول الله : "عليكم بالبغيض النافع التلبين".
وقالت : وكان رسول الله إذا اشتكى أحدٌ من أهله لم تزل البرمة على النار حتى ينتهي أحد طرفيه . يعني يبرأ أو يموت .
وفي رواية : "عليكم بالبغيض النافع : التلبينة فوالذي نفسي بيده إنه ليغسل بطن أحدكم كما يغسل الوسخ عن وجهه بالماء" .
أخرجه ابن ماجة (3446) ، وأحمد (6/242) ، والحاكم(4/ 205) وفي سنده جهالة . قال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع : "ضعيف"رقم: (3755) .
وعنها رضي الله عنها : كان رسول الله إذا قيل له : إن فلاناً وجعٌ لا يطعم الطعام ، قال : "عليكم بالتلبينة فحسوه إياه"، ويقول : "والذي نفسي بيده إنها تغسل بطن أحدكم كما تغسل إحداكن وجهها من الوسخ" .
أخرجه أحمد (6/79) وفي سنده جهالة . ضعيف ابن ماجة رقم (747).
قال ابن القيم : التلبين : هو الحساء الرقيق الذي هو في قوام اللبن ومنه اشتق اسمه قال الهروي "سميت تلبينة لشبهها باللبن ، لبياض ورقاتها" ، وهذا الغذاء هو النافع للعليل وهو الرقيق النضيج لا الغليظ النيء إذا شئت أن تعرف فضل التلبينة فاعرف فضل ماء الشعير ، بل هي أفضل من ماء الشعير لهم فإنها حساء متخذ من دقيق الشعير بنخالته ، والفرق بينهما وبين ماء الشعير ، أنه يطبخ صحاحاً ،والتلبينة تطبخ منه مطحونة . وهي أنفع لخروج خاصية الشعير بالطحن . "الطب النبوي" (128) .
قال النووي : قوله "التلبينة مجمة لفؤاد المريض وتذهب بعض الحزن" أما مجمة فبفتح الميم والجيم ، ويقال بضم الميم وكسر الجيم ، أي تريح فؤاده وتزيل عنه الهم وتنشطه والجمام المستريح كأهل النشاط ، وأما التلبينة فبفتح التاء وهى حساء من دقيق أو نخالة قالوا وربما جعل فيها عسل ، قال الهراوي وغيره سميت تلبينة تشبيها بالبن لبياضها ورقتها وفيه استحباب التلبينة للمحزون . اهـ . شرح مسلم (14/423ـ424) .
التلبينة : بفتح فسكون حساء يتخذ من دقيق أو نخالة وربما جعل بعسل أو لبن وشبهه باللبن في بياضه سمي بالمرة من التلبين مصدر لبن القوم إذا سقاهم اللبن حكى الزيادي عن بعض العرب لبناهم فلبنوا أي سقيناهم اللبن فأصابهم منه شبه سكر ، ذكره الزمخشري .
مجمة : بالتشديد وفتح الميمين أي مريحة قال القرطبي : روي بفتح الميم والجيم وبضم الميم وكسر الجيم فعلى الأول مصدر أي جمام ، وعلى الثاني اسم فاعل من أجم ، وفي رواية البخاري تجم بضم الجيم لفؤاد المريض ، أي تريح قلبه وتسكنه وتقويه وتزيل عنه الهم وتنشطه بإخمادها للحمى ، من الإجمام وهو الراحة فلا حاجة لما تكلفه بعض الأعاظم من تأويل الفؤاد برأس المعدة فتدبر ، ونفع ماء الشعير للحي لا ينكره إلا جاهل بالطب .
تذهب ببعض الحزن ، فإن فؤاد الحزين يضعف باستيلاء اليبس على أعضائه وعلى معدته لقلة الغذاء والحساء يرطبها ويغذيها ويقويها لكن كثيراً ما يجتمع بمعدته خلط مراري أو بلغمي أو صديدي والحساء يجلوه عن المعدة قال ابن حجر: النافع منها ما كان رقيقاً نضيجاً غليظاً نيئاً .
وقال أبو نعيم في الطب : هي دقيق بحت أو فيه شحم والداودي يؤخذ العجين غير خمير فيخرج ماؤه فيجعل حسواً فيكون لا يخالطه شيء فلذا يكثر نفعه ، وقال الموفق البغدادي : التلبينة الحساء ويكون في قوام اللبن وهو الرقيق النضيج لا الغليظ النيئ .
وعن عائشة أيضاً ، قالت : قال رسول الله : "عليكم بالبغيض النافع التلبين".
وقالت : وكان رسول الله إذا اشتكى أحدٌ من أهله لم تزل البرمة على النار حتى ينتهي أحد طرفيه . يعني يبرأ أو يموت .
وفي رواية : "عليكم بالبغيض النافع : التلبينة فوالذي نفسي بيده إنه ليغسل بطن أحدكم كما يغسل الوسخ عن وجهه بالماء" .
أخرجه ابن ماجة (3446) ، وأحمد (6/242) ، والحاكم(4/ 205) وفي سنده جهالة . قال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع : "ضعيف"رقم: (3755) .
وعنها رضي الله عنها : كان رسول الله إذا قيل له : إن فلاناً وجعٌ لا يطعم الطعام ، قال : "عليكم بالتلبينة فحسوه إياه"، ويقول : "والذي نفسي بيده إنها تغسل بطن أحدكم كما تغسل إحداكن وجهها من الوسخ" .
أخرجه أحمد (6/79) وفي سنده جهالة . ضعيف ابن ماجة رقم (747).
قال ابن القيم : التلبين : هو الحساء الرقيق الذي هو في قوام اللبن ومنه اشتق اسمه قال الهروي "سميت تلبينة لشبهها باللبن ، لبياض ورقاتها" ، وهذا الغذاء هو النافع للعليل وهو الرقيق النضيج لا الغليظ النيء إذا شئت أن تعرف فضل التلبينة فاعرف فضل ماء الشعير ، بل هي أفضل من ماء الشعير لهم فإنها حساء متخذ من دقيق الشعير بنخالته ، والفرق بينهما وبين ماء الشعير ، أنه يطبخ صحاحاً ،والتلبينة تطبخ منه مطحونة . وهي أنفع لخروج خاصية الشعير بالطحن . "الطب النبوي" (128) .
قال النووي : قوله "التلبينة مجمة لفؤاد المريض وتذهب بعض الحزن" أما مجمة فبفتح الميم والجيم ، ويقال بضم الميم وكسر الجيم ، أي تريح فؤاده وتزيل عنه الهم وتنشطه والجمام المستريح كأهل النشاط ، وأما التلبينة فبفتح التاء وهى حساء من دقيق أو نخالة قالوا وربما جعل فيها عسل ، قال الهراوي وغيره سميت تلبينة تشبيها بالبن لبياضها ورقتها وفيه استحباب التلبينة للمحزون . اهـ . شرح مسلم (14/423ـ424) .
ما جاء في دفع ضرر الأغذية والفاكهة
وإصلاحها بما يدفع ضررها ويقوي نفعها
عن عبد الله بن جعفر ، قال : "رأيت رسول الله يأكل الرطب بالقثاء" .
أخرجه البخاري (9/488،489) في الأطعمة ، باب القثاء بالرطب ،ومسلم في الأشربة برقم (2043) ، باب أكل القثاء بالرطب.
القثاء : نبات من الفصيلة القرعية ، قريب من الخيار ، لكنه أطول .
قال ابن قيم الجوزية :
والرطب حار رطب في الثانية ، يقوي المعدة الباردة ويوافقها ، ويزيد في الباه ولكنه سريع التعفن معطش معكر للدم مصدع مولد للسدد ووجع المثانة ومضر بالأسنان ، والقثاء بارد رطب في الثانية مسكن للعطش منعش للقوي بشمه لما فيه من العطرية مطفىء لحرارة المعدة الملتهبة ، وإذا جفف بزره ودق واستحلب بالماء وشرب سكن العطش وأدر البول ونفع من وجع المثانة ، وإذا دق ونخل ودلك به الأسنان جلاها ، وإذا دق ورقه وعمل منه ضماد مع الميفختج نفع من عضة الكلب ، وبالجملة فهذا حار وهذا بارد وفي كل منهما صلاح الآخر وإزالة لأكثر ضرورة ومقاومة كل كيفية بضدها ودفع سورتها بالأخرى وهذا أصل العلاج كله. اهـ . الطب النبوي (ص80) .
أخرجه البخاري (9/488،489) في الأطعمة ، باب القثاء بالرطب ،ومسلم في الأشربة برقم (2043) ، باب أكل القثاء بالرطب.
القثاء : نبات من الفصيلة القرعية ، قريب من الخيار ، لكنه أطول .
قال ابن قيم الجوزية :
والرطب حار رطب في الثانية ، يقوي المعدة الباردة ويوافقها ، ويزيد في الباه ولكنه سريع التعفن معطش معكر للدم مصدع مولد للسدد ووجع المثانة ومضر بالأسنان ، والقثاء بارد رطب في الثانية مسكن للعطش منعش للقوي بشمه لما فيه من العطرية مطفىء لحرارة المعدة الملتهبة ، وإذا جفف بزره ودق واستحلب بالماء وشرب سكن العطش وأدر البول ونفع من وجع المثانة ، وإذا دق ونخل ودلك به الأسنان جلاها ، وإذا دق ورقه وعمل منه ضماد مع الميفختج نفع من عضة الكلب ، وبالجملة فهذا حار وهذا بارد وفي كل منهما صلاح الآخر وإزالة لأكثر ضرورة ومقاومة كل كيفية بضدها ودفع سورتها بالأخرى وهذا أصل العلاج كله. اهـ . الطب النبوي (ص80) .
ما جاء في الحمية
عن صهيب قال : قدمت على النبي وبين يديه خبز وتمر ، فقال : "ادن فكل" ، فأخذت تمراً فأكلت ، فقال : "أتأكل تمراً وبك رمدٌ" ؟ فقلت : يا رسول الله ! أمضغ من الناحية الأخرى ، فتبسم رسول الله .
أخرجه ابن ماجة (3443) وسنده حسن ، وقال البوصيري في "الزوائد" (2/213) : إسناده صحيح ورجاله ثقات .
وفي حديث محفوظ عنه : "إن الله إذا أحب عبداً ، حماه من الدنيا ، كما يحمي أحدكم مريضه عن الطعام والشراب". وفي لفظ :"إن الله يحمي عبده المؤمن من الدنيا".
وفي رواية عن قتادة بن النعمان : "إذا أحب الله عبدا حماه في الدنيا كما يحمي أحدكم سقيمه الماء" .
أخرجه أحمد (5/427و489) ، والترمذي (2036)، والحاكم (4/309).
وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم: (282) .
قال المناوي في تعليقه على هذا الحديث : "إذا أحب الله عبداً حماه" ، أي حفظه من متاع الدنيا ، أي حال بينه وبين نعيمها وشهواتها ووقاه أن يتلوث بزهرتها لئلا يمرض قلبه بها وبمحبتها وممارستها ويألفها ويكره الآخرة "كما يحمي أي يمنع أحدكم سقيمه الماء" أي شربه إذا كان يضره ، وللماء حالة مشهورة في الحماية عند الأطباء بل هو منهي عنه للصحيح أيضاً إلا بأقل ممكن فإنه يبلد الخاطر ويضعف المعدة ، ولذلك أمروا بالتقليل منه وحموا المريض عنه فهو جلّ اسمه يذود من أحبه عنها حتى لا يتدنس بها وبقذارتها ولا يشرق بغصصها ، كيف وهي للكبار مؤذية وللعارفين شاغلة وللمريدين حائلة ولعامة المؤمنين قاطعة والله تعالى لأوليائه ناصر ولهم منها حافظ وان أرادوها . اهـ . في فيض القدير .
وعن ابن عباس ، أن النبي عاد رجلاً ، فقال له : "ما تشتهي"؟ فقال : أشتهي خبزَ بُرٍّ . وفي لفظ : أشتهي كعكاً ، فقال النبي : "من كان عنده خبز بر فليبعث إلى أخيه" ، ثم قال : "إذا اشتهى مريضُ أحدِكم شيئاً ، فليطعمه".
أخرجه ابن ماجة في الجنائز برقم (1439) ، باب ما جاء في عيادة المريض و(3440) من حديث ابن عباس . ضعفه الألباني في "ضعيف ابن ماجة" برقم (302) .
أخرجه ابن ماجة (3443) وسنده حسن ، وقال البوصيري في "الزوائد" (2/213) : إسناده صحيح ورجاله ثقات .
وفي حديث محفوظ عنه : "إن الله إذا أحب عبداً ، حماه من الدنيا ، كما يحمي أحدكم مريضه عن الطعام والشراب". وفي لفظ :"إن الله يحمي عبده المؤمن من الدنيا".
وفي رواية عن قتادة بن النعمان : "إذا أحب الله عبدا حماه في الدنيا كما يحمي أحدكم سقيمه الماء" .
أخرجه أحمد (5/427و489) ، والترمذي (2036)، والحاكم (4/309).
وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم: (282) .
قال المناوي في تعليقه على هذا الحديث : "إذا أحب الله عبداً حماه" ، أي حفظه من متاع الدنيا ، أي حال بينه وبين نعيمها وشهواتها ووقاه أن يتلوث بزهرتها لئلا يمرض قلبه بها وبمحبتها وممارستها ويألفها ويكره الآخرة "كما يحمي أي يمنع أحدكم سقيمه الماء" أي شربه إذا كان يضره ، وللماء حالة مشهورة في الحماية عند الأطباء بل هو منهي عنه للصحيح أيضاً إلا بأقل ممكن فإنه يبلد الخاطر ويضعف المعدة ، ولذلك أمروا بالتقليل منه وحموا المريض عنه فهو جلّ اسمه يذود من أحبه عنها حتى لا يتدنس بها وبقذارتها ولا يشرق بغصصها ، كيف وهي للكبار مؤذية وللعارفين شاغلة وللمريدين حائلة ولعامة المؤمنين قاطعة والله تعالى لأوليائه ناصر ولهم منها حافظ وان أرادوها . اهـ . في فيض القدير .
وعن ابن عباس ، أن النبي عاد رجلاً ، فقال له : "ما تشتهي"؟ فقال : أشتهي خبزَ بُرٍّ . وفي لفظ : أشتهي كعكاً ، فقال النبي : "من كان عنده خبز بر فليبعث إلى أخيه" ، ثم قال : "إذا اشتهى مريضُ أحدِكم شيئاً ، فليطعمه".
أخرجه ابن ماجة في الجنائز برقم (1439) ، باب ما جاء في عيادة المريض و(3440) من حديث ابن عباس . ضعفه الألباني في "ضعيف ابن ماجة" برقم (302) .
ما جاء في علاج الرّمد بالسكون والدعة ،
وترك الحكة ، والحمية مما يهيج الرمد
عن عبد الله بن مسعود ، قال لامرأته زينب وقد اشتكت عينها : لو فعلت كما فعل رسول الله كان خيراً لك وأجدر أن تشفي ، تنضحين في عينك الماء ، ثم تقولين : "أذهب البأس رب الناس ، أشف أنت الشافي،لا شفاء إلا شفاؤك،شفاءً لا يغادر سقماً". أخرجه أبو داود (3883) وابن ماجة (3530) . صحيح الجامع (855) .
إصلاح الطعام الذي يقع فيه الذباب
وإرشاده إلى دفع مضرات السموم بأضدادها
عن أبي هريرة ، أن رسول قال : "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم ، فامقلوه ،فإن في أحد جناحيه داءً ، وفي الآخر شفاء".
أخرجه البخاري (10/213) في الطب : باب إذا وقع الذباب في الإناء . وعن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله قال : "أحد جناحي الذباب سمٌّ ، والآخر شفاءٌ ، فإذا وقع في الطعام ، فامقلوه ، فإنه يقدم السمّ ، ويؤخر الشفاء".
أخرجه ابن ماجة (3504) . صحيح الجامع رقم (4234).
"فامقلوه" بضم القاف أي اغموه في الطعام أو الشراب ، والمقل الغمس ، وفي الآخر شفاء بكسر الشين ، وفي بعض النسخ مكانه دواء ، وإنه يتقي بجناحه الذي فيها الداء ، أي إنه يقدم بجناحه يقال اتقى بحق عمر إذا استقبله به وقدمه إليه ، ويجوز أن يكون معناه إنه يحفظ نفسه بتقديم ذلك الجناح من أذية تلحقه من حرارة ذلك الطعام . ذكره ابن الملك ، فليغمسه أي كل الذباب ليتعادل داؤه ودواؤه ، والحديث دليل ظاهر على جواز قتله دفعا لضرره وأنه يطرح ولا يؤكل ، وأن الذباب إذا مات في ماء فإنه لا ينجسه لأنه أمر بغمسه ، ومعلوم أنه يموت من ذلك ولا سيما إذا كان الطعام حارا فلو كان ينجسه لكان أمرا بإفساد الطعام وهو إنما أمر بإصلاحه ثم أدى هذا الحكم إلى كل مالا نفس له سائلة كالنحلة والزنبور والعنكبوت وأشباه ذلك . اهـ. عون المعبود (10/231) .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :
قال الإمام أبو عبد الله محمد المقدسي : وفي الذباب قوةٌ سميةٌ يدل عليها الورم والحكة العارضة عن لسعه وهي كالسلاح ، فإذا سقط فيما يؤذيه ألقاه بسلاحه ، وذكر غير واحد من الأطباء أن لسع الزنبور والعقرب إذا دلك موضعه بالذباب نفع منه نفعاً بيناً وسكنه ؛ لما فيه من الشفاء ، وإذا دلك به الورم الذي يخرج في شعر العين المسمى سعيرة بعد قطع رأس الذباب ، أبرأه.
هذا الحديث فيه أمران : أمر فقهي وأمر طبي فأما الفقهي فهو دليل ظاهر الدلالة جداً على أن الذباب إذا مات في ماء أو مائع فإنه لا ينجسه هذا قول جمهور العلماء ولا يعرف له مخالف في ذلك . اهـ .
الطب النبوي ، والآداب الشرعية (359).
إصلاح الطعام الذي يقع فيه الذباب
وإرشاده إلى دفع مضرات السموم بأضدادها
عن أبي هريرة ، أن رسول قال : "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم ، فامقلوه ،فإن في أحد جناحيه داءً ، وفي الآخر شفاء".
أخرجه البخاري (10/213) في الطب : باب إذا وقع الذباب في الإناء . وعن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله قال : "أحد جناحي الذباب سمٌّ ، والآخر شفاءٌ ، فإذا وقع في الطعام ، فامقلوه ، فإنه يقدم السمّ ، ويؤخر الشفاء".
أخرجه ابن ماجة (3504) . صحيح الجامع رقم (4234).
"فامقلوه" بضم القاف أي اغموه في الطعام أو الشراب ، والمقل الغمس ، وفي الآخر شفاء بكسر الشين ، وفي بعض النسخ مكانه دواء ، وإنه يتقي بجناحه الذي فيها الداء ، أي إنه يقدم بجناحه يقال اتقى بحق عمر إذا استقبله به وقدمه إليه ، ويجوز أن يكون معناه إنه يحفظ نفسه بتقديم ذلك الجناح من أذية تلحقه من حرارة ذلك الطعام . ذكره ابن الملك ، فليغمسه أي كل الذباب ليتعادل داؤه ودواؤه ، والحديث دليل ظاهر على جواز قتله دفعا لضرره وأنه يطرح ولا يؤكل ، وأن الذباب إذا مات في ماء فإنه لا ينجسه لأنه أمر بغمسه ، ومعلوم أنه يموت من ذلك ولا سيما إذا كان الطعام حارا فلو كان ينجسه لكان أمرا بإفساد الطعام وهو إنما أمر بإصلاحه ثم أدى هذا الحكم إلى كل مالا نفس له سائلة كالنحلة والزنبور والعنكبوت وأشباه ذلك . اهـ. عون المعبود (10/231) .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :
قال الإمام أبو عبد الله محمد المقدسي : وفي الذباب قوةٌ سميةٌ يدل عليها الورم والحكة العارضة عن لسعه وهي كالسلاح ، فإذا سقط فيما يؤذيه ألقاه بسلاحه ، وذكر غير واحد من الأطباء أن لسع الزنبور والعقرب إذا دلك موضعه بالذباب نفع منه نفعاً بيناً وسكنه ؛ لما فيه من الشفاء ، وإذا دلك به الورم الذي يخرج في شعر العين المسمى سعيرة بعد قطع رأس الذباب ، أبرأه.
هذا الحديث فيه أمران : أمر فقهي وأمر طبي فأما الفقهي فهو دليل ظاهر الدلالة جداً على أن الذباب إذا مات في ماء أو مائع فإنه لا ينجسه هذا قول جمهور العلماء ولا يعرف له مخالف في ذلك . اهـ .
الطب النبوي ، والآداب الشرعية (359).
ما جاء في علاج البثرة
عن بعض أزواج النبي قالت : دخل عليّ رسول الله وقد خرج في إصبعي بثرةٌ فقال : "عندك ذريرةٌ ؟"، قلت : نعم ، قال : "ضعيها عليها" وقولي: "اللهم مصغر الكبير،ومكبر الصغير ، صغر ما بي" .
الذريرة : دواء هندي من قصب الذريرة ، وهي حارة يابسة تنفع من أورام المعدة والكبد والاستسقاء ، وتقوي القلب .
والبثرة : خراج صغير يكون عن مادة حارة تدفعها الطبيعة.
أخرجه ابن السني (640) (ص237) وأحمد (5/370). ضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم (4120) .
وعن عائشة ، قالت : "طيبت رسول الله بيدي بذريرة في حجة الوداع للحل والإحرام" .أخرجه البخاري (10/313) في اللباس : باب الذريرة ، ومسلم (1189) في الحج : باب الطيب عند الإحرام .
يـتـبــع بـاذن اللــــــــه
الذريرة : دواء هندي من قصب الذريرة ، وهي حارة يابسة تنفع من أورام المعدة والكبد والاستسقاء ، وتقوي القلب .
والبثرة : خراج صغير يكون عن مادة حارة تدفعها الطبيعة.
أخرجه ابن السني (640) (ص237) وأحمد (5/370). ضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم (4120) .
وعن عائشة ، قالت : "طيبت رسول الله بيدي بذريرة في حجة الوداع للحل والإحرام" .أخرجه البخاري (10/313) في اللباس : باب الذريرة ، ومسلم (1189) في الحج : باب الطيب عند الإحرام .
يـتـبــع بـاذن اللــــــــه
المدير العام
مـنـتـديـات الـقـصـيـر الـبـحـر الأحـمــر :: المنتـــــــــــدى الديـــنــى :: الروحــانيــات و الطــب النبــــوى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى