ااخلاق اسلاميه
مـنـتـديـات الـقـصـيـر الـبـحـر الأحـمــر :: المنتـــــــــــدى الديـــنــى :: المنتــدى الاســلامى العـــام
صفحة 1 من اصل 1
ااخلاق اسلاميه
*في بداية الأمر
نرى أن الإسلام أوفى حقوقنا بأكمل وجه و في أجمل صورة فحث على الأخلاق الكريمة لما
لها من الآثار ايجابية على الإنسان و من الثمرات التي تنفعه هي أنه يعرف المرء غاية
الوجود الإنساني فالإنسان لم يخلق عبث فيجب أن يكون واعي و مصلحا و مزكيا لنفسه
فأقرب طريقه لوصله لصلاح هو تمسكه بالأركان الإسلامية صحيحة فترى الدين كله يرشد
إلى تمسك بالأخلاق في قوله تعالى "قد أفلح من زكها و قد خاب من دسها" الكمال يكتمل
بعد الأخلاق الحسنة الذي أراده الله و رسوله و أيضا أنها تدعو إلى الله عز وجل أي
تجدهم يتمسكون بالدين الله الواحد الأحد ليس فقط سبب دخول من اسلموا هو اقتناعهم بل
إعجابهم بما يحثه من الأخلاق والأدلة على ذلك كثيرة فخير مثال هو أفضل البشرية
الرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان محل إعجاب المشركين قبل البعثة،حتى شهدوا له
بالصدق و الأمانة عن ابن عباس-رضي الله عنهما- قال:لما نزلت هذه الآية :"و أنذر
عشيرتك الأقربين" قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم:" أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا
تخرج بسفح هذا الجبل ، أكنتم مصدقي؟"قالوا: ماجربنا عليك كذبا قال" فإني نذير لكم
بين يدي عذاب شديد" فكان الرسول قدوة حسنة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث
النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد ، فجاءت برجل من بني حنيفة ، يقال له ثمامة
بن أثال سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي صلى الله
عليه وسلم فقال :ماذا عندك ياثمامة؟ فقال: عندي خير يا محمد ، إن تقتلني تقتل ذا دم
، و إن تنعم تنعم على شاكر؟ و إن كنت تريد المال فسل منه ما شئت ،فتركه حتى كان
الغد ثم قال ماعندك ياثمامة فقال عندي ما قلت لك فقال : "أطلقوا ثمامة " فانطلق إلى
نخل قريب من المجسد ، فاغتسل ثم دخل المسجد فقال : "أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد
أن محمد رسول الله" ومن ثمراتها أيضا هي تقوية إرادة الإنسان عن طريق حثه بفعل
الخير وهذا ينتج عادة ملازمة له مما تصبح نفسه زكيه تحقق له سعادة حقيقة فنعرض لكم
قصة عن عوف بن مالك ، قال: قتل رجل من حمير رجلا من العدو ، فأراد سلبه فمنعه خالد
بن الوليد ، و كان واليا عليهم ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عوف بن مالك ،
فأخبره ، فقال لخالد: (مامنعك أن تعطيه سلبه؟ قال:استكثرته يارسول الله قال ادفعه
إليه فمر خالد بعوف فجر بردائه ثم قال هل أنجزت لك ماذكرت من رسول الله؟ فسمعه رسول
الله صلى الله عليه وسلم فاستغضب فقال : لاتعطه ياخالد لاتعطه ياخالد هل أنتم
تاركون لي أمرائي ؟ إنما مثلكم و مثلهم كمثل رجل استرعي إبلا أو غنما فرعاها ثم
تحين سقيها فأوردها حوضا فشرعت فيه فشربت صفوة وتركت كدره فصفوة لكم وكدره عليهم"
وفي قوله تعالى"ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه و منهم
مقتصد و منهم سابق للخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير" ولكن يختلف البعض في
تحصيل الأخلاق الطريق الأولى ألا وهي طريق موهوب و هو عطاء من الله سبحانه و تعالى
كما زكى الله تعالى عيسى عليه صلاة وسلام " قل إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلام
زكيا" الطريقة الثانية هي الكسب (المكسوب) أي التطبع فالدليل على صحة أن الأخلاق
تنقسم إلى قسمين لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن فيك لخلقين يحبهما الله"
قلت: و ما هما يارسول الله ؟ قال : "الحلم و الحياء" قلت :قديما كان أو حديثا ؟ قال
: (قديما ) قلت :الحمد لله الذي جلبني على خلقين أحبهما الله ) فالأفضل بلاشك هي
الهبة فهي فطري ثابت في الإنسان لاينبغي أن يجتهد لكسبه أما القسم الثاني هو بحاجه
إلى تربيه النفس و ممارسه عن طريق مواعظ و الخطب لتزكية النفس عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه ،
وينسى الجذع في عينه معترضا" فالعاقل: هو من ميز عيوب نفسه فغلبها و سعى في قمعها
والأحمق: هو الذي يجهل عيوب نفسه إما لقلة علمه و تمييزه و ضعف فكرته و إما لأنه
يقدر أن عيوبه خصال و هذا اشد عيب في الأرض)فمن أراد أن يعرف عيوب نفسه فله عن أربع
طرق أن يجلس بين يدي شيخ بصير بعيوب النفس حتى يساعد في معرفة عيوب نفسه و طرق
علاجها أن يطلب صديقا صدوقا بصيرا متدينا يلاحظ أفعاله و أقواله أن يستفيد من عيوبه
من السنة أعدائه أن يخالط الناس لأنه تساعد في معرفة صفاته المذمومة و المحمودة
فأحوال الناس تختلف من حال إلى حال فيكون أما أخلاقه كلها صالحه في كل الأحوال فهي
النفس زكية أما أن تكون أخلاقه كلها فاسدة في كل الأحوال فهي النفس الخبيثة أو يكون
أخلاقه صالحه في كل الأحوال فتتقلب كلها إلى الفساد في كل الأحوال أو أن تكون كل
أحواله فاسدة في كل أحوال فتنقلب إلى الصلاح في كل الأحوال أو يكون أخلاقه صالحة في
كل الأحوال و بعضها فاسدة فقد أعطته نفسه من صلاحها شطرا و منحته شطرا و هما
متنافران أو يكون كل أخلاقه صالحة في بعض الأوقات وبعضها فاسدة في بعض الأوقات
الأخرى فتردد النفس بينهما فالعقل مساعد و الهوى معتد و كل واحد منهما جاذب للنفس
لان العقل علم روحاني يقود إلى الخير والشهوة خلق بهيمي يقود إلى الشر فلصحبه لها
تأثير كبير في اكتساب الأخلاق و من أسباب تغير الأخلاق الحسنة هي الولاية و العزل
والهموم و الأمراض والغنى والفقر و علو السن و البغض الذي تنفر منه النفس.
*و
لكنه هناك طرق لكسب الأخلاق الحسنة 1-تصحيح العقيدة فالسلوك ثمرة لما يحمله الإنسان
من معتقد فالعقيدة هي السنة فالسنة هي الإيمان الجازم بالله تعالى و بما يجب
الإيمان له من التوحيد الله و الإيمان بملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و
القدر خيره وشره فإذا صحت العقيدة حسنت الأخلاق فالعقيدة الصحيحة عقيدة أهل السنة
والجماعة التي تحمل صاحبها على مكارم الأخلاق و تردعه من مساؤها قال الرسول صلى
الله عليه وسلم :"أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا "
2-الدعاء: لغة: ما يدعى به
الله سبحانه من القول رغب إليه و ابتهل و يقال دعا الله رجا منه الخير والاصطلاح هو
التوجه إلى الله بالرغبة إليه فيما عنده من الخير أما للثناء عليه و أما الابتهال
إليه بالسؤال لدفع ضر أو جلب نفع و كلها عبادة لله سبحانه و في الحديث " اللهم آت
نفوسنا تقواها، و زكها أنت خير من زكاها " 3-المجاهدة : لغة بذل ما في الوسع
والطاقة الاصطلاح اخذ النفس ببذل الطاقة و تحمل المشقة في دفع المضرة وتحصيل
المنفعة فالخلق الحسن نوع من الهداية يحصل عليه المرء بالمجاهدة و بذل الوسع فالعزم
الأكيد على الجهاد النفس لايعني بانقضاض على النفس بدفعه واحده فهذا مخالف لطبيعة
الإنسان والله تعالى أعلم بخلقه فعندما حرم الخمر و الربا حرمها بتدرج ليعلم أن
النفس البشرية لاتقتنع إلى بهذا الشكل فلابد له أولا: تقوية الهدف الباعث ثم العزم
و التصميم و الثقة بالنفس و عدم التردد حتى يصل إلى الهدف الصحيح و يصبح ذلك ملكة و
طبعا مألوفا فالإقلاع والتوبة يعتبر شرط من شروط تحسين الأخلاق.4-المحاسبة: وذلك
بتصفح أفعاله ونقد النفس إذا ارتكبت خلقا ذميما و حملها على ألا تعود إليه مرة أخرى
مع أخذ مبدأ الثواب فالمحاسبة تكميل لمقام التوبة والمراد بالمحاسبة الاستمرار على
حفظ التوبة حتى لايخرج عنها و كأنه وفاء بعقد التوبة فالعقوبة النفس المشروعة وهب
إلزام النفس بشيء يشق عليها فعله بشرط ألا يؤدي ذلك إلى ضرر بالجسم فمعاقبة النفس و
تعذبيها بحجة إصلاحها هذا يدل على انحراف في العقيدة فالعقوبة المشروعة التي يجوز
للعبد أن يأخذ بها في مجاهدة نفسه أن يلزمها الطاعة لله فأنفع العقوبات ما كان عملا
صالحا من الأعمال كالصدقة وصيام عدة أيام و غيرها 5- التفكر في الآثار المترتبة على
حسن الخلق فالتفكر : هي تصرف القلب في معاني الأشياء لدرك المطلوب و سراج القلب يرى
به خيره وشره و منافعه و مضاره و كل قلب لا تفكر فيه فهو في ظلمات يتخبط عن النواس
بن سمعان رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر و الإثم ؟
فقال: البر حسن الخلق و الإثم ما حاك في صدرك و كرهت أن يطلع عليه الناس" 6- النظر
في عواقب سوء الخلق التأمل ما يجلبه سوء الخلق من الأسف الدائم و الهم الملازم
والحسرة والندامة فذلك يدعو إلى المرء أن يقصر عن مساوئ الأخلاق وينبعث إلى محاسنها
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل للنبي الله صلى الله عليه وسلم: يارسول الله!
إن فلانة تقوم الليل و تصوم النهار و تفعل و تصدق و تؤذي جيرانها بلسانها؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لاخير فيها هي من أهل النار" قالوا وفلانة تصلي
المكتوبة و تصدق بأثوار (قطع من الأقط و هو لبن جامد ) و لاتؤذي أحدا فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم هي من أهل الجنة 7- علو الهمة: لغة: هي بالكسر : أول العزم
، و قد تطلق على العزم القوي ،فيقال: له همة عالية"الاصطلاح الهم هو عقد القلب على
فعل شيء قبل أن يفعل ، من خير أو شر و الهمة: توجه القلب و قصده بجميع قواه الروحية
إلى جانب الحق لحصول الكمال له أو لغيره" و المراد : أن همة العبد إذا تعلقت بالحق
تعالى طلبا صادقا خالصا محضا فتلك هي الهمة العالية فعلو الهمة يستلزم الجد و
الترفع عن الدنايا و محقرات الأمور عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال الرسول
الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله كريم يحب الكرم و معالي الأخلاق و يبغض سفسافها"
والهمة العالية ترفعه من أدنى دركات الحضيض إلى أعلى مقامات المجد فالعاقل لايستبدل
نعم الله عليه من الهداية إلى الظلال 8- الصبر لغة الحبس و الكف يقال صبرت نفسي على
ذلك الأمر أي:حبستها و منه قال تعالى "و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة و
العشي يريدون وجهه" في الاصطلاح هو حبس النفس عن الجزع و التسخط و الشكوى و عن
تشويش الجوارح وهم ثلاثة أنواع : صبر على طاعة الله ، و صبر عن معصية الله تعالى ،
و صبر على قضاء الله و قدره في البلاء. قال تعالى " يأيها الذين امنوا اصبروا
وصابرو ورابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون" فالصبر أحد الأركان الأساسية التي يقوم
عليها الخلق الحسن يربي المرء على الاحتمال و كظم الغيظ و كف الأذى و الحلم و
الأناة وغيرها. وعلى العاقل احتساب الأجر عند الله فهذا الأمر من أعظم ما يعين على
اكتساب الأخلاق الفاضلة قال تعالى "ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا
يعملون" 9- التواصي الحسن الخلق وذلك ببث فضائل حسن الخلق وبالتحذير من مساوئ
الأخلاق قوله تعالى "وتوصوا بالحق وتوصوا بالصبر" والربح الحقيقي للمسلم أن يكون له
ناصحون يوصونه بالخير و الاستقامة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم:"المؤمن مرآه المؤمن و المؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه
"
10- قبول النصح الهادف و النقد البناء: فهذا مما يعين على اكتساب الأخلاق
الفاضلة وما يبعث على التخلي عن الأخلاق الساقطة 11-أن يتخذ الناس مرآه لنفسه:
فالعاقل ينظر لغيره ويجعلهم مرآه لنفسه فكل ماكرهه و نفر عنه من قول أو فعل أو خلق
فليتجنبه و ما أحبه من ذلك و استحسنه فليفعله 12-مصاحبة الأخيار و أهل الأخلاق
الفاضلة فمجالستهم تكسب المرء الصلاح والتقوى لقول تعالى" يأيها الذين امنوا اتقوا
الله و كونوا مع الصدقين" وعن أبي موس الأشعري رضي الله عنه قال " مثل الجليس
الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد : لايعدمك من صاحب المسك إما
تشتريه أو تجد ريحه وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثة"
13-الاختلاف إلى أهل الحلم و الفضل و ذي المروءات كان أصحاب عبدا لله بن مسعود رضي
الله عنه يرحلون إليه فينظرون إلى سمته و هديه و دله قال : "فيتشبهون به" 14-قراءة
القرآن بتدبر و تعقل فهو الهدى والنور و هو الكتاب الأخلاق الأول و هو الذي يهدي
للتي هي أقوم و حسن الخلق من جملة ما يهدي إليه القرآن و في قوله تعالى "خذ العفو و
أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين" و قال تعالى أيضا"ذلك الكتاب لاريب فيه هدى لمتقين"
لأن القلوب لاتضيء و لاتشرق إلا بتلاوة القرآن والعمل به فالقرآن الكريم دستور
الأخلاق و لاتكاد تنتقل من صفحة إلى أخرى إلا وتجد التوجيهات الخلقية والإرشادات
التربوية فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى" 15- إدامة النظر في السيرة النبوية
السيرة لغة الطريقة و السنة الحميدة كانت أو ذميمة أو هي الحالة التي يكون عليها
الإنسان و غيره والاصطلاح معرفة جميع أحوال النبي صلى الله عليه وسلم على التفصيل
منذ ولادته بل و قبل ذلك إلى وفاته و ما يتصل بذلك قال تعالى " لقد كان لكم في رسول
الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا" ثمرات دراسة
السيرة النبوية هي دراسة السيرة النبوية يتم حسن الاقتداء به صلى الله عليه وسلم ،
وتحقيق محبة العبد لربه عزوجل والتي لاتتم إلا بإتباع رسول الله صلى الله عليه
ورسوله و لايأتي ذلك إلا بمعرفة شمائله ،و معرفة كثير من الأحكام الشرعية ،
وتطبيقها العملي، ومعرفة الناسخ من المنسوخ ، والاستفادة من العظات و العبرة
والدروس المبثوثة للفرد والمجتمع ومعرفة فضائل النبي صلى الله عليه وسلم وخصائصه و
دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم و معجزاته مما يزيد في الإيمان و يقويه ودراسة
السيرة النبوية تفيد و تعين على معرفة كثير من أسرار التشريع وحكمه وتفيد في معرفة
أسباب نزول الآيات و مناسبات بعض الأحاديث ويقف المسلم على شدة عداوة الكفار من
المشركين و المنافقين و أهل الكتاب للإسلام و المسلمين و طرق مخططاتهم و أهدافهم
كما يقف المسلم على جهاد النبي صلى الله عليه وسلم و جهاد أصحابه في كسر شوكة
الكفار و إزاحة جميع العقبات التي تحول دون وصول دعوة الله إلى كافة الناس.و معرفة
شمائل النبي صلى الله عليه وسلم فإنها تنبه الإنسان على مكارم الأخلاق وتذكره
بفضلها وتعينه على اكتسابها و الشمائل جمع الشمال و هي السجايا و الأخلاق التي كان
عليها النبي صلى الله عليه وسلم 16-النظر في سير الصحابة الكرام و أهل الفضل و
الحلم السلف الصالح هم الذين ورثوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هديه وسمته
وخلقه والاطلاع على أحولهم يبعث على الاقتداء الله بهديهم قال تعالى" من المؤمنين
رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و مابدلوا
تبديلا" 17-مطالعة كتب الآداب الشرعية مطالعة كتب الآداب الشرعية فيها تربية على
مكارم الأخلاق وتذكرة بفضلها وتعين العاقل على اكتسابها و لكن بشرط الأول : أن يحصل
له من فهم مقاصد ذلك العلم المطلوب و من مشافهة العلماء أو مما هو راجع إليه و
الكتب وحدها لاتفيد الطالب منها شيئا دون فتح العلماء و هو مشاهد معتاد و الشرط
الآخر أن يتحرى كتب المتقدمين من أهل العلم المراد فإنهم أقعد من غيرهم من
المتأخرين 18- الاعتبار بحوادث التاريخ النظر في تقلبات الحياة و ما فيها من عبر
معين ثر لكل عاقل يريد النجاة بنفسه إلى سفينة الأخلاق والتاريخ و ما فيه من تجارب
باعث رئيس لمن يحب اكتساب الأخلاق الحسنة.
ما يحصل للإنسان من التجارب و المعرفة
بالحوادث فيزداد بذلك عقلا يعني المطبوع العقل الغريزي الذي خلقه الله تعالى
للإنسان و بالمسموع ما يزداد به العقل الغريزي من التجربة ، و جعله عقلا ثانيا
توسعا و تعظيما له و إلا فهو زيادة في عقله الأول و منها أن العاقل اللبيب هو الذي
يفكر ويعلم بأن الدنيا باختصار اختبار لآخره و أن الدنيا فانية و يفنى من معها و لا
يبقى ألا عمله الصالح ومنها أيضا التخلق بالصبر والتأسي بنظرته لمن أصابوا بهذه
الدنيا من مصائب كثيرة قال الله تعالى " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى
السمع و هو شهيد"
نرى أن الإسلام أوفى حقوقنا بأكمل وجه و في أجمل صورة فحث على الأخلاق الكريمة لما
لها من الآثار ايجابية على الإنسان و من الثمرات التي تنفعه هي أنه يعرف المرء غاية
الوجود الإنساني فالإنسان لم يخلق عبث فيجب أن يكون واعي و مصلحا و مزكيا لنفسه
فأقرب طريقه لوصله لصلاح هو تمسكه بالأركان الإسلامية صحيحة فترى الدين كله يرشد
إلى تمسك بالأخلاق في قوله تعالى "قد أفلح من زكها و قد خاب من دسها" الكمال يكتمل
بعد الأخلاق الحسنة الذي أراده الله و رسوله و أيضا أنها تدعو إلى الله عز وجل أي
تجدهم يتمسكون بالدين الله الواحد الأحد ليس فقط سبب دخول من اسلموا هو اقتناعهم بل
إعجابهم بما يحثه من الأخلاق والأدلة على ذلك كثيرة فخير مثال هو أفضل البشرية
الرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان محل إعجاب المشركين قبل البعثة،حتى شهدوا له
بالصدق و الأمانة عن ابن عباس-رضي الله عنهما- قال:لما نزلت هذه الآية :"و أنذر
عشيرتك الأقربين" قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم:" أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا
تخرج بسفح هذا الجبل ، أكنتم مصدقي؟"قالوا: ماجربنا عليك كذبا قال" فإني نذير لكم
بين يدي عذاب شديد" فكان الرسول قدوة حسنة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث
النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد ، فجاءت برجل من بني حنيفة ، يقال له ثمامة
بن أثال سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي صلى الله
عليه وسلم فقال :ماذا عندك ياثمامة؟ فقال: عندي خير يا محمد ، إن تقتلني تقتل ذا دم
، و إن تنعم تنعم على شاكر؟ و إن كنت تريد المال فسل منه ما شئت ،فتركه حتى كان
الغد ثم قال ماعندك ياثمامة فقال عندي ما قلت لك فقال : "أطلقوا ثمامة " فانطلق إلى
نخل قريب من المجسد ، فاغتسل ثم دخل المسجد فقال : "أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد
أن محمد رسول الله" ومن ثمراتها أيضا هي تقوية إرادة الإنسان عن طريق حثه بفعل
الخير وهذا ينتج عادة ملازمة له مما تصبح نفسه زكيه تحقق له سعادة حقيقة فنعرض لكم
قصة عن عوف بن مالك ، قال: قتل رجل من حمير رجلا من العدو ، فأراد سلبه فمنعه خالد
بن الوليد ، و كان واليا عليهم ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عوف بن مالك ،
فأخبره ، فقال لخالد: (مامنعك أن تعطيه سلبه؟ قال:استكثرته يارسول الله قال ادفعه
إليه فمر خالد بعوف فجر بردائه ثم قال هل أنجزت لك ماذكرت من رسول الله؟ فسمعه رسول
الله صلى الله عليه وسلم فاستغضب فقال : لاتعطه ياخالد لاتعطه ياخالد هل أنتم
تاركون لي أمرائي ؟ إنما مثلكم و مثلهم كمثل رجل استرعي إبلا أو غنما فرعاها ثم
تحين سقيها فأوردها حوضا فشرعت فيه فشربت صفوة وتركت كدره فصفوة لكم وكدره عليهم"
وفي قوله تعالى"ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه و منهم
مقتصد و منهم سابق للخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير" ولكن يختلف البعض في
تحصيل الأخلاق الطريق الأولى ألا وهي طريق موهوب و هو عطاء من الله سبحانه و تعالى
كما زكى الله تعالى عيسى عليه صلاة وسلام " قل إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلام
زكيا" الطريقة الثانية هي الكسب (المكسوب) أي التطبع فالدليل على صحة أن الأخلاق
تنقسم إلى قسمين لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن فيك لخلقين يحبهما الله"
قلت: و ما هما يارسول الله ؟ قال : "الحلم و الحياء" قلت :قديما كان أو حديثا ؟ قال
: (قديما ) قلت :الحمد لله الذي جلبني على خلقين أحبهما الله ) فالأفضل بلاشك هي
الهبة فهي فطري ثابت في الإنسان لاينبغي أن يجتهد لكسبه أما القسم الثاني هو بحاجه
إلى تربيه النفس و ممارسه عن طريق مواعظ و الخطب لتزكية النفس عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه ،
وينسى الجذع في عينه معترضا" فالعاقل: هو من ميز عيوب نفسه فغلبها و سعى في قمعها
والأحمق: هو الذي يجهل عيوب نفسه إما لقلة علمه و تمييزه و ضعف فكرته و إما لأنه
يقدر أن عيوبه خصال و هذا اشد عيب في الأرض)فمن أراد أن يعرف عيوب نفسه فله عن أربع
طرق أن يجلس بين يدي شيخ بصير بعيوب النفس حتى يساعد في معرفة عيوب نفسه و طرق
علاجها أن يطلب صديقا صدوقا بصيرا متدينا يلاحظ أفعاله و أقواله أن يستفيد من عيوبه
من السنة أعدائه أن يخالط الناس لأنه تساعد في معرفة صفاته المذمومة و المحمودة
فأحوال الناس تختلف من حال إلى حال فيكون أما أخلاقه كلها صالحه في كل الأحوال فهي
النفس زكية أما أن تكون أخلاقه كلها فاسدة في كل الأحوال فهي النفس الخبيثة أو يكون
أخلاقه صالحه في كل الأحوال فتتقلب كلها إلى الفساد في كل الأحوال أو أن تكون كل
أحواله فاسدة في كل أحوال فتنقلب إلى الصلاح في كل الأحوال أو يكون أخلاقه صالحة في
كل الأحوال و بعضها فاسدة فقد أعطته نفسه من صلاحها شطرا و منحته شطرا و هما
متنافران أو يكون كل أخلاقه صالحة في بعض الأوقات وبعضها فاسدة في بعض الأوقات
الأخرى فتردد النفس بينهما فالعقل مساعد و الهوى معتد و كل واحد منهما جاذب للنفس
لان العقل علم روحاني يقود إلى الخير والشهوة خلق بهيمي يقود إلى الشر فلصحبه لها
تأثير كبير في اكتساب الأخلاق و من أسباب تغير الأخلاق الحسنة هي الولاية و العزل
والهموم و الأمراض والغنى والفقر و علو السن و البغض الذي تنفر منه النفس.
*و
لكنه هناك طرق لكسب الأخلاق الحسنة 1-تصحيح العقيدة فالسلوك ثمرة لما يحمله الإنسان
من معتقد فالعقيدة هي السنة فالسنة هي الإيمان الجازم بالله تعالى و بما يجب
الإيمان له من التوحيد الله و الإيمان بملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و
القدر خيره وشره فإذا صحت العقيدة حسنت الأخلاق فالعقيدة الصحيحة عقيدة أهل السنة
والجماعة التي تحمل صاحبها على مكارم الأخلاق و تردعه من مساؤها قال الرسول صلى
الله عليه وسلم :"أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا "
2-الدعاء: لغة: ما يدعى به
الله سبحانه من القول رغب إليه و ابتهل و يقال دعا الله رجا منه الخير والاصطلاح هو
التوجه إلى الله بالرغبة إليه فيما عنده من الخير أما للثناء عليه و أما الابتهال
إليه بالسؤال لدفع ضر أو جلب نفع و كلها عبادة لله سبحانه و في الحديث " اللهم آت
نفوسنا تقواها، و زكها أنت خير من زكاها " 3-المجاهدة : لغة بذل ما في الوسع
والطاقة الاصطلاح اخذ النفس ببذل الطاقة و تحمل المشقة في دفع المضرة وتحصيل
المنفعة فالخلق الحسن نوع من الهداية يحصل عليه المرء بالمجاهدة و بذل الوسع فالعزم
الأكيد على الجهاد النفس لايعني بانقضاض على النفس بدفعه واحده فهذا مخالف لطبيعة
الإنسان والله تعالى أعلم بخلقه فعندما حرم الخمر و الربا حرمها بتدرج ليعلم أن
النفس البشرية لاتقتنع إلى بهذا الشكل فلابد له أولا: تقوية الهدف الباعث ثم العزم
و التصميم و الثقة بالنفس و عدم التردد حتى يصل إلى الهدف الصحيح و يصبح ذلك ملكة و
طبعا مألوفا فالإقلاع والتوبة يعتبر شرط من شروط تحسين الأخلاق.4-المحاسبة: وذلك
بتصفح أفعاله ونقد النفس إذا ارتكبت خلقا ذميما و حملها على ألا تعود إليه مرة أخرى
مع أخذ مبدأ الثواب فالمحاسبة تكميل لمقام التوبة والمراد بالمحاسبة الاستمرار على
حفظ التوبة حتى لايخرج عنها و كأنه وفاء بعقد التوبة فالعقوبة النفس المشروعة وهب
إلزام النفس بشيء يشق عليها فعله بشرط ألا يؤدي ذلك إلى ضرر بالجسم فمعاقبة النفس و
تعذبيها بحجة إصلاحها هذا يدل على انحراف في العقيدة فالعقوبة المشروعة التي يجوز
للعبد أن يأخذ بها في مجاهدة نفسه أن يلزمها الطاعة لله فأنفع العقوبات ما كان عملا
صالحا من الأعمال كالصدقة وصيام عدة أيام و غيرها 5- التفكر في الآثار المترتبة على
حسن الخلق فالتفكر : هي تصرف القلب في معاني الأشياء لدرك المطلوب و سراج القلب يرى
به خيره وشره و منافعه و مضاره و كل قلب لا تفكر فيه فهو في ظلمات يتخبط عن النواس
بن سمعان رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر و الإثم ؟
فقال: البر حسن الخلق و الإثم ما حاك في صدرك و كرهت أن يطلع عليه الناس" 6- النظر
في عواقب سوء الخلق التأمل ما يجلبه سوء الخلق من الأسف الدائم و الهم الملازم
والحسرة والندامة فذلك يدعو إلى المرء أن يقصر عن مساوئ الأخلاق وينبعث إلى محاسنها
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل للنبي الله صلى الله عليه وسلم: يارسول الله!
إن فلانة تقوم الليل و تصوم النهار و تفعل و تصدق و تؤذي جيرانها بلسانها؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لاخير فيها هي من أهل النار" قالوا وفلانة تصلي
المكتوبة و تصدق بأثوار (قطع من الأقط و هو لبن جامد ) و لاتؤذي أحدا فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم هي من أهل الجنة 7- علو الهمة: لغة: هي بالكسر : أول العزم
، و قد تطلق على العزم القوي ،فيقال: له همة عالية"الاصطلاح الهم هو عقد القلب على
فعل شيء قبل أن يفعل ، من خير أو شر و الهمة: توجه القلب و قصده بجميع قواه الروحية
إلى جانب الحق لحصول الكمال له أو لغيره" و المراد : أن همة العبد إذا تعلقت بالحق
تعالى طلبا صادقا خالصا محضا فتلك هي الهمة العالية فعلو الهمة يستلزم الجد و
الترفع عن الدنايا و محقرات الأمور عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال الرسول
الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله كريم يحب الكرم و معالي الأخلاق و يبغض سفسافها"
والهمة العالية ترفعه من أدنى دركات الحضيض إلى أعلى مقامات المجد فالعاقل لايستبدل
نعم الله عليه من الهداية إلى الظلال 8- الصبر لغة الحبس و الكف يقال صبرت نفسي على
ذلك الأمر أي:حبستها و منه قال تعالى "و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة و
العشي يريدون وجهه" في الاصطلاح هو حبس النفس عن الجزع و التسخط و الشكوى و عن
تشويش الجوارح وهم ثلاثة أنواع : صبر على طاعة الله ، و صبر عن معصية الله تعالى ،
و صبر على قضاء الله و قدره في البلاء. قال تعالى " يأيها الذين امنوا اصبروا
وصابرو ورابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون" فالصبر أحد الأركان الأساسية التي يقوم
عليها الخلق الحسن يربي المرء على الاحتمال و كظم الغيظ و كف الأذى و الحلم و
الأناة وغيرها. وعلى العاقل احتساب الأجر عند الله فهذا الأمر من أعظم ما يعين على
اكتساب الأخلاق الفاضلة قال تعالى "ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا
يعملون" 9- التواصي الحسن الخلق وذلك ببث فضائل حسن الخلق وبالتحذير من مساوئ
الأخلاق قوله تعالى "وتوصوا بالحق وتوصوا بالصبر" والربح الحقيقي للمسلم أن يكون له
ناصحون يوصونه بالخير و الاستقامة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم:"المؤمن مرآه المؤمن و المؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه
"
10- قبول النصح الهادف و النقد البناء: فهذا مما يعين على اكتساب الأخلاق
الفاضلة وما يبعث على التخلي عن الأخلاق الساقطة 11-أن يتخذ الناس مرآه لنفسه:
فالعاقل ينظر لغيره ويجعلهم مرآه لنفسه فكل ماكرهه و نفر عنه من قول أو فعل أو خلق
فليتجنبه و ما أحبه من ذلك و استحسنه فليفعله 12-مصاحبة الأخيار و أهل الأخلاق
الفاضلة فمجالستهم تكسب المرء الصلاح والتقوى لقول تعالى" يأيها الذين امنوا اتقوا
الله و كونوا مع الصدقين" وعن أبي موس الأشعري رضي الله عنه قال " مثل الجليس
الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد : لايعدمك من صاحب المسك إما
تشتريه أو تجد ريحه وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثة"
13-الاختلاف إلى أهل الحلم و الفضل و ذي المروءات كان أصحاب عبدا لله بن مسعود رضي
الله عنه يرحلون إليه فينظرون إلى سمته و هديه و دله قال : "فيتشبهون به" 14-قراءة
القرآن بتدبر و تعقل فهو الهدى والنور و هو الكتاب الأخلاق الأول و هو الذي يهدي
للتي هي أقوم و حسن الخلق من جملة ما يهدي إليه القرآن و في قوله تعالى "خذ العفو و
أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين" و قال تعالى أيضا"ذلك الكتاب لاريب فيه هدى لمتقين"
لأن القلوب لاتضيء و لاتشرق إلا بتلاوة القرآن والعمل به فالقرآن الكريم دستور
الأخلاق و لاتكاد تنتقل من صفحة إلى أخرى إلا وتجد التوجيهات الخلقية والإرشادات
التربوية فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى" 15- إدامة النظر في السيرة النبوية
السيرة لغة الطريقة و السنة الحميدة كانت أو ذميمة أو هي الحالة التي يكون عليها
الإنسان و غيره والاصطلاح معرفة جميع أحوال النبي صلى الله عليه وسلم على التفصيل
منذ ولادته بل و قبل ذلك إلى وفاته و ما يتصل بذلك قال تعالى " لقد كان لكم في رسول
الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا" ثمرات دراسة
السيرة النبوية هي دراسة السيرة النبوية يتم حسن الاقتداء به صلى الله عليه وسلم ،
وتحقيق محبة العبد لربه عزوجل والتي لاتتم إلا بإتباع رسول الله صلى الله عليه
ورسوله و لايأتي ذلك إلا بمعرفة شمائله ،و معرفة كثير من الأحكام الشرعية ،
وتطبيقها العملي، ومعرفة الناسخ من المنسوخ ، والاستفادة من العظات و العبرة
والدروس المبثوثة للفرد والمجتمع ومعرفة فضائل النبي صلى الله عليه وسلم وخصائصه و
دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم و معجزاته مما يزيد في الإيمان و يقويه ودراسة
السيرة النبوية تفيد و تعين على معرفة كثير من أسرار التشريع وحكمه وتفيد في معرفة
أسباب نزول الآيات و مناسبات بعض الأحاديث ويقف المسلم على شدة عداوة الكفار من
المشركين و المنافقين و أهل الكتاب للإسلام و المسلمين و طرق مخططاتهم و أهدافهم
كما يقف المسلم على جهاد النبي صلى الله عليه وسلم و جهاد أصحابه في كسر شوكة
الكفار و إزاحة جميع العقبات التي تحول دون وصول دعوة الله إلى كافة الناس.و معرفة
شمائل النبي صلى الله عليه وسلم فإنها تنبه الإنسان على مكارم الأخلاق وتذكره
بفضلها وتعينه على اكتسابها و الشمائل جمع الشمال و هي السجايا و الأخلاق التي كان
عليها النبي صلى الله عليه وسلم 16-النظر في سير الصحابة الكرام و أهل الفضل و
الحلم السلف الصالح هم الذين ورثوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هديه وسمته
وخلقه والاطلاع على أحولهم يبعث على الاقتداء الله بهديهم قال تعالى" من المؤمنين
رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و مابدلوا
تبديلا" 17-مطالعة كتب الآداب الشرعية مطالعة كتب الآداب الشرعية فيها تربية على
مكارم الأخلاق وتذكرة بفضلها وتعين العاقل على اكتسابها و لكن بشرط الأول : أن يحصل
له من فهم مقاصد ذلك العلم المطلوب و من مشافهة العلماء أو مما هو راجع إليه و
الكتب وحدها لاتفيد الطالب منها شيئا دون فتح العلماء و هو مشاهد معتاد و الشرط
الآخر أن يتحرى كتب المتقدمين من أهل العلم المراد فإنهم أقعد من غيرهم من
المتأخرين 18- الاعتبار بحوادث التاريخ النظر في تقلبات الحياة و ما فيها من عبر
معين ثر لكل عاقل يريد النجاة بنفسه إلى سفينة الأخلاق والتاريخ و ما فيه من تجارب
باعث رئيس لمن يحب اكتساب الأخلاق الحسنة.
ما يحصل للإنسان من التجارب و المعرفة
بالحوادث فيزداد بذلك عقلا يعني المطبوع العقل الغريزي الذي خلقه الله تعالى
للإنسان و بالمسموع ما يزداد به العقل الغريزي من التجربة ، و جعله عقلا ثانيا
توسعا و تعظيما له و إلا فهو زيادة في عقله الأول و منها أن العاقل اللبيب هو الذي
يفكر ويعلم بأن الدنيا باختصار اختبار لآخره و أن الدنيا فانية و يفنى من معها و لا
يبقى ألا عمله الصالح ومنها أيضا التخلق بالصبر والتأسي بنظرته لمن أصابوا بهذه
الدنيا من مصائب كثيرة قال الله تعالى " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى
السمع و هو شهيد"
حنينى انا
مـنـتـديـات الـقـصـيـر الـبـحـر الأحـمــر :: المنتـــــــــــدى الديـــنــى :: المنتــدى الاســلامى العـــام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى